الجزيرة:
2024-10-04@23:52:37 GMT

تاريخ غزة لعارف العارف.. جولة في عروس مدن الشرق

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

تاريخ غزة لعارف العارف.. جولة في عروس مدن الشرق

لم يعِش الصحفي والمؤرخ الفلسطيني عارف العارف المولود في مدينة القدس في 1891 والمتوفى في رام الله في 1973 ليرى أن الوحدة العربية التي كان مبتهجا بقرب تحققها قد غدت حلما بعيد التحقق، وأن الدولة القُطْرية التي بشّر بزوالها قد قسمت وغدت دولا.

كذلك لم يدر في خلده، وهو الذي بشّر بالوحدة في مقدمة كتابه "تاريخ غزة" (الدار الأهلية للنشر، 2024) أن غزة التي أرّخ لها وشرح في كتابه -الصادر لأول مرة في أربعينيات القرن الماضي- تطور صناعتها في قرن غابر، تغدو الآن أطلالا.

وأن سكانها الذين بنوها وأحفادهم قد مزقتهم طائرات المحتل الإسرائيلي، بل ودُفن كثير منهم تحت ركامها.

غزة رفيقة العصور

في كتابه يستكمل العارف رسالته في تعريف القارئ العربي بفلسطين استكمالا لكتابيه "القضاء بين البدو"، و"تاريخ بئر السبع وقبائلها".

المؤرخ والسياسي الفلسطيني عارف العارف يتوسط مشايخ بئر السبع (الجزيرة)

ولد العارف في القدس، ودرس في إسطنبول، وحارب في الجيش العثماني، وأُسر في سيبيريا ليعود بعد الثورة الروسية إلى فلسطين، وحرّر أول صحيفة وطنية فلسطينية نُشرت بعد الحرب العالمية الأولى؛ وهي جريدة "سوريا الجنوبية".

وفي الكتاب الذي يقع في زهاء 460 صفحة يرى الكاتب أن "غزة ليست بنت قرن من القرون، أو وليدة عصر من العصور، وإنما هي بنت الأجيال المنصرمة كلها، ورفيقة العصور الفائتة كلها من اليوم الذي سطّر التاريخ فيه صحائفه الأولى".

وعن تاريخ غزة يضيف المؤرخ أنه "تاريخ مجيد لأنها صمدت لنوائب الزمان بجميع أنواعها، حتى إنه لم يبق غازٍ من الغزاة المتقدمين أو المتاخرين إلا ونازلته، فإما أن يكون قد صرعها، وإما هي صرعته".

بناها الأقدمون

ويطوف الكتاب في تاريخ المدينة القديم التي بناها الأقدمون والعرب أول من ارتادها وغشي أسواقها، وهم من حمل إليها بضائعهم وسلعهم من الطيب والبهار والبخور وغيرها.

وغزة من أقدم مدن العالم، كما يؤرخ الكتاب، سكنها أولا الكنعانيون وهم من الشعوب "الساميّة"، وتنسبهم رواية التوراة إلى حام بن نوح، وفي رواية أخرى أن غزة كانت قائمة في هذا الوجود عندما احتلها الكنعانيون وأخذوها من العموريين.

كما كانت غزة طوال تاريخها على صلة بمصر، ويعرض العارف طرفا لصلة المدينة بالفراعنة والملوك الرعاة الذين حكموا مصر (الهكسوس)، وعلاقتها بالفلسطينيين الأوائل.

سد منيع

وفي التاريخ القديم يروي عن علاقة غزة باليهود فهم وإن نجحوا في دخول فلسطين، "إلا أنهم لم يتمكنوا من إخضاع غزة وإذلالها، فظلت بعيدة عن نفوذهم" كما يقول.

ويورد طرفا من أسفار العهد القديم التي ورد فيها ذكر غزة، ومنها الإصحاح الأول من سفر عاموس حيث كانت غزة من أمهات المدن الفلسطينية التي التي وقفت سدا منيعا في وجوههم، وأبت الخضوع لحكمهم وكانت الحرب سجالا بين الفريقين.

ويتوقف العارف عند غزة في أيامه المعاصرة -في أربعينيات القرن الفائت- فيقول "إنها من أجمل المدن الفلسطينية الواقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وفيها حدائق غناء، وحول المدينة القديمة بساتين تزرع فيها جميع أنواع الخضار وأشجار الفاكهة، ماؤها عذب وهواؤها عليل. إنك إذا جئتها صيفا وجدتها أحسن مصيف، وإذا نزلتها شتاء وجدتها أبدع مشتى في فلسطين".

أغنى مدن فلسطين

ويعرض للتقدم والتطور في المدينة قبل النكبة واحتلال غزة، ويرى أنها قد تكون أغنى مدن فلسطين في أربعينيات القرن المنصرم، وهي من أهم الأسواق الفلسطينية لتصريف المنتجات الزراعية، وتأتي بعد مدينة اللد الفلسطينية من هذه الناحية، كما أن موقعها على البحر والسهل والبادية زادها أهمية، ومنحها ذلك الغنى.

ويسجل العارف أن عدد سكان غزة في أربعينيات القرن العشرين قد وصل إلى 33 ألف نسمة، وربما فاق عدد سكانه أكثر من الذين قطنوا القدس، لكن تتابع الغزوات أدى إلى تناقص عدد سكانها مرات عدة.

كما شهدت المدينة نهضة تعليمية كبيرة وعددا كبيرا من المدارس؛ بل إن المدينة شهدت وجود مدرسة خاصة بالمكفوفين قبل الحرب العالمية في 1914، والغاية منها تعليمهم القرآن الكريم وسُمّيت بالمدرسة الهاشمية.

وعلى صعيد المساجد والجوامع فإن غزة -حسب الكاتب- قد تكون أغنى المدن العربية الإسلامية في الشرق بجوامعها ومساجدها، بعضها قديم جاء ذكره في كتب التاريخ وبعضها بُني بعد ذلك.

ويذكر المؤلف من مساجدها القديمة التي ذكرها في كتابه مسجد الجامع العمري الكبير، وجامع السيد هاشم، والشمعة، وغيرها كثير.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم ويحتفي بـ17 من مبدعي عروس البحر

نظمت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، برئاسة الناقد الفني الأمير أباظة، مساء اليوم الجمعة، ندوة واحتفالية تكريم 17 من مبدعي الإسكندرية.

الندوة أدارها المخرج محمد السماحي بحضور رئيس المهرجان الناقد السينمائي الأمير أباظة، والإعلامية الكبيرة إيناس جوهر، وقدمت الحفل الإعلامية غادة شاهين ، وذلك في إحدى قاعات فندق هيلنان المعمورة شرق الإسكندرية.

شمل التكريم كل من: الفنان رضا ادريس، والفنانة عارفة عبد الرسول، الدكتورة حنان يوسف عميدة كلية الإعلام بالأكاديمية البحرية، والفنان علي الجندي.

كما جرى تكريم كل من: الفنان إبراهيم الملاح، المخرج المسرحي أبو الحسن سلام، المخرج حمدي ابو العلا، الشاعر عماد حسن، الفنان خالد محروس، بدرية طلبة، عمر المحمود، المخرج حسام العزازي، الفنان المخرج محمد مرسي، الفنان إبراهيم الفرن.

كما تم تكريم عدد من أسماء الفنانين الراحلين وهم: السيناريست الراحل مؤمن عبده، والفنان ياسر الشرقاوي، والفنان الراحل إبراهيم عبد الشفيع.

وقال الأمير أباظة، رئيس المهرجان، إنن فكرة تكريم مبدعي الإسكندرية تقام للمرة الأولى، مشيرا إلى أن عروس البحر هي منبع للنجوم فأهل المدينة ثقافتهم فن، لافتاً إلى أن أول فيلم جرى تصويره في المدينة وكانت منبت للكثير من كبار صناع الفن فهي عاصمة الفن في العالم.

واضاف: "الإسكندرية هي طريق النجاح لأي فنان، ومن بعلم كيفية مزاج الشعب السكندري سينجح بالتأكيد".

وأشار إلى أن الإسكندرية تضم عدد كبير من الفنانين الجيدين ومنهم من لم تسمح لهم ظروفهم الخروج إلى القاهرة، وهناك من ذهب وعاد مجددا زمنهم المبدع الكبير جلال حرب، علاوة على أن المدينة تضم الكثير من الكتاب والشعراء والمبدعين في كافة المجالات.

وتابع: "الأديب السكندري مظلوم لأن القاهرة تستحوذ على كل شيء وهي من تصنع النجومية، ولو ظللت اقول اسماء مبدعين سنتحدث للعام المقبل.

وتحدث الفنان والمخرج علي الجندي عن مبدعي الاسكندرية، معرباً عن سعادته البالغة لتكريم مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط الفنانين السكندريين وذلك للمرة الأولى في تاريخ المهرجان العريق.

وأكد الجندي على دعم مبدعي وفناني الإسكندرية الدائمة لمهرجان لدوره في وضع الإسكندرية على الخريطة الفنية العالمية، مطالبا أن يكون الدور سكندري أكبر عمقاً خلال الدورات المقبلة من المهرجان.

وقال مدير التصوير الدكتور سمير فرج، إن الإسكندرية دائما ما كانت بالنسبة للمنتجين وصناع السينما بمثابة مقياس لنجاح الأفلام، فالفيلم الذي يحقق إيرادات بها ينجح بكل مذهل، مؤكدا أن الفن بالنسبة السكندريين مثل الهواء وقادرين دائماً على تذوق الفن الجيد.

 

مقالات مشابهة

  • مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم 17 من مبدعي عروس البحر
  • مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم ويحتفي بـ17 من مبدعي عروس البحر
  • وزير خارجية فرنسا يبدأ جولة شرق أوسطية
  • مقررة أممية تطالب الجامعات بـ مراجعة السياسات القمعية التي تستهدف التضامن مع فلسطين
  • باحثة سياسية: الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تسير الأمور في الشرق الأوسط
  • عميد بلدية سبها: أكثر من 3 آلاف منزل متضرر جراء سيول الأمطار الأخيرة التي شهدتها المدينة
  • و أنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب
  • إيلام الفيلية.. الحرائق وغياب الثقافة البيئية يهددان غابات عروس زاغروس
  • ديفيد هيرست: الفوضى التي تبثها إسرائيل في الشرق الأوسط ستعود لتلاحقها
  • عروس توثق زفتها من مطار القاهرة إلى زواجها في أبها .. فيديو