أرادت حياة طبيعية.. قصة سارينا ذات الـ16 عاما التي قتلها النظام بإيران
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
في 16 سبتمبر 2022، توفيت مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما أثناء احتجازها لدى الشرطة في طهران، بعدما أوقفتها الشرطة لعدم احترامها قواعد اللباس في البلاد.
وأثار مقتلها موجة احتجاجات واسعة في جميع أنحاء إيران، وهي الأحدث في سلسلة من الانتفاضات التي تحدّت النظام الإسلامي في البلاد، على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية.
وفي الأسابيع التالية، قُتل عشرات المتظاهرين على يد النظام، وكان الكثير منهم من الشباب والمراهقين. وفي معظم الحالات، تم الإبلاغ عن وفاتهم في وسائل الإعلام مع القليل من التفاصيل.
أصيب فؤاد قديمي، وهو أب لطفلين في ديفانداره، برصاصة في بطنه يوم 21 سبتمبر وتوفي بعد يومين؛ ذكرت المقالات الإخبارية أنه كان يمتلك مغسلة ملابس، وتذكره الناس من بلدته على أنه ذكي.
اختفت نيكا شاهكرامي، فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا، في 22 سبتمبر قبل أن تظهر جثتها في المشرحة بعد أسبوع. كانت تحب الرسم، ودرست في مدرسة ثانوية للفنون وعملت في مقهى.
ولكن ما الذي يكمن وراء الجمل القليلة التي تورد في تقارير الأخبار؟ من هم المحتجون الإيرانيون حقا؟ إجابة على هذا السؤال، تسلط صحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على الشابة إسماعيل زاده، التي قتلت خلال الاحتجاجات، تاركة وراءها فيديوهات ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وثقت لحظات من حياتها، تكشف ملامح من شخصيتها وحياتها.
يوميات سارينا المصورةكانت سارينا إسماعيل زاده تبلغ من العمر 16 عاما عندما تعرضت للضرب حتى الموت على أيدي قوات الأمن، بينما كانت تسير جنبا إلى جنب مع مئات المتظاهرين الآخرين في كرج، غرب إيران، بتاريخ 23 سبتمبر.
ومثل العديد من الإيرانيين من الجيل "Z"، كانت سارينا تستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي بحماس، حيث قامت بتوثيق تقلبات المراهقة وآمالها وقلقها بشأن المستقبل وروتينها اليومي. وكانت هذه المشاركات بمثابة مذكراتها العامة.
وعلى الرغم من أنها شاركت منشوراتها قبل أشهر من بدء الاحتجاجات، وهي في كثير من الأحيان ليست سياسية بطبيعتها، فإن أفكار سارينا توضح السبب وراء استعداد العديد من الإيرانيين من جيلها للمخاطرة بحياتهم من أجل التغيير، وفقا للصحيفة.
لم تكن سارينا تنوي أن تكون صوت جيل كامل، لكن أي شخص يعرف المراهقين الإيرانيين، يجد على الفور على بعض السمات المشتركة، بينهم وبينها، حيث كانت أيضا تتحدث في فيديوهاتها اللغة الفارسية المتأثرة بالإنجليزية وتستمع إلى موسيقى الراب الفارسية والروك الغربي البديل.
وتظهر منشوراتها أيضا أن حياتها لم تكن قصة مأساوية طويلة من القمع. "لطالما اعتقدت أن حياتي روتينية ومملة للغاية، ولكن منذ أن بدأت مدونة الفيديو هذه، فكرت، لا، إنها ليست سيئة للغاية أيضا". وكتبت في يونيو 2022: "حياتي رائعة بطرقها الخاصة".
وفي مدونات الفيديو الخاصة بها، تظهر سارينا تستمتع بشرب مشروب بارد، ولعب الكرة الطائرة مع أصدقائها، وتغني مع أغنية "Take Me To Church" لهوزير. تتحدث بحماس عن الأماكن التي تريد الذهاب إليها، والأفلام التي تريد مشاهدتها، والكتب التي تريد قراءتها. إنها تريد تحقيق أقصى استفادة من الحياة.
لكنها لا تستطيع ذلك، على الأقل ليس في ظل النظام الإيراني. في مقاطع الفيديو الخاصة بها، يمكن رؤية سارينا وهي تخرق قائمة لا نهاية لها من القواعد التي يفرضها النظام: الظهور بدون حجاب، والغناء بصوت عالٍ، والاستماع إلى الموسيقى المحلية والأجنبية المحظورة، والتسكع مع أشخاص من الجنس الآخر والتعبير عن آرائها بشكل علني.
Look at this beautiful teenage girl, full of life, singing with @Hozier 's "Take Me to Church". The Islamic Republic killed her in the protests following #MahsaAmini's murder. She only wanted to live a free life as a young woman. Say her name: #SarinaEsmailzadeh pic.twitter.com/TKKtAwlUB9
— Mahya Ostovar (Aghdas Khanoom) (@Aghdas_K) October 6, 2022وباعتبارها امرأة، لم يكن بإمكانها الذهاب إلى ملعب كرة القدم، أو تدخين الشيشة، أو ركوب الدراجة علنا، وفقا للصحيفة، التي أشارت إلى غضبها، في أحد مقاطع الفيديو، عندما قرأت جملة "أفضل وظيفة للمرأة هي أن تكون ربة منزل وتربي الأطفال" على على جدار بالشارع.
وحتى لو كانت راضية بالعيش في ظل كل هذه القيود، فإن الانهيار الاقتصادي التام في إيران، كان يعني، وفقا للصحيفة، أن "جيلها لا يستطيع أن يأمل في حياة مريحة، ناهيك عن حياة حرة".
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن سارينا، كانت على علم بالواقع الاقتصادي الصعب لبلادها، وقالت في فيديو لها، من 12 دقيقة، نشرته في مايو 2022: "نعلم جميعا الشكل الذي أصبحت عليه إيران اليوم. ماذا يمكن أن يتوقع الناس من بلدهم؟ ازدهار! حسنا، ظروفنا الاقتصادية فظيعة، وظروفنا الثقافية فظيعة، وأصالتنا تتعرض للتدمير، هناك مجموعة من القيود شديدة بشكل خاص على النساء، مثل الحجاب الإلزامي"، وإضافة إلى كل هذا "ما يحرم على النساء دون الرجال.
"لطالما تساءلت مع نفسي: لماذ؟ لماذا؟ يجب أن تكون حياتي مختلفة تمامًا عن المراهقين في برلين أو نيويورك؟ فقط لأنني ولدت في إيران؟ يجب أن تكون اهتماماتي الآن مختلفة تماما عن اهتماماتهم. نحن عالقون في المستوى الأول من الهرم (هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية): المأكل والملبس والمسكن".
وعندما اندلعت الحركة في سبتمبر 2022، تغيرت نغمة خطاب سارينا بسرعة. وفي 21 سبتمبر، انتقلت إلى قناة تيليغرام لنشر صورة مميزة لفتاة بدون حجاب تنظر بينما كان رفيقها يلقي الحجارة على صف من رجال الشرطة. ولم يمض وقت طويل حتى كانت في تلك الشوارع بنفسها. وبعد يومين قُتلت.
“What better feeling than to be free.”
— #SarinaEsmailzadeh
Sarina was a 16-year-old girl from Karaj, #Iran. One year ago, she took to the streets to protest for freedom in Iran. She was met with brutal violence and was beaten to death by regime security forces.
If innocence… pic.twitter.com/MlHvQD4r87
وذلك تقرير الصحيفة أنه، عندما قام الإيرانيون بثورة عام 1979، كانوا في سعي طوباوي لقلب العالم رأسا على عقب. وفي عام 2022، كان الشعار الأكثر لفتا للانتباه هو "من أجل حياة طبيعية"، في تغير جذري عن شعارات الثورة الإسلامية.
وتضيف الصحيفة، أن أشخاصا مثل سارينا، لم يرغبوا في إعادة تشكيل إيران على صورتهم الخاصة؛ لقد أرادوا حكومة تُصنع على صورة الشعب الإيراني، في أفراحه اليومية وتطلعاته طويلة المدى.
ونفت السلطات القضائية الإيرانية التقارير التي أفادت بأن قوات الأمن قتلت سارينا اسماعيل زاده خلال تجمع في كرج، بمحافظة ألبرز.
وكان المدعي العام للمحافظة، قال إنه "وفق التحقيقات الأولية"، فإن الفتاة "أقدمت على الانتحار"، مشيرا الى أن تقرير الطب الشرعي حدد سبب الوفاة "بالصدمة الناتجة عن إصابات متعددة وكسور ونزيف جراء السقوط من مكان مرتفع".
وقالت منظمة حقوق الانسان في إيران، ومقرها أوسلو، إن عائلة اسماعيل زاده تعرضت لضغوط كثيفة من عناصر من الحكومة "لإرغامها على تكرار رواية الانتحار الرسمية".
وأضافت، أنه حين طلب من العائلة أن تتعرف إلى جثة الفتاة "كان يمكن رؤية عدة جروح على وجهها، والجانب الأيمن من جبينها قد سحق بالكامل بسبب شدة الضربات".
وقالت منظمة العفو الدولية، في 30 سبتمبر، إن إسماعيل زاده "ماتت بعد تعرضها للضرب المبرح على رأسها بالهراوات"، وهي رواية تم تأكيدها لاحقا، من قبل جماعات حقوقية أخرى، بحسب "واشنطن بوست".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أن تکون
إقرأ أيضاً:
النيابة لقاتل رضيعته بالبحيرة: «فُجر وفساد ثم قَتل لنفس حرم الله قتلها»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قضية طفلة البحيرة.. استمعت محكمة جنايات دمنهور الدائرة السادسة، برئاسة المستشار بهجات داود، رئيس المحكمة، لمرافعة النيابة العامة في القضية رقم 2811 لسنة 2024 جنايات إيتاي البارود والمقيدة برقم 28 لسنة 2024 جنايات كلي جنوب دمنهور، والمتهم فيها "محمود.ش.ر"، لقيامه بقتل ابنته الرضيعة "سما"، وذلك إثر الخلافات الزوجية بينه وبين والدتها بسبب إنجابها الإناث له.
محاكمة قاتل رضيعتهأحداث واقعة قتل طفلة البحيرةوترجع أحداث الواقعة، ليوم 28-7-2023، حينما أقدم المتهم "محمود.ش.ر"، على قتل ابنته الطفلة الرضيعة بسبب إنجابه الإناث، حيث عقد العزم على قتلها من خلال قيامه بدهس عظام رأسها بالقفز بثقل على رأسها وتسديد عدة ضربات لها حتى فارقت الحياة.
مرافعة النيابة ضد قاتل طفلة البحيرةوقال عمرو المعتصم، ممثل النيابة العامة خلال المرافعة:" إن الذنب لا يُنسى وإن البر لا يبلى، وإن الديان لا يموت، اصنع ما شئت فكما تَدين تدان وبالكیل الذی تکیل به تكال، من أحلك سوداوات النفس ومن أظلم غياهب الضلال ومن أعلى قمم الجهل وضعف اليقين بالله، جئناكم بفاصل جديد من جرائم المفسدين في الأرض، فجر وفساد ثم قتل للنفس البشرية التي حرم الله قتلها".
تفاصيل أقوال ممثل النيابة في قضية طفلة البحيرةوبدأ ممثل النيابة العامة خلال المرافعة باستعراض تفاصيل مقتل طفلة البحيرة "سما"، على يد والدها، متابعًا: " تبدأ وقائعُ دعوانا منذ زمن بعيد حين تعرف القاتل على زوجتهِ أميرة، فقبلت به زوجا ترجو حسن المعاشرة وأن تنالَ رزقَها من لين وأمان وبنين يكونون لهم للحياة زينه، اختارت لمنزل أهله بيتا مستبشرة فيهم حسن الجوار وطول العمرِ و السيرة، وبمرور الأيام ظهر القاتل على حقيقته الحقيرة سوء معاملة وضرب وتعنيفٌ دون سببِ واضح فعاشت حياةً ذليلة، بعد مرور ثلاثِ سنوات ترجو صلاح حاله رٌزقا بنوره الصغيرة، أيلينُ قلبه بابنته ويحمد محمودٌ ربه أن رزقه بالبنين لا والله، فالله لا يغيرُ ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإليكم ما في نفسه من تلوث فكرٍ وما يحمله من نفس مريضة، فلمشيئة الرحمن أن رزقه بالإناث دون الذكور، ولهذا السبب قد حمل لزوجته الضغينة، فسباب لزوجته هاهنا ومعايرتُها بزوجة أخيه، قائًا لها:" شايفه فلانه جابت ولد و انتى مش عارفه تجيبى ولد زيهم إزاى".
ويكمل ممثل النيابة العامة:" بعد سنتين ونصف حملت الأم في ابنتها "سما"، فضجر الأب ثانية، فانهال عليها بالضرب والتوبيخ هي وابنتها نورا آملا أن تموت في بطنها إلى أن نزل عليها الماء، فذهبت والصغيرة لأبيها طالبةً المكوث ليحملوا عنها بما في الحمل من عناء، ما إن ولِدت سماء وبعد رفض الأب إثباتها بسجلات الدولة لبغضه إياها لأنها أنثى، وبضغط من الأهل والأقرباء سجَّلها ورجعت الأم للعيش بذات المنزل الأسود، وهي مُدركة أنها ستعيش مُهانة وذليلة، ولن تلقى الهناء، وذلك لإنجابها الإناث بمشيئة الرحمن، لا بيدها، وأنها ولهذا ستلقى ثانية ذات الجزاء، ولإلحاح من والدها لضيق حالة وعدم قدرته على الإنفاق رفض فكرة الطلاق، ولتهديد القاتل لزوجته مرارًا بقتل الصغار ولأنها لم ترَ رجاء أو حماية من الكبار".
وأوضح ممثل النيابة العامة، أنه يوم الواقعة في الثامن والعشرين من الشهر السابع، استفرد القاتل بنجلتيه بصالة المنزل بشر فكر، وكانت المسكينة مطمئنة ظانة الأمان في بيتها، إلا أن شرا في عقل أباها اختمر، ليس بوسوسة الشيطان إنما تنصل منه الأخير من سيل العبر، سأقتلُ الغلامةَ فهي ليست بفتى، يعينني على جمع الجواهر والدراهم والدرر، فانقض الخائنُ يدهسُ رأسها".