لا مؤتمر لدعم الجيش قبل التسوية
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": هل تسرّعت باريس في الإعلان عن استضافة مؤتمر لدعم الجيش في السابع والعشرين من الشهر الجاري، ما أدّى إلى تأجيله إلى أجل غير مسمّى، أم ثمة معطيات أو حسابات دفعت العاصمة الفرنسية إلى هذا الإعلان بغضّ النظر عن أجندات الدول المعنية بالملف اللبناني عموماً وبملف قيادة الجيش على وجه الخصوص، وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية؟
المبادرة الأخيرة في الإعلان عن مؤتمر دولي لدعم الجيش تستضيفه باريس، اصطدمت بدخول أميركي على الخط حال دون المضيّ في المبادرة، إذ وُلدت ميتة في الواقع، بعدما تبيّن أن الدعوة لم تترجم على المستوى التنظيمي، بحيث لم توجه دعوات رسمية إلى أي جهة لبنانية، مدنية كانت أو عسكرية.
العامل الثاني الذي يمكن أن يكون أثّر في الدفع الفرنسي يكمن في إدراك باريس، كما واشنطن، أن الجيش سيكون أمام تحدّ كبير مع اقتراب انتهاء مهلة الدعم المالي له بنهاية آذار المقبل، فيما هو اليوم أمام اختبار مدى جهوزيته لوجستياً وعتاداً لتولّي أمن الجنوب تنفيذاً للقرار الدولي ١٧٠١. هذا العامل الذي يشكل مفصلاً أساسياً لن تتبلور ملامحه ومصيره قبل أن تتبلور ملامح التسوية المقبلة، التي ترفض واشنطن أي شريك لها فيها. من هنا يبدو جلياً أن القرار بدعم الجيش في الشكل الذي يسمح له بتولي هذه المهمة لم يصدر بعد، من دون أن يعني ذلك وقفه أو سحب اليد من المؤسسة العسكرية أو رفع الغطاء الدولي عنها، كما تردد أخيراً في الأوساط اللبنانية الساعية إلى فهم حقيقة الموقف الأميركي في ظل ما يتردد عن تباينات مع دول الغرب ولا سيما فرنسا. فواقع الأمر أن قرار الدعم الدولي للجيش ثابت ولا تراجع عنه كإحدى أكثر الوسائل نجاعةً لحماية الاستقرار الداخلي. وهو مستمر اليوم عبر الدعم المالي الذي تقدّمه قطر بإيحاء أميركي منذ أشهر، ولغاية نهاية آذار المقبل، فضلاً عن دعم بالمحروقات، وذلك بعدما أوقفت واشنطن بناءً على ضغط الكونغرس المساعدات المالية المباشرة.
هذا لا يعني أن المؤسسة العسكرية لن تكون أمام تحدّ واستحقاق كبيرين بعد شهرين، إن لم يُمدَّد العمل بالمساعدة المالية، أو إن لم يتبلور مستقبل الدعم الدولي. وعلى هذا تردّ مصادر سياسية بالقول إن الأمر مرهون بتطور فصول التسوية ونضوج الحل الذي لم يحن أوانه بعد، كاشفة أنه يجري التحضير لمؤتمر لهذه الغاية يُعقد في روما على مستوى قادة الجيوش، لم يتبلغ لبنان تفاصيله بعد أو موعده، في انتظار استكمال التشاور الدولي في شأنه. وفي رأي المصادر، يمكن لهذا المؤتمر أن يكون البديل لمؤتمر باريس، بحيث يؤمن استمرارية الدعم للجيش ولا يعطي باريس أي رصيد أو أفضلية في شأنه.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مؤتمر مصطفى ناصف وأسئلة الثقافة العربية ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب
أحمد بهي الدين: مصطفى ناصف كان دائمًا ينظر إلى النقد الحديث بعين عربية
سامي سليمان: مصطفى ناصف كان فيلسوفًا للنقد العربي الحديث والمعاصر
أحمد مجاهد: مصطفى ناصف قدم رؤية جديدة للنقد الأدبي من خلال كتاباته
شهدت قاعة الصالون الثقافي في الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم، مؤتمر "مصطفى ناصف وأسئلة الثقافة العربية"، الذي أدار جلسته الافتتاحية الإعلامي محمد بدوي عبده.
في بداية المؤتمر، رحب الإعلامي محمد بدوي عبده بالحضور، وأشاد بإقامة المؤتمر تكريماً لقامة كبيرة مثل الدكتور مصطفى ناصف، قائلاً: "المحبة شرط للمعرفة، ولكن المعرفة ليست شرطاً للتعبير عن المحبة".
وأضاف عبده أن هذا اللقاء يعكس محبة الجميع لقطب من أقطاب النقد العربي، مشيرًا إلى أن أعمال ناصف ما زالت تثير الدهشة والتفكر حتى اليوم.
وذكر عبده أن أستاذه مصطفى الخولي أطلق عليه لقب "فلاح علم"، الذي يرى فيه الكثير من صفات ناصف، الذي كان دائم السعي وراء العلم، مثل الفلاح الذي يزرع البذور وينتظر حصادها.
وأكد عبده أن الراحل مصطفى ناصف قد أثرى الثقافة العربية بما يزيد عن 20 كتاباً وحصل على أرفع الجوائز المصرية والعربية. كما أشار إلى إيمان ناصف بالحداثة الثقافية، لكن من منظور عربي يعكس هويتنا الثقافية.
من جانبه، أعرب الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب، عن سعادته بإقامة هذا المؤتمر احتفاءً بمسيرة الناقد الكبير مصطفى ناصف، مؤكدًا أن هذه الاحتفالية ليست مجرد تكريم له، بل هي أيضًا إيمان بدوره الفاعل والمؤثر في الثقافة المصرية والعربية.
وأشار إلى أن الاحتفالية الحقيقية هي قراءة أعماله وتحليلها من قبل أكاديميين كبار، موضحًا أن ناصف كان دائمًا ينظر إلى النقد الحديث بعين عربية، ربطًا بين الحداثة والأصالة.
كما أشاد الدكتور بهي الدين بأعماله التي تدعو للتفكير وتعلمنا كيفية التفكير بشكل نقدي.
من جهته، عبر الدكتور سامي سليمان عن شكره للهيئة العامة للكتاب على إقامة هذه الاحتفالية، مشيرًا إلى أن الدكتور مصطفى ناصف يعد من كبار النقاد الأدبيين في مصر والعالم العربي.
وأضاف سليمان أن ناصف كان فيلسوفًا للنقد العربي الحديث والمعاصر، وأفنى أكثر من ستين عامًا في دراسة الأدب العربي بمختلف عصوره، مشيرًا إلى أن نقده قد أثر في فهم الخطابات الأدبية المختلفة.
كما قالت دكتورة حنان كامل، عميد كلية الآداب جامعة عين شمس، إن هذه الاحتفالية ليست مجرد تكريم للدكتور مصطفى ناصف، بل هي أيضًا تكريم لكلية الآداب التي احتضنت مسيرته الأكاديمية.
وأضافت أن ناصف كان ناقدًا يؤمن بالحداثة ولكن بما يتناسب مع الحفاظ على نصوصنا الثقافية.
وفي مداخلته، قال الدكتور أحمد مجاهد، الأستاذ بجامعة عين شمس ورئيس الهيئة العامة للكتاب السابق، إنه يشعر بسعادة كبيرة للمشاركة في الاحتفالية، مشيرًا إلى أن ناصف قدم رؤية جديدة للنقد الأدبي من خلال كتاباته، ومنها قراءته للشعر الجاهلي التي كانت تعكس نهجًا مختلفًا عن طه حسين.
وفي ختام المؤتمر، شكر حمدي ناصف، نجل الدكتور مصطفى ناصف، الهيئة العامة للكتاب والدكتور أحمد بهي الدين على هذه الاحتفالية وعلى نشر أعمال والده.
وأوضح ناصف الابن أنه ليس أكاديميًا مثل باقي المتحدثين، ولكنه سيتحدث عن العلاقة العقلية والقلبية التي كانت تربط والده بأستاذه مصطفى الخولي.
وأضاف أن والده بدأ مسيرته النقدية بكتاب "النقد والبلاغة" عام 1952، واستمرت رحلته في الكتابة حتى عام 2011، بعد ثلاث سنوات من رحيله.