عربي21:
2025-03-17@02:02:41 GMT

الغرب يبحث عن خليفة لنافالني

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

أثارت وفاة المعارض الروسي للكرملين أليكسي نافالني يوم الجمعة الفائت في السجن، موجة تنديد واسعة وهلعا حول العالم، حيث حمّل عدد من المسؤولين الأمميين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية من دون حتى أن ينتظروا نتائج التقارير التي ستصدر عن اللجان الطبية الروسية. كما لم يطالبوا بالمشاركة في الكشف على الجثة أو المشاركة في تشريحها لمعرفة سبب الوفاة الذي يمكن أن تكون من قبيل الصدفة.



وتُعد أمراض القلب والأوعية الدموية، واحدة من أكثر أسباب الوفاة شيوعا بين الرجال في روسيا الاتحادية. وتقول إدارة السجن إنّ نافالني الذي توفي داخل السجن حيث كان يقضي عقوبة لمدة 19 عاما بتهمة "التطرف"، لم يكن يعاني من أيّ مشاكل صحية داخل السجن، لكنّ الدول الغربية أصرت على إصدار الأحكام المسبقة.. مما يقدّم مثالا جديدا على "ازدواجية المعايير" الغربية.

وبُعيد انتشار الخبر، دعت وزارة الخارجية الروسية المعترضين إلى "ضبط النفس"، وإلى انتظار النتائج الرسمية لفحص الطب الشرعي. كما رأت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، أنّ ردّ الفعل "الفوري" لقادة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) على وفاة نافالني "يفضح نفسه"، لأنّ ردود الفعل في نظرها كانت "مُعدة مسبقا"، إذ بعد 15 دقيقة من رسالة دائرة السجون الفيدرالية "بدأ حرفيا تدفق عاصف من الاتهامات".

تصنّف السلطات الروسية نافالني عميلا لصالح الغرب، وقد انتشرت بعد وفاته مقاطع فيديو له يجالس شخصا في إحدى العواصم الأوروبية، قالت وسائل إعلام روسية إنّه عميل في الاستخبارات البريطانية (MI6)
استحضار نافالني في ميونخ

وأكثر ما أثار دهشة السلطات الروسية، وجود يوليا زوجة نافالني في المؤتمر الأمني في ميونيخ الذي كان يُعقد بمناسبة الذكرى الـ60 لتأسيسه، حيث نظرت وسائل إعلام غربية بعين الرضى والارتياح لعدم دعوة روسيا إلى المؤتمر رسميا، ولكن من محاسن الصدف أنها وجّهت دعوة إلى زوجة نافالني، بصفة "زوجة مريض سابق في برلين" من أجل التحدث في المؤتمر.

فلماذا فعلت ذلك؟ وكيف انتهى بها الأمر هناك في اليوم نفسه؟ لا أحد يعلم.

وفي حينه، قالت وسائل الإعلام التي كانت تنقل الأحداث من مؤتمر ميونخ، إنّ يوليا (زوجة نافالني) لن تكون من بين المتحدثين، وسيُستعاض عنها بشخصية روسية معارضة للرئيس بوتين، هي إيكاترينا شولمان التي ستتكلم بدلا منها، ولكن فجأة ظهرت يوليا في المؤتمر، وقالت: "أريدهم أن يعرفوا أنهم سيعاقبون على ما فعلوه ببلدنا، وبعائلتي، وبزوجي"، وأضافت أنها لا تملك تأكيدا حول موت زوجها.

من المستفيد؟

ومن الصعب تصديق مثل هذه المصادفات، خصوصا أنّ أيّ شخص عاقل وغير متحيّز، يستنتج أنّ آخر ما تحتاجه السلطات الروسية في هذا التوقيت الدقيق، وقبل شهر من الانتخابات الرئاسية، هو وفاة معارض مثل نافالني.

وتصنّف السلطات الروسية نافالني عميلا لصالح الغرب، وقد انتشرت بعد وفاته مقاطع فيديو له يجالس شخصا في إحدى العواصم الأوروبية، قالت وسائل إعلام روسية إنّه عميل في الاستخبارات البريطانية (MI6) يطالبه نافالني بالحصول على الأموال من أجل تنظيم "ثورة ملوّنة" ضد بوتين.

ولو تسنى لنافالني فرصة الخروج من السجن، لكان ربّما قُتل على يد أحد أفراد عائلات الجنود الذين قضوا في الحرب التي يمولّها الغرب في أوكرانيا، أي من يدعمون نافالني، خصوصا بعد أن عارض ضمّ شبه جزيرة القرم إلى روسيا، كما رفض دعم التدخل العسكري الصريح في أوكرانيا، مما أدى إلى تناقص شعبيته بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة.

فرصة لزيادة الضغوط

ومن المصادفات الغريبة أيضا، أنّ وفاة نافالني جاءت مباشرة بعد المقابلة التي أجراها الرئيس بوتين مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون قبل أيام، وأوضح خلالها للجمهور الغربي أنّ موسكو مستعدة للحوار من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن وفاة نافالني عادت لتقدم صورة معاكسة.

من المصادفات الغريبة أيضا، أنّ وفاة نافالني جاءت مباشرة بعد المقابلة التي أجراها الرئيس بوتين مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون قبل أيام، وأوضح خلالها للجمهور الغربي أنّ موسكو مستعدة للحوار من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن وفاة نافالني عادت لتقدم صورة معاكسة
وفي علم الجرائم الجنائية، أول ما يقوم به المحققون عادة، هو البحث عن المستفيد الحقيقي من الجريمة، وفي حالة نافالني فإنّ المستفيد الحقيقي ليس روسيا على الاطلاق، وإنّما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذان يبحثان عن نقاط ضغط إضافية ضد موسكو، خصوصا قبيل الانتخابات التي يقول الخبراء الغربيون إنّ فوز بوتين فيها قد يكون سهلا ومضمونا. ولهذا فإنّ وفاة شخصية معارضة رئيسية مثل نافالني قد تصبح حجّة إضافية للغرب من أجل رفض الاعتراف بشرعية قيادة البلاد.

البحث عن البديل

ويرى الخبير في الشؤون السياسية في موسكو، سيرغي ماركوف، أنّ وفاة نافالني "لن تؤثر بأيّ شكل على المشهد السياسي داخل روسيا، ولكنّها ستُستخدم حتما في الخارج من أجل تشويه سمعة الانتخابات الرئاسية"، وخصوصا مع تنامي شعبية بوتين إلى ما فوق 75 في المئة في الآونة الأخيرة.

ويبدو أن الغرب سيقوم بالتسويق لفكرة أنّ نافالني كان سياسيا موهوبا للغاية، وربّما يروّجون لفكرة أنه كان يشكل تهديدا حقيقيا على سلطة بوتين.

وبعدما حُكم على نافالني بالسجن 19 عاما في السجون الروسية، تحوّل نافالني إلى ورقة خاسرة، ولهذا ربّما سيتحوّل الغرب للبحث عن شخصية جديدة لقيادة المعارضة الروسية، وأخذ مكان نافالني قبل الانتخابات.

وكثيرا ما تتناول وسائل إعلام روسية هذه النظرية، وترجّح أنّ يكون وفاة نافالني فرصة أمام الغرب من أجل حصر الأصوات وعدم تشتّتها في مواجهة بوتين، إذ من خلال ذلك سينضمّ مناصرو نافالني إلى الزعامة الجديدة المنتظرة التي سيحدّدها الغرب مستقبلا.

من هو نافالني وكيف بدأ مسيرته؟

نافالني هو محامٍ وناشط سياسي روسي، اكتسب منذ عام 2009 شهرة في وسائل الإعلام الروسية كناقد للفساد، واستغل مدونته على موقع "لايف جورنال" و"يوتيوب" من أجل الظهور. كما عكف في السابق على كتابة مقالات بانتظام في العديد من المنصات الروسية، مثل "فوربس روسيا".

وفي مقابلة عام 2011 مع رويترز، ادعى نافالني أنّ نظام بوتين السياسي يضعف بسبب الفساد لدرجة أن روسيا قد تواجه تمردا على غرار الربيع العربي في السنوات الخمس المقبلة.

درس نافالني في جامعة ييل عام 2010، إلى جانب زملاء له شاركوا بالفعل في "الثورات الملونة". وغالبا ما يتطرق الناشطون الروس الموالون والمعارضون لنافالني إلى تلك القصص والحقائق على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنّها تنتهي غالبا بعبارة: "هذه اختراعات الكرملين وحملاته الدعائية".

اتهامات وشواهد

لكنّ التدقيق في كتابات نافالني المنشورة على الإنترنت يكتشف أنّ بعض تلك الاتهامات حقيقية بالفعل. إذ يوجد منشور بقلمه، يعود تاريخه للعام 2010، يعلن فيه أنّه يدرس في جامعة ييل ويعترف بما يريد أن يفعله هنا، ويقول: "أيها الفتيات والفتيان، لقد كنت محظوظا بما فيه الكفاية للالتحاق ببرنامج Yale World Fellows، ولذلك سأقضي النصف الثاني من عام 2010 في مدينة نيو هيفن، كونيتيكت فولوست، مقاطعة نيو إنغلاند، وسأقوم بتحسين مهاراتي في مجال الضرب بالعصا. أريد أن أقوم بجدية بتوسيع أدوات عملنا وأن أتعلم كيفية استخدام جميع أنواع القوانين المتعلقة بالفساد الأجنبي، وتشريعات مكافحة غسيل الأموال في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقواعد الصرف، وما إلى ذلك ضد المديرين الفعالين".

وبعد أن عمل لسنوات عديدة في شركات روسية، فجأة ذهب إلى الولايات المتحدة وأعلن العودة إلى الدراسة من جديد والانتقال إلى العمل السياسي، حيث شارك في انتخابات رئاسة بلدية موسكو التي حلّ بها ثانيا، ثم أعلن عن عزمه الترشح إلى الانتخابات الرئاسية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نافالني بوتين روسيا الغربية روسيا حقوق الإنسان بوتين الغرب نافالني سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطات الروسیة وفاة نافالنی وسائل إعلام فی أوکرانیا من أجل

إقرأ أيضاً:

كيف زيِّفت أوروبا ذاتها الحضارية؟!

••هل تنهض المجتمعات لخصائص ثقافية متأصلة فيها أم يعود الأمر لسبب آخر؟ إن هذا السؤال يحتل موقعاً مركزياً في البحوث الاجتماعية المعاصرة، ويراد به فحص الجدل الدائر حول أسباب النهضة والتقدم الاجتماعي، ولعل طرحه يعود لفترة أقدم حين اطمئن علماء الأنثروبولوجيا إلى فرضية علاقة القيم الثقافية بقضية النهضة في الحياة الاجتماعية من مناحيها كافة، فالبعض منهم وضع شرطاً أساسياً لتركيز عمليات النهضة، وهو تحصيل التعليم وبناء المؤسسات، ولكن أكبر انعطافة هددت وثوقيات الاجتماعيين حول دور القيم الثقافية واعتبارها المرتكز الأساس في نهضة الشعوب، كانت على يد جاك غودي (توفي 2015م) الأنثربولوجي الإنجليزي والمحاضر الأشهر في جامعة كمبريدج، وغودي ومنذ الستينيات حين أصدر كتابه «محو الأمية في المجتمعات التقليدية «1968م» استطاع هدم الأساس الذي تقوم عليه المركزية الأوروبية ابتداءً من عصر النهضة وحتى الآن، وهي فرضة تشدد على أن ثمة خصائص «أوروبية بالطبع» موروثة من الحضارات اليونانية واللاتينية ثم من الأديان يهودية ومسيحية كلها هي التي مكَّنت لهذا الغرب من إنجاز عمليات النهضة، وما أعاق هذه العمليات في المجتمعات الأخرى هو فقدانها هذه الخبرة الثقافية المستندة إلى العقلانية والتي تنتشي فيها روحانية الشرق، وبذا فإن العالم الغربي تقدم لأنه صنع تاريخاً علمياً تسنده قيم ثقافية مكتسبة من سياق معرفي خاص، هو سياق الذات الغربية من اليونان وحتى عصر التنوير لينتج نهضةً ثقافية شاملة، أما غودي فإنه يقف على النقيض من ذلك تماماً، ويرى أن هذه السردية معرضة دائماً إلى التزوير وطغيان الأنا أكثر منها حقيقة اجتماعية، ليقول في تحليله أن تقدم جزء من العالم في الوقت الذي يتزامن معه ركود في أجزاء أخرى لا يعود إلى الخصائص الثقافية المتأصلة في طرف وغائبة في آخر، بل إن مسألة التقدم خاضعة وباستمرار لديناميكيات يمكنها أن تتوفر وفق عمليات مستمرة من التحديث الذاتي.

•وغودي نشر في العام 2007م كتابه «سرقة التاريخ» وهو بيان متماسك عن الكيفية التي استطاعت بها أوروبا أن تنسب لنفسها تراثاً علمياً لا يخصها بالدرجة الأولى، بل الأمر يشبه «السرقة» وأنها بموجب هذا التراث المركب بعنف التدوين بنت عليه قيماً إنسانية، قالت أنها أوروبية، أوروبية فقط، ويشير غودي إلى أن هذه المركزية أجبرت بقية العالم على ارتداء أقنعة تفكير لا تبصر معالم للتقدم إلا من وجهة نظر غربية في الأساس، واستمراراً في مشروعه صدر كتابه «الشرق في الغرب» والذي يعد نظرية في فضح الإدعاء الغربي بامتلاك العالم وصناعته بل وصياغة قيمه بشكل أحادي ومطلق، وقد صدر هذا الكتاب في نسخته العربية بترجمة محمد الخولي، والحقيقة أنه لا عذر لمن يشتغلون في المسألة الاجتماعية متخصصون ومهتمون من الإطلاع عليه ودراسته ونقده، وذلك للفائدة العظمى، ليس فقط كونه يفضح عمليات التنهيب التي مارستها أوروبا على العالم، وكيف صنعت أقانيم خالدة تحط من قدر كل ما هو غير أوروبي، بل الفائدة الأكبر تعود إلى كونه منجز محكم التأسيس قوي الحجة، ولدقة أحكامه فإنه يطرح التساؤل حول، متى أصبح الأوروبيون على وعي بتفوقهم بالنسبة إلى سائر الأمم؟» وفي إجابته عن هذا السؤال يقدم لنا مادة تحليلية عميقة وذات تكوين متسق يفسر بها بعض المقولات التي صنعت هذا التمايز، بل ويقوم بتفكيكها بشكل منهجي عظيم. ويستمر الرجل في هدم التصورات الأوروبية حول مركزية الغرب ضد الشرق، ويرى أن حضارات أوروبا وآسيا نشأتا من أصل واحد، بل ويرى في منجزات الفكر السياسي الأوروبي المرتبط بتطور ظاهرته الاجتماعية كونها استندت على ترسانة فكرية هي أسس عمليات التطور الاقتصادي، فإنه يرى من ضمن مقولاته الهادمة لخديعة الغرب بأن الديموقراطية ليست صناعة غربية، فهو يرى أنه إذا كان القرن الخامس عشر هو بدايات هيمنة أوروبا على العالم، وهي هيمنة أفصحت عن نفسها بمقولة رئيسة وهي أن الشرق المتخلف يحتاج إلى النهضة، والتي لن تتم إلا على يد الغرب، فإن وسم الشرق بالتخلف لا يعدو إلا عملية احتيال ممتازة العرض، فالصين ظلت البلد الأقوى في صناعة البارود منذ زمن بعيد، وهي الصناعة التي مكنت لأوروبا التوسع وغزو العالم، ولولا البارود الصيني لما استطاعت القيام بهذا الكم من عمليات الغزو لعدد من البلدان، وهو هنا يشتبه بقوة في رواية التقدم الغربية تلك التي صنعت لنفسها مساراً خطياً يبدأ من بترارك «فرانشيسكو، أحد أعمدة التفكير الإنساني في عصر النهضة» وحتى ديكارت صاحب نظرية الشك وقواعد المنهج، ويرى الأمر مجرد خدعة، فكونها «أوروبا» اعتمدت في نهضتها على بناء أسطوريتها القومية، هي تلك التي استعادت اليوناني وأدمجته في ذاتها الاجتماعية لتقول بثبات عمليات النسب الحضاري فيها، والرجل محق فالأمر ليس إبداعاً أوروبياً فالحقيقة أن عمليات استثمار الماضي هي دينامية مستقرة في أي بناء اجتماعي متحرك.

•لقد تركز نقد غودي على «عصر النهضة» أو بالأدق على الجانب المظلم في هذه السردية، وأن الأمر ليس كما تعرضه المركزية الغربية وهي تبشر بحداثتها إبان عصر التنوير، وأنه لا صحة لهذه السردية القائلة بتواصل عمليات الانتقال الحضاري منذ اليونان وحتى إيطاليا النهضة، بل يرى أنها فترات عاشت فيها الذات الحضارية الأوروبية انقطاعاتها الكبرى، فسقوط الإمبراطورية الرومانية، وبدأ اعتناق شعوبها المسيحية، ثم ظهور عهد الإقطاع وما تلاه من تطور في الاقتصاد السياسي فإنه لا يمكن والحال كذلك أن نطمئن لوجود منظومة قيم ثقافية هي سبيل لأوروبا للحصول على التفوق الحضاري دون غيرها من الأمم..

•إن جملة المناقشات حول الغرب والشرق ظلت خامدة ودون تأثير إلى أن قام جاك غودي وبفضل قدراته استخدام مناهج التحليل التاريخية والتجريبية والمقارنة في علم الاجتماع من فتح مسارات جديدة لفهم هذه العلاقة، نعم هو يريد الذات الغربية محل للدرس، وليس الآخر، فالآخر يظل انعكاس لعمليات التحليل عنده، ولذا فإن سجالات النهضة العربية لن تفلح في بناء حقائقها دون الوقوف الجاد على جدل النهضة والتقدم في الكتابة الغربية، وغودي هو أحد أهم الأمثلة المنتجة لفهم جديد في سياق علاقات الغرب والشرق، بل إن حتى الفضاء السياسي الذي يصر على احتقاب نظرة متعالية ضد كل ما هو شرق، وبالتالي عربي هو الآخر فضاء يقوم على بنية معرفية أهم ملامحها الخديعة بوجود تفوق وامتياز غربي مطلق كونه عقلاني النزعة، ضد تخبط وتراجع مستمر لشرق عاطفي التوجه، والدعوة هنا أن نبنى فضاءً تداولياً بين المعرفي في الغرب والشرق، لا أن نكتفي بالصدى دون فهم حقيقي لجذور الوعي الغربي، حينها فقط ستكون أشغالنا مستقلة وليست مجرد ردود أفعال مكتومة.

غسان علي عثمان كاتب سوداني

مقالات مشابهة

  • كيف زيِّفت أوروبا ذاتها الحضارية؟!
  • بوتين: روسيا ستضمن حياة الجنود الأوكرانيين في كورسك ولكن بشرط الاستسلام
  • بوتين يعلن التوصل إلى اتفاق شراكة استراتيجية وتعاون بين روسيا وفنزويلا
  • ترامب يتوقع أخبارا جيدة من روسيا وستارمر يشكك في جدية بوتين
  • ‎بوتين عن المحادثات الأمريكية الروسية: الوضع بدأ يتغير
  • بوتين يدعو الجيش الأوكراني للاستسلام في منطقة كورسك الروسية
  • مجلس أمن الاقليم يهاجم السوداني: من اللاعدالة أن لا تذكر جهودنا بقتل خليفة داعش
  • «ميناء خليفة» يستقبل سفينة «سي إم ايه سي جي إم آيرون»
  • ميناء خليفة يستقبل سفينة "سي إم ايه سي جي إم آيرون"
  • رغم الخلاف مع أمريكا بشأن روسيا... بيربوك تؤكد على أهمية وحدة الغرب