عربي21:
2025-01-30@18:56:25 GMT

الحرب في السودان ومقاربات عودة الإسلاميين (1-2)

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

(1)
تنشط هذه الأيام دعاية كثيفة، عن حسن نوايا أو عن تخطيط مريب بأجندة مريبة وعمل ممنهج مرتب، حول زوبعة "عودة الإسلاميين" في السودان، فمن أحسن النوايا مخطئ، ومن مكر وكاد فهو مخطئ، ولكل أسبابه ومنطلقاته.

والنقطة الأولى التي ينطلق منها أصحاب النوايا الحسنة، أن الفعل السياسي للإسلاميين كان مجمدا وعاد لأن المعادل الثاني، وهو قوى الحرية والتغيير (قحت)، قد غاب أو ابتعد عن دفة الحكم.

وهذا تخمين وافتراض غير صائب، لأن العمل السياسي فعل لا يرتبط بظرف زماني، وإنما يتواصل في كل الظروف والأوقات، وهو في أوقات المحن أكثر أهمية وضرورة من غيره.

ولم تتوقف أنشطة الإسلاميين يوما واحدا، فمنذ اليوم الأول، أي 19 نيسان/ أبريل 2019م، انعقد اجتماع وتلته اجتماعات وقرارات لم تتوقف، واتصالات مع السياسيين، ومن بينهم الإمام الصادق المهدي وقوى سياسية أخرى، تحت مسمى المؤتمر الوطني، وحتى حميدتي أشار للقائه مع قيادات من الإسلاميين. والجهة الوحيدة التي أغلقت بابها دون الإسلاميين هي المجلس العسكري..لم تتوقف أنشطة الإسلاميين يوما واحدا، فمنذ اليوم الأول، أي 19 نيسان/ أبريل 2019م، انعقد اجتماع وتلته اجتماعات وقرارات لم تتوقف، واتصالات مع السياسيين، ومن بينهم الإمام الصادق المهدي وقوى سياسية أخرى، تحت مسمى المؤتمر الوطني، وحتى حميدتي أشار للقائه مع قيادات من الإسلاميين. والجهة الوحيدة التي أغلقت بابها دون الإسلاميين هي المجلس العسكري وبالتالي فإن الحديث عن عودة الغائبين ليس في محله، ولم يكن الإسلاميون في حالة غياب، فقد بدّلوا في قيادتهم أكثر من مرة حسب مقتضى الحال ومقابلة الفراغ بعد الاعتقالات والتضييق..

وثانيا، فإن التصور بأن الفعل السياسي رهين بالحكم، نظر قاصر، فالإسلاميون أصحاب مشروع سياسي يستند إلى فكرة، والفكرة لا تحدها المؤسسات والهياكل، وربما كانت فترة مغادرة الحكم سانحة لإعادة النظر في التجربة بالتقييم والتطوير والتجديد، وكل ذلك تم وجرى عليه نقاش وحوار..

وثالثا، فإن حصر الإسلاميين في تيار حزبي معين، هو دعاية مقصودة. إن السلفيين جزء من الإسلاميين، والصوفية جزء من الإسلاميين، والمؤتمر الشعبي هم برمزية الإسلاميين ذات أنفسهم، والأنصار من الإسلاميين.. هذه التصنيفات "المعلبة" ذات هدف خبيث، للتفتيت والعزل والتشتيت، وينبغي عدم الركون إليها..

(2)
هدف الحديث من الماكرين والكائدين عن عودة الإسلاميين تهدف لعدة نقاط منها:

- ربط الحرب منشأ ونتيجة بذلك، والحرب عندهم قامت لقطع الطريق أمام الثورة، وانتصار الجيش يعني عودتهم، وبالتالي نهاية التغيير أو الثورة، ولذلك هم الأكثر ترويجا لهذا الافتراض، مع إدراكهم ومعرفتهم بأن الإسلاميين لم يكونوا سببا في الحرب بل سعوا لإطفاء حريقها أكثر من مرة. ثم إن معركة الكرامة شارك فيها "الشعب السوداني بكلياته" وليس حزبا أو جماعة سياسية أو اجتماعية، وهذه واحدة من أكبر أخطاء وتقديرات "قحت" و"تقدم" من بعدها، حيث افترضوا أن المقاومة الشعبية ومناهضة التمرد عمل سياسي، ولم يكن الأمر كذلك، بل ردة فعل شعبية وهبّة وطنية في وجه قوة متوحشة ومرتزقة غزاة ارتكبوا أكبر الجرائم في التاريخ..

- والنقطة الثانية في هذه الدعاية الماكرة، تسويق ارتباط أجندة "الجيش" مع "الإسلاميين"، وهي خدمة تقدمها "قحت" و"تقدم" وغرفهما إلى المليشيا، وتصوير أن المليشيا جزء من طلائع الثورة وأن ما تقوم به هو استردادالاستثمار في الحروب فعل خاسر وقاصر، وهو عمل جهات غير معنية بالبلاد والعباد، لأن نتائج الحروب كارثية بكل الأحوال وعواقبها وخيمة؛ ضياع ونزوح ولجوء وسلب ونهب، وتدمير ممنهج، وذلك ما حدث حين انتصرت قحت لأجندة أجنبية واستغلت قوة طائشة ومطامع شخصية وحدث ما حدث الديمقراطية والمسار السياسي، وعزز ذلك مواقف كثيرة لاحقة شكلت "قحت" فيها حاضنة سياسية للمليشيا وأكثر إخلاصا لها، وربطت "مستقبلها" ببقاء ووجود المليشيا، وهذا سوء تقدير..

- والنقطة الثالثة إثارة حفيظة أو تبرير مواقف أطراف كثيرة لديها فوبيا من "الإسلام السياسي"، وهذا أكثر البنود دافعية لهذه الادعاءات..

وخلاصة القول، أن الاستثمار في الحروب فعل خاسر وقاصر، وهو عمل جهات غير معنية بالبلاد والعباد، لأن نتائج الحروب كارثية بكل الأحوال وعواقبها وخيمة؛ ضياع ونزوح ولجوء وسلب ونهب، وتدمير ممنهج، وذلك ما حدث حين انتصرت قحت لأجندة أجنبية واستغلت قوة طائشة ومطامع شخصية وحدث ما حدث..

ومنذ وقت مبكر رهن الإسلاميين مشاركتهم في العملية من خلال انتخابات وطنية نزيهة، ونقول "مشاركتهم" وليس عودتهم فهم لم يغيبوا، وكانوا على ثقة بقوة تأثيرهم وفوزهم في أي انتخابات، ومن الواضح أن الحرب قامت لقطع الطريق أمام ذلك الانتقال وليس العكس.. وهذا ما نفصله فيه لاحقا إن شاء الله.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسلاميين السودان حميدتي الثورة السودان الثورة الإسلاميين حميدتي البرهان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الإسلامیین لم تتوقف ما حدث

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال على حافة أزمة غير مسبوقة بعد أكثر من عام على حربه في غزة

سرايا - بعد أكثر من 471 يوما من أطول حرب في تاريخ إسرائيل، يواجه جيش الاحتلال أزمة عميقة تهدد بنيته الداخلية، عقب تدهور حاد في مستوى الانضباط العسكري واستنزاف القوى البشرية والمادية.

ووفقا لتقرير سربت تفاصيله صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن الوحدات القتالية المشاركة في المعارك على جبهات متعددة تعاني من إرهاق شديد، مما أدى إلى تراجع ملحوظ في الالتزام بمعايير السلامة والانضباط العسكري.

وأشار التقرير إلى أن الخسائر البشرية تجاوزت 10 آلاف جندي بين قتيل وجريح منذ بداية الحرب، مما فاقم النقص الحاد في القوى البشرية.

وحدد التقرير 12 ظاهرة تشير إلى تدهور الانضباط، بما في ذلك استخدام الهواتف المحمولة في مناطق القتال، ودخول مستوطنين إلى مناطق العمليات دون تصاريح، والاستخدام غير الآمن للأسلحة مثل الصواريخ المضادة للدبابات والقنابل اليدوية. كما تم توثيق حالات عدم التزام الجنود بقواعد الزي العسكري والمظهر، واستخدام شارات غير رسمية.

ومن بين الحوادث البارزة التي وثقها التقرير، دخول الحاخام تسفي كوستينر إلى قطاع غزة دون تصاريح، وحادثة مقتل الباحث زئيف إيرلتش (71 عاما) بعد دخوله الأراضي اللبنانية مع القوات الإسرائيلية دون إذن.

وفي أعقاب هذه الانتهاكات، كلف رئيس الأركان هرتسي هاليفي اللواء موتي باروخ برئاسة لجنة تحقيق لدراسة هذه الحوادث. وخلصت اللجنة إلى أن طول أمد القتال أدى إلى تراجع كبير في الانضباط العملياتي، خاصة بين صفوف القوات النظامية.

وأكد هاليفي على أهمية تعزيز معايير السلامة والانضباط، مشيرا إلى ضرورة وجود مرافق مرشد عام لكل قائد فرقة لضمان الالتزام بالتعليمات. ومع ذلك، أقر الجيش بأن حالات الاختراق قليلة ومعزولة، مشيرا إلى عزل بعض الضباط والجنود الذين خالفوا التعليمات.

وحذر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى هزيمة إسرائيل، حيث ستخسر دعم العالم واقتصادها وجيشها، مما قد يهدد باندلاع حرب أهلية. ووصف بريك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه "بار كوخبا العصر الحديث"، الذي يقود البلاد إلى الكارثة.

وأشار بريك إلى أن "إسرائيل" لا تستطيع هزيمة "حماس" أو "حزب الله" أو اليمن، وأن استمرار الحرب سيدمر الاقتصاد والعلاقات الدولية والأمن الوطني دون تحقيق أهداف واضحة.

وكشفت الحرب عن فشل إستراتيجية "الجيش الصغير والذكي"، حيث أظهرت الحاجة الملحة لقوات برية قوية.

وبدأ الجيش الاحتلال في إعادة بناء قواته البرية، مع التركيز على زيادة إنتاج دبابات ميركافا "سيمان 4" وتجديد سلاح المدفعية، رغم التحديات التي تواجه صناعات السلاح العالمية.

وفي مجال سلاح الجو، كشفت الحرب عن تراكم آلاف ساعات الطيران لدى الطائرات المقاتلة، مما يتطلب شراء أسراب جديدة من طائرات إف-15 وإف-35. كما برزت الحاجة لتعزيز أسطول المروحيات القتالية بعد أن كانت هناك طائرتان فقط في حالة استعداد صبيحة 7 أكتوبر 2023.

ويواجه الاحتلال تحديات مالية هائلة، حيث تقدر تكاليف الحرب بمئات المليارات من الشواكل. وأوصت "لجنة ناغل" بزيادة ميزانية الدفاع بنحو 133 مليار شيكل (حوالي 36.7 مليار دولار) خلال العقد المقبل، مع زيادة سنوية تتراوح بين 9 مليار شيكل (حوالي 2.5 مليار دولار) إلى 15 مليار شيكل (حوالي 4.2 مليار دولار)

وكالات





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1817  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 28-01-2025 10:32 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
قطعة من القمر تنفصل وتدور حول الأرض .. حقيقة مذهلة يكتشفها علماء الفلك ظاهرة كونية .. كواكب خارج المجموعة الشمسية "تتفكك" 10 حقائق صادمة عن الأثرياء في العالم بالفيديو .. امرأة تدهس حشدا بسيارتها في مدينة أميركية اشخاص يعتدون على ستيني في الأغوار الشمالية أثناء... ستيني ينهي حياته برصاصة في رأسه بالزرقاء بالفيديو .. الممثلة الامريكية سيلينا غوميز تنهار... حادث سير مروع على طريق المفرق الخالدية يودي بحياة... ترامب: تحدثت مع السيسي بشأن نقل سكان غزة الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط دوار السينما في جنينبالفيديو .. "لأول مرة" ظهور علني لزوجة...بالفيديو .. مشاهد جوية تظهر الدمار الهائل في شمال غزة7 جرحى في غارة إسرائيلية على منطقة النبطية في لبنان ترامب يوقف جميع المنح والقروض الاتحاديةهل قرّر الشرع تقديم زوجته كـ"سيدة أولى"...ما هو الفيروس الرئوي HMPV المنتشر في الصين ومدى...سوريا تستقبل أول مسؤول روسي منذ سقوط الأسدوزير الحرب الإسرائيلي: سنبقى على جبل الشيخ لأجل غير... بعد قبلة عبدالمجيد عبدالله .. أنغام تعود للغناء في... أزمة قانونية تهدد عرض فيلم السيرة الذاتية لمايكل... تامر حسني يطلب من جمهوره الدعاء سميرة أحمد تكشف كواليس إجازة "البريء" ..... صدمة وفاة فنان مصري شاب بعد معاناة مع "مرض... الاتحاد السعودي يبرم صفقة مع برشلونة تراجع الإسترليني مقابل الدولار وارتفاعه أمام اليورو سيتي وباريس أبرز المهددين .. كل ما يهم عن الجولة الأخيرة لأبطال أوروبا بعد 10 سنوات على رحيله .. الأهلي المصري يتعاقد مع تريزيغيه خلال ساعة واحدة .. نفاد تذاكر مباراة ألمانيا وإيطاليا في دوري الأمم بالفيديو .. ميت يفتح عينيه للتصوير في جنازة على غرار كورونا .. تحذير من تسرب سلالات فيروسية قاتلة من مختبر دولة إفريقية تتويج اليابان بكأس العالم للحلويات التحقيق مع "كوكا كولا" بعد سحب مشروباتها من بريطانيا بسبب منشورات زوجته خلال إجازة عائلية .. القبض على زعيم عصابة مخدرات خطير صور عبر غوغل إيرث تكشف لافتات غامضة في لوس أنجلوس السعودية: قرار جديد يمنع تسمية الأطفال بهذه الأسماء العثور على خاتم آخر إمبراطور بيزنطي في بلغاريا بيل غيتس يحذر: العالم غير مستعد نهائيًا لوباء جديد اميركا .. طالب يقتل زميلته داخل المدرسة ثم ينتحر

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية يوضح كيفية تطوير العلاقات الاقتصادية بين مصر وكينيا
  • أستاذ علوم سياسية: مصر حذرت من تهجير الفلسطينيين منذ بدء الحرب
  • أستاذ علوم سياسية: العودة إلى الحرب في غزة أصبحت أكثر صعوبة
  • العقوبات الأمريكية على الإمارات: لعبة الشطرنج السياسي والدبلوماسي في السودان
  • السودان؛ الحرب المشهودة
  • السودان.. حرب بلا معنى
  • جيش الاحتلال على حافة أزمة غير مسبوقة بعد أكثر من عام على حربه في غزة
  • قرن من الزمان وغياب القرار والإختيار فيما يتعلق بالنظام السياسي في السودان
  • جنوب السودان يرفع حظر تجول دام أكثر من 10 أيام بسبب أعمال شغب
  • حماس: عودة أكثر من 300 ألف نازح إلى شمال غزة