عربي21:
2025-03-18@00:18:08 GMT

الحرب في السودان ومقاربات عودة الإسلاميين (1-2)

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

(1)
تنشط هذه الأيام دعاية كثيفة، عن حسن نوايا أو عن تخطيط مريب بأجندة مريبة وعمل ممنهج مرتب، حول زوبعة "عودة الإسلاميين" في السودان، فمن أحسن النوايا مخطئ، ومن مكر وكاد فهو مخطئ، ولكل أسبابه ومنطلقاته.

والنقطة الأولى التي ينطلق منها أصحاب النوايا الحسنة، أن الفعل السياسي للإسلاميين كان مجمدا وعاد لأن المعادل الثاني، وهو قوى الحرية والتغيير (قحت)، قد غاب أو ابتعد عن دفة الحكم.

وهذا تخمين وافتراض غير صائب، لأن العمل السياسي فعل لا يرتبط بظرف زماني، وإنما يتواصل في كل الظروف والأوقات، وهو في أوقات المحن أكثر أهمية وضرورة من غيره.

ولم تتوقف أنشطة الإسلاميين يوما واحدا، فمنذ اليوم الأول، أي 19 نيسان/ أبريل 2019م، انعقد اجتماع وتلته اجتماعات وقرارات لم تتوقف، واتصالات مع السياسيين، ومن بينهم الإمام الصادق المهدي وقوى سياسية أخرى، تحت مسمى المؤتمر الوطني، وحتى حميدتي أشار للقائه مع قيادات من الإسلاميين. والجهة الوحيدة التي أغلقت بابها دون الإسلاميين هي المجلس العسكري..لم تتوقف أنشطة الإسلاميين يوما واحدا، فمنذ اليوم الأول، أي 19 نيسان/ أبريل 2019م، انعقد اجتماع وتلته اجتماعات وقرارات لم تتوقف، واتصالات مع السياسيين، ومن بينهم الإمام الصادق المهدي وقوى سياسية أخرى، تحت مسمى المؤتمر الوطني، وحتى حميدتي أشار للقائه مع قيادات من الإسلاميين. والجهة الوحيدة التي أغلقت بابها دون الإسلاميين هي المجلس العسكري وبالتالي فإن الحديث عن عودة الغائبين ليس في محله، ولم يكن الإسلاميون في حالة غياب، فقد بدّلوا في قيادتهم أكثر من مرة حسب مقتضى الحال ومقابلة الفراغ بعد الاعتقالات والتضييق..

وثانيا، فإن التصور بأن الفعل السياسي رهين بالحكم، نظر قاصر، فالإسلاميون أصحاب مشروع سياسي يستند إلى فكرة، والفكرة لا تحدها المؤسسات والهياكل، وربما كانت فترة مغادرة الحكم سانحة لإعادة النظر في التجربة بالتقييم والتطوير والتجديد، وكل ذلك تم وجرى عليه نقاش وحوار..

وثالثا، فإن حصر الإسلاميين في تيار حزبي معين، هو دعاية مقصودة. إن السلفيين جزء من الإسلاميين، والصوفية جزء من الإسلاميين، والمؤتمر الشعبي هم برمزية الإسلاميين ذات أنفسهم، والأنصار من الإسلاميين.. هذه التصنيفات "المعلبة" ذات هدف خبيث، للتفتيت والعزل والتشتيت، وينبغي عدم الركون إليها..

(2)
هدف الحديث من الماكرين والكائدين عن عودة الإسلاميين تهدف لعدة نقاط منها:

- ربط الحرب منشأ ونتيجة بذلك، والحرب عندهم قامت لقطع الطريق أمام الثورة، وانتصار الجيش يعني عودتهم، وبالتالي نهاية التغيير أو الثورة، ولذلك هم الأكثر ترويجا لهذا الافتراض، مع إدراكهم ومعرفتهم بأن الإسلاميين لم يكونوا سببا في الحرب بل سعوا لإطفاء حريقها أكثر من مرة. ثم إن معركة الكرامة شارك فيها "الشعب السوداني بكلياته" وليس حزبا أو جماعة سياسية أو اجتماعية، وهذه واحدة من أكبر أخطاء وتقديرات "قحت" و"تقدم" من بعدها، حيث افترضوا أن المقاومة الشعبية ومناهضة التمرد عمل سياسي، ولم يكن الأمر كذلك، بل ردة فعل شعبية وهبّة وطنية في وجه قوة متوحشة ومرتزقة غزاة ارتكبوا أكبر الجرائم في التاريخ..

- والنقطة الثانية في هذه الدعاية الماكرة، تسويق ارتباط أجندة "الجيش" مع "الإسلاميين"، وهي خدمة تقدمها "قحت" و"تقدم" وغرفهما إلى المليشيا، وتصوير أن المليشيا جزء من طلائع الثورة وأن ما تقوم به هو استردادالاستثمار في الحروب فعل خاسر وقاصر، وهو عمل جهات غير معنية بالبلاد والعباد، لأن نتائج الحروب كارثية بكل الأحوال وعواقبها وخيمة؛ ضياع ونزوح ولجوء وسلب ونهب، وتدمير ممنهج، وذلك ما حدث حين انتصرت قحت لأجندة أجنبية واستغلت قوة طائشة ومطامع شخصية وحدث ما حدث الديمقراطية والمسار السياسي، وعزز ذلك مواقف كثيرة لاحقة شكلت "قحت" فيها حاضنة سياسية للمليشيا وأكثر إخلاصا لها، وربطت "مستقبلها" ببقاء ووجود المليشيا، وهذا سوء تقدير..

- والنقطة الثالثة إثارة حفيظة أو تبرير مواقف أطراف كثيرة لديها فوبيا من "الإسلام السياسي"، وهذا أكثر البنود دافعية لهذه الادعاءات..

وخلاصة القول، أن الاستثمار في الحروب فعل خاسر وقاصر، وهو عمل جهات غير معنية بالبلاد والعباد، لأن نتائج الحروب كارثية بكل الأحوال وعواقبها وخيمة؛ ضياع ونزوح ولجوء وسلب ونهب، وتدمير ممنهج، وذلك ما حدث حين انتصرت قحت لأجندة أجنبية واستغلت قوة طائشة ومطامع شخصية وحدث ما حدث..

ومنذ وقت مبكر رهن الإسلاميين مشاركتهم في العملية من خلال انتخابات وطنية نزيهة، ونقول "مشاركتهم" وليس عودتهم فهم لم يغيبوا، وكانوا على ثقة بقوة تأثيرهم وفوزهم في أي انتخابات، ومن الواضح أن الحرب قامت لقطع الطريق أمام ذلك الانتقال وليس العكس.. وهذا ما نفصله فيه لاحقا إن شاء الله.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسلاميين السودان حميدتي الثورة السودان الثورة الإسلاميين حميدتي البرهان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الإسلامیین لم تتوقف ما حدث

إقرأ أيضاً:

اختفاء 2000 شخص فى السودان منذ بدء الحرب

أعلنت المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء، عن ارتفاع حالات الاختفاء في السودان، إلى نحو 2000 شخص، منذ ما يقرب من عامين على اندلاع الحرب، وأشارت إلى أن معدلات الاختفاء قد تزايدات فى مختلف أنحاء السودان مع استمرار الحرب.

إذ تزداد التحديات في عمليات التوثيق، ومن أبرزها انقطاع شبكات الاتصالات ووسائل النقل؛ مما أدى إلى عزل العديد من المناطق، إلى جانب صعوبة الوصول إليها وانقطاع الكهرباء في معظم أنحاء البلاد.

كما أن توسع رقعة النزاع زاد من تعقيد عمليات الرصد، إذ ينشغل الأهالي بالنزوح، كما يخشون الإبلاغ عن حالات الاختفاء حفاظًا على بقية أفراد أسرهم، إضافة إلى تلقي بعض الأسر تهديدات وطلبات فدية مقابل الإفراج عن أبنائهم المفقودين، وفقا لصحيفة سودان تربيون.

أما فيما يتعلق بالولايات التي تشهد صعوبات خاصة في توثيق عمليات الرصد فيها (محليات بحري، أم درمان، وجبل أولياء)، النيل الأبيض، دارفور، كردفان، الجزيرة، وسنار.

وكشفت وسائل إعلام سودانية، أن الولايات الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع تشهد انتهاكات واسعة ضد المدنيين العزل، تشمل القتل، الاعتقال، الاغتصاب، الاختطاف، والاختفاء القسري.

وخلال تقرير سابق فى إبريل الماضى، أفادت المجموعة بأن عدد المفقودين بلغ 1140 شخصًا، بينهم 998 رجلًا، و27 طفلًا قاصرًا (20 صبيًا و7 فتيات)، إضافة إلى 116 فتاة، و11 شخصًا من ذوي الاضطرابات النفسية.

المصدر: اليوم السابع 

كلمات دالة:السوداناختفاءأوضاع انسانيةالخرطوم تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

رولا أبو رمان

عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.

انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...

الأحدثترند اختفاء 2000 شخص فى السودان منذ بدء الحرب حساسية الربيع: تعريفها،أعراضها،أسبابها، علاجها أناشيد عن الأم للأطفال عاجل| نزوح 90% من أهالي مخيم جنين وصفة لنسف دهون البطن Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • لم نساوم الدولة ولم نشترط أي مكاسب سياسية..  كيكل يحذر مستهدفى درع السودان
  • حماس: الإدارة الأمريكية طرحت إطارا للاتفاق وهذا هو المطلوب الآن
  • النجم أحمد أمين فى حوار لـ«البوابة»: أحببت شخصية «النص» أكثر من حقبته الزمنية رغم جمالها.. لا يهم ماذا كنت بل كيف أصبحت اليوم.. لا أريد الحياة في غير زماني سأعيش الحاضر وهذا من قلبي
  • عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (1)
  • عودة الحرب "على مراحل".. خيار إسرائيل البديل إن فشلت المفاوضات
  • اختفاء 2000 شخص فى السودان منذ بدء الحرب
  • ???? مدنيون ضد الحقيقة ومع تدمير العقل السياسي السوداني
  • وردنا الآن من صنعاء| بيان هام وعاجل للمكتب السياسي لأنصار الله.. وهذا ما جاء فيه
  • مناوي: رؤية أفورقي لما يجري في السودان أكثر عمقاً من طرح ساستنا
  • السلاح والغذاء في حرب السودان