بعد افتتاحها رسميا.. تعرف على المعامل العلمية البحثية بمتحف الحضارة
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
كتب- محمد شاكر:
افتتح الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، بمرافقة الدكتور زاهي حواس عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق، المعامل العلمية البحثية المتخصصة في التحاليل الدقيقة بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
وتضم هيئة المتحف القومي للحضارة المصرية مجموعة من المعامل العلمية البحثية المتخصصة في التحاليل الدقيقة والتي تخدم العمل في مجال ترميم الآثار وكذلك البحث العلمي في جميع المجالات المختلفة.
وفيما يلي ننشر أبرز المعلومات حول المعامل العلمية البحثية بالمتحف القومي للحضارة المصرية.
- معمل الحمض النووي القديم والذي يعتبر أول مختبر مرجعي في إفريقيا لدراسة الحمض النووي القديم للإنسان والحيوان والنبات. كما يقوم المعمل بدراسة القرابة البشرية بالإضافة إلى دراسة الأمراض في البيئة المصرية القديمة.
وحدة المعلوماتية الحيوية ( وحدة تابعة لمعمل الحمض النووى القديم)
تقوم الوحدة بتحليل البيانات الجينومية واستخلاص النتائج الجزيئية مما ينتج عنه تحديد ومعرفة أشخاص المومياوات المجهولة وعلاقاتهم الأسرية والأمراض المعدية والوراثية باستخدام برامج ذات قوة حسابية عالية.
تعد الوحدة الحالية نواة لمركز تحليل بيانات يخدم المعامل العلمية البحثية بالمتحف.
- معمل النباتات الأثرية
يقوم المعمل بدراسة النباتات الأثرية الناتجة من الحفائر المختلفة وتحديد نوع الأصناف النباتية بغرض الدراسة والتوثيق الأثري للنباتات المختلفة وإعادة تخيل البيئة النباتية قديماً
المعمل المتنقل
هي وحدة فريدة من نوعها حيث تنتقل الوحدة إلى الموقع للقيام بالتحاليل المتنوعة مثل اكتشاف العناصر وتركيزها، وتحليل الأصباغ، وتصوير المحنطات.
تضم الوحدة جهاز مطياف الرامان، جهاز الأشعة السينية، جهاز تفلور الأشعة السينية، جهاز مطياف الأشعة تحت الحمراء.
- معمل البقايا الآدمية
يهتم بدراسة البقايا البشرية، باستخدم تقنيات الأنثروبولوجيا الفيزيقية لتحديد أصول البشر وأعمارهم ومعدلات الوفيات في المجتمعات القديمة وكيفية تفاعل البشر مع بيئاتهم.
- وحدة الأنوكسيا
هي وحدة متخصصة في تعقيم الآثار والقطع الفنية عن طريق غاز النيتروجين الخامل الذي يعتبر سامًا لمعظم الحشرات مع الأخذ بعين الاعتبار أن غاز النيتروجين ليس له أي تأثير على القطع الأثرية، وتتميز هذه الطريقة آمنة على القطع الأثرية.
- معمل التجهيزات
يحتوي على العديد من الأجهزة المساعدة التي قد يحتاجها الباحث في بعض الاختبارات الخاصة بمشروعه العلمي مثل جهاز قياس اللزوجة، جهاز الفصل روتاري، جهاز التجفيد، جهاز تقطير الماء، جهاز التعقيم بالحرارة، الحمام المائي، جهاز الطرد المركزي، مطحنة.
- وحدة الميكروسكوبات
تقدم خدمة فحص العينات المختلفة والمتنوعة فى مجالات متعددة مثل علم الأحياء والجيولوجيا والهندسة والطب وعلم الآثار، وتحتوى الوحدة على العديد من الميكروسكوبات مثل: الميكروسكوب المجسم، الميكروسكوب المعدني المقلوب، الميكروسكوب المستقطب، والميكروسكوب الفلورسنتي.
- معمل التحليل الطيفي الجزيئي
يقوم بتحليل المواد العضوية والتعرف على البروتين وما يحتويه من أحماض أمينية والصبغات وقياس مدى جودة المنتجات المختلفة،
ويحتوى المعمل على جهازيين رأسيين هما، مطياف الأشعة فوق البنفسجية/المرئية، والمطياف الضوئي المتفلور.
-معمل الميكروبيولوجى
يقوم بعزل الأنواع المختلفة من الكائنات الحية الدقيقة. كما يدرس المعمل أفضل الطرق الممكنة لمعالجة التلف الميكروبي في القطع الاثرية والقضاء عليه.
- معمل التحليل الحراري، يستخدم في قياس وزن العينة في درجات حرارة مختلفة وتعيين الفقد في الوزن مع ارتفاع درجة الحرارة بالإضافة لدراسة الثبات الحراري للمركبات المختلفة.
يحتوى المعمل على بعض الأجهزة مثل DMA وDSC TGA- FT-IR Microscopy
- معمل تحليل العناصر
يختص بتحليل معظم عناصر الجدول الدوري وخاصةً المعادن الثقيلة والعناصر النادرة وكذلك النظائر.
تستخدم عملية تحليل العناصر في مجالات عديدة، مثل صناعة الأغذية وتحليل مياه الشرب.
يحتوي المعمل على جهازين رأسيين هما Atomic Absorption Spectrometer و. LA-ICP-MS
- معمل قياس حجم الجسيمات
يعد جهاز Mastersizer 2000 حلاً عمليًا وموثوقًا وهامًا لقياس حجم الجسيمات وتوزيع حجم الجسيمات للمواد. إنه أحد الأجهزة التي تلبي احتياجات الصناعة اليومية لتحديد حجم الجسيمات.
- وحدة الفصل الكروماتوجرافي
تقوم الوحدة بفصل وتحديد والقياس الكمي للمواد العضوية المختلفة، بما في ذلك الدهون والبروتينات والكربوهيدرات والراتنجات والشموع والأصباغ والمستخلصات النباتية والجزيئات الحيوية الأخرى. تحتوي الوحدة على جهازين رئيسيين UPLC-ToF و. GC-MS-HS
- معمل مطياف الرامان
يقوم بتحليل المواد الكيميائية والمعدنية والأحجار الكريمة وغيرها من المواد بطريقة غير متلفة وهو مفيد بشكل غير عادي في مجال علم الآثار وعلم المعادن والمركبات المختلفة.
- معمل الأشعة السينية
يستخدم جهاز التصوير بالأشعة السينية في دراسة المحنطات المختلفة عن طريق تصوير العظام وتحديد أماكن الكسور بها وتحديد الأجسام الصلبة الموجودة داخل الجسم.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: ليالي سعودية مصرية مسلسلات رمضان 2024 سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى رمضان 2024 الحرب في السودان الدكتور أحمد غنيم المتحف القومي للحضارة زاهي حواس المعامل العلمية البحثية طوفان الأقصى المزيد المعامل العلمیة البحثیة القومی للحضارة المصریة الأشعة السینیة
إقرأ أيضاً:
«عصر المأمون» العصر الذهبي!
(1)
صافحني هذا الكتاب للمرة الأولى في طبعته الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في تسعينيات القرن الماضي؛ أي منذ ثلاثة عقود تقريبًا! كان غلافه عجيبا وغريبا، ولم أفهم منه شيئا وقتها! مجرد ثلاث بورتريهات لأشخاصٍ يرتدون عمامات عربية أو هكذا توحي أشكالهم الجامدة ونظراتهم الساكنة!
لكن العنوان مثير ومحرض؛ «عصر المأمون»، ولطالما اقترن اسم "المأمون" -في ذهني آنذاك أو في خيالي إذا شئنا الدقة- بالفترة الذهبية للحضارة الإسلامية الناشئة، وبانفتاحها الحضاري والإنساني غير المسبوق على غيرها من الحضارات والثقافات الأخرى غير العربية (الحضارة اليونانية، والحضارة الفارسية، وهما الحضارتان المتاخمتان للدولة العربية الإسلامية آنذاك).
عندما اقتنيتُ الكتاب في منتصف التسعينيات تقريبًا من القرن الماضي، وشرعت في قراءته فوجئت بأنه موسوعة تاريخية شاملة غطت عصر بني أمية منذ مؤسس الدولة معاوية بن أبي سفيان، وتأسيس الدولة العباسية، وما تعاقب من خلفائها منذ أبي العباس عبد الله، وصولًا إلى خلافة المأمون بن هارون الرشيد. وقد فسر المؤلف ذلك بقوله:
"وأعتقد اعتقادًا راسخًا أنه لن يعترض عليَّ معترضٌ لعنايتي بالعصر العباسي من وجهتيه التاريخية والأدبية، فلم يَعْدُ «عصر المأمون» عن كونه شطرًا يُحْفَلُ به من العصر العباسي، كما أعتقد أنه مما لا مندوحة لنا عنه لتفهم العصر العباسي أن نصوِّر لك العصر الذي قبله بما يسعه المقام، وهذا ما عالجناه لك في كتابنا بصورة متواضعة نأمل أن تكون فيها الغُنية والكفاية لما نروم تصويره".
(2)
تخبرنا المعلومات المتوفرة عن المؤلف أحمد فريد رفاعي أنه من الرعيل الأول أو الثاني من أساتذة الجامعة المصرية في سنواتها الأولى بعد أن تحولت إلى جامعة حكومية سنة 1925 كتب أطروحته هذه في ثلاثة أجزاء، وصدرت في عام 1927.
وهو مؤرخ وأديب مصري، تخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة في سنواتها الأولى، كان مديرًا للصحافة والنشر بجريدة "المؤيد"، ونشر العديد من المقالات والكتب، ومن أهم أعماله كتاب «عصر المأمون»، وكتاب «الشخصيات البارزة التاريخية»، وقد توفي بالقاهرة عام 1956. وإن ظلت شهرته مقرونة بهذا الكتاب/ الموسوعة «عصر المأمون» وحده، وقد أعيد نشره مرات ومرات، لإحاطته وشموله وغزارة مادته، واستيعابه لتفاصيل تلك الفترة الذهبية في تاريخ الحضارة الإسلامية.
وسنعرف من هذا الكتاب الذي أسس تاريخيا وبعمق لتناوله لعصر المأمون، أنه لم يكن ممكنا فصل نشاط عصر المأمون الزاهي والزاهر عن نشاط عصر والده الخليفة العظيم هارون الرشيد الذي كان فعليا مؤسس هذه النهضة وهذا الازدهار، فعندما أنشأ هارون الرشيد أول دار علمية باسم "بيت الحكمة"، اتخذت من بغداد مقرا لها، وبدأت في ترجمة تراث اللغات الأخرى، كالفارسية واليونانية، ومن هنا تم تدشين ما يسمى بالعصر الذهبي للترجمة إلى العربية، وهو ما استكمله ونماه وبلغ به الذروة الخليفة المأمون.
(3)
تاريخيًّا، يعد عصر المأمون من أزهى العصور في تاريخ الحضارة الإسلامية، وذلك في جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والعلمية والأدبية، فبعد أن تهيأ للمأمون الانتصار على أخيه الأمين والإطاحة به في الصراع المرير الذي اندلع بينهما على سدة الحكم، بعد وفاة والدهما الخليفة العباسي الأشهر هارون الرشيد، استطاع المأمون أن يوحد أركان الدولة الإسلامية الشاسعة، ويخضعها لحُكمه ويقضي على كافة جيوب التمرد داخلها.
وقد عُرف المأمون برجاحة عقله، وحبه للعلم والعلماء، حيث تبحَّر في الفلسفة وعلوم القرآن، كما درس الكثير من المذاهب، حتى قيل عنه إنه لو لم يكن المأمون خليفة لصار أحد علماء عصره! ولكن إن خسرت الحضارة الإسلامية المأمون عالمًا، فقد كسبت مقابل ذلك كثيرًا من العلماء، حيث كان المأمون حريصًا على رعاية العلماء وتوفير كل ما يحتاجونه، كما اهتم ببناء المكتبات والمستشفيات، وشجع على نشر العلم، وازدهرت الفنون والآداب والحكمة، وانتشرت المكتبات وراجت صناعة النسخ والوراقة إلى آخر ما تخبرنا به المصادر التي استقى منها أحمد فريد رفاعي مادة كتابه الكبير، الضخم عن «عصر المأمون» في ثلاثة أجزاء من القطع الكبير.
وقد فتن أحمد فريد رفاعي بتقصي تفاصيل هذه الفترة المتألقة والمتلألئة في تاريخ الحضارة الإسلامية ما دفعه إلى التأريخ الكامل والمفصل لهذا العصر المزدهر، وبيان ما كان فيه، على التفصيل والإجمال، خاصة وأن التاريخ الإسلامي، بشكل عام، ما زالت تعوزه المصادر الجادة كما يعوزه التنظيم والترتيب والتحقيق والاستقراء، فما بالنا إذا تعلق الأمر بفترة مهمة وزاهرة كهذه من تاريخ الحضارة الإسلامية!
(4)
جاء «عصر المأمون» في مجلدات ثلاثة؛ بحسب ما أراد مؤلفه من هذا التقسيم، خصص أولها بالتاريخ وما إلى التاريخ، ويقصد بذلك السياق التاريخي الموثق والمفصل سياسيا وما يلزم عنه اجتماعيا. ثم خصص ثانيها وثالثها بالأدب وما إلى الأدب، وقد حوى هذان المجلدان مادة ثرية ومذهلة عن النتاج الأدبي (الشعري والنثري) وهو تقريبا ذروة ما شهده الأدب العربي من تصوير وتنوع الموضوعات خاصة في نظم الشعر..
ويوضح المؤلف أنه اعتمد في تلخيصه للشعراء فيهما على أمهات المظانِّ الأدبية، لا سيما كتاب «الأغاني»، مشيرا إلى أن مهمته في هذين الجزئين كانت اختيارًا وترتيبًا لا وضعا وتأليفا، يقول "وأعترف في صدق وإخلاص أن مهمتي في المجلدين الأخيرين لم تخرج عن مهمة المُتخيِّر لما في تلك العصور الزاهية من غُرر ودُرر، المُنقِّب عمَّا فيها من طُرف ومِلَح، المُلخِّص لحياة أدبائها وشعرائها، المحتفظ بعبارات المعاصرين وشيوخ المؤلفين عنها".
وقد قسم المجلد الأول إلى كتبٍ ثلاثة عالج فيها البحث عن عصور بني أمية، وبني العباس، والمأمون، يقول "توخيت الإيجاز في فذلكتي التاريخية عن عصري الأمويين والعباسيين؛ لأنهما بمثابة تكأة وأساس لموضوعنا، كما لاحظت الاستمساك بالحيدة التامة وعدم التطوح مع أولئك المؤرخين والرواة الذين تأثروا بأهوائهم السياسية، ومعتقداتهم المذهبية، والذين نكبت بهم عن محجة الصواب مغالاتُهم في الانتصار لفكرتهم الحزبية"
ثم قسم المؤلف المجلدين الثاني والثالث إلى ملحقات مفصلة للكتب الثلاثة عن العصور الثلاثة، نشر فيها ما وسعه المقام من المنثور والمنظوم، والنصوص الطويلة والمقالات المستفيضة، وعني عناية خاصة إلى جانب ذلك بذكر جملة صالحة من آثار كاتب خاص وشاعر خاص على أنهما نموذجان لتمثيل عصرهما،
واتخذ من عبد الحميد الكاتب، وعمر بن أبي ربيعة "نموذجًا أمويًّا"، ومن أبي الربيع محمد بن الليث، وبشار بن برد مثالًا عباسيًّا، ومن عمرو بن مسعدة وأبي نواس نموذجًا لتصوير الحياة الكتابية والشعرية في عصر الأمين والمأمون، إلى غير ذلك من النماذج والآثار مما يستدعيه المقام، فجاء المجلدان الثاني والثالث بذلك مكملين للمجلد الأول.
(5)
ربما كان هذا الكتاب أوفى مرجع قرأتُه عن تفاصيل الحركة العلمية وازدهار الترجمة في العصر العباسي، في ذلك الوقت. ولم يكن صعب القراءة أبدًا، أسلوبه بسيط غزير المادة عظيم الفائدة، وما أشبهه بالمدخل التعليمي "الوافي" الممهد للطريق.. وإذا راعينا سنة تأليف الكتاب وظهوره إلى النور (سنة 1927) سنعلم إلى أي مدى لعب هذا الكتاب دورا إرشاديا وتنويريا وتعريفيا بموضوعه، ومثل جهدا كبيرا يستحق الإشادة والتنويه، صحيح أن عشرات الكتب والمؤلفات التي ظهرت بعده قد استكملت ما فاته وأضافت إليه واستدركت عليه، فإنه يبقى واحد من كتبنا التي يكاد يمر على صدورها الأول قرن كامل، تستحق معه أن تقدر وأن توضع في مكانها اللائق في مدونة نشاطنا العلمي والمعرفي والثقافي "التنويري" منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر، وحتى النصف الأول من القرن العشرين.
وها هي دار المعارف تطرح طبعة جديدة كاملة في ثلاثة أجزاء من هذا المرجع الرائع تيسره لعموم القراء والباحثين والمهتمين بتاريخ الحضارة الإسلامية في واحدة من ذرى تألقها وتميزها وحضورها الإنساني. (عصر المأمون) أو عندما كانت بغداد التي أسسها أبو جعفر المنصور هي حاضرة الدنيا ومركز العالم وإشعاع النور إلى حواليها.