أثار قرار رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح بحظر التعامل ماليا مع الحكومة التي يرأسها، عبدالحميد الدبيبة بعض التساؤلات عن نجاح الخطة في خنق الحكومة وإضعافها ماليا.

وأصدر البرلمان ومقره طبرق، شرق البلاد، قرارا رسميا يحظر فيه على كافة المؤسسات والشركات الليبية العامة تقديم أية أموال لحكومة "الدبيبة" في أية صورة سواء كانت قرض أو تحت بند المسؤولية الاجتماعية، محذرا من أن ثبوت مثل هذه التصرفات يضع المسؤولين والممثلين القانونين لتلك المؤسسات والشركات تحت طائلة القانون بتهمة التقصير في صيانة المال العام وإهداره بالمخالفة للأحكام المتعلقة بالجرائم الاقتصادية، وفق القرار.




"توافق مع المركزي"
وجاءت خطوة مجلس النواب بعد تداول أنباء عن خلافات بين الدبيبة ومحافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير بسبب منع الأخير تسييل أي ميزانية جديدة للحكومة بحجة الحفاظ على احتياطات النقد الأجنبي، ما دفع تركيا إلى أن تقوم بدور الوساطة للتهدئة بين الدبيبة والكبير، بحسب موقع "أفريكا انتيلجينس" الفرنسي.

وكشف الموقع أن "وزير الخارجية التركية، هاكان فيدان خلال زيارته الأخيرة للعاصمة طرابلس التقى سرا "الصديق الكبير" الذي منع تسييل أي ميزانية للمشروعات التي تتعاقد عليها حكومة الدبيبة عبر قريب الأخير "إبراهيم الدبيبة"، ما سبب ضغطا كبيرا على حكومة طرابلس وخنقها ماليا.

فهل يتفق "عقيلة والكبير" ضد الدبيبة ويخنقاه ماليا؟ أم تنجح الحكومة في الحصول على الأموال عبر طرق أخرى مثل مقايضة النفط؟

"قرار في توقيت سيء"
من جهتها قالت رئيسة لجنة التنمية المستدامة بمجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص إن "صدور هذا القرار في هذا التوقيت سيؤثر على تطور الوضع المعيشي للمواطن للأسوأ، كون مثل هذه المخاطبات للجهات الرقابية والمالية والقضائية وفي هذه الظروف قد تصل لدرجة تهديد السلم المجتمعي الذي تحقق نسبيا بعد حروب دامية".

وأكدت في تصريحات لـ"عربي21" أنه "من المهم الآن أن يضع أي مسؤول سواء في السلطة التشريعية أو التنفيذية أمام عينيه سلامة المواطن وضمان استمرار الخدمات بعيدا عن الصراعات السياسية والأمنية والاقتصادية، ️ونحتاج في وقتنا هذا لقرارات تضمن الاستقرار وتحسين الوضع المعيشي والسلم المجتمعي وهذه واجبات كل من يتصدر المشهد والمسؤولية في البلاد الآن"، وفق قولها.


"الضغط لتشكيل حكومة جديدة"
ورأى عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد معزب أن "رئيس البرلمان، عقيلة صالح يصارع الزمن من أجل تشكيل حكومة جديدة بديلة لحكومة الدبيبة وأخفق في ذلك مرتين حينما سقطت حكومة باشاغا وحوصرت حكومة حماد، وأدرك أنه لايمكنه إعادة تشكيل حكومة أخرى دون توافق كامل مع شريكه في الاتفاق السياسي، مجلس الدولة".

وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن عقيلة حاول الالتفاف حول ذلك بإنشاء ما أسماه صندوق "تنمية وإعمار ليبيا" ومنحه سلطات واسعة لجمع الأموال حتى بالاقتراض الخارجي وحصنه من الرقابة والمتابعة والمحاسبة وجمع تحته 9 أجهزة تنفيذية مستقلة ومنحه صلاحيات سيادية وتشريعية وتنفيذية وبالطبع شاركه حليفه "خليفة حفتر" في ذلك بأن نصب نجله "بلقاسم" على رأس هذا الصندوق وهو ليس بمؤسسة عادية وإنما سلطة تشبه رئاسة الدولة، حسب رأيه.

وتابع: "أكمل عقيلة خطته بتعميمه الأخير بالتشديد على مختلف الجهات الرسمية بعدم التعامل مع حكومة الوحدة باعتبارها فاقدة الثقة وفاته أن سحب الثقة يستلزم موافقة مجلس الدولة وهو ما لم يحدث حتى اليوم، لذا كل هذه المحاولات لن تفضي إلى ما يطمح إليه عقيلة ما لم يرجع إلى صوابه ويعود إلى التعاطي مع هذه المسائل عبر الاتفاق السياسي وهو الوثيقة المعتمدة دوليا ومحليا كحاكمة للمراحل الانتقالية حتى إقرار دستور دائم للبلاد"، كما قال.

"خنق الدبيبة"
الناشط والمحلل السياسي الليبي، خالد الغول قال من جانبه إنه "حسب اتفاق جنيف الذي لازال ساريا ومعتمدا من المجتمع الدولي فإن حكومة الدبيبة هي المعتمدة حتى تقر القاعدة الدستورية، وأن تعديل مجلس النواب والدولة للإعلان الدستوري 12و13 هي محاولة لإرجاع الشرعية التي اكتسبت باتفاق الصخيرات وانتهت باتفاق جنيف".

وأضاف: "لذا قرار مجلس النواب الأخير هدفه فقط الضغط على حكومة الدبيبة وخنقه ماليا، وأعتقد أن هذا لن ينجح كون الشعب وإن لم يكن يؤيد الدبيبة فإنه سينقلب على البرلمان كونه السبب في منع الرواتب، إلا إذا سيّل المجلس رواتب المواطنين عبر حكومة حماد وهذه تبدو مستحيلة كون المصرف المركزي لا يستطيع إعطاء الأموال لحكومة غير معترف بها دوليا، لكنه ربما يوقف الصرف لفترة للضغط على حكومة الدبيبة وجس نبض الشارع وهنا قد يلتقي مع قرار عقيلة صالح"، بحسب تصريحه لـ"عربي21".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية عقيلة صالح الدبيبة ليبيا ليبيا حظر عقيلة صالح مصرف ليبيا الدبيبة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حکومة الدبیبة مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

مدبولي: المنطقة تواجه تحديات غير تقليدية تستلزم التعامل بأساليب مستحدثة

نقل الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى المشاركين في فعاليات الدورة الاعتيادية الثامنة والأربعين لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية.

وأضاف رئيس مجلس الوزراء، أن الدورة ستناقش مختلف القضايا المستحدثة والمؤثرة على الاستقرار المالي والاقتصادي بالدول العربية، مؤكدا أن انعقاد هذه الدورة يأتي في ظروف إقليمية ودولية شديدة التعقيد، حيث تتشابك تداعيات الأزمات المتلاحقة مع التطورات والاضطرابات الجيوسياسية لتلقي بظلالها على العديد من مناحي الحياة، وتضع حكومات الدول أمام تحديات غير تقليدية تستلزم التعامل بأساليب ومناهج مستحدثة، تأخذ باعتبارها مختلف العوامل والمؤثرات والمتغيرات ولا تغفل في الوقت ذاته البعد الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء اليابانى يكشف النقاب عن تشكيلة حكومته الجديدة
  • أيمن محسب: الرئيس السيسي يبذل جهودا كبيرة في التعامل مع الأزمات المحيطة بمصر
  • عقب أدائهما اليمين القانونية.. “عقيلة” يجتمع بمحافظ المصرف المركزي ونائبه
  • «عقيلة صالح» يلتقي محافظ المركزي ونائبه
  • الغويل: سياسة الدبيبة أفقرت الطبقة الوسطى
  • الغويل: حكومة الدبيبة أفقرت الطبقة الوسطى
  • رئيس الوزراء: المنطقة تواجه تحديات غير تقليدية تستلزم التعامل بأساليب مستحدثة
  • مدبولي: المنطقة تواجه تحديات غير تقليدية تستلزم التعامل بأساليب مستحدثة
  • رئاسي ليبيا يشترط النصاب القانوني لاعتماد اتفاق المركزي.. هل ينجح البرلمان؟
  • الهنقاري: سقط الصديق الكبير لأنه كان يعتقد أن حكومة الدبيبة ضعيفة