موقع النيلين:
2025-03-13@01:05:17 GMT

الأديب والمثقف

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT


في مرحلة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، استطاع قادة الأدب والثقافة قيادة الدفة إلى المشاركة الفاعلة في المجتمع، فكان لهم تأثير كبير وواسع، كما كانوا مؤثرين مواكبين لما في الشارع، متفاعلين مع المواطن والوطن، مدركين قضاياه، حريصين على ارتقائه.

وأهم العلامات التي اتصفت بها تلك الجوقة التي كانت تعزف إبداعا، هو احترام المتلقي، فتهتم بأدق تفاصيل أعمالهم لتخرج مشرفة تخلد أسماءهم، ويطيرون بالمتلقي لغيوم الجمال والإبداع، وذاك للإخلاص الذي رصع قلوبهم وأعمالهم، لذلك يجب أن ندرك نحن في هذا الوقت تلك القمم كيف استطاعت النهضة، وكيف يمكننا أن نعيد هذا البريق للأدب الكويتي، ونشر الثقافة الكويتية.

إننا بحاجة إلى أديب مثقف، أديب مدرك لما حوله، فهناك صفاة في الأديب رصدها الرافعي ـ رحمه الله ـ في كتابه «وحي القلم» تحت مقال «الأدب والأديب»، فيقول «ولو أردت أن تعرف الأديب من هو، لما وجدت أجمع ولا أدق في معناه من أن تسميه الإنسان الكوني، وغيره هو الإنسان فقط، ومن ذلك ما يبلغ من عمق تأثره بجمال الأشياء ومعانيها، ثم ما يقع من اتصال الموجودات به بآلامها وأفراحها».

هكذا يكون الأديب إنسانا كونيا أي يجمع في ذاته الكون ويذوب به الوجود، فينصهر قلمه وعمله معبرا عن هذا الكون.

وهذا لا يتقاطع مع الثقافة بل هي عملية متكاملة، ومن أجمل ما قيل في تعريف المثقف تعريفا جامعا مانعا واضحا القول: إن المثقف هو الشخص الذي يهتم ويلم بمواضيع مختلفة كالسياسة والاقتصاد والتاريخ والدين وباقي العلوم المختلفة، وأن تكون لديه القدرة على التفكير والتحليل المنطقي والربط بين هذه العلوم المختلفة وتكوين قناعات وأفكار عامة.من الأدب والثقافة يخرج جيل يحمل وعيا وفكرا، مسلحا بقدوات رائعة استطاعت مزج الثقافة والأدب، لكن مع الأسف يفتقد واقعنا للأديب المثقف، فلم نر الثقافة والأدب في هذا الوقت يجتمعان في مبدع ـ إلا ما ندر ـ فأحيانا نرصد مثقفا ولا نجد فيه ملمح الأديب، أو نجد أديبا يختفي فيه المثقف، بل الواقع أحيانا يزيد سوءا فلا نجد هذا ولا ذاك، لذلك نتمنى من المعنيين العمل على إعادة التفاعل الأدبي الثقافي إلى الشارع الكويتي، حتى يستفيد المجتمع من عودة وانتشار ظاهرة الأديب المثقف.

عبدالله ناصر البراك – الأنباء الكويتية

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

شوقي ضيف.. المؤرخ الأدبي الذي أعاد كتابة تاريخ الأدب العربي

يُعد الدكتور شوقي ضيف واحدًا من أبرز المؤرخين الأدبيين في العالم العربي، حيث كرس حياته لدراسة الأدب العربي وتأريخه بأسلوب علمي دقيق. 

ورغم تعدد إسهاماته النقدية واللغوية، فإن إنجازه الأهم يظل موسوعته الشهيرة “تاريخ الأدب العربي”، التي غدت مرجعًا أساسيًا للباحثين والدارسين.


رؤية شاملة لتاريخ الأدب
 



في موسوعته، التي امتدت إلى أكثر من عشرة مجلدات، تناول شوقي ضيف الأدب العربي منذ العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث، مقدمًا قراءة تحليلية لتطوراته وأبرز أعلامه. حرص على تقديم رؤية متماسكة تربط بين العصور المختلفة، مع إبراز السياقات الاجتماعية والسياسية التي أثّرت في الأدب.

على عكس الدراسات التقليدية التي ركّزت على الجوانب الجمالية فقط، اعتمد ضيف منهجًا يجمع بين التأريخ والتحليل النقدي، ما جعله مختلفًا عن سابقيه. فقد درس النصوص الأدبية في ضوء التطورات الفكرية والسياسية لكل عصر، مما منح دراسته بعدًا ثقافيًا شاملًا.

مقارنته بمناهج التأريخ الأدبي الأخرى

يتميز منهج شوقي ضيف بالوضوح والترتيب المنهجي، حيث حرص على تقسيم المراحل الأدبية بدقة وفقًا للخصائص الفنية والمعرفية لكل مرحلة. وقد وجدت بعض الانتقادات حول تبنيه منهجًا كلاسيكيًا لا يمنح الحداثة الأدبية حقها الكامل، لكن بالمقابل، أشاد الكثيرون بدقته واستيعابه الواسع للتراث العربي.

آراء النقاد حول أعماله

حظي “تاريخ الأدب العربي” بإشادة واسعة من الأكاديميين، حيث اعتبر مشروعًا شاملاً يوثق مسيرة الأدب العربي بأسلوب علمي مبسط.

 يرى البعض أن ضيف استطاع تحقيق معادلة صعبة بين التأريخ والنقد، وهو ما جعله مرجعًا معتمدًا في الجامعات العربية. ومع ذلك، يرى بعض النقاد أن موسوعته تميل إلى الاتجاه المدرسي التقليدي، مما قد يجعلها تحتاج إلى تحديث يتناسب مع تطورات الدراسات الأدبية الحديثة.

إرثه في دراسة الأدب العربي

رغم وفاته عام 2005، لا يزال تأثير شوقي ضيف حاضرًا بقوة في الأوساط الأكاديمية. كتبه تُدرّس في الجامعات، وأعماله تظل حجر الزاوية في دراسة الأدب العربي. ومهما اختلفت الآراء حول بعض جوانب منهجه، يبقى دوره في تأريخ الأدب العربي علامة فارقة لا يمكن تجاوزها

مقالات مشابهة

  • أمسية شعرية في ثلوثية الراحل الأديب محمد الحميد
  • حفريات في الأدب والنفس
  • في ذكرى وفاته.. كيف كانت وظائف عباس العقاد سجنًا له؟
  • بين ضفتين فندق الصمت
  • هل يوجد تلازم بين الأدب والفقر؟
  • المملكة تدشّن مشاركتها في معرض لندن الدولي للكتاب 2025
  • بين البازعي والمسلم
  • رؤى وظلال الثقافة الغربية في ذهنية المثقف السوداني مابين الإلهام والاستلاب
  • أزمة إنتاج النخب الثقافية: فوضى المشهد وانعكاساته على الوعي المجتمعي
  • شوقي ضيف.. المؤرخ الأدبي الذي أعاد كتابة تاريخ الأدب العربي