موقع النيلين:
2024-12-28@14:42:35 GMT

الأديب والمثقف

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT


في مرحلة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، استطاع قادة الأدب والثقافة قيادة الدفة إلى المشاركة الفاعلة في المجتمع، فكان لهم تأثير كبير وواسع، كما كانوا مؤثرين مواكبين لما في الشارع، متفاعلين مع المواطن والوطن، مدركين قضاياه، حريصين على ارتقائه.

وأهم العلامات التي اتصفت بها تلك الجوقة التي كانت تعزف إبداعا، هو احترام المتلقي، فتهتم بأدق تفاصيل أعمالهم لتخرج مشرفة تخلد أسماءهم، ويطيرون بالمتلقي لغيوم الجمال والإبداع، وذاك للإخلاص الذي رصع قلوبهم وأعمالهم، لذلك يجب أن ندرك نحن في هذا الوقت تلك القمم كيف استطاعت النهضة، وكيف يمكننا أن نعيد هذا البريق للأدب الكويتي، ونشر الثقافة الكويتية.

إننا بحاجة إلى أديب مثقف، أديب مدرك لما حوله، فهناك صفاة في الأديب رصدها الرافعي ـ رحمه الله ـ في كتابه «وحي القلم» تحت مقال «الأدب والأديب»، فيقول «ولو أردت أن تعرف الأديب من هو، لما وجدت أجمع ولا أدق في معناه من أن تسميه الإنسان الكوني، وغيره هو الإنسان فقط، ومن ذلك ما يبلغ من عمق تأثره بجمال الأشياء ومعانيها، ثم ما يقع من اتصال الموجودات به بآلامها وأفراحها».

هكذا يكون الأديب إنسانا كونيا أي يجمع في ذاته الكون ويذوب به الوجود، فينصهر قلمه وعمله معبرا عن هذا الكون.

وهذا لا يتقاطع مع الثقافة بل هي عملية متكاملة، ومن أجمل ما قيل في تعريف المثقف تعريفا جامعا مانعا واضحا القول: إن المثقف هو الشخص الذي يهتم ويلم بمواضيع مختلفة كالسياسة والاقتصاد والتاريخ والدين وباقي العلوم المختلفة، وأن تكون لديه القدرة على التفكير والتحليل المنطقي والربط بين هذه العلوم المختلفة وتكوين قناعات وأفكار عامة.من الأدب والثقافة يخرج جيل يحمل وعيا وفكرا، مسلحا بقدوات رائعة استطاعت مزج الثقافة والأدب، لكن مع الأسف يفتقد واقعنا للأديب المثقف، فلم نر الثقافة والأدب في هذا الوقت يجتمعان في مبدع ـ إلا ما ندر ـ فأحيانا نرصد مثقفا ولا نجد فيه ملمح الأديب، أو نجد أديبا يختفي فيه المثقف، بل الواقع أحيانا يزيد سوءا فلا نجد هذا ولا ذاك، لذلك نتمنى من المعنيين العمل على إعادة التفاعل الأدبي الثقافي إلى الشارع الكويتي، حتى يستفيد المجتمع من عودة وانتشار ظاهرة الأديب المثقف.

عبدالله ناصر البراك – الأنباء الكويتية

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مبروكة تناقش مع السفير العراقي فرص التعاون في الصناعات الإبداعية

استقبلت مبروكة توغي، وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية بحكومة الدبيبة أمس الأربعاء، الدكتور أحمد الصحاف، القائم بأعمال سفارة جمهورية العراق لدى ليبيا،  لبحث سبل التعاون الثقافي بين البلدين.

وأكدت وزيرة الثقافة خلال اللقاء أهمية توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في مختلف أوجه التعاون الثقافي والفني.

وتناول اللقاء إمكانية تعزيز التواصل وتبادل الخبرات، ومناقشة فرص التعاون في الصناعات الثقافية والإبداعية، كما ناقش الجانبان امكانية إعادة تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين، وفق بيانها الصحفي.

مقالات مشابهة

  • ذاكرة الكتابة | "مصر تحت الحكم الروماني".. جديد قصور الثقافة
  • اقتصاد السودان البنفسجي
  • حصاد الهيئة العامة لقصور الثقافة 2024
  • حصاد الهيئة العامة لقصور الثقافة في 2024
  • استدعاء ولي أمر في عروض نوادي المسرح بالإسكندرية
  • روى النضال الفلسطيني في أزواد.. أحمد أبو سليم: أدب المقاومة إنساني والنظام السياسي يتطور بالثقافة
  • سعد الدين حسن .. الكاتب الذي حادثه الوزير على تليفون المقهى
  • مبروكة تناقش مع السفير العراقي فرص التعاون في الصناعات الإبداعية
  • إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»
  • خاص| أول تعليق من وزير الثقافة على تداول صور لإزالة المسرح العائم