د. حمد الكواري: قيم ثقافية وتاريخية ودينية توطد العلاقات مع أذربيجان
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
احتضنت مكتبة قطر الوطنية أمس، احتفالية ثقافية ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي لجمهورية أذربيجان في قطر. وخصصت الفعالية للاحتفاء بذكرى مرور 530 عاما على ميلاد الشاعر الأذربيجاني الكبير محمد فضولي حول موضوع «شاعر اللغات الثلاث»، إلى جانب تقديم النسخة العربية لكتاب يفغيني بيرتلز الذي يحمل عنوان «الشاعر الأذربيجاني نظامي كنجوي»، بالإضافة إلى معرض للكتاب تضمن عددا من الكتب التي تعبر عن الثقافة الأذربيجانية وعروض من الفلكلور الشعبي هناك.
وأكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، في كلمته الافتتاحية، أن احتضان مكتبة قطر مجددا رموز الثقافة الأذربيجانية، يأتي في إطار استمرار التعاون الثقافي المثمر والأواصر المتينة بين دولة قطر نائبة عن محيطها الخليجي والعربي وجمهورية أذربيجان التي تمثل منطقة عزيزة وغالية من أمتنا الإسلامية في وسط آسيا، وندين لها بالفضل الكبير في الكثير من منجزات الحضارة الإسلامية في شتى مجالات المعرفة الإسلامية والطبيعية واللغوية.
وأشار سعادته إلى أن جذور العلاقات التاريخية والثقافية بين العرب وأذربيجان تعود إلى قرون من التفاعل المشترك والتجارة والتبادل الثقافي. وتعتبر أذربيجان، الواقعة على مفترق طرق أوروبا الشرقية وغرب آسيا، بوتقة انصهار للتأثيرات المتنوعة عبر تاريخها، موضحا مدى التفاعل الثقافي بين الثقافتين العربية والأذربيجانية كما لعب العرب دورا مؤثرا في تشكيل المشهد الثقافي والمعماري في أذربيجان، لافتا إلى وجود بصمة واضحة للغة العربية على الثقافة الأذربيجانية، ولا سيما في مجالات العلوم والأدب والفلسفة.
وأضاف أنه على الرغم من المسافة الجغرافية، فقد شكلت العلاقات التاريخية بين العرب وأذربيجان رابطة ثقافية لا تزال ممتدة إلى اليوم، نتيجة جهود الطرفين في المحافظة على التراث المشترك للأجيال القادمة، معربا في كلمته عن شكره للجانب الأذربيجاني على مساهماته المتتالية في إثراء مجموعة مكتبة قطر من الكتب عن الثقافة الأذربيجانية التي تتيح للجمهور في قطر معرفة المزيد عن الأدب والثقافة والتاريخ في هذا البلد الآسيوي العريق. وأوضح أن قطر وأذربيجان تشتركان في العديد من القيم الثقافية والتاريخية والدينية التي وطدت العلاقة بين البلدين وشعبيهما، لافتا إلى أن المكتبة الوطنية كانت قد احتفلت في ديسمبر 2021 مع سفارة جمهورية أذربيجان لدى الدولة بمرور 880 عاما على ميلاد الشاعر والمفكر الأذربيجاني الكبير نظامي كنجوي، الذي كان أحد رموز النهضة الأدبية في الشرق، ولذا نسعد اليوم بالتعرف على شاعر آخر من كبار الشعراء في أذربيجان في هذه الاحتفالية وهو محمد فضولي أحد رواد المدرسة الكلاسيكية للأدب الأذربيجاني.
من جانبه، قال سعادة السيد عادل كريمي وزير الثقافة في جمهورية أذربيجان، «إننا سعداء بإقامة الأسبوع الثقافي في دولة قطر، حيث يحضر وفد كبير من المثقفين والفنانين والذين يعبرون عن ثقافة بلادنا في هذه الأيام الثقافية».
وأشاد سعادته بالعلاقات بين البلدين قائلا «بين جمهورية أذربيجان ودولة قطر علاقات ممتدة ووطيدة، ونتيجة لهذه العلاقات نرى أعلى فترات التنسيق والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية، ما يستوجب توسيع التعاون في المجال الثقافي».
وأضاف أن هذه الأيام الثقافية لها دور كبير في تعميق هذه العلاقات بين البلدين خاصة أننا في شغف لتقديم جوانب من ثقافتنا العريقة إلى الجمهور في دولة قطر وقد تم اختيار أحد أعلام الثقافة لدينا وهو الشاعر محمد فضولي في هذه الاحتفالية، وذلك بمناسبة أن هذا العام صدر مرسوم رئاسي في أذربيجان للاحتفال بذكرى مرور 530 عاما من ميلاد الشاعر والمفكر الأذربيجاني الكبير محمد فضولي كما أنه معروف في العالم العربي، وكان يكتب الشعر بالعربية والأذربيجانية والتركية.
وأشار وزير الثقافة في أذربيجان إلى غنى الثقافة العربية وتأثيرها على الأذربيجانية حتى أن كثيرا من الكلمات الأذربيجانية مشتقة من كلمات عربية ما يجعلنا نفكر دائما في تعزيز هذه الروابط المشتركة، معربا عن شكره لمكتبة قطر الوطنية لدعم هذه الاحتفالية التي تساهم في نشر القيم الإنسانية والثقافية المشتركة بين الشعبين.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر مكتبة قطر الوطنية فی أذربیجان مکتبة قطر
إقرأ أيضاً:
صالون الشارقة الثقافي يناقش تحديات المرأة المسلمة عالمياً
الشارقة: «الخليج»
نظَّم المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة صالون الشارقة الثقافي بعنوان «المرأة المسلمة عالمياً»، تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة واستضاف الدكتورة صديقة محمد وأدارت الجلسة الإعلامية عائشة الرويمة، عبر تطبيق «تيمز»، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الراغبين في الحضور والمداخلات.
وأكدت د.صديقة، أن المرأة المسلمة لها سماتها الخاصة والمتميزة ولهذا كرَّمها الله سبحانه لتكون اللبنة الأولى لبناء الأسرة الناجحة التي تعدّ لبنة بناء المجتمع السليم، فهي لم تكن ذلك الكائن الضعيف العاجز عن فعل شيء، فالمرأة في الإسلام كيان كامل متكامل قوي ومؤثر.
وأكدت د.صديقة أن للمرأة مكانة خاصة في الإسلام. وكانت وما زالت تواجه الكثير من التحديات التي تزايدت في وقتنا الحالي، وأهمها الغزو الثقافي التي أثرت في وجودها ومكانتها في المجتمع وهناك كذلك عامل اللغة، فالعربية هي لغة القرآن ولكن الكثير من المؤسسات تتجاهل العربية للأسف، رغم أن لغتنا يجب أن تكون لغة التخاطب والعلم وتكون لها الأولوية.
وأجابت د.صديقة عن تساؤل كيف نجحت المرأة المسلمة في تقديم نفسها للعالم نموذجاً متوازناً وقوياً وكيف وازنت المرأة بين أن تكون بكامل أنوثتها وبكامل قوتها وعطائها في الوقت ذاته، حيث قالت: «تميزت المرأة المسلمة في مختلف المجالات ولكني أرى أن المجال السياسي كان أكثرها وضوحاً، خاصة أنه عادة ما يكون مقتصراً على الرجال، ولكنها نجحت في ترك بصمتها في هذا المجال والنماذج التي تؤكد هذا كثيرة».