احتضنت مكتبة قطر الوطنية أمس، احتفالية ثقافية ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي لجمهورية أذربيجان في قطر. وخصصت الفعالية للاحتفاء بذكرى مرور 530 عاما على ميلاد الشاعر الأذربيجاني الكبير محمد فضولي حول موضوع «شاعر اللغات الثلاث»، إلى جانب تقديم النسخة العربية لكتاب يفغيني بيرتلز الذي يحمل عنوان «الشاعر الأذربيجاني نظامي كنجوي»، بالإضافة إلى معرض للكتاب تضمن عددا من الكتب التي تعبر عن الثقافة الأذربيجانية وعروض من الفلكلور الشعبي هناك.


وأكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، في كلمته الافتتاحية، أن احتضان مكتبة قطر مجددا رموز الثقافة الأذربيجانية، يأتي في إطار استمرار التعاون الثقافي المثمر والأواصر المتينة بين دولة قطر نائبة عن محيطها الخليجي والعربي وجمهورية أذربيجان التي تمثل منطقة عزيزة وغالية من أمتنا الإسلامية في وسط آسيا، وندين لها بالفضل الكبير في الكثير من منجزات الحضارة الإسلامية في شتى مجالات المعرفة الإسلامية والطبيعية واللغوية.
وأشار سعادته إلى أن جذور العلاقات التاريخية والثقافية بين العرب وأذربيجان تعود إلى قرون من التفاعل المشترك والتجارة والتبادل الثقافي. وتعتبر أذربيجان، الواقعة على مفترق طرق أوروبا الشرقية وغرب آسيا، بوتقة انصهار للتأثيرات المتنوعة عبر تاريخها، موضحا مدى التفاعل الثقافي بين الثقافتين العربية والأذربيجانية كما لعب العرب دورا مؤثرا في تشكيل المشهد الثقافي والمعماري في أذربيجان، لافتا إلى وجود بصمة واضحة للغة العربية على الثقافة الأذربيجانية، ولا سيما في مجالات العلوم والأدب والفلسفة.
وأضاف أنه على الرغم من المسافة الجغرافية، فقد شكلت العلاقات التاريخية بين العرب وأذربيجان رابطة ثقافية لا تزال ممتدة إلى اليوم، نتيجة جهود الطرفين في المحافظة على التراث المشترك للأجيال القادمة، معربا في كلمته عن شكره للجانب الأذربيجاني على مساهماته المتتالية في إثراء مجموعة مكتبة قطر من الكتب عن الثقافة الأذربيجانية التي تتيح للجمهور في قطر معرفة المزيد عن الأدب والثقافة والتاريخ في هذا البلد الآسيوي العريق. وأوضح أن قطر وأذربيجان تشتركان في العديد من القيم الثقافية والتاريخية والدينية التي وطدت العلاقة بين البلدين وشعبيهما، لافتا إلى أن المكتبة الوطنية كانت قد احتفلت في ديسمبر 2021 مع سفارة جمهورية أذربيجان لدى الدولة بمرور 880 عاما على ميلاد الشاعر والمفكر الأذربيجاني الكبير نظامي كنجوي، الذي كان أحد رموز النهضة الأدبية في الشرق، ولذا نسعد اليوم بالتعرف على شاعر آخر من كبار الشعراء في أذربيجان في هذه الاحتفالية وهو محمد فضولي أحد رواد المدرسة الكلاسيكية للأدب الأذربيجاني.
من جانبه، قال سعادة السيد عادل كريمي وزير الثقافة في جمهورية أذربيجان، «إننا سعداء بإقامة الأسبوع الثقافي في دولة قطر، حيث يحضر وفد كبير من المثقفين والفنانين والذين يعبرون عن ثقافة بلادنا في هذه الأيام الثقافية».
وأشاد سعادته بالعلاقات بين البلدين قائلا «بين جمهورية أذربيجان ودولة قطر علاقات ممتدة ووطيدة، ونتيجة لهذه العلاقات نرى أعلى فترات التنسيق والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية، ما يستوجب توسيع التعاون في المجال الثقافي».
وأضاف أن هذه الأيام الثقافية لها دور كبير في تعميق هذه العلاقات بين البلدين خاصة أننا في شغف لتقديم جوانب من ثقافتنا العريقة إلى الجمهور في دولة قطر وقد تم اختيار أحد أعلام الثقافة لدينا وهو الشاعر محمد فضولي في هذه الاحتفالية، وذلك بمناسبة أن هذا العام صدر مرسوم رئاسي في أذربيجان للاحتفال بذكرى مرور 530 عاما من ميلاد الشاعر والمفكر الأذربيجاني الكبير محمد فضولي كما أنه معروف في العالم العربي، وكان يكتب الشعر بالعربية والأذربيجانية والتركية.
وأشار وزير الثقافة في أذربيجان إلى غنى الثقافة العربية وتأثيرها على الأذربيجانية حتى أن كثيرا من الكلمات الأذربيجانية مشتقة من كلمات عربية ما يجعلنا نفكر دائما في تعزيز هذه الروابط المشتركة، معربا عن شكره لمكتبة قطر الوطنية لدعم هذه الاحتفالية التي تساهم في نشر القيم الإنسانية والثقافية المشتركة بين الشعبين.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر مكتبة قطر الوطنية فی أذربیجان مکتبة قطر

إقرأ أيضاً:

«نيويورك أبوظبي» تدعم التنوع الثقافي وتعزز المشاركة المجتمعية

أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة «الوثبة للتمور» يواصل فعالياته ومسابقاته «التحبير» تواصل استقبال المشــاركات

تعد جامعة نيويورك أبوظبي، أول حرم جامعي متخصص في الفنون والعلوم الإنسانية في المنطقة، وتوفر لطلابها تعليماً عالمياً في الفنون الحرة يعكس التنوع الثقافي الذي تزخر به الدولة مع مشاركة طلاب وأعضاء هيئة التدريس وباحثين من أكثر من 120 دولة في رحلة تعليمية متعددة الثقافات تعزز قدراتهم ومهاراتهم.
وقال فابيو بيانو، نائب رئيس الجامعة: إن «جامعة نيويورك أبوظبي» حريصة على تعزيز ثقافة الابتكار من خلال برامج تدعم التعلم القائم على المجتمع، وتنفذ العديد من المبادرات والبرامج التي تدعم أهداف «عام المجتمع» في دولة الإمارات، وتحظى بمشاركة كبيرة من الطلبة، خصوصاً وأنها تتيح لهم إنشاء روابط مستدامة تمتد إلى ما بعد الحياة الجامعية.
وتطرق بيانو، إلى أبرز هذه البرامج والمبادرات ومنها: برنامج «المهندسون من أجل التأثير الاجتماعي في جامعة نيويورك أبوظبي»، الذي يشجع الطلاب على تطبيق الحلول الهندسية في سياقات عملية، مع مراعاة الديناميكيات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية حول العالم، ومبادرة سلسلة «حوار»، التي تسهم في ردم الفجوات الثقافية والأيديولوجية من خلال محادثات منظمة حول السلام، والهوية، والتعايش.
وأوضح، أن معهد الفنون والعلوم الإنسانية من أجل السلام المقرر افتتاحه رسمياً في أبريل 2025، يتماشى مع رسالة الفنون الحرة العالمية لجامعة نيويورك، وهو مكرس لتعزيز التعليم حول دور السلام وتأثيره المستدام على مستقبل المجتمعات، لافتاً إلى أن المعهد يركز على تطوير التعليم، والتميز البحثي، والمشاركة المجتمعية، والبرامج الثقافية، ليكون مركزاً للحوار الأكاديمي، ومن المقرر أن يستضيف أولى فعالياته، وهي مؤتمر التسامح والمصالحة والحوار، في 18 و19 أبريل المقبل.
وذكر أن الجامعة تستضيف كذلك بالتعاون مع الأولمبياد الخاص الإماراتي ومعهد التدريب التطبيقي والسلوكي، في 4 مايو 2025، النسخة الحادية عشرة من المؤتمر السنوي للشمولية تحت شعار «المجتمع: تعزيز مسارات الشمول»، الذي يهدف إلى جمع الأسر، ومقدمي الرعاية، والمعلمين، والمهنيين، وواضعي السياسات لتبادل أفضل الممارسات في التعليم الشامل لأصحاب الهمم.
وأكد أن الجامعة تنفذ العديد من البرامج المعنية ببناء المجتمع، تشمل مبادرة «مكتبة الإنسانية» التي تهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي، و«منتدى القيادة الشاملة للشباب» الذي يجمع طلاب المدارس الثانوية من أندية الدمج لعرض جهودهم في خلق بيئات مدرسية ورياضية أكثر شمولاً، و«برامج التعلم المجتمعي» التي تهدف إلى إشراك الطلاب في تطبيق المعرفة الأكاديمية على التحديات الواقعية.
وأضاف: أن «مكتب المسؤولية الاجتماعية» في الجامعة يدعم تعليم الكبار للعمال والموظفين المتعاقدين لتعزيز التكامل الاجتماعي والتعلم مدى الحياة، في حين تنفذ الجامعة أيضاً مبادرة «إفطار الحديقة المجتمعية السنوي»، التي تجمع الطلاب في مزرعة محلية في ليوا للمشاركة في أنشطة زراعية، بينما يشاركون في شهر رمضان في إعداد وجبات طازجة للعمال المحليين.
وأشار إلى أن الجامعة تنفذ كذلك مبادرة مركز «رَبْط» بالتعاون مع مؤسسة الإمارات والمجلس الإماراتي لتنمية المناطق الريفية، بهدف دعم الشابات في المناطق الريفية، عبر تقديم دروس خصوصية افتراضية في اللغة الإنجليزية، والمهارات الرقمية، وإعداد طلبات التوظيف.
وتطرق بيانو، إلى برامج جامعة نيويورك أبوظبي العامة، ومنها معهد جامعة نيويورك أبوظبي الذي أنشئ عام 2008، وهو مركز للأبحاث المتقدمة والتبادل الأكاديمي، استضاف أكثر من 1500 مؤتمر وفعالية عامة، بالإضافة إلى مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي الذي يستضيف عروضاً موسيقية ومسرحية، تجمع بين فنانين عالميين وطلاب وأعضاء هيئة تدريس وأبناء المجتمع المحلي.
الأكاديمية الصيفية
ذكر نائب رئيس الجامعة، أن الجامعة تنفذ برنامج «الأكاديمية الصيفية» وهو برنامج انتقائي مدته 18 شهراً لإعداد الطلاب الإماراتيين في المرحلة الثانوية للجامعات المرموقة، محلياً ودولياً، تخرج منه 345 طالباً التحقوا بجامعات مثل نيويورك، وبرنستون، وييل، وUCL. 
وأشار إلى أن برنامج منحة الشيخ محمد بن زايد للتعليم العالي يوفر فرصاً تعليمية متقدمة في القيادة والتطوير الأكاديمي للطلاب المتميزين من جامعة الإمارات، وجامعة زايد، وكليات التقنية العليا، وقد انضم إليه منذ 2008، ما مجموعه 349 طالباً، 70% منهم إماراتيون.

مقالات مشابهة

  • ندوة عن الذكاء الاصطناعي وحماية التراث الثقافي بعبري
  • جدة التاريخية تحتضن “موسم رمضان 2025” بفعاليات ثقافية
  • عصر التاهو الثقافي!؟
  • "الثقافي العربي " يناقش "الرؤية في أدب الطفل"
  • «الثقافي العربي» يناقش الرؤية الفكرية في أدب الطفل
  • «نيويورك أبوظبي» تدعم التنوع الثقافي وتعزز المشاركة المجتمعية
  • اتحاد الأدباء يفتتح أسبوعه الثقافي بـصوت الإيزيديين.. قصائد ألم وأمل (صور)
  • “نظام التفاهة”: قراءة في ملامح الانحدار الثقافي والسياسي
  • "هن عظيمات".. مسابقة ثقافية لتعزيز وعي الطلاب بدور المرأة في المجتمع
  • متحفا زايد والبحرين يتعاونان للتعريف بالتراث الثقافي للبلدين