افتتاح «دفقة سكون» لبيبيلوتي ريست بـ «مطافئ»
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
المياسة بنت حمد: المعرض الأول من نوعه بالمنطقة
افتتحت متاحف قطر، أمس، في مطافئ: مقر الفنانين معرض «دفقة سكون» ، وهو أول معرض شامل لأعمال الفنانة السويسرية بيبيلوتي ريست، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يأتي المعرض في شكل عمل فني تركيبي شامل يمتد على مساحة عرض تبلغ أكثر من 650 مترا مربعا في جاليري الكراج بمطافئ، ويقدم تشكيلة من بعض أبرز أعمال الفنانة إلى جانب قطع تفاعلية جديدة أنشئت خصيصا لهذا المعرض الذي يشرف على تنظيمه القيم الفني ماسيميليانو جيوني، والذي يقام في إطار فعاليات فبراير الخاصة بمبادرة «قطر تبدع»، الحركة الثقافية الوطنية التي تنشط على مدار العام، وترعى الأنشطة الثقافية في قطر وتحتفي بها وتروج لها، كما تعرف المقيمين والجمهور العالمي بالصناعات الإبداعية في قطر.
وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر في كلمة لها بالمناسبة: «كثير ممن استمتعوا بعمل بيبيلوتي ريست التركيبي الغامر في متحف قطر الوطني يعتبرونه المفضل لديهم. نحن نفخر ونسعد بتعميق علاقاتنا مع هذه الفنانة عبر تقديم هذا المعرض التفاعلي الجديد والرائع، الذي يعد الأول من نوعه في منطقتنا، والذي صممته خصيصا لجمهورنا. صحيح أنها تستخدم في أساليبها وسائل تكنولوجية متقدمة، إلا أنها تتمتع بروح إنسانية عميقة، فلا شك أنها ستلهم الأطفال في الاحتفال بالسنة الدولية للأسرة هذا العام، فيما تأخذ الزوار البالغين في رحلة إلى فضاء نتساءل فيه عن منظورنا للعالم ولبعضنا البعض».
وقال الفنان خليفة العبيدلي، مدير مطافئ: مقر الفنانين، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، إن بيبيلوتي ريست، فنانة مختلفة في طريقة عرضها وتفاعلها مع أعمالها، حيث كانت أول تجربة معها من خلال معرضها «بيبيلوتي ريست: عقلك كما أراه، عقلي كما تراه»، وهذا المعرض الذي يحتضنه جاليري الكراج بمطافئ، بحجم أكبر، حيث إنها ركزت على الأعمال المرئية كالضوء، والصوت، والأثاث المنزلي، من أجل استعراض الحالات التي يمر منها الإنسان. وقالت بيبيلوتي ريست في كلمة لها،:»حينما أبدع عملا فنيا، أقدم تقديرا، وتقديسا لجمال العيش وبشاعته، وأرى جميع المنتجات الفنية، من خزف، ولوحات فنية إلى تطريز، وأفلام وموسيقى، بمثابة شهادات تقدير. إذ إن الفن الذي يلامس روحك وروحي حقا يغمرنا بالحكمة: فهو يدربنا على قبول الآراء المختلفة، ويزرع السكينة في قلوبنا ويصلح بين العقل والغريزة، يساعدنا على الاعتراف بتحيزاتنا وتحقيق التوافق النفسي، فبوسعه أن يولد عالما خياليا شبيها بالمدينة الفاضلة ويساعدنا على أن نكون في حالة من الإجلال والشكر».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر متاحف قطر مطافئ
إقرأ أيضاً:
قطارات عُمان .. الحلم الذي آن أوانه
تخيّل أنك تستيقظ صباحا متأخرا قليلا عن موعد عملك، لكن بدلا من أن تقضي نصف ساعة أو أكثر في زحام الطرق، كل ما عليك فعله هو اللحاق بالقطار الذي سينقلك بسلاسة وسرعة إلى وجهتك، دون عناء القيادة أو القلق بشأن الوقود والزحام الخانق. تخيل أن رحلات السفر بين المدن أصبحت أسهل، حيث يمكنك الانتقال من مسقط إلى صلالة في بضع ساعات فقط، دون الحاجة إلى القيادة لمسافات طويلة أو انتظار رحلات الطيران.
لقد شهدت دول عديدة نهضة اقتصادية هائلة بفضل تطوير شبكات القطارات، فكيف يمكن لسلطنة عُمان أن تكون استثناء؟ نحن اليوم أمام فرصة ذهبية لإحداث نقلة نوعية في مجال النقل، ليس فقط لتسهيل الحياة اليومية، بل لتوفير حل مستدام يُسهم في تقليل استهلاك الوقود، وخفض التلوث، وتعزيز الاقتصاد والسياحة.
هذا المقال ليس مجرد طرح لأفكار نظرية، بل هو استعراض لحلم طال انتظاره، حلم يمكن أن يحوّل عُمان إلى مركز لوجستي متكامل، يربط مدنها ببعضها البعض، ويوفر فرصًا اقتصادية غير مسبوقة. دعونا نستكشف معًا كيف يمكن للقطارات أن تكون الحل الأمثل لمشاكلنا اليومية، وتفتح لنا أبواب المستقبل بكل أبعاده!
كل صباح، تبدأ رحلة المعاناة لمئات الآلاف من العُمانيين والمقيمين في مسقط والمدن الكبرى، حيث تمتد طوابير السيارات بلا نهاية، ويضيع الوقت الثمين بين زحام الطرق وإشارات المرور المتكدسة. كم مرة وجدت نفسك عالقًا في ازدحام خانق وأنت تفكر في كل ما يمكنك إنجازه لو لم تكن مضطرًا لقضاء ساعة أو أكثر في سيارتك؟
القطارات قادرة على تغيير هذا الواقع. تخيل لو كان بإمكانك الوصول إلى عملك في نصف الوقت، تقرأ كتابًا أو تستمتع بموسيقاك المفضلة، بدلًا من التوتر المستمر خلف عجلة القيادة. ستتحول رحلاتك اليومية من مصدر للإرهاق إلى تجربة مريحة وسلسة، مما يمنحك بداية يوم أكثر إنتاجية ونهاية يوم أكثر راحة.
مع كل ارتفاع في أسعار الوقود، يشعر المواطن بالضغط أكثر، حيث ترتفع تكلفة التنقل، وتزداد الأعباء المالية على الأسر. كم مرة فكرت في كمّ الأموال التي تنفقها شهريًا على البنزين فقط؟ القطارات تقدم بديلاً أقل تكلفة وأكثر استدامة. تخيل أن بإمكانك التنقل بحرية بين المدن دون القلق بشأن تعبئة الوقود أو صيانة السيارة المستمرة.
إضافة إلى ذلك، فإن استخدام القطارات سيسهم في تقليل استهلاك الوقود الوطني، مما يخفف العبء على الاقتصاد، ويضمن مستقبلًا أكثر استقرارًا للطاقة في السلطنة.
كثير من العُمانيين، خاصة الطلاب والموظفين، يعانون من قلة خيارات النقل العام. قد يكون لديك عمل مهم في مدينة أخرى، لكنك تواجه صعوبة في إيجاد وسيلة مريحة وسريعة للوصول إليها.
وجود شبكة قطارات متطورة سيجعل التنقل بين المدن أكثر سهولة. تخيل أنك تستطيع الوصول من مسقط إلى صحار أو نزوى خلال ساعة واحدة فقط، دون الحاجة إلى القلق بشأن القيادة الطويلة أو إيجاد موقف للسيارة. كما ستساهم القطارات في تعزيز التواصل بين مختلف المحافظات، مما يجعل عُمان أكثر ترابطًا وانفتاحًا على الفرص الاقتصادية الجديدة.
لا شيء يضاهي الإحساس بأنك تصل إلى وجهتك في الوقت المناسب، دون قلق أو استعجال. تخيل أن رحلتك التي تستغرق ساعتين بالسيارة يمكن اختصارها إلى 45 دقيقة فقط بالقطار.
هذا يعني إنتاجية أكبر للموظفين، حيث يمكنهم الوصول إلى أعمالهم دون تأخير أو تعب، ومزيدًا من الوقت النوعي الذي يمكن قضاؤه مع العائلة أو في تنمية الذات. كما أن السرعة العالية للقطارات ستجعل السفر تجربة ممتعة وسهلة، مما يعزز السياحة الداخلية ويمنح الزوار فرصة لاكتشاف عُمان بطريقة أكثر راحة وسلاسة.
ككاتبة ومواطنة عُمانية، أؤمن أن الوقت قد حان لنخطو خطوة جريئة نحو مستقبل أكثر حداثة، حيث تصبح القطارات جزءًا من حياتنا اليومية، تمامًا كما أصبحت في دول العالم المتقدمة.
نحن اليوم أمام فرصة ذهبية لتحقيق نقلة نوعية في قطاع النقل، فرصة تتماشى مع رؤية عُمان 2040، التي تسعى إلى بناء بنية تحتية متطورة ومستدامة، تدعم الاقتصاد الوطني وتحسّن جودة الحياة.
لطالما كانت عُمان دولة سبّاقة في استثمار مواردها بحكمة، واليوم نحن بحاجة إلى الاستثمار في الزمن، في الراحة، وفي الاستدامة. القطارات ليست مجرد وسيلة نقل، بل هي مشروع وطني يربط الناس، يسهل التنقل، ويوفر حلاً لمشكلات الزحام والتكاليف المتزايدة للطاقة.
أنا على يقين بأن وجود شبكة قطارات حديثة في عُمان لن يكون مجرد حلم، بل حقيقة نراها قريبًا، تسهم في تحقيق تطلعاتنا نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث يكون لكل فرد في هذا الوطن فرصة عيش حياة أكثر سهولة وكفاءة.
فلتكن هذه الدعوة صدىً لتطلعات كل مواطن، ولتكن القطارات في عُمان علامة فارقة في مسيرتنا نحو التقدم. متى سنبدأ؟ هذا هو السؤال الذي يستحق الإجابة الآن!