«الثوب الوطني».. هل يعوق الشباب عن ممارسة كافة الأنشطة؟
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
أكد مواطنون أن الزي القطري «الثوب والغترة» يعتبر جزءا من الهوية الوطنية ولا يمكن التنازل عنه في أي حال من الأحوال، مشيرين إلى أن التمسك به لا يتعارض مع ممارسة الأنشطة اليومية بما فيها العمل والدراسة الى جانب الترفيه أو حضور المباريات للتشجيع والمؤازرة، كما حدث في بطولة كأس آسيا حيث اكتست مدرجاتها بـ «الأبيض» لتشجيع «العنابي».
وقالوا لـ «العرب» إن الثوب القطري ما زال يحظى بنفس المكانة في نفوس الشباب ويتمسكون به، بل إن «كشختهم» لا تكتمل دون ارتداء الثوب والغترة، كأحد أبرز عناصر الثقافة المحلية، وهو ما جعل الثوب القطري «يصمد» في وجه صرعات الموضة وينتشر بشكل كبير حتى بين الجيل الجديد من القطريين، بالإضافة إلى أنه «عملي» ولا يعوق الحركة أو العمل مهما كان نوعه، خلافا لمن يعتقد انه قد يعوق الحركة أو الإنتاج، لافتين إلى العديد من الشواهد على حضور الثوب والعقال الذي يحافظ عليه الكبار والصغار، حتى يومنا هذا، فنجده في مختلف المناسبات وفي العمل والمدارس أيضا للطلاب، فضلا عن حضوره في المحافل الدولية، من خلال مشاركات المسؤولين في المؤتمرات والملتقيات مرتدين لباسهم القطري، كما حرص الشباب القطري على حضور مباريات منتخبنا الوطني في كأس آسيا 2023 مرتدين «الثوب الأبيض والغترة والعقال» التي تميز بها الجمهور القطري سواء خلال البطولة القارية أو المونديال.
صمود في وجه صرعات الموضة
لا يكتمل هندام الشباب القطري دون ارتداء الثوب والغطرة ما جعله جزءا من الهوية وأحد عناصر الثقافة المحلية، حيث يتفاخر القطريون بالثوب والعقال لأنه يعكس لباسهم التقليدي الذي يحافظ عليه الكبار والصغار، حتى يومنا هذا، فنجده في مختلف المناسبات وفي العمل والمدارس أيضا للطلاب، فضلا عن حضوره في المحافل الدولية، من خلال مشاركات المسؤولين في المؤتمرات والملتقيات مرتدين لباسهم القطري.
وفي هذا الصدد، أوضح السيد صالح غريب الباحث في التراث، أن العقال يعتبر في قطر خاصة، وفي منطقة الخليج عموما، مكملا للباس التقليدي وجزءا أساسيا منه، لافتا إلى أنه من المعلوم أن العرب القدماء كانوا يستخدمون قطعة من القماش كعصابة يربطونها على رؤوسهم كضرورة بحكم طبيعة الصحراء الرملية وحرارة الشمس المرتفعة، وهكذا راحوا يضعون عقال البعير فوق الغترة من أجل تثبيتها، قبل أن يصير بشكله الحالي.
وأشار غريب في تصريحات سابقة إلى تناقل روايات متعددة حول تاريخ العقال، منها رواية تعيد العقال إلى زمن سقوط الأندلس، إذ إن الجنود كانوا يضعون ربطة بيضاء حول الخوذة حولوها بعد هزيمتهم في الأندلس إلى اللون الأسود دليلا على الحزن، منوها بأن العقال المتعارف عليه اليوم كجزء من الزي الشعبي وكرمز لهوية وطنية في قطر ومنطقة الخليج، لم يكن معروفا إلا في فترة متأخرة، كما يرى البعض أنه وصل إلى الخليج عبر بلاد الشام.
ولفت إلى أن للعقال عدة أنواع منها: الوبر، والصوف، والمرعز المصنوع من الوبر وصوف الأغنام، مبينا أن العقال القطري يتميز عن غيره في دول الخليج بالكركوشة التي تتدلى عند ظهر الرجل في أربعة خطوط تنتهي بأربع كتل سوداء، ويكون متينا وثخينا بخلاف غيره الذي يكون غالبا دائريا فقط.
كما ذكر الباحث في التراث أن العقال كان يصنع من مواد خام، هي خيوط منسوجة من وبر الماعز وصوف الأغنام، ومع التطور تم استخدام القطن الأبيض والقطن الأسود كحشوة داخلية، فيما يغلف بالوبر أو الصوف من الخارج، في وقت يعتبر العقال المصنوع من الوبر الأكثر طلبا في دولة قطر ويأتي بعده ذلك المصنوع من الصوف، ومن ثم المرعز.
حصة البنعلي: اللباس المحتشم لا يتعارض مع ممارسة الرياضة
قالت السيدة حصة البنعلي، كابتن ومدربة طيران شراعي، إن اللباس المحتشم والحجاب هو البصمة التي تميز مظهر الفتاة القطرية في ميدان الرياضة، أينما كانت، مؤكدة أن ممارسة الفتاة القطرية للرياضة في مختلف الميادين والمجالات، لا تعني تخليها عن حجابها بقدر ما يعني تمسكها بعاداتها وتقاليد وقيم المجتمع القطري المسلم، خصوصاً أنها تعكس الوجه المشرف لوطنها في مختلف المناسبات، سواء كانت رياضية أو غيرها، على حد تعبيرها.
وأكدت أنها ترتدي دائماً زياً محتشماً خلال مشاركتها في الجولات الرياضية والفعاليات المختلفة، وحتى عندما تمارس رياضة التحليق بـ «الباراموتر»، مؤكدة أنها تعي تماماً أهمية ارتداء الحجاب والمحافظة على حشمتها، فالحجاب لا يمنع الفتاة من ممارسة الرياضة.
وأوضحت حصة أن احتشام المرأة والفتاة أمر نابع من تعاليم ديننا الحنيف ومن عاداتنا وتقاليدنا، لذلك فإنه لا يمكن التخلي عن الزي المحتشم لدى ممارسة الرياضة، حتى عندما نشارك في بطولات يكون في معظمها أجانب فإننا نحافظ كقطريات على لباسنا الملتزم ومظهرنا المحتشم.
وحول اختيارها هذه الرياضة أوضحت ان شعور الطيران والاحساس بالحرية والمغامرة اثناء التحليق الحر في الهواء الطلق، هو ما جذبها ودفعها للبحث وتعلم هذه الرياضة. وأكدت حصة ان رياضة الطيران الشراعي ليست خطرة كما يتوقع معظم الناس، بل هي عكس ذلك، بعد أن تم تطويرها بشكل كبير وتم تطوير المعدات المستخدمة في التدريب والطيران ما جعلها رياضة آمنة إلى حد كبير، ولكنها تعتمد ايضاً على الطيار لتقليل المخاطر المتعلقة بهذه الرياضة، مثل قيامه بتفحص المعدات والجناح قبل الاقلاع، للتأكد من سلامة جميع الاجزاء، و»لكنها بشكل عام ليست بالخطورة التي يظنها الناس».
وحول أنواع التدريب التي يخضع لها المتدرب قبل السماح له بالطيران، أوضحت حصة ان المتدرب يخضع لتدريب نظري يتم فيه التعرف على نظرية الطيران والاجواء المختلفة التي يسمح فيها بالطيران واجراءات الامن والسلامة واجزاء الجناح والمحرك، وبعد اجتياز الاختبار النظري يتم الانتقال الى الجزء العملي، حيث يتم البدء بالتدريب الارضي والمحاكاة وبعد ذلك يتم البدء في جولات الطيران حتى يصبح المتدرب قادرا على اداء المهام المختلفة بشكل جيد، ويتم في نهاية التدريب اعداد اختبار عملي للتأكد من جاهزية المتدرب لممارسة هذه الهواية دون مساعدة وفهمه للجوانب المختلفة.
ودعت حصة إلى توفير مساحات مختلفة تتوفر فيها امكانية الطيران لحاملي رخصة الطيران الشراعي وهواتها، وذلك في سبيل تطوير هذه الرياضة في قطر، بالإضافة إلى الدعم وتكوين اتحاد قد يساهم بشكل كبير ايضاً في مساعدة الهواة للمشاركة في البطولات العالمية واحتراف هذه الرياضة.
واشارت حصة إلى ان هنالك مجموعات لديها اهتمام واقبال على التدريب للحصول على رخصة الطيران وممارسة هذه الهواية في سماء قطر.
علي بن درعة: «الثوب» يرسم لون المدرجات.. ولا يمنع حضور الفعاليات
قال السيد علي بن درعة إن الزي القطري “الثوب والغترة” جزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمع القطري، وإرث من موروثات الأجيال السابقة واللاحقة، التي تتوافق مع الأعراف والتقاليد وعادات المجتمع العربي الأصيل، مؤكدا أن التمسك بهذا الزي التقليدي لا يعوق ممارسة العمل أو المشاركة في الأنشطة العامة والفعاليات بما فيها تشجيع المباريات والحضور على المدرجات.
واشار الى ان هذا اللباس يعتبر جزءا من الهوية الوطنية لا يمكن التنازل عنه وما زال يحظى بنفس المكانة في نفوس الشباب ويتمسكون به أيما تمسك، لما له من رمزية تعبر عن الثقافة والموروث القطري وجزء من هوية هذا الشعب، مشيرا الى ان التخلي عنه أو التقليل من شأنه او احترامه يعتبر تعديا على عادات وتقاليد المجتمع التي يجب على جميع المؤسسات والجهات الحكومية احترامها. وأوضح بن درعة أن الجميع يحرص على ارتداء الزي القطري حتى خلال أسفارهم في الخارج، ولا أعتقد أنه غير مناسب للذهاب للعمل أو الاحتفالات او المدرجات، بسبب خصوصيته وتقييده حرية الحركة وانما ارى العكس بضرورة التمسك به وبهذه الخصوصية بالذات وقد رأينا كيف اكتست المدرجات لونها الأبيض جراء التزام المشجعين بهذا الزي الاصيل.
وأضاف: أؤكد من خلال تجربتي أن الزي الوطني يدعم الثقة واحترام الذات وصون العادات بما يثيره من مشاعر الفخر والاعتزاز لدى أفراد المجتمع. ولك أن تلاحظ كيف أبدى العديد من المشجعين إعجابهم بالزي القطري سواء خلال كأس آىسيا أو قبلها خلال كأس العالم بمن فيهم النساء أو الرجال حيث اشترى العديد من الزائرين الثوب القطري وارتدت النساء العباءة القطرية دون أن يجدوا مشكلة أو تكلفا في احترام ثقافة الدولة التي سافروا اليها او اقاموا فيها خاصة ان هذه الازياء الوطنية اقترنت لديهم بكرم الضيافة وحسن المعاملة.
حمد الحول: يعزز الشعور بالانتماء والهوية
أكد الطالب حمد الحول التزامه وزملائه الطلاب بالثوب القطري عند حضورهم للمدرسة، من دون أي شعور أن هذا الزي يعوق حركتهم أو نشاطهم أو يقيد حريتهم في المدرسة أو في أي مكان، موضحا أن نسبة طلاب المدارس الذين لا يهتمون أو بالأصح لا يلتزمون بالزي التقليدي «الثوب» المعروف قليلة جدا، وتختلف النسبة من منطقة إلى أخرى، ومن مدرسة إلى أخرى، منوها باعتماد الزي القطري التقليدي للطلاب القطريين في الصفوف من السادس إلى الثاني عشر في جميع المدارس الحكومية.
وشدد الحول على أن ارتداء الثوب لا يعوق الطلاب أو الشباب عن ممارسة نشاطاتهم أو هواياتهم ويمكن أثناء التريض أو ممارسة بعض التمارين ارتداء الملابس الرياضية، أما الثوب القطري فهو حاضر في جميع المناسبات والفعاليات لأنه يعبر عن التزام الشباب بتقاليد المجتمع والاعتزاز بثقافته.
وأشار إلى أن الالتزام بارتداء الزي القطري التقليدي الثوب والغترة والعقال في أوساط الطلاب يسهم في غرس الشعور بالانتماء الثقافي والاعتزاز بالهوية بين الطلاب القطريين، في حين أن الخيار متروك للطلاب غير القطريين، سواء فضلوا القميص أو قرروا ارتداء الثوب التقليدي القطري.
ثنائية الثوب والغترة.. حكاية مستمرة
يجمع أغلب المواطنين على التمسك بالزي التقليدي في المناسبات العامة والفعاليات وأماكن العمل والأماكن العامة، في حين يرى أغلبهم أن الثوب والغترة والسلام الوطني والعرضة والمقناص وسباق الهجن؛ عناصر مهمة في الهوية القطرية الوطنية، حسب استطلاع للرأي أجراه معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بجامعة قطر، كشف أن 55% من القطريين لا يلبسون البنطال والقميص أبدا في الأماكن العامة، و17% يلبسونها نادرا، بينما بلغت نسبة من يرتدي البنطال بشكل دائم 3% فقط.
كما كشفت الدراسة عن ارتباط عناصر عديدة بالهوية الوطنية؛ أهمها الثوب والغترة والسلام الوطني والأدعم (العلم) والمجالس والعرضة (رقصة شعبية) والقبيلة والمقناص (الصيد) وسباق الهجن، حيث تجاوزت نسبة ارتباط هذه العناصر بالهوية القطرية 90%، في رأي المستطلَعين.
ورأى 88% من القطريين أن الهوية القطرية تتشابه مع الهوية الخليجية، في حين رأى 70% أنها تتشابه مع الهوية العربية، و93% يرون تشابه هويتهم مع الهوية الإسلامية.
كما شكل الإسلام واللهجة القطرية عنصرين مهمين في ارتباطهما بالهوية القطرية، حيث أعرب جميع المستطلعين في المسح عن اعتقادهم بارتباط هذين العنصرين ارتباطا كاملا بهويتهم كقطريين. في حين ارتبطت عناصر المساجد واللغة العربية ومعركة الوجبة وحرب الزبارة والمحامل (السفن التقليدية) بالهوية القطرية بنسبة تجاوزت 90%.
وأظهرت نتائج المسح مدى تعلق المواطنين القطريين بدول الخليج والعالم العربي والإسلامي، فقد أظهر أن 53% من القطريين مرتبطون بالهوية الخليجية، وأعرب 37% عن تعلقهم إلى حد ما بتلك الهوية، لكن النسبة الباقية جاءت بين غير متعلق مطلقا وغير متعلق إلى حد ما.
الثوب.. بين القطن والكتان والصوف والمخمل
يعد الثوب القطري رمزًا للانتماء والتراث الوطني هو يُلبس في المناسبات الرسمية والاجتماعية وأماكن العمل، يصنع من أجود أنواع الأقمشة وتختلف الأنواع المستخدمة في صناعة الثوب حسب الموسم.
ويصنع الثوب من القطن بملمسه الناعم وقابليته للتنفس وقدرته على امتصاص الرطوبة، مما يجعله مناسبًا للارتداء في فصل الصيف.
كما يصنع من الكتان الذي يمتص الرطوبة، مما يجعله مناسبًا للارتداء في فصل الصيف.
وكذلك الصوف قدرته على العزل الحراري، مما يجعله مناسبًا للارتداء في فصل الشتاء
كما يستخدم المخمل في صناعة الثوب في فصل الشتاء. يتميز بدفئه العالي، وبقدرته على العزل الحراري، مما يجعله مناسبًا للارتداء في فصل الشتاء.
مميزات
يتميز الثوب القطري بالعديد من المزايا، منها:
الراحة: يتميز الثوب القطري بملمسه الناعم ووزنه الخفيف، مما يجعله مريحًا للارتداء.
الأناقة: يتميز الثوب القطري بتصميمه الرائع، مما يجعله أنيقًا ومتميزًا.
التنوع: يتوفر الثوب القطري بالعديد من الألوان والتصاميم، مما يسمح للرجال باختيار الثوب الذي يناسبهم.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الهوية الوطنية الهویة القطریة هذه الریاضة من القطریین فی مختلف إلى أن فی حین
إقرأ أيضاً:
وزير الرياضة: دعم كامل من الرئيس السيسي لشباب مصر في مختلف الأعمار لتأهيلهم لسوق العمل
أكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة أن جيل الشباب يحظى بدعم كامل من الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مختلف الأعمار من النشء إلى الشباب، كما توجه بالشكر إلى وزير التعليم العالي على دعمه المستمر للتعليم التكنولوجي، الذي يعد مجالًا خصبًا وفعالًا في إعداد الشباب لسوق العمل.
وذكر بيان الوزارة اليوم /الأربعاء/ انه جاء ذلك خلال حضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للتعليم التكنولوجي (SCTE2025) تحت عنوانها "تعليم اليوم من أجل وظائف الغد" والذي يأتي تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وينظمه المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجي في الفترة من 8 - 10 أبريل الجاري، بأحد فنادق القاهرة، بحضور كلاً من محمد جبران وزير العمل، ود.حسام عثمان نائب وزير التعليم العالي لشئون الابتكار والبحث العلمي، والسفير كيم يونج هيون سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة، ومحمد تريد بن سفيان سفير دولة ماليزيا بالقاهرة، ود.ولاء شتا الرئيس التنفيذي لهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، و اللواء مختار عبد اللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع، ود.أحمد جيوشي أمين المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجي ورئيس المؤتمر.
وأعرب وزير الشباب والرياضة عن امتنانه للتعاون المثمر مع وزارتي التعليم العالي والعمل، والذي يصب في مصلحة الشباب المصري، ويؤهلهم لمستقبل واعد، موضحًا أن الوزارة تقدم العديد من البرامج التي تهدف إلى تأهيل الشباب لسوق العمل، مثل "طور وغير" و"وظائف مصر"، كما نتعاون مع وزارة التعليم العالي في مجال الابتكار التكنولوجي؛ للاستفادة منه في تطوير المجال الرياضي.
بدوره، أكد د.حسام عثمان، في كلمه نيابة عن د.أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي اهتمام الدولة المصرية بمنظومة التعليم التكنولوجي، مشيرًا إلى الإنجازات التي تحققت في السنوات العشر الماضية، حيث ارتفع عدد الجامعات التكنولوجية إلى 12 جامعة، تضم 58 برنامجًا دراسيًا، مع العمل على إنشاء 17 جامعة جديدة؛ مما يعكس التزام الدولة بتطوير التعليم التكنولوجي وتعزيز دوره في سوق العمل.
وأشار د.أيمن عاشور إلى أن التعليم التكنولوجي في مصر حظي بدعم كبير من القيادة السياسية؛ بهدف تأهيل الخريجين وتلبية احتياجات الصناعة، وتعتمد الجامعات التكنولوجية على استخدام التكنولوجيا لخدمة المجتمع، وتقدم برامج دراسية حديثة تركز على المهارات العملية المطلوبة في سوق العمل؛ مما يسهم في تطوير القوى العاملة، ومواكبة التحولات الاقتصادية، وشهدت هذه الجامعات زيادة ملحوظة في عدد الطلاب الملتحقين، مما يعكس التغير الثقافي في المجتمع، وزيادة الثقة في التعليم التكنولوجي كخيار مناسب لسوق العمل.
وأوضح أن هذه الجهود تاتي في إطار تحقيق الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي التي تتماشى مع رؤية مصر 2030 التي تهدف إلى بناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة وريادة الأعمال والابتكار، وإعداد كوادر مؤهلة تلبي احتياجات سوق العمل، حيث يهدف الابتكار التكنولوجي إلى جذب المزيد من الشركات العالمية، وشركات التكنولوجيا المتقدمة.
من جانبه، أكد محمد جبران أن وزارة العمل تمتلك منظومة متكاملة للتدريب المهني؛ لمواجهة تحديات سوق العمل ومهن المستقبل، وتتعاون مع جميع الشركاء لتنمية مهارات الشباب، مشيرًا إلى أن المؤتمر يعكس التزام الحكومة بربط مخرجات التعليم والتدريب بوظائف المستقبل، بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، موضحًا أن الوزارة تعمل على تنفيذ هذا الهدف عبر مراكز تدريب ثابتة ومتنقلة في جميع أنحاء الجمهورية، وصندوق لتمويل خطط التدريب، بالإضافة إلى تحديث المناهج التدريبية لتلبية احتياجات سوق العمل في الداخل والخارج.
وأشار وزير العمل إلى حرص الوزارة على إصدار النسخة المحدثة من دليل التصنيف المهني المصري 2027 قبل موعدها المحدد، تماشيًا مع ثورة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لمواكبة التحديات الجديدة في سوق العمل وربطها بالعملية التدريبية والتعليمية، مؤكدًا أن المؤتمر ينعقد في وقت أصبح فيه التعليم التكنولوجي من الركائز الأساسية لبناء اقتصادات قوية.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تطوير سياسات وبرامج تربط التعليم بالتدريب، وتنسجم مع فرص العمل الحقيقية من خلال الشراكة بين الحكومة، ومؤسسات التعليم، والقطاع الخاص، مشيرًا إلى أن التغيرات المتسارعة في ظل الثورة الصناعية تتطلب تبني مناهج تعتمد على المهارات الرقمية والابتكار، مع التركيز على دور التعليم التكنولوجي كأداة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة وتقليص فجوة المهارات وخلق فرص عمل نوعية لشباب مصر.
من جانبه، أكد السفير كيم يونج هيون سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة، أهمية المؤتمر كمنصة لشباب المبتكرين؛ لتقديم حلول مبتكرة في مجالات، مثل: الطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والصناعة، وعلوم الصحة، مشيرًا إلى نماذج التعاون الناجحة بين مصر وكوريا، ومنها إنشاء جامعة بني سويف التكنولوجية، حيث تم تطوير مناهج وبرامج في الميكاترونيكس، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات منذ 2016، موضحًا أن التعاون أسفر عن تخريج 93 طالبًا في 2023، و165 طالبًا في 2024، بما فيهم أول 44 خريجًا من قسم الأوتوترونيكس.
وأكد أن أكثر من 80 شركة قدمت فرص تدريب لحوالي 1000 طالب في 2024، مشيرًا إلى بدء المرحلة الثانية من المشروع التي تشمل برامج جديدة في تكنولوجيا السكك الحديدية.
وأضاف السفير الكوري أن المرحلة الثانية من المشروع تتميز بتعاون أقوى مع وزارة النقل وشركاء جدد من القطاع الخاص مثل هيونداي، روتم، وسيسكو، وبمساهمة تبلغ حوالي 14 مليون دولار أمريكي للمرحلتين الأولى والثانية، ويهدف المشروع إلى رفع معايير التعليم الفني في مصر ودعم المواهب المصرية الشابة، كما تدعم كوريا مشروعًا لتعزيز قدرة جامعة مصر الدولية للتكنولوجيا (MITU) في التعليم التكنولوجي المتقدم والشراكة بين الجامعة والصناعة، وتحسين جودة التعليم العالي، مؤكدًا أن كوريا تسعى إلى تعزيز التعاون الإنمائي مع مصر، التي تعد الشريك الوحيد ذا الأولوية لكوريا في التعاون الإنمائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موضحًا أنه في يونيو الماضي، خلال قمة كوريا وإفريقيا، أظهرت كوريا هذا الالتزام بزيادة صندوق التعاون الاقتصادي الإنمائي (EDCF) لمصر ثلاثة أضعاف من مليار إلى 3 مليارات دولار أمريكي، وهو دليل قوي على الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا.
وعلى هامش افتتاح المؤتمر، قدم د.حسام عثمان عرضًا حول أهمية مشاركة الجامعات التكنولوجية في المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، التي تهدف إلى ربط الصناعة بالتعليم والبحث العلمي والابتكار لمواجهة التحديات المجتمعية في الأقاليم، كما تناول كيفية الاستفادة من التمويل المتاح بالمبادرة، والذي يصل إلى مليار جنيه، مستعرضًا نماذج ناجحة لشركات ناشئة مصرية حققت استثمارات واعدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ذلك، استعرض أبرز الجامعات والشركات العالمية التي حققت قفزات اقتصادية بفضل اعتمادها على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة.
كما تم توقيع مذكرتي تفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ممثلة في المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجي، من جهة، ومحافظة القاهرة والمركز الدولي للتواصل الثقافي في ماليزيا من جهة أخرى، بهدف تعزيز التعاون في مجال التعليم التكنولوجي.
جدير بالذكر أنه يشارك بالمؤتمر نحو 2200 شخص من المعنيين بالتعليم التكنولوجي، من مختلف الوزارات والهيئات التعليمية والصناعية والجامعات التكنولوجية، ورواد الصناعة والتكنولوجيا؛ لتعزيز الشراكات بين المؤسسات التعليمية والقطاعات المختلفة لتحقيق نقلة نوعية في منظومة التعليم التكنولوجي.
وتشهد جلسات المؤتمر، استعراض ومناقشة 35 بحثًا علميَّا من بين 150 بحثًا تقدم بها أكاديميون وباحثون وطلاب، كما يتضمن المؤتمر 200 مشروع طلابي ابتكاري، حظي منها 75 مشروعًا بفرصة العرض أمام لجان التحكيم والمستثمرين والجهات الداعمة.
ومن المقرر أن يناقش المؤتمر، على مدار أيامه الثلاثة، عددًا من المحاور، أبرزها: تكامل التعليم التكنولوجي مع الخطط الوطنية للتنمية، وتفعيل دور الصناعة في توفير بيئة تدريب مناسبة، ودور التعليم التكنولوجي في تحفيز الابتكار وريادة الأعمال، ودور التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في التعليم التكنولوجي، وحوكمة إدارة نظام التعليم التكنولوجي، وتقييم التعليم التكنولوجي وفقًا لمتطلبات سوق العمل محليًا وإقليميًا ودوليًا، ودور التعاون الدولي والشركات الصناعية في تطوير التعليم التكنولوجي، وتطوير أساليب التقييم وضمان الجودة في التعليم.