يمانيون – متابعات
تواصل محكمة العدل الدولية في لاهاي، لليوم الرابع على التوالي، جلسات الاستماع العلنية بشأن التبعات القانونية الناشئة عن سياسات الاحتلال الصهيوني لفلسطين، فيما تواصل واشنطن تقديم الدعم لحماية هذا الكيان اللقيط.

وفي هذا الإطار نددت عدة دول، اليوم الخميس، خلال جلسات الاستماع المتواصلة في محكمة العدل الدولية في لاهاي باستمرار الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية المحتلة، وبانتهاكه للقانون الدولي.

واستمعت المحكمة اليوم، لمداخلات العديد من ممثلي الدول، بينها الصين والعراق وإيران، ومن المقرر أن تدلي 52 دولة برأيها خلال الجلسات الخاصة بالتبعات القانونية للاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية.

وبدأت جلسات الاستماع العلنية الاثنين الماضي وتستمر أسبوعا، وذلك بناء على القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية عام 2022.

وطلب القرار من المحكمة إصدار “رأي استشاري” غير ملزم بشأن “التبعات القانونية الناشئة من سياسات وممارسات العدو الصهيوني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية”.

ولن تشارك سلطات العدو الصهيوني في جلسات الاستماع، لكنها قدمت نصا بتاريخ 24 يوليو 2023 حضت فيه المحكمة على رفض إصدار رأي بشأن القضية.

ودعت معظم الدول التي أدلت برأيها حتى الآن سلطات العدو الصهيوني إلى إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، لكن الولايات المتحدة دافعت عنها، وقال ممثلها أمس إن المحكمة يجب ألا تخلص إلى أن العدو الصهيوني ملزمة قانونا بالانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي المحتلة.

من جهته.. قال المتحدث باسم الصين أمام محكمة العدل الدولية: إن المقاومة المسلحة حق للشعوب المستعمَرة لا تتناقض مع القانون الدولي.

وأضاف: إنه ليس من حق سلطات العدو الصهيوني الدفاع عن نفسها كون احتلالها للأراضي الفلسطينية غير قانوني، مع احتفاظها بحق إجراء بعض التدابير الأمنية.

وتابع المتحدث الصيني قائلا: إن تحقيق العدالة للقضية الفلسطينية تأخر كثيرا، وأنه يتعين عدم إنكارها.

وكانت الصين قد طالبت مرارا بوقف الحرب الصهيونية على قطاع غزة، كما دعت إلى تطبيق حل الدولتين بما يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية.

وركزت المداخلات الأخرى أمام محكمة العدل الدولية على إبراز الانتهاكات الصهيونية للقانون الدولي.

وقال ممثل العراق: إن العدو الصهيوني يعمل على عزل الفلسطينيين بشكل كامل.. داعيا إلى محاسبة سلطات العدو الصهيوني على جرائمها وأن تتحمل مسؤوليتها عن انتهاك حقوق الإنسان.

كما دعا المحكمة إلى اتخاذ جميع التدابير لحفظ حياة كريمة وآمنة للفلسطينيين يتمتعون فيها بجميع حقوق الإنسان.

وعبر ممثل العراق عن قلق بلاده البالغ بشأن المعاناة الإنسانية نتيجة ما وصفها بالأعمال البربرية التي ينفذها العدو الصهيوني ضد المدنيين في الأراضي الفلسطينية.

من جهته، قال ممثل إيران أمام محكمة العدل إن العدو الصهيوني انتهك ولا يزال حق الفلسطينيين في تقرير المصير.

وأضاف: إن العدو انتهك بشكل جسيم القانون الدولي عبر تغييرات ديموغرافية.. مشيرا إلى أن سلطات العدو الصهيوني تمارس التهجير القسري للفلسطينيين منذ 1948.

وأشار ممثل إيران إلى أن هناك مليونين و200 ألف في غزة يعيشون دون غذاء ولا ماء ولا رعاية صحية.

من جانبه، ذكر ممثل أيرلندا أن سلطات العدو الصهيوني استمرت بشكل غير قانوني في تدمير وضم الأراضي الفلسطينية لتوسيع المستوطنات.. مشيرا إلى أن كيان الاحتلال ملزم باحترام القانون الدولي.

وكان الوفد الفلسطيني برئاسة وزير الخارجية رياض المالكي قد تدخل أمس، وأكد في إفادته، أن الاحتلال الصهيوني نظام استعماري يمارس الفصل العنصري.

وأصدرت محكمة العدل قرارا في 26 يناير الماضي يلزم العدو الصهيوني باتخاذ “تدابير مؤقتة” لحماية الفلسطينيين في غزة، والامتثال لاتفاقية منع الإبادة الجماعية، إلى حين الفصل في مضمون الدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا وتتهم فيها العدو بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.

وتستمر الجلسات العلنية لمدة ستة أيام بين 19 و26 فبراير الجاري، للاستماع إلى إحاطات 52 دولة.

من جانب آخر تشكل الولايات المتحدة “درعا دبلوماسيا” للعدو الصهيوني التي تواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة للشهر الخامس على التوالي مدعومةً بثالث “فيتو” أمريكي يعرقل صدور قرار أممي بوقف إطلاق النار، الثلاثاء.

وهذا ما أكده، مقرر الأمم المتحدة السابق المعني بحالة حقوق الإنسان بالأرض الفلسطينية المحتلة مايك لينك عام 1967في حديثه مع وكالة الأناضول.. قائلا: إن “الخطاب العسكري الصهيوني في غزة انتقل في بداية الأمر من “الأزمة الإنسانية” و”الكارثة الإنسانية” إلى “الكابوس الإنساني”، أما الآن فيتجه نحو “الإبادة الجماعية”، بدرع دبلوماسي أمريكي.

والثلاثاء الماضي، حصل مشروع قرار قدمته الجزائر، ويدعو إلى وقف “فوري” لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، على تأييد 13 عضوا من أصل 15، فيما عارضته الولايات المتحدة باستخدام “الفيتو” وامتنعت المملكة المتحدة عن التصويت، وفق ما ذكر موقع “أخبار الأمم المتحدة”.

ويرفض مشروع القرار الجزائري التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين، ويطالب جميع الأطراف في الحرب في قطاع غزة بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وبـ “الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”.

وهذه المرة الثالثة التي تستخدم فيها الولايات المتحدة “الفيتو” بمجلس الأمن الدولي منذ بدء الحرب الصهيونية على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، ضد مشاريع قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.

واستخدمت واشنطن حق الفيتو في 18 أكتوبر 2023 ضد مشروع قرار برازيلي يدعو العدو الصهيوني من بين أمور أخرى إلى سحب الأمر الصادر لسكان غزة بالانتقال إلى جنوب القطاع، فيما كانت المرة الثانية في الثامن من ديسمبر 2023، حيث منعت مشروع قرار إماراتي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار الإنساني في قطاع غزة.

المسؤول الأممي السابق اتهم الولايات المتحدة بتشكيل “درع دبلوماسي” للممارسات الصهيونية في أروقة الأمم المتحدة.

وانتقد تزويد الولايات المتحدة تجهيزات ومعدات عسكرية للعدو الصهيوني، وتعويضها نقص المخزون الصهيوني من العتاد والسلاح، إضافةً إلى مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليارات دولار سنويًا إلى “تل أبيب”.

وأكد الحقوقي الأممي على أنه من الصعب إيقاف الهجمات الصهيونية و”الكارثة المحدقة بـ رفح، ما لم تقل الولايات المتحدة كفى للعدو الصهيوني”، وأردف: “وأستبعد حدوث ذلك”.

لينك الذي شغل بين عامي 2016 و2022 منصب مقرر الأمم المتحدة الخاص بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، أشار إلى وجود قرابة 1.5 مليون إنسان عالق في جنوب قطاع غزة بالوقت الراهن.

وأوضح أن “النازحين إلى مدينة رفح، لا يستطيعون الوصول إلى المياه والوقود والغذاء والمأوى حالياً، فضلاً عن افتقادهم إلى الأمن والحماية”.

وحذر المسؤول الأممي السابق من أنه حتى “النازحين الفلسطينيين ممن يقطنون الخيام في مدينة رفح، يواجهون خطر القصف”.

ويقول لينك منتقدا عدم التحرك الدولي جدّيا لوقف الحرب على القطاع: “في الوقت الذي يستطيع فيه العالم الإصرار على وقف إطلاق النار وإيقاف الهجمات الصهيونية، فإنه اختار الاكتفاء بمشاهدة ومتابعة ما يجري في غزة”.. لافتا إلى أن “وصف القانون لفعل ما بـ “الإبادة الجماعية” يحتاج إلى حدوث فعل الإبادة الجماعية أو وجود نية تشير لذلك”.

وأكد أنه “يوجد العديد من التصريحات لمسؤولين سياسيين وعسكريين صهاينة، تتضمن نوايا القيام بالإبادة الجماعية”، على حدّ تقييمه.

ويرى “لينك” بأنه وفقًا لتعريف اتفاقية الإبادة الجماعية، فإن هذا الفعل “إما يحدث الآن على الأغلب، أو أنه على وشك الحدوث”.

سبأ/ عبدالله المراني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: سلطات العدو الصهیونی محکمة العدل الدولیة للأراضی الفلسطینیة الفلسطینیة المحتلة الولایات المتحدة الإبادة الجماعیة جلسات الاستماع القانون الدولی الأمم المتحدة حقوق الإنسان الصهیونی فی قطاع غزة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

محكمة العدل الإلهية

 

 

 

ماجد المرهون

majidomarmajid@outlook.com

 

 

لم تعُد الحقيقة مُحتجبة وراء غمام الاحتمالات أو غيوم الشكوك ولم تكُن أكثر إشراقًا مما هي عليه اليوم، حين تجلى سطوعها على ما خلفه الخرق السافر لمفهوم الإنسانية الذي يمتطي صهوته مجرمون في هيئة فُرسان نُزعت من قلوبهم الأخلاقيات وإن رطبوا بها ألسنتهم وكل معاني الرحمة والرأفةِ وهم يتغنون بها وساستهم آلة التضليل والتدجين، بقيادة زعماء شاخوا في تلك الميادين وابيضت رؤوسهم في تيه مهيعهم، بل وتفشى إمعانهم في غيهم مع تفشي شيبهم، والتوت أكاذيبهم بحسب التواء مواقفهم وتلونت حربائيتهم بمقدار حاجتهم وهم منها لا يستحون، ثم ينحون باللائمة كلما ازدادت ظهورهم انحناءً على المظلومين المكشوفةِ أستارهم والمهتوكة أعراضهم، بينما الواقع صارخ البيان كصرخة الترهل في جلود أعناقهم وجلي للعيان كجلاء الانتفاخات في جفون أعينهم.

صنع زعماء الغرب حقيقةً ضبابية بشرط أن تكون وظيفية ذات إطناب وقادرة على استيعاب الشكوك ومتكيفةٍ مع كل الاحتمالات ويمكن تخيل كل شيء في صفاء صورتها كما يمكن توقع أي شي وراء مجهولها، نعم أرادوها كذلك حتى تنعكس للرائي صورة شبحية مرتابة تحتمل الكثير من فلسفات التأويل والتحليل، ويواصلون تغبيشها فيما بينهم بالتناوب ومن وراء صناعتهم هندسة خفية عميقة تقوم بالتمويل والدعم بالمال والوعود بالسُلطةِ والنفوذ، وكُلٌ يدلي بدلو الإفتآت في بئر العامة ثم يبصق فيه دون أن يَندى له جبين أو يرمش له جفن أو يرق له قلبٌ أو تدمع له عين، فماذا ترك الكبير فيهم وهو فاقدٌ لبوصلته الأخلاقية ونخوة التمييز بين الحق والباطل للصغير؟ بالطبع لم يترك شيئًا بل أصبح معلمًا كبيرًا للكذب يُقتدى به، هذا إن استطاع بحباله القصيرة مواصلة لُعبته الخطيرة وبلا شك لن يتمكن من فعل ذلك طويلًا ولن يبقى الكبير إلى الأبد كبيرًا ولا الصغير صغيرًا.

إنه لمن مصلحة العالم الغربي تأصيل أكاذيب كُبرائهم من خلال تزييف الحقائق وتشكيل صورة نقية تمثل سوء العالم الإسلامي ويعكسونها كما أرادوها إلى شعوبهم ذات الجهل الشديد بما يحدث خارج بلدانهم باستثناء زمرةٍ قليلةٍ من صناع القرار، وليست إسرائيل منهم ببراء كونها صُهارةٍ غربية بامتياز؛ إذ نلاحظ في معظم خطابات قادتهم والتي يتناوبونها مع أمريكا وبريطانيا وألمانيا أنها تحمل العبارات الدلالية ذاتها لتنتحل بمرور الوقت محل الأصالة، ولعل أهمها وأكثرها شيوعًا هي "الدفاع عن النفس مع ربطهِ بمحاربة الإرهاب والسلام وتذييله بكلمة إسرائيل"، وبما أن دولة الاحتلال الصهيوني أرادت دمج نفسها بدول العالم عند انضمامها للأمم المتحدة معتبرةً نفسها دولة أصيلة ذات سيادة ومرجعية تاريخية فإنها بالضرورة ستُظهر امتثالًا تامًا للأعراف التي يُقر بها أهل الأصول والمرجعية، لكن ذلك لا يحدث وهي تجرح في أصلها من حيث لا تشعر وتطعن في حسبها ونسبها بانتهاكها الفج لكل القوانين التي يحترمها من يحترم نفسه، وإن تظاهرت بالالتزام وفسرت خروقاتها بتفاسير لا يقبلها سوي الفطرة ويغلب عليها في نهاية كل مطافٍ أصلها والأصل غلاب.

سوف تستمر ذِراع التدمير الإسرائيلية الصهيونية اليُسرى في مواصلة عملها، وتمد لكذبة السلام ذراعها المغلولة الأخرى كما عودت العالم عليه وتعود عليها، ونعلم أنها لن تُقيم وزنًا للقانون الدولي مع كل القرارات والأحكام بمساندة العرَّاب الأمريكي المُتَرَهِّل، وسيواصلان اختلاق الأعذار والأكاذيب فهما معدنٍ واحدٍ من حيث الأصل والمضمون نتج عن خليط تاريخٍ موغل في القتل والتدمير والتهجير وطفح خَبَثه فوق سطح العدل والأثيل وناء به إناء القياس والكيل وطغى دخانه وأزكم الصحيح والعليل، وقد استساغوا هذه المِهنة ولم يجدوا في طريقهم من لا يسوغها أو ينافسهما عليها ومن تجرأ يُستباح ماله ودمه.

اقتلوا ما شئتم أن تقتلوا، الخلق والمخلوقات، الحرية والعدالة، الكلمة والصحافة "وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين"، أو لم تقتلوا 50 ألفًا في عدةِ شهور أو يزيدون وقتلتم مثلهم قبلهم أضعافًا ولازلتم تفعلون؟! ولكن مشيئة الله لا تستقيم مع الظلم وإن طال زمانه، ولا تقف مع الظالم وإن مد له في غيه وطغيانه، ونعلم ما حدث في تلك الديار منذ خروج يعقوب وأبنائه وسنبقى معكم مختلفون لا نتفق، فلن تقتلوا الحقيقة التي بات يبحث عنها كل سكان العالم باستثناء عُشّاق العبودية أو الواهم بخدعة السلام المطاطية، وها أنتهم أولاءِ اليوم تجنون ثمار الحقد والكراهية التي زرعتم شجرتها في سبعة عقود ماضية ونيَّف وأنتم أول من سيُسمِّمه حصادها وسيبقى نسل خلافنا معكم عقيمًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • محكمة العدل الإلهية
  • وزير الخارجية المصري: نعمل على حشد الدعم الدولي لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة
  • مظاهرة في واشنطن تنديدًا بـ"المجازر ضد العلويين" في سوريا
  • وقفات في إب تنديدًا باستمرار الحصار على غزة
  • الولايات المتحدة تشن هجوما واسع النطاق على مواقع للحوثيين في اليمن
  • تواصل العدوان الصهيوني على طولكرم لليوم الـ 48
  • واشنطن بوست: على الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سوريا
  • روبيو يعلن أن سفير جنوب إفريقيا في واشنطن شخص غير مرغوب به في الولايات المتحدة
  • ترامب: سيطرة الولايات المتحدة على جرينلاند ضرورية لتعزيز الأمن الدولي
  • من واشنطن يبحث مستقبل مفاوضات الولايات المتحدة المباشرة مع حماس