"رحلة في عالم الصداع".. استكشاف أنواعه المختلفة وكيفية التعامل معها
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
"رحلة في عالم الصداع".. استكشاف أنواعه المختلفة وكيفية التعامل معها، الصداع، هذا الشعور الذي يعكر صفو حياتنا، يتنوع بين أشكال مختلفة، مما يجعله ظاهرة طبية معقدة ومحبطة للكثيرون، في عالم الطب، نجد أن هناك أنواعًا متعددة من الصداع، كل نوع يتميز بخصائصه الفريدة ويتطلب فهمًا دقيقًا للتشخيص والتعامل معه.
من بين هذه الأنواع، يبرز الصداع النصفي كتجربة مألوفة للكثيرون، حيث يعاني الأفراد من آلام حادة غالبًا تصاحبها أعراض إضافية مثل الحساسية للضوء والغثيان، بجانبه، يظهر الصداع التوتري كرفيق يومي يأتي بشكل معتدل ويرتبط بالتوتر العضلي والضغوط النفسية.
وفي زاوية نادرة ومؤلمة، يتسلل الصداع العنقودي إلى حياة البعض، يُظهر نفسه بنوبات قصيرة وحادة حول العين، مع مجموعة من الأعراض المصاحبة، في هذا السياق، سنستكشف بتفصيل مفصل أنواع الصداع المختلفة، أسبابها المحتملة، وكيفية التعامل معها بفعالية.
أنواع الصداعهناك أنواع مختلفة من الصداع، منها:-
1. الصداع النصفي: يصاحبه غالبًا الألم في نصف الرأس ويمكن أن يترافق مع أعراض أخرى مثل الغثيان والتقيؤ.
2. الصداع التوتري: ينجم عن التوتر العضلي والضغوط النفسية، وغالبًا يكون الألم متوسط الشدة.
3. الصداع العنقودي: نادر وشديد الألم، يتميز بنوبات قصيرة وحادة، غالبًا حول العين.
4. الصداع الناتج عن التسمم الغذائي أو الإجهاد: يظهر بسبب تأثيرات خارجية مؤقتة.
5. الصداع الناتج عن تغيرات في الجو: مثل الصداع الناتج عن الجفاف أو انخفاض ضغط الهواء.
مهم جدًا أن تستشير الطبيب للتحقق من التشخيص وتحديد العلاج المناسب.
الصداع الأوليالصداع الأولي هو صداع يكون حالة ذاتية بذاتها وليس ناتجًا عن حالة طبية أخرى، يشمل ذلك الصداع النصفي والصداع التوتري، الصداع النصفي يتسم بالألم الحاد الذي غالبًا ما يصاحبه حساسية للضوء والضوضاء، بينما يتميز الصداع التوتري بألم متوسط الشدة ويمكن أن يكون ناتجًا عن التوتر العضلي والضغوط النفسية، يُفضل استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من صداع مزمن أو إذا كان الألم شديدًا، للحصول على تقييم دقيق وخطة علاج مناسبة.
الصداع النصفيالصداع النصفي هو نوع من الصداع يتسم بنوبات متكررة من الألم الحاد يمكن أن يؤثر على نصف الرأس. يمكن أن يكون له أعراض إضافية مثل الغثيان والتقيؤ، وحساسية زائدة للضوء والضوضاء، قد يستمر الصداع النصفي لفترة تتراوح بين بضع ساعات إلى عدة أيام.
تعتبر الأسباب الدقيقة للصداع النصفي غير معروفة تمامًا، ولكن يعتقد أن توازن الكيمياء في المخ وعوامل وراثية قد تلعب دورًا. يتطلب إدارة الصداع النصفي تقييمًا دقيقًا من قبل الطبيب لتحديد العلاج المناسب، وقد يتضمن العلاج تعديلات في نمط الحياة واستخدام الأدوية المناسبة.
الصداع الثانويالصداع الثانوي هو نوع من الصداع يحدث نتيجة لحالة طبية أخر، يمكن أن يكون سببه مشكلات في العين، أمراض العنق، الأمراض المزمنة، أو حتى تأثير الأدوية، من الأمثلة على الأسباب المحتملة للصداع الثانوي تشمل التهاب الجيوب الأنفية، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل، وإصابات الرأس.
إذا كنت تعاني من صداع ثانوي، يفضل استشارة الطبيب لتحديد السبب الأساسي والعلاج المناسب للحالة الطبية الأساسية.
الصداع التوتريالصداع التوتري هو نوع من الصداع يتسم بألم معتدل إلى متوسط الشدة، غالبًا يشعر الشخص بضغط أو توتر على الجزء العلوي من الرأس. قد يكون ناتجًا عن التوتر العضلي والضغوط النفسية. يمكن أن يكون مستمرًا لفترات طويلة ويمكن أن يتأثر به نمط حياة الفرد.
تقنيات الاسترخاء والتحكم في التوتر، جنبًا إلى جنب مع تحسين أسلوب الحياة والنوم، قد تكون طرق فعالة للتعامل مع الصداع التوتري. في حالات أكثر حدة، قد يقوم الطبيب بتوجيه العلاج بالأدوية.
الصداع العنقوديالصداع العنقودي هو نوع نادر وشديد من الصداع يتسم بنوبات قصيرة وحادة من الألم، غالبًا يحدث حول العين، يعتبر من أشد أنواع الصداع ألمًا. يصاحب الصداع العنقودي عادةً أعراضًا مثل احمرار العين، وتورم الجفن، وتدفق الدموع.
الصداع العنقودي يتطلب تقييمًا طبيًا فوريًا لتأكيد التشخيص وتوجيه العلاج، العلاج قد يتضمن استخدام الأدوية الخاصة بالتسكين والوقاية من النوبات المستقبلية. يفضل استشارة الطبيب إذا كانت هناك شكوك بشأن تجربة الصداع العنقودي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الصداع العنقودي الصداع التوتري الصداع النصفي هو الصداع النصفى انواع الصداع الصداع اسباب الصداع علاج الصداع الصداع العنقودی الصداع النصفی یمکن أن یکون من الصداع أنواع ا غالب ا هو نوع
إقرأ أيضاً:
أسرى الألم.. جرحى غزة محرومون من بهجة رمضان والعلاج
غزة- تجلس الطفلة الجريحة منة عقل على سرير في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مثقلة بآلامها، والكثير من الذكريات التي بقيت لها، بعدما فقدت جميع أفراد أسرتها في غارة جوية إسرائيلية على منزلها في مخيم البريج للاجئين وسط القطاع.
منة (8 أعوام) هي الناجية الوحيدة من هذه الغارة الغادرة التي هوت بالمنزل فوق رؤوس أسرتها (5 أفراد)، وخطفت أرواح والديها وإخوتها، فيما كانت هي الناجية الوحيدة مع جروح صعبة في ساقيها، تستدعي سفرها للعلاج في الخارج.
وقعت هذه الغارة ليلة 16 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، بينما كانت هذه الأسرة الصغيرة نائمة، وتقول منة للجزيرة نت "استيقظت ووجدت نفسي في المستشفى وأعاني من ألم شديد في أنحاء جسدي وجروح وكسور في الساقين".
لم يتبق لهذه الطفلة سوى جدّيها، وقد تلقت خلال الحرب صدمات قاسية، جراء غارات أودت بحياة غالبية أفراد عائلتها من أعمامها وعماتها وأسرهم. وبكلمات مثقلة بالحزن تتحدث منة عن شعورها بالوحدة، واشتياقها لوالديها وإخوتها الشهداء.
ما ذكرياتك مع أسرتك في رمضان؟، سألتها الجزيرة نت، وببراءة طفولية تجيب وهي تمسك بفانونس صغير بين يديها "أكل ماما الزاكي، وبابا كان يشتري لي فانوس رمضان، وألعب به مع صديقاتي في الحارة، في ليلة رمضان كان أبي يذهب للسوق ويشتري لنا كل حاجة بنحبها، ويحضر زينة رمضان، وكنت أساعد ماما في تزيين البيت". وتساءلت بعد لحظة صمت "راح البيت وراحوا أهلي وبقيت لوحدي، ليش قصفونا وقتلوهم؟".
ومثل منة خلفت الحرب غير المسبوقة التي شنتها دولة الاحتلال على القطاع عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، آلاف الأطفال الأيتام ممن فقدوا والديهم أو أحدهما، وبينهم ناجون وحيدون من غارات مسحت أسرهم كليا من السجل المدني.
إعلانوتقول جدة منة، عفاف السلول، للجزيرة نت "لم يتبق لها سوانا.. أنا وجدها المريض، وقد استشهدت أسرتها، وعدد كبير من أعمامها وعماتها وأسرهم في الغارة نفسها وفي غارات أخرى خلال الحرب".
خضعت منة لعدة عمليات جراحية من أجل إنقاذها وإبقائها على قيد الحياة، واضطر الأطباء لقص واستئصال جزء من عظام الساقين. وبحسب الجدة عفاف (60 عاما)، فإنها بحاجة ماسة للسفر والعلاج بالخارج، والخضوع لعمليات زراعة عظم، لتتمكن من السير على قدميها والعودة التدريجية لحياتها.
وتراهن الجدة على الزمن من أجل تعافي ذاكرة حفيدتها التي لا تستوعب حتى اللحظة أنها ستواجه العالم وحيدة لبقية حياتها بعد استشهاد جميع أفراد أسرتها، وتقول إن حلول شهر رمضان لأول مرة عليها بدونهم ضاعف من حزنها ومن آلام جروحها وكسورها.
وتخشى السلول على مصير منة بعدما استنفد الأطباء في غزة كل ما في وسعهم، ولم يعد بالإمكان استكمال علاجها في المستشفيات المحلية التي تعاني ضعفا شديدا في الإمكانيات البشرية والمادية، جراء ما تعرضت له من استهداف ممنهج طوال الحرب، وقيود إسرائيلية مشددة على دخول الوفود الطبية المتخصصة، والأجهزة والأدوية والمعدات الطبية.
هذه الطفلة واحدة من بين زهاء 16 ألف جريح ومريض على قوائم الانتظار، يترقبون بلهفة فرصتهم للسفر من خلال معبر رفح البري مع مصر بغية العلاج بالخارج.
ويقول مسؤول ملف إجلاء المرضى في وزارة الصحة الدكتور محمد أبو سلمية -للجزيرة نت- إن الاحتلال يتلاعب بمصير جرحى ومرضى غزة، ويخرق ما تم التوافق عليه في البروتوكول الإنساني ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
ووفقا للمسؤول الطبي، فإن الاحتلال لم يلتزم بالاتفاق سواء من حيث أعداد المرضى والجرحى والمحدد بـ150 يوميا يسمح لهم بالسفر، ولم يسمح بأفضل الأحوال بسفر أكثر من 50، أو من حيث أولوية السفر بناء على خطورة الحالة، حيث يتعمد التلاعب بالاحتياجات والأولويات.
من بين هؤلاء الذين يتعلق مصيرهم بالسفر عبر معبر رفح، وهو المنفذ الوحيد للغزيين على العالم الخارجي من خلال الأراضي المصرية، الجريح أيمن داوود الذي يقبع في مجمع ناصر الطبي "أسيرا" لجروحه وآلامه، وبدا حزينا لعدم تمكنه من السفر للعلاج، ويخشى أن تطول فترة الألم والانتظار، وينهار الاتفاق بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال، الذي انتهت مرحلته الأولى منتصف ليلة الثاني من مارس/آذار الجاري.
إعلانللشهر الخامس وأيمن (22 عاما) يرقد في سرير بالمستشفى، منذ أن تسببت له غارة جوية إسرائيلية بشلل نصفي، استدعت خضوعه لعدة عمليات جراحية.
ويفتح شهر رمضان بابا من الذكريات المؤلمة عليه، حيث لم تكن إصابته بالعمود الفقري وشلله كل ما ناله من الحرب الإسرائيلية التي حرمته من والده شهيدا، وكان منزل أسرته من بين غالبية منازل مدينة رفح جنوبي القطاع، التي تعرضت لدمار تقدره بلديتها بأكثر من 80% خلال العملية العسكرية الإسرائيلية والاجتياح البري لها في 6 مايو/أيار الماضي.
ناظرًا إلى ساقيه بحزن وألم، يقول داوود "الحرب أخذت مني الكثير، أبي ومنزلنا، لا أريد أن أقضي بقية حياتي مشلولا وليس لي أمنية أو حلم الآن سوى بالسفر والعلاج".
ويتساءل وقد بدت الكلمات تخرج منه بصعوبة "لمتى سأبقى أسير المستشفى ولا أستطيع الحركة عن هذا السرير؟، جاء رمضان وحرمتني الإصابة من الصوم وصلاة التراويح. أنا لا أشعر برمضان ولا ألمس بهجته، وأفتقد كل شيء اعتدته في هذا الشهر الجميل منذ الطفولة".
وتقدم داوود بطلب للحصول على تحويلة طبية للعلاج بالخارج بعد نحو أسبوعين من إصابته، ولم يتلق أي اتصال حتى اللحظة. وبعيون يملؤها الرجاء وبلسان يرتجف يقول هذا الشاب الجريح "أتمنى أن يأتي الرد وأسافر وأتعالج قبل فوات الأوان".