عشر سنوات سجنا لمغاربة تسلقوا السياج الفاصل لتهريب الكيف إلى الجزائر
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
وقّعت محكمة الجنايات الاستئنافية بوهران، عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا في حق ثلاثة مغاربة، تورطوا في تهريب المخدرات والاتجار فيها عبر الحدود مع الجزائر ضمن جماعة إجرامية منظمة، وهو الملف الذي يتجلى فيه، وفق قرار الإحالة الخاص بالمتهمين، دور حراس الحدود التابعين للمملكة المغربية في مساعدة مواطنيها الناشطين في تجارة الحشيش وغيره من الممنوعات على اختراق السياج الفاصل لها مع الجزائر لنقل سمومها إليها، مقابل رشاوى.
تعود وقائع هذه القضية إلى تاريخ 07 أكتوبر 2020، عندما تفطن عنصر من حرس الحدود الجزائرية لنشاط مشبوه من الطرف المغربي على مستوى جسر سيدي محمد، ليتم على الفور وضع خطة عمل على نطاق دوائر الحدود الجزائرية، مكّنت من رصد أربعة أشخاص يحاولون دخول الأراضي الجزائرية عن طريق تسلق السياج، وقد حاولوا الفرار فور اكتشاف أمرهم، غير أن مصالح الأمن الجزائرية تمكّنت من توقيف ثلاثة منهم، تم ضبطهم على الأراضي الجزائرية في غياب أي وثيقة إدارية تثبت هوياتهم، ويتعلق الأمر بكل من (أ. ي)، (ح. ش) و(ب. م)، كما تم أيضا في ذات الموقع حجز عدة طرود تحوي كمية كبيرة من الكيف يقدّر وزنها بـ75 كيلوغراما. وعند مواجهة الموقوفين الثلاثة بالمحجوزات، اعترف هؤلاء بإدخالهم كميات الكيف تلك إلى الجزائر بتوجيهات وتعليمات من زعيمهم المدعو (أ. ت)، في مقابل منحهم مبلغا ماليا قدره 10.000 درهم.
وعلى صعيد الطرف الآخر، صرح الموقوفون أنهم كانوا على اتصال مع مهرب جزائري لا يعرفون هويته، ليتم بعد التحريات التي قامت بها مصالح الأمن الجزائرية، التعرف على هوية المعني وتقديمه أمام قاضي التحقيق، الذي أمر بإيداعه الحبس عن التهم المذكورة أعلاه، وأدين هو الآخر في محاكمة منفصلة.
وأمام تشكيلة محكمة الاستئناف، لم يغير المتهمون أقوالهم التي أدلوا بها في مرحلة التحقيقات، محاولين في المقابل تبرير أفعالهم بظروفهم الاجتماعية والمعيشية القاسية، مشيرين إلى أنهم مجرد ناقلين بسطاء يعملون من أجل المال، وأنهم جد نادمين على ما قاموا به في قضية الحال، حيث استرسل كل واحد من هؤلاء في شرح حالة الفقر المدقع والبطالة الخانقة التي يعاني منها في بلده.
من جهة أخرى، تحدث ممثل الحق العام على خطورة ما قام به المتهمون وأمثالهم ممن يدخلون السموم إلى بلدنا من أجل أن يظفروا بلقمة العيش عن طريق الكسب غير المشروع واختراق الحدود، ملتمسا معاقبتهم بعشرين سنة سجنا نافذا.
الشروق الجزائرية
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
السياج ذو الثمانى بوابات
فى الثقافة اليابانية ثمة خدعة نفسية يتعلمها كل محارب الساموراى فى الصغر كى يتغلب على ما يواجهه من أحداث الواقع الأليم عن طريق تكوين مأوى نفسى داخل أعماقه محاط بسياج ذى ثمانى بوابات تلوذ به روحه عندما يواجه ما يؤلمه فى الحياة بكل ما تحمله من اختبارات قاسية ومآسٍ تدمى قلبه، سواء فقدان عزيز أو تقلبات دهر قاسية وهو بذلك يتعلم كيف يتغلب على ألمه الشديد ويقف ثانية على قدميه لمواجهة شدائد الحياة، إذ تستعيد نفسه صفاءها بمرور الوقت، ويواصل حياته دون أن ينهار أو يفكر لحظة فى أن يتخلص من حياته تحت وطأة ما يصادفه من أحداث قاسية.
لا شك أن ذلك الملاذ النفسى العميق الذى تدرب اليابانيون على الاحتماء به منذ الصغر قد نأى بهم عن الوقوع فى براثن الانكسار إزاء كل كارثة تحل بهم بل ساعدهم هذا المأوى النفسى على النهوض سريعاً وهم الذين اعتادوا الكوارث الطبيعية من حولهم من زلازل وبراكين.. إلخ والتى ألقت بظلالها على نمط حياتهم وفلسفتهم إزاء الكون، إذ كانوا ينهضون سريعاً مرة تلو أخرى كطائر العنقاء الأسطورى الذى ينهض من الرماد بعد أن يظن الجميع أنه سوف يفنى إلى الأبد.
ولك أن تتخيل أن اليابان فى القرن الماضى وتحديداً فى عام 1862 قد أوفدت لمصر «بعثة الساموراى»، الذين كانوا أكثر الطبقات تعليماً وتثقيفاً لديهم آنذاك، ضمن رحلتهم إلى بلدان أخرى كثيرة للوقوف على أسباب نهضتها وتقدمها، لكى تحذو حذوها وتبلغ مراقيها ولكم كانت دهشة اليابانيين المبعوثين عندما وجدوا فى مصر قطاراً وسكة حديدية فى الوقت الذى لم تكن اليابان قد عرفت القطارات بعد!!
الآن انتقلت الدهشة لتكون من نصيبنا نحن، حيث نقف مشدوهين أمام يابان الحاضر، ناظرين إليها نظرة ملؤها الإعجاب بما تمثله من نهضة فريدة على جميع الأصعدة، فقد غدوا أسطورة تقدمية تبعد آلاف السنوات الضوئية عن يابان الماضى و«عنا كذلك»، إذ تعد اليابان من الناحية الاقتصادية أحد أكثر البلاد تقدماً فى العالم ويحتل الناتج القومى الإجمالى المرتبة الثانية على مستوى العالم، كما تحظى العلامات التجارية اليابانية مثل تويوتا، وسونى، وأفلام فوجى وباناسونيك بشهرة عالمية غير مسبوقة.
أما نظام النقل فى اليابان فهو يعد من الأنظمة الفريدة المتطورة جداً، فشبكات الطرق والسكك الحديدية تغطى تقريباً كل جزء من البلاد، إذ تتحرك القطارات السريعة، المسماة «شينكانسن» أو القطارات «الرصاصة»، بسرعات فائقة السرعة تصل إلى 250 و300 كيلومتر فى الساعة، بينما تحتوى شبكة خطوطها على خمسة مسارات ويعتبر النظام اليابانى الأكثر أماناً للسكك الحديدية فائقة السرعة على مستوى العالم.
نعم، قد تعترينا الحسرة عند النظر للطفرة اليابانية مقارنة ببلادنا فى هذه الآونة، حيث لم ننجح فى تحقيق الطفرة المأمولة التى تؤمّن لنا ما نأمله من الرفاه الاجتماعى والقضاء على ثالوث الجهل والفقر والمرض، ناهيك بالاقتصاد المنهَك والجنيه «معدوم العافية» الذى هو فى حالة تراجع دائم مع مستوى من التضخم لم نشهده من قبل.
ربما لا يوجد لدينا -نحن المصريين- سياج ذو ثمانى بوابات نلوذ به عند اشتداد الأزمات كاليابانيين، لكن الشخصية المصرية بما عُرف عنها من الصلابة والقدرة على التحمل وتحويل لحظات الانكسار إلى انتصار تعطينا الأمل فى أننا نستطيع، نعم نستطيع تحقيق الكثير مما يدهش العالم فقط إذا توافرت الإرادة والعزم على التغيير.