«زارها فلوبير وتأثرت بملابسها النساء في إسنا».. «الوطن» أمام منزل وردة باشا آخر هوانم الصعيد
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
مع دقات الثامنة صباحاً، تخرج نساء إسنا إلى الأزقة مرتديات «الحَبْرة»، الزي التقليدي المصنوع من الحرير وأنوال القطن، والمستوحى في أناقته من زي وردة باشا، آخر هوانم الصعيد، التي يطل منزلها، بفخامته وتصميمه الكلاسيكي، على زقاق صغير بالقرب من وكالة الجداوي ومعبد خنوم جنوب الأقصر.
«الوطن» زارت المنزل القابع في قلب مدينة إسنا بالأقصر، حيث الأسواق والدكاكين القديمة الباقية على حالها منذ مئات السنين فاتحة أبوابها على جانبي الطريق، في مشهد درامي تحكيه رحاب صقر، الباحثة والمرممة الأثرية: «هنا كل حاجة لسة زي ما هي، المنازل ووكالة الجداوي ومنزل وردة باشا، وهى أول وآخر سيدة تحصل على لقب الباشوية في مصر، وهى تركية الأصل نفاها الخديوي عباس إلى مدينة إسنا، ثم تزوجت من أحد أعيان عائلة مجاهد المعروفة في إسنا».
يطل منزل وردة باشا على سوق قديم بنوافذه الخشبية المحتفظة برونقها وألوانها مشتملاً على عدد كبير من الغرف ويتكون من 4 طوابق بحسب علاء محمد أحد أحفاد وردة باشا من عائلة مُجاهد فإنها كانت تعيش في المنزل مع أبنائها وحصلت على لقب باشا بعد أن مات زوجها وورثت مئات الأراضي الزراعية «كنت بسمع من جدي أنها كانت زي الملوك وجه مستدير بيضاء وعيناها شديدة السواد وكانت بتلبس دهب كتير وذاع صيتها بين النساء والرجال في إسنا بالجمال».
يحتوى منزل وردة باشا، بنوافذه الخشبية المحتفظة برونقها وألوانها، على عدد كبير من الغرف، و4 طوابق.
وبحسب علاء محمد، أحد أحفاد وردة باشا من عائلة مجاهد، فإنها كانت تعيش في المنزل مع أبنائها، وحصلت على لقب باشا بعد أن مات زوجها وورثت مئات الأراضي الزراعية: «كنت بسمع من جدي إنها كانت زى الملوك، وجه مستدير أبيض، وعيون شديدة السواد، وكانت بتلبس دهب كتير، وذاع صيتها بين النساء والرجال فى إسنا بالجمال».
يؤكد علاء حفيد وردة باشا لـ«الوطن»، إن وردة هانم كان الجميع رجال ونساء كانوا يحبونها، أما المنزل في الوقت الحالي لا يوجد به أحد ولكن اعتدنا زيارته في المناسبات، وأغلب أحفاد وردة باشا خارج مصر، ويأتون هنا في الإجازات والأعياد والمناسبات لكن في الوقت نفسه نحافظ على نظافته، وشكله ونتعامل معه كأنه أثر لعائلة مجاهد الشهيرة هنا في مدينة إسنا.
توارث زي وردة باشا في إسناالنساء توارثن زي وردة باشا في إسنا، لا تزال سعدية عبدالباري، صاحبة الـ71 عاماً، من مركز إسنا، مُتمسكة بارتداء الحبرة على طريقة وردة باشا، التي ورثتها عن أمها: «فيه ستات بيقولوا عليها البيردة، بنلبسها من زمان في الصعيد، ويوم فرحى أمي جابت لي واحدة مٌلونة، ولما اتجوزت وخلفت ولادي بقيت ألبس الحبرة السودا، علشان الملونة دي لبت البنوت».
وتوضح السبعينية، لـ«الوطن»، أن الحبرة كانت وما زالت تُصنع في إسنا والأقصر باستخدام النول، وهى آلة خشبية يثبت عليها عدد من المسامير وتُربط بها خيوط القطن الصافي والحرير، ولا تقتصر على محافظة الأقصر، بل هناك سيدات من محافظات جنوبية أخرى ما زلن يرتدينها.
يذكر الكاتب اللبنانى فاروق سعد، في كتابه «فتح ملف كوتشوك باشا»، أن الكاتب الفرنسى جوستاف فلوبير زار وردة باشا خلال زيارته إلى بلاد النوبة وجنوب مصر، وترى الرحالة والباحثة أميرة أبوزيد أن السيدات فى إسنا ما زلن يرتدين الحَبْرة على طريقة وردة هانم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التراث الثقافي فی إسنا
إقرأ أيضاً:
باسل رحمي: 11.9 مليار جنيه لدعم وتمويل المشروعات الصغيرة بمحافظات شمال الصعيد
أكد باسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، حرص الجهاز على دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في محافظات الصعيد وذلك بما يتفق مع توجهات الدولة والدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس ادارة جهاز تنمية المشروعات، للعمل على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد الطبيعية والبشرية التي يتمتع بها صعيد مصر لتحسين المستويات الاقتصادية للمواطنين وزيادة مساهمتهم في التنمية الاقتصادية الشاملة.
جاءت تصريحات رحمي بمناسبة احتفال محافظات شمال الصعيد والتي تشمل المنيا والفيوم وبني سويف بأعيادها القومية خلال شهر مارس الجاري. وأشار إلى أن الجهاز يتعاون مع كافة الجهات المعنية بالدولة والمحافظات لتقديم التمويل والدعم الفني والمساعدة للمواطنين خاصة الشباب لتسهيل إجراءات إقامة مشروعات جديدة أو تطوير المشروعات القائمة، مضيفا أن الجهاز حقق إنجازات ملموسة في هذه المحافظات خلال الفترة من يوليو 2014 إلى ديسمبر 2024، حيث ضخ إجمالي تمويلات بلغ 11.9 مليار جنيه تم توجيهها للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ودعم مشروعات البنية الأساسية والتنمية المجتمعية.
وأوضح رحمي ان هذه المشروعات وفرت 826.3 ألف فرصة عمل لأبناء هذه المحافظات بالإضافة إلى الملايين من فرص التشغيل للعمالة غير المنتظمة، مما كان له بالغ الأثر في تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص عمل مستدامة.
وأضاف رحمي أن محافظة المنيا استحوذت على النصيب الأكبر من التمويل من بين محافظات شمال الصعيد .
وأفاد رحمي بأن جهاز تنمية المشروعات نجح على مدار 10 سنوات في تخصيص تمويلات من خلال شركاء التنمية الدوليين، لتنفيذ مشروعات في مجال البنية الأساسية بمحافظات المنيا وبني سويف والفيوم، مما ساهم في توفير 7.9 مليون يومية عمل، مشيرا إلى أنه يتم تحديد تلك المشروعات بناء على احتياجات المواطنين وبالتنسيق مع المحافظات، كما يتم الاعتماد في تنفيذ هذه المشروعات على العمالة الكثيفة بدلا من الآلات والمعدات مما يتيح الآلاف من فرص التشغيل للعمالة غير المنتظمة.
وتابع رحمي أنه فيما يتعلق بالخدمات المقدمة من الشباك الواحد بهذه المحافظات فقد تم إصدار حوالي 21 ألف رخصة للمشروعات الصغيرة وتوفيق أوضاع المشروعات غير الرسمية وضمها للقطاع الرسمي كما تم إصدار ما يزيد على 15 ألف شهادة تصنيف ومزايا للمشروعات للاستفادة من قانون تنمية المشروعات 152/2020 .
وأوضح أن انجازات جهاز تنمية المشروعات بمحافظات شمال الصعيد تعكس التزامه بدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتمكين رواد الاعمال من الشباب والمرأة، مؤكدا على استمرار الجهاز في تقديم الدعم اللازم للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في بمحافظات شمال الصعيد.