حسن الورفلي، شعبان بلال (عواصم)

أخبار ذات صلة 350 ألف مريض بلا دواء ولا طعام في غزة وكالات أممية ودولية تدعو إلى منع وقوع «كارثة أسوأ» في غزة

تتواصل جهود الوساطة العربية والدولية للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة قبل شهر رمضان المبارك وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، وتستضيف العاصمة الفرنسية باريس اليوم الجمعة، اجتماعاً رباعياً يضم مدير وكالة المخابرات الأميركية وليام بيرنز، ومسؤولين مصريين وقطريين، ووفداً إسرائيلياً برئاسة مدير الموساد ديفيد برنياع، لبحث التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى والرهائن بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل يدفع نحو هدنة إنسانية مؤقتة تمتد لأسابيع عدة، بحسب ما أكده مصدر فلسطيني مسؤول لـ«الاتحاد».

 
وأكد المصدر أن الجانب الإسرائيلي سيشارك في الاجتماع للتشاور حول الأمور الفنية المتعلقة بالصفقة بعد تقديم الفصائل الفلسطينية لتنازلات يمكن أن تدفع نحو إنجاح الاتفاق، موضحاً أن العقبات الأساسية حتى اللحظة تتم في المدة المحددة للهدنة الإنسانية وعدد المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل نصف الأسرى الإسرائيليين من المدنيين، حيث خفضت الفصائل من الأعداد التي تطالب بالإفراج عنها، حيث تطالب بالإفراج عن 3 آلاف معتقل فلسطيني في سجون إسرائيل.
وتوقع المصدر أن يكون الاجتماع الرباعي هو الحاسم في صفقة تبادل الأسرى، مؤكداً أن فشل المحادثات يعني تعقد الأمور وشروع إسرائيل في عملية عسكرية ضد مدينة رفح، ما يعني تعثراً في الصفقة لفترة طويلة وتوتراً كبيراً في الإقليم.
وأعلنت الولايات المتحدة، أن هناك مجالاً للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بشأن إطلاق سراح الرهائن مقابل هدنة إنسانية بالقطاع. 
ورداً على سؤال بشأن تصريحات عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، عن «مؤشرات لإمكانية المضي بصفقة جديدة»، قال متحدث الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: «نعتقد أن هناك مجالاً للتوصل إلى اتفاق، سنواصل المشاركة في متابعة هذا الأمر».
وأضاف: «نريد أن يتم التوصل لاتفاق في أقرب وقت ممكن، حتى قبل شهر رمضان».
وفي السياق، أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمس، مبعوث الرئاسة الأميركية بريت ماكغورك أن حكومته ستمنح «تفويضاً أوسع» لوفدها المفاوض بغية التوصل لصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن غالانت قوله لكبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، خلال لقائه في تل أبيب: «سنمنح الوفد المفاوض تفويضاً أوسع من أجل إطلاق سراح الرهائن، وفي الوقت نفسه سنعزز توسيع العملية البرية في غزة».
وقال خبراء ومحللون سياسيون إن وقف إطلاق النار ضرورة لمواجهة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، موضحين أن مواقف الفلسطينيين والإسرائيليين من الهدنة إيجابية، لكن كل طرف يضع بعض الشروط لإنهاء الاتفاق النهائي.
وذكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة فلسطين، الدكتور تيسير أبو جمعة، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الجميع يرغب في هدنة إنسانية تفضي لإنهاء الحرب نتيجة للمعاناة الإنسانية والصحية والغذائية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع، مشدداً على أن الوضع الإنساني يتطلب الوقف الفوري لإطلاق النار.
وتوقع أبو جمعة أن تشهد الأيام المقبلة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وفق الاتفاق المنتظر الذي تعمل عليه الأطراف الوسيطة. وعلى العكس، اعتبر المحلل السياسي الأردني، الدكتور عامر السبايلة، أن مفاوضات التوصل إلى هدنة جديدة قد تكون نقطة إنهاء الحرب لكن الشروط لم تكتمل لفكرة إنهاء الحرب بالنسبة لإسرائيل، موضحاً أن الجانب الإسرائيلي لا يرى مصلحة لإنهاء هذه الحرب بهذه الطريقة.
وأوضح السبايلة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإبقاء على الوضع في غزة يشرعن لإسرائيل فكرة الإبقاء على الجبهات الأخرى مفتوحة، مؤكداً أن فكرة إنهاء الحرب في غزة بالنسبة لإسرائيل لم تعد تكفي بإغلاق الملفات الأخرى، لهذا ستحافظ على مستوى منخفض.
وفي السياق، عبر الدبلوماسي ومدير إدارة إسرائيل سابقاً بوزارة الخارجية المصرية، السفير جمال بيومي لـ«الاتحاد»، عن عدم تفاؤله بشأن قدرة الهدنة على الاستمرار نحو إنهاء الحرب نتيجة عدم وجود إرادة إسرائيلية لذلك، مشيراً إلى أن هناك أقليات سياسية وأطرافاً كثيرة من مصلحتها استمرار هذه الحرب على رأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: غزة فلسطين قطاع غزة إسرائيل حرب غزة الحرب في غزة هدنة غزة إطلاق النار إنهاء الحرب لـ الاتحاد للتوصل إلى فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل توقف دخول المساعدات الإنسانية لغزة وتهدد بعودة الحرب

قررت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عقب ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وتل أبيب، وعرقلة الأخيرة الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.

 

وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان على "إكس": "مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة المختطفين، وفي ضوء رفض حماس قبول مخطط (مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف) ويتكوف لمواصلة المحادثات ـ الذي وافقت عليه إسرائيل ـ قرر رئيس الوزراء أنه ابتداء من صباح اليوم (الأحد) سيتوقف دخول كل البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة".

 

وأضاف المكتب: "لن تسمح إسرائيل بوقف إطلاق النار دون إطلاق سراح مختطفينا، وإذا استمرت حماس في رفضها فسيكون هناك عواقب أخرى"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

 

وفي تعليقها على البيان الإسرائيلي، قالت حماس إن قرار نتنياهو وقف المساعدات الإنسانية يعد "ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق".

 

ودعت الوسطاء والمجتمع الدولي إلى "التحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة".

 

وفي السياق، قالت القناة 14 الخاصة: "في نقاش عقد الليلة الماضية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تم اتخاذ قرار بوقف دخول الشاحنات الإنسانية إلى قطاع غزة، حتى إشعار آخر".

 

وأضافت أن القرار اتُخذ بالتنسيق مع الوسيط الأمريكيين، دون ذكر تفاصيل أكثر.

 

ولم يصدر على الفور من الوسطاء المصري والقطري والأمريكي تعليقات بشأن تلك الأنباء.

 

وتعليقا على قرار وقف المساعدات إلى غزة، رحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير، بالقرار، داعيا إلى ما سماه "فتح أبواب الجحيم" على القطاع الفلسطيني.

 

وقال بن غفير على "إكس": "أرحب بقرار وقف المساعدات الإنسانية إذا تم تنفيذه. لقد تم اتخاذ القرار أخيرا – أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا".

 

وتابع: "ينبغي أن تظل هذه السياسة سارية حتى عودة آخر مختطف. الآن هو الوقت المناسب لفتح أبواب الجحيم، وقطع الكهرباء والمياه، والعودة إلى الحرب".

 

ومضى بن غفير الذي استقال من منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي احتجاجا على التوقيع على صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس: " الأهم من ذلك - عدم الاكتفاء بنصف المختطفين، بل العودة إلى مهلة الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب - (بإطلاق سراح) جميع المختطفين على الفور وإلا فإن الجحيم سيُفتح على غزة".

 

وعند منتصف ليل السبت/الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار رسميا والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

 

وعرقل نتنياهو ذلك، إذ كان يريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.

 

فيما ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.

 

وليلة الأحد، قال مكتب نتنياهو إن "إسرائيل وافقت على الخطوط العريضة لخطة اقترحها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/ نيسان)"، فيما لم يصدر بعد عن ويتكوف أي إعلان رسمي عن هكذا خطة.

 

وبحسب البيان الإسرائيلي، سيتم بموجب الخطة، إطلاق سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين في غزة، الأحياء والأموات، في اليوم الأول من الهدنة المقترحة.

 

وأضاف البيان: "وفي حال التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار يجري الإفراج عن النصف الثاني من المحتجزين في غزة".

 

وتقدر تل أبيب وجود 62 أسيرا إسرائيليا بغزة (أحياء وأموات)، بحسب إعلام عبري، فيما لم تعلن الفصائل الفلسطينية عدد ما لديها من أسرى.

 

وادعى المكتب أن "إسرائيل وافقت على المقترح الأمريكي بهدف استعادة رهائنها، لكن حماس لم تقبل به حتى الآن"، وفق تعبيره.

 

وأضاف أنه في حال عدّلت الحركة موقفها، ووافقت على خطة ويتكوف، فإن إسرائيل ستدخل فورًا في مفاوضات بشأن تفاصيل الخطة.

 

وصباح الأحد، قالت حماس إن بيان مكتب نتنياهو بشأن اعتماده لمقترحات أمريكية لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق يعد "محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق والتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية منه".

 

وأوضحت أن "مزاعم الاحتلال الإرهابي بشأن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار هي ادعاءات مضللة لا أساس لها، ومحاولة فاشلة للتغطية على انتهاكاته اليومية والمنهجية للاتفاق".

 

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

 

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.


مقالات مشابهة

  • تهديدات باستئناف القتال.. إسرائيل تدق طبول الحرب قبل القمة العربية الطارئة
  • “حماس”: إسرائيل لن تحصل على الأسرى إلا بصفقة تبادل
  • إسرائيل توقف دخول المساعدات الإنسانية لغزة وتهدد بعودة الحرب
  • إسرائيل تكشف تفاصيل مقترح تمديد الهدنة وتخطط للتصعيد
  • حماس ترفض مقترح ويتكوف بشأن هدنة رمضان
  • الاحتلال يوافق على هدنة برمضان وعيد الفصح مقابل إطلاق سراح نصف الأسرى
  • حماس ترد على مقترح «ويتكوف» بشأن هدنة رمضان في غزة
  • إسرائيل توافق على هدنة برمضان وعيد الفصح مقابل إطلاق سراح نصف الأسرى
  • عائلة الأسير الإسرائيلي إيتان هورن تطالب بعدم وقف اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس
  • إعلام عبري: نتنياهو يبحث استئناف الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى