روسيا تعلن تحقيق مكاسب جديدة.. وأوكرانيا تقرّ بصعوبة الوضع
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
دينا محمود، وكالات (لندن)
أخبار ذات صلةأعلنت روسيا، أمس، تحقيق مكاسب ميدانية جديدة في مواجهة الجيش الأوكراني، قبل يومين من الذكرى السنوية الثانية لبدء الهجوم الروسي.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، في تقريرها اليومي، بأن قواتها سيطرت على قرية بوبيدا الصغيرة الواقعة قرب بلدة ماريينكا على مسافة خمسة كيلومترات غرب مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا.
وقالت الوزارة الروسية، إن وحدات من المجموعة الجنوبية، على جبهة دونيتسك، سيطرت على قرية بوبيدا، وحسنت مواقعها على طول خط المواجهة.
وأوضحت أن الجيش الروسي حسّن مواقعه في المنطقة نفسها حول قريتي نوفوميخييليفكا وكراسنوغوريفكا الواقعتين قرب بلدة ماريينكا التي سيطرت عليها روسيا في ديسمبر.
ولم يشهد خط الجبهة تغيّرات كبيرة في هذه المنطقة منذ سيطرة الجيش الروسي على ماريينكا. ولم يؤكد الجيش الأوكراني حتى الآن خسارة بوبيدا، واكتفى بالإشارة إلى أنه يخوض معارك «في المنطقة».
وقال قائد القوات الأوكرانية في المنطقة أولكسندر تارنافسكي على تليغرام، إن قوات الدفاع، في منطقة ماريينكا، تواصل صد القوات الروسية في غورغييفكا وبوبيدا ونوفوميخييليفكا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلنا الثلاثاء السيطرة على بلدة كرينكي، على ضفة نهر دنيبرو، حيث تمكن الجيش الأوكراني من إنشاء رأس جسر في ظروف صعبة جداً في أكتوبر، بتقدّم نادر بعد إخفاق الهجوم المضاد الذي شنه في الصيف. ونفى الجيش الأوكراني من جهته الأربعاء فقدان السيطرة على رأس جسر كرينكي. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر تلغرام، أمس، إن «قواتنا البحرية تمسك بقوة برأس الجسر».
في المقابل، أقرّ زيلينسكي، يوم الاثنين الماضي، بأنّ الجيش الأوكراني بات حالياً في وضع «صعب جداً» على خط الجبهة.
ومع دخول الأزمة الأوكرانية عامها الثالث، وتعثر المسارات الدبلوماسية، أكدت دراسة أجراها مركز للأبحاث والدراسات في الولايات المتحدة، أن المفاوضات لا تزال السبيل الأمثل، لطي صفحة هذا الملف الشائك.
وشددت ورقة بحثية أصدرها المركز، الذي يحمل اسم معهد «كوينسي لفن الحكم المسؤول»، أن التسوية السياسية لها لا تزال ممكنة، لا سيما وأن تحقيق هذا الهدف، سيصب في مصلحة مختلف الأطراف المعنية بذلك الملف.
ودعا معدا الدراسة، جورج بيبي مدير قسم الشؤون الاستراتيجية الكبرى بالمركز وأناتول ليفين المسؤول عن شؤون أوروبا وآسيا فيه، إلى وضع إطار متدرج للمفاوضات الرامية لإيجاد حل دبلوماسي للصدام الحالي، وأن تتسم أي مباحثات محتملة بشأنه بالشمولية، بما يجعلها تتطرق إلى الجوانب الأمنية والاقتصادية والإنسانية للأزمة، دون الاقتصار على بعدها السياسي.
ووفقاً للورقة البحثية، يتعين إشراك قوى كبرى أخرى فاعلة في المفاوضات المرتقبة بشأن الأزمة الأوكرانية بجانب الدول الغربية، من أجل أن يفضي هذا المسار الدبلوماسي، للتوصل إلى تسوية مستدامة للصراع، تقلص من مخاطر تجدده، وتعزز الاستقرار في أوروبا والعالم، وذلك بعدما قاد قبل عامين من الآن، إلى اندلاع الأزمة الأكبر في القارة الأوروبية منذ عقود طويلة.
وحذرت الدراسة، من أن الفشل في الاعتراف بحقائق الأزمة في مرحلتها الحالية، ينطوي على ما وصفه معداها ب «مخاطر جسيمة» تهدد مستقبل أوكرانيا، وتحدق كذلك بالمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، بما يوجب على الإدارة الأميركية، السعي لتحقيق السلام، وإعادة طرفيْ المواجهة إلى طاولة التفاوض، حتى وإن كان ذلك يخالف الرأي السائد، في بعض الأوساط السياسية والتحليلية في واشنطن.
واعتبرت الورقة البحثية، التي نُشِرتَ مقتطفات منها على موقع «نيوجيرسي توداي» الإخباري الأميركي، أن استئناف العملية التفاوضية، يشكل «أفضل سبيل ممكن لحماية أمن أوكرانيا وسيادتها»، خاصة أن احتمالات تحقيق حكومة كييف وقواتها، أي مكاسب ميدانية في ساحة المعارك، باتت «ضئيلة» من الوجهة العملية.
وفي مطلع الأسبوع الجاري، أعلن الجيش الأوكراني سحب قواته من بلدة أفدييفكا المدمرة في شرق البلاد، بعد شهور من القتال العنيف مع القوات الروسية، وهو ما قد يمهد الطريق لأكبر تقدم ميداني روسي على الأرض، منذ الاستيلاء على مدينة باخموت، في مايو من العام الماضي.
وأشارت الدراسة، التي تحمل عنوان «المسار الدبلوماسي نحو أوكرانيا آمنة»، إلى إمكانية أن يترافق استمرار تقديم المساعدات العسكرية الأميركية لحكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو ما يدعو له أنصار كييف في مؤسسات صنع القرار في واشنطن، مع ما وُصِفَ ب «هجوم دبلوماسي قوي ونشيط»، يتم في إطاره استثمار النفوذ الذي تتمتع به الولايات المتحدة، فيما يتعلق بحمل طرفيْ الأزمة، على العودة للتفاوض المباشر، بفضل ما لديها من حوافز، تستطيع تقديمها في هذا الشأن.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا روسيا وأوكرانيا الأزمة الأوكرانية الحرب في أوكرانيا الجیش الأوکرانی
إقرأ أيضاً:
السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
قبل معارك منطقة «جبل موية» بولاية سنار جنوب شرقي السودان خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لم تكن «قوات الدعم السريع» قد خسرت معركة كبيرة منذ بداية الحرب في أبريل (نيسان) 2023.
اقرأ ايضاًلكن خسائرها توالت بعد استعادة الجيش تلك المنطقة الاستراتيجية، وتراجعت مناطق سيطرتها تدريجياً في وسط وشرق البلاد، كما أصبح وجودها في العاصمة الخرطوم مهدداً. فهل تعني انتصارات الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وتراجعات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أن حرب «الجنرالَين» على وشك الانتهاء؟
يؤكد الجيش أنه حقق انتصارات كبيرة وألحق هزائم فادحة بـ«قوات الدعم السريع»، متوعداً باستمرار الحرب حتى القضاء عليها تماماً. من جانبها، تنفي «قوات الدعم السريع» تعرضها لهزائم، وتؤكد أنها انسحبت من المناطق التي دخلها الجيش من دون معارك، وذلك بسبب «تكتيكات قتالية جديدة»، مشيرة إلى عدم استطاعة الجيش توثيق الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد التي يتحدث عنها.
ولُحظ أن «قوات الدعم السريع» المنسحبة تتوجه إلى إقليمي دارفور وكردفان حيث الحاضنة الاجتماعية لتلك القوات، فيما يقول متحدثون باسمها إن «المناطق التي انسحبنا منها، انتزعناها من الجيش انتزاعاً في الأشهر الأولى من الحرب. احتفظنا بها لأكثر من عام ونصف العام، ثم تركناها برغبتنا، ونستطيع انتزاعها مرة أخرى متى ما أردنا ذلك». لكن مؤيدي الجيش يرون أن المعركة أوشكت على النهاية، بينما يؤكد مراقبون مستقلون أن «نهاية الحرب لا تزال بعيدة».
استراتيجية جديدة
ويقول المحلل السياسي، الجميل الفاضل، إن تقدم الجيش ليس سوى «جولة من جولات الحرب التي لا تبدو لها نهاية قريبة»، موضحاً أنه «من المتوقع أن تتخذ الحرب طابعاً أكثر عنفاً ودموية، لكن ليس في المناطق التي استردها الجيش، بل في مناطق رخوة في خاصرة الحاضنة الشعبية للجيش».
وأشار الفاضل إلى التصريح الأخير من قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو، الذي طالب فيه قواته بعدم التأثر بفقدان بعض المناطق مؤخراً، وأنه ينبغي عليهم التركيز على مناطق جديدة سيسيطرون عليها. وأضاف الفاضل: «يبدو أن (قوات الدعم السريع) ستتبع استراتيجية جديدة، تتخلى فيها عن تكتيك الانتشار الواسع في البلاد. كما أن هجمات المسيّرات خلال الفترة السابقة تشير إلى مناطق المعارك المرتقبة، فبينما تتراجع في الخرطوم، نشهد تقدمها في مناطق أخرى غرب البلاد بالاشتراك مع (قوات عبد العزيز الحلو)».
وتوقع عدد من المحللين أن تنتقل الحرب من العاصمة إلى أقاليم غرب البلاد، وأن «تتخذ شكلاً أعنف إذا تم تشكيل حكومة موازية في تلك المناطق، وإدخال أسلحة نوعية وإضافة إمكانات حربية جديدة، مما سيغير من خريطة الحرب على الأرض».
معارك العاصمة
ميدانياً، تدور معارك «كسر عظم» في مدن العاصمة المثلثة - الخرطوم وأم درمان وبحري - حيث يحقق الجيش تقدماً لافتاً، ففي منطقة شرق النيل بمدينة بحري، يقترب الجيش وحلفاؤه من جسر «المنشية» الرابط بين شرق النيل ووسط مدينة الخرطوم، بعد أن استعاد معظم منطقة «الحاج يوسف»؛ وهي من أهم معاقل «قوات الدعم السريع» منذ بداية الحرب.
غير أن حدة المواجهات انخفضت في الخرطوم وأم درمان مع بداية شهر رمضان المبارك، فقد تراجعت العمليات في معظم خطوط التماس بين الطرفين المتحاربين، وبقيت مناطق السيطرة كما هي دون تغيرات كبيرة. ويقول شهود إن الجيش ما زال يسيطر على أحياء في جنوب غربي الخرطوم حتى جسر «الحرية» والمنطقة الصناعية، بينما لا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على أحياء أخرى في جنوب الخرطوم؛ بما فيها القصر الرئاسي ومنطقة «جنوب الحزام»، ومقر القيادة الاستراتيجية التابعة للجيش و«مطار الخرطوم»، والجزء الشرقي من مقر القيادة العامة للجيش.
وفي أم درمان، وسع الجيش من مناطق سيطرته لتشمل بعض الأحياء الجنوبية والغربية من المدينة، خصوصاً منطقتَي أم بدة والفتيحاب، لكن المعارك على حدود المنطقتين تحوّلت إلى كر وفر، من دون تقدم لمصلحة أحدهما.
معارك الغرب
اقرأ ايضاًأما في شمال إقليم كردفان بوسط غربي البلاد، فقد حقق الجيش انتصارات باستعادة السيطرة على مدينتَي أم روابة والرهد، وتمكن من الوصول إلى أطراف مدينة الأُبيّض؛ كبرى مدن الإقليم، وفتح الطريق البرية الرابطة بينها وبين وسط البلاد. إلا إن الجيش مُني بهزيمة كبيرة حين حاول التقدم شرقاً باتجاه مدينة بارا، وأعلنت «قوات الدعم السريع» أنها «دحرت القوات المهاجمة وألحقت بها هزائم كبيرة في الأرواح والعتاد»، ولم يصدر تعليق من جانب الجيش.
وتأثرت العمليات العسكرية في ولاية النيل الأزرق بالتحالف الذي نشأ بين «قوات الدعم السريع» وقوات «الحركة الشعبية لتحرير السودان - تيار عبد العزيز الحلو»، فقد استطاعت القوتان معاً السيطرة على عدد من مناطق الولاية المتاخمة لجمهورية جنوب السودان، وأصبحت القوات المشتركة بينهما تهدد حاضرة الولاية؛ مدينة الدمازين.
ووقّعت قوى سياسية وحركات مسلحة، على رأسها «حركة عبد العزيز الحلو»، مع «قوات الدعم السريع» في 22 فبراير (شباط) بالعاصمة الكينية نيروبي، ميثاقاً سياسياً يهدف إلى توحيد العمل السياسي والعسكري ضد الجيش وحلفائه من أنصار النظام السابق، بالإضافة إلى تشكيل حكومة في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع»؛ لمنافسة الحكومة التي يقودها الجيش وتتخذ من مدينة بورتسودان مقراً لها.
Via SyndiGate.info
Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن