حزمة إجراءات وتشريعات لحماية «الأمن المائي» في تونس
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
أحمد مراد (تونس، القاهرة)
أخبار ذات صلةتشهد تونس مساعي حثيثة لحماية «الأمن المائي» عبر حزمة من الإجراءات والتشريعات لمواجهة التراجع الحاد للموارد المائية الناجم عن التغيرات المناخية وموجة الجفاف التي ضربتها في السنوات الأخيرة.
ومن المقرر أن يصادق البرلمان التونسي خلال الأيام المقبلة على حزمة من القرارات والتشريعات تنظم استغلال الموارد المائية في البلاد، من بينها تثمين الموارد الجوفية وإعطاء الأولوية في استغلالها لمياه الشرب، ومنع تصدير الفواكه المستهلكة للمياه، والتشجيع على نمط بناء يراعي وجود شبكة لتحصيل المياه المتجددة في الأسطح، وتشجيع المزارعين والمستهلكين في المنازل على توظيف التقنيات الحديثة للاقتصاد في المياه.
وأوضح الناشط التونسي، صهيب المزريقي، أن تونس تشهد أزمة مائية كبيرة ناتجة عن تراجع كمية الأمطار، وشبه الفراغ الذي تعاني منه الأودية والسدود والآبار، ما جعل السلطات تتخذ تدابير صارمة للحد من نسبة إهدار المياه وترشيد الاستهلاك، إضافة للعديد من الإجراءات الأخرى.
وكانت تونس قد خصصت اعتمادات كبيرة في موازنة 2024 للاستثمار في قطاع المياه، وإنجاز محطات تحلية لمياه البحر في صفاقس وقابس، وبناء عدد من السدود الجديدة للاستفادة من مياه الأمطار، وتطوير تقنيات معالجة المياه المستعملة، وتنفيذ برنامج تحويل فائض المياه من شمال البلاد إلى مدن الوسط.
وذكر المزريقي في تصريح لـ«الاتحاد» أن الوضع المائي في تونس يستوجب إعلان حالة «طوارئ مائية»، ورسم استراتيجية مائية طويلة الأجل، مع تشديد إجراءات ترشيد الاستهلاك، وتقليل كمية المياه المهدرة، وهو ما تجسد في التصور الذي تقدمت به مؤخراً «عمادة المهندسين» بهدف التقشف في استعمال المياه.
وتشير بعض التقديرات إلى أن السدود تفقد حوالي 20% من قدرتها التخزينية بسبب الترسبات وضعف الصيانة، فقد بلغ حجم المياه المهدرة من سد «سيدي البراق» منذ إنشائه عام 2002 إلى عام 2016، نحو 3.5 مليار متر مكعب، وهو يُعد أحد أهم السدود التونسية.
ومن جانبه، أوضح الكاتب والمحلل التونسي، بسام حمدي، أن التغيرات المناخية وانخفاض معدل هطول الأمطار خلال السنوات الأخيرة تسببت في تقلص الموارد المائية بشكل ملموس.
وأمام حالة الجفاف التي تعاني منها البلاد أقرت الحكومة جملة من الإجراءات تخص التصرف في المياه الصالحة للشرب، من بينها توزيع المياه حسب التداول في الكثير من النقاط، وتقليص ساعات الاستهلاك خاصة في الصيف، ومنع المزارعين والعاملين في قطاعات الصناعة من استخدام المياه الصالحة للشرب في الأنشطة الزراعية والصناعية.
وقلل حمدي في تصريح لـ«الاتحاد» من جدوى هذه الإجراءات، واعتبرها «وقتية وترقيعية» وغير كافية، ولن تكون مجدية أو نافعة إذا ما تواصلت موجة الجفاف واستمر انخفاض معدل هطول الأمطار، ويرى أن تونس تأخرت كثيراً في اتخاذ إجراءات جدية ومهمة تحمي أمنها المائي، مثل تطهير السدود التي امتلأت بكمية كبيرة من الطين والرواسب، ما جعلها غير قادرة على استيعاب كميات كبيرة من مياه الأمطار.
وقال إن تونس خلال «عشرية الإخوان السوداء»، عانت من انتشار الفساد في مؤسسات الدولة، والتي جسدت الحالة المؤسفة التي ظهرت عليها السدود المائية، بجانب عدم الاهتمام بمشروعات تحلية مياه البحر، وهو الحل الأنسب والأهم، لا سيما بالنسبة لبعض القطاعات الصناعية والقطاعات التي تحتاج إلى المياه بصفة يومية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمن المائي تونس التغيرات المناخية المناخ التغير المناخي أزمة المناخ البرلمان التونسي
إقرأ أيضاً:
سلطة المياه تتحدث عن أضرار كبيرة لحقت بالقطاع نتيجة عدوان الاحتلال
قالت سلطة المياه الفلسطينية، إن استمرار إسرائيل في التدمير الممنهج في قطاع غزة والضفة الغربية، أدى لإلحاق خسائر فادحة بقطاع المياه والصرف الصحي، ما يتطلب العمل وفق خطط سريعة، تشمل توفير تدخلات عاجلة وتعاون الجهات والمؤسسات الشريكة.
جاء ذلك خلال لقاء عقده رئيس سلطة المياه زياد الميمي بمدينة رام الله ، اليوم الأربعاء، مع القنصل الفرنسي العام نيكولا كاسيانيديس، ومديرة الوكالة الفرنسية للتنمية فيرونيك سوفا، ومدير المشاريع في الوكالة الفرنسية انطوان بوج، ومدير المشاريع رامي صيام، بحضور المختصين مدير وحدة تنسيق المساعدات سلطة المياه نجود عبده، والمستشار الفني معاذ أبو سعدة، ومدير وحدة المشاريع زياد ضراغمة.
ووضع الميمي، كاسيانيديس، بصورة التطورات الراهنة على الأرض، وأثرها على سير تنفيذ المشاريع التطويرية.
وناقش الطرفان تطورات العمل في البرامج والمشاريع الممولة من الحكومة الفرنسية في قطاع المياه والصرف الصحي في فلسطين، والخطوات المدرجة خلال مراحل تنفيذها، متضمنة التحديات إن كانت على المستوى المالي أو الفني، والخطوات المطلوب إنجازها من الطرفين للمضي قدما في تنفيذ هذه المشاريع.
وأشار الميمي الى أنه وفي ظل التحديات الحالية، فقد شهدت بعض المشاريع مجموعة من العراقيل التي يتم العمل على متابعتها وحلها، من قبل طواقم سلطة المياه، بالتعاون مع الجهات الشريكة.
وسلط اللقاء الضوء على خطوات سلطة المياه في حل الإشكاليات المتعلقة بمشروع محطة معالجة الخليل، والتخلص من مشكلة الربو وإعادة استخدام المياه.
وأكد الطرفان ضرورة تشغيل المحطة خلال هذا العام، من أجل وقف الاقتطاع الجائر للأموال الفلسطينية التي وصلت الى أرقام قياسية تتطلب من الجميع التكاتف من اجل نجاح هذا المشروع.
من جانبه ثمن كاسيانيداس ما تطرق إليه الوزير الميمي من خطوات عملية للمراحل المتقدمة في المشاريع، وما تضمنته من ضرورة توفير دعم مالي إضافي لبعض المراحل من أجل التمكن من الانتهاء من المشاريع الاستراتيجية.
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار الضفة الغربية المحلية طولكرم: عائلات عالقة في مخيم نور شمس توجه نداءات استغاثة محافظ جنين: الاحتلال يخطط للبقاء فترة طويلة في المخيم قوات الاحتلال تعتقل 50 فلسطينيا في الضفة منذ مساء الثلاثاء الأكثر قراءة لجنة الطوارئ المركزية في رفح: إسرائيل قتلت 20 فلسطينيا منذ وقف إطلاق النار رام الله - تفاصيل اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح إسبانيا: خطة ترامب بشأن غزة غير أخلاقية الرئيس عباس يرحب بتصريحات الإمارات الرافضة لتهجير شعبنا عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025