أحمد مراد (تونس، القاهرة)

أخبار ذات صلة أفغانستان.. دعوات لتغيير النهج الدولي لاحتواء أزمة المناخ وزراء خارجية «العشرين» يناقشون التوترات العالمية والمناخ

تشهد تونس مساعي حثيثة لحماية «الأمن المائي» عبر حزمة من الإجراءات والتشريعات لمواجهة التراجع الحاد للموارد المائية الناجم عن التغيرات المناخية وموجة الجفاف التي ضربتها في السنوات الأخيرة.


ومن المقرر أن يصادق البرلمان التونسي خلال الأيام المقبلة على حزمة من القرارات والتشريعات تنظم استغلال الموارد المائية في البلاد، من بينها تثمين الموارد الجوفية وإعطاء الأولوية في استغلالها لمياه الشرب، ومنع تصدير الفواكه المستهلكة للمياه، والتشجيع على نمط بناء يراعي وجود شبكة لتحصيل المياه المتجددة في الأسطح، وتشجيع المزارعين والمستهلكين في المنازل على توظيف التقنيات الحديثة للاقتصاد في المياه.
وأوضح الناشط التونسي، صهيب المزريقي، أن تونس تشهد أزمة مائية كبيرة ناتجة عن تراجع كمية الأمطار، وشبه الفراغ الذي تعاني منه الأودية والسدود والآبار، ما جعل السلطات تتخذ تدابير صارمة للحد من نسبة إهدار المياه وترشيد الاستهلاك، إضافة للعديد من الإجراءات الأخرى.
وكانت تونس قد خصصت اعتمادات كبيرة في موازنة 2024 للاستثمار في قطاع المياه، وإنجاز محطات تحلية لمياه البحر في صفاقس وقابس، وبناء عدد من السدود الجديدة للاستفادة من مياه الأمطار، وتطوير تقنيات معالجة المياه المستعملة، وتنفيذ برنامج تحويل فائض المياه من شمال البلاد إلى مدن الوسط.
وذكر المزريقي في تصريح لـ«الاتحاد» أن الوضع المائي في تونس يستوجب إعلان حالة «طوارئ مائية»، ورسم استراتيجية مائية طويلة الأجل، مع تشديد إجراءات ترشيد الاستهلاك، وتقليل كمية المياه المهدرة، وهو ما تجسد في التصور الذي تقدمت به مؤخراً «عمادة المهندسين» بهدف التقشف في استعمال المياه.
وتشير بعض التقديرات إلى أن السدود تفقد حوالي 20% من قدرتها التخزينية بسبب الترسبات وضعف الصيانة، فقد بلغ حجم المياه المهدرة من سد «سيدي البراق» منذ إنشائه عام 2002 إلى عام 2016، نحو 3.5 مليار متر مكعب، وهو يُعد أحد أهم السدود التونسية.
ومن جانبه، أوضح الكاتب والمحلل التونسي، بسام حمدي، أن التغيرات المناخية وانخفاض معدل هطول الأمطار خلال السنوات الأخيرة تسببت في تقلص الموارد المائية بشكل ملموس.
وأمام حالة الجفاف التي تعاني منها البلاد أقرت الحكومة جملة من الإجراءات تخص التصرف في المياه الصالحة للشرب، من بينها توزيع المياه حسب التداول في الكثير من النقاط، وتقليص ساعات الاستهلاك خاصة في الصيف، ومنع المزارعين والعاملين في قطاعات الصناعة من استخدام المياه الصالحة للشرب في الأنشطة الزراعية والصناعية.
وقلل حمدي في تصريح لـ«الاتحاد» من جدوى هذه الإجراءات، واعتبرها «وقتية وترقيعية» وغير كافية، ولن تكون مجدية أو نافعة إذا ما تواصلت موجة الجفاف واستمر انخفاض معدل هطول الأمطار، ويرى أن تونس تأخرت كثيراً في اتخاذ إجراءات جدية ومهمة تحمي أمنها المائي، مثل تطهير السدود التي امتلأت بكمية كبيرة من الطين والرواسب، ما جعلها غير قادرة على استيعاب كميات كبيرة من مياه الأمطار.
وقال إن تونس خلال «عشرية الإخوان السوداء»، عانت من انتشار الفساد في مؤسسات الدولة، والتي جسدت الحالة المؤسفة التي ظهرت عليها السدود المائية، بجانب عدم الاهتمام بمشروعات تحلية مياه البحر، وهو الحل الأنسب والأهم، لا سيما بالنسبة لبعض القطاعات الصناعية والقطاعات التي تحتاج إلى المياه بصفة يومية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأمن المائي تونس التغيرات المناخية المناخ التغير المناخي أزمة المناخ البرلمان التونسي

إقرأ أيضاً:

ميناء طنجة المتوسط يحجز كميات كبيرة من المفرقعات والشهب النارية

زنقة 20 ا الرباط

أحبطت مصالح الأمن الوطني والجمارك بميناء طنجة المتوسط، في عملية أمنية مشتركة، اليوم الخميس، محاولة لتهريب شحنة ضخمة من المفرقعات والشهب النارية المحظورة، بلغ عددها 11 ألفاً و165 وحدة، كانت مخبأة بعناية داخل سيارة نفعية قادمة من أحد الموانئ الأوروبية.

ونفدت  العملية في إطار المراقبة الروتينية لحركة المسافرين والبضائع، حيث مكنت إجراءات التفتيش الدقيقة من ضبط الشحنة داخل تجاويف معدّة خصيصا للإخفاء، على متن سيارة ولجت التراب الوطني عبر رحلة بحرية.

وقد تم توقيف سائق السيارة، وهو مواطن مغربي، حيث تم إخضاعه لتدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، من أجل الكشف عن جميع الامتدادات المحتملة لهذا النشاط التهريبي، وتحديد الأطراف المتورطة فيه.

وتندرج هذه العملية في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها مصالح الأمن الوطني والجمارك لمكافحة تهريب المواد الخطيرة التي قد تستعمل في أعمال مخلة بالأمن أو النظام العام، خصوصاً مع اقتراب فترات تشهد فيها الأسواق إقبالا على هذه المواد.

مقالات مشابهة

  • اليابان تعد حزمة إجراءات طارئة للحد من تأثير تعريفات ترامب الجمركية
  • قوات الأمن التونسية تستأنف حملة تفكيك خيام المهاجرين في صفاقس
  • الخارجية: إجراءات لتمكين البعثات الدبلوماسية من استلام مقارها بالخرطوم
  • ميناء طنجة المتوسط يحجز كميات كبيرة من المفرقعات والشهب النارية
  • الأردن تحظر جماعة الإخوان المسلمين وتحظر مقارها
  • المغرب يتخذ إجراءات مشددة لحماية الثروة البحرية ضد الصيد الجائر
  • توليد الكهرباء من الأمطار بكفاءة أعلى من السدود
  • "التعليم": الأمن السيبراني خط الدفاع الأول لحماية منظومتنا التعليمية
  • نزار بركة: المغرب ينهج سياسة استباقية لضمان الأمن المائي ومواجهة التحديات المناخية
  • ضبط كمية كبيرة من المخدرات بحوزة 3 أشخاص قدرت بـ34 مليون جنيه