وصلت الأزمة المستمرة في السودان إلى منعطف حرج، ووفقا لإفتتاحية صحيفة الجارديان، لا يزال المجتمع الدولي يتجاهلها إلى حد كبير. وعلى الرغم من الخسائر البشرية المذهلة والفظائع واسعة النطاق، بما في ذلك المذابح والعنف الجنسي، فإن الصراع مستمر في التصاعد دون رادع.

مع نزوح الملايين وتجويعهم، يواجه السودان واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في عصرنا.

وقد نزح ما يقرب من 8 ملايين شخص، ويعاني 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويعاني 3.8 مليون طفل من سوء التغذية. وفي مخيم زمزم بدارفور وحده يموت طفل كل ساعتين.

تفاقم الوضع بسبب انقطاع الاتصالات، مما زاد من حجب محنة المدنيين السودانيين. وحذر جان إيجلاند من المجلس النرويجي للاجئين من "التطهير العرقي" في دارفور، حيث أجبر ما يقرب من 700 ألف شخص على الفرار. ومع ذلك فإن الاهتمام العالمي يظل مركزاً في أماكن أخرى، حيث تهيمن الأزمات في الشرق الأوسط وأوكرانيا على عناوين الأخبار الرئيسية.

لقد تأجج الصراع في السودان بسبب الصراعات الداخلية على السلطة والتدخل الخارجي. وانقلب اللواءان عبد الفتاح البرهان والفريق محمد حمدان دقلو على بعضهما البعض في أبريل الماضي، مما أدى إلى انزلاق البلاد في حرب أهلية. وقد دعم العديد من اللاعبين، فصائل مختلفة، مما أدى إلى إطالة أمد الصراع وتفاقم الأزمة الإنسانية.

وعلى الرغم من جهود الوساطة التي تبذلها الهيئات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، فإن التقدم نحو السلام لا يزال بعيد المنال. وتعاني خطة الاستجابة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من نقص شديد في التمويل، إذ تبلغ عجزها 2.6 مليار دولار. ويلزم اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع وتخفيف معاناة الشعب السوداني.

ومن أجل السودان والمنطقة ككل، يجب على المجتمع الدولي إعطاء الأولوية للأزمة في السودان والالتزام بإيجاد حل سلمي. ويجب على الولايات المتحدة وغيرها من الجهات الفاعلة المؤثرة الضغط على الجهات الخارجية لسحب دعمها ودعم الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب.

 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

مصر تدفع بمزيد من المساعدات الإنسانية إلى السودان

وصلت إلى ميناء بورتسودان، الأحد، سفينة الإمداد «أبو سمبل 2» التابعة للقوات البحرية المصرية، محملة بأكثر من 200 طن من المساعدات الإغاثية، من مواد غذائية، وإعاشية، ومستلزمات طبية وأدوية، مقدمة من القوات المسلحة المصرية، ووزارتي التضامن الاجتماعي و«الصحة»، وجمعية «الهلال الأحمر المصري».

ووفق إفادة للمتحدث العسكري المصري، الأحد، فقد تم «تقديم المساعدات إلى المناطق الأكثر احتياجاً بالسودان، الذي تعاني الولاية الشمالية فيه من أضرار السيول، وذلك يأتي انطلاقاً من الدور المصري الفاعل تجاه الأشقاء، وتقديم الدعم والتضامن لهم في مختلف المحن والأزمات، وتنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم كافة سبل الدعم للأشقاء السودانيين».

وتستضيف مصر أكثر من نصف مليون سوداني فرّوا من الحرب، فضلاً عن ملايين السودانيين الذين يعيشون في مصر منذ سنوات، حسب الخارجية المصرية.

وقال وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، في يوليو (تموز) الماضي، إن «الحكومة المصرية قدمت مساعدات إنسانية عاجلة للأشقاء في السودان، وهذا ليس منحة وإنما واجب».

وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، في يوليو الماضي، بأن مصر «وجّهت قوافل برية، وأقامت جسوراً جوية وبحرية لنقل آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب السوداني الذي يعاني من ويلات الاقتتال الداخلي منذ العام الماضي».

وذكرت القناة أن «التحرك المصري لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للسودانيين بدأ منذ اليوم الأول من الأزمة».

وأعلنت الحكومة المصرية، قبل أيام، إرسال قوافل طبية إلى السودان؛ للتخفيف من حدة الوضع الإنساني والصحي، الذي يواجه السودانيين، خلال فترة الحرب. وبحث وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، مع المرشح لمركز القنصل العام لمصر في مدينة بورتسودان، أحمد يوسف، أخيراً، إجراءات احتواء الوضع الصحي في السودان.

وتحدث الوزير المصري حينها عن «تنظيم قوافل طبية وتوجيهها لإقليم شمال السودان، للعمل في بعض المستشفيات السودانية». وأشار إلى أن القوافل الطبية المصرية تشمل «عيادات متنقلة، وأدوية، ومستلزمات طبية».

القاهرة: «الشرق الأوسط»  

مقالات مشابهة

  • السودان في حرب فارغة من المعنى.. بايدن يخاطب طرفي الصراع ويوجه دعوة
  • ترامب يحذر من كارثة كبيرة تنتظر العالم.. ماذا يقصد؟
  • الأمم المتحدة تدعو أطراف الصراع في السودان إلى الامتناع عن استهداف المدنيين
  • تقرير: الصراع بين الولايات المتحدة والصين يضرّ العالم
  • قرقاش: الإمارات أكبر مانح مساعدات إنسانية للفلسطينيين في غزة
  • الجزيرة ترصد أضرار فيضان نهر بركة شرق السودان
  • قرقاش: الإمارات أكبر مانح مساعدات إنسانية للفلسطينين في غزة
  • المنسقة الأممية الشؤون الإنسانية بالسودان: العنف في الفاشر يجب أن يتوقف فوراً
  • مصر تدفع بمزيد من المساعدات الإنسانية إلى السودان
  • «وباء جديد أم حرب عالمية».. بيل جيتس يحذر من كارثة تجتاح العالم