سخرت الولايات المتحدة من هدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وهي سيارة روسية فاخرة، واتهمت موسكو بانتهاك قرارات الأمم المتحدة.

والثلاثاء قالت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، إن بوتين أهدى كيم سيارة "أوروس" فاخرة مصنوعة في روسيا لاستخدامه الشخصي.

وفي وقت لاحق، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الخبر، قائلا إن الهدية "سيارة فاخرة من حجم (سيدان)، من النوع الذي يستخدمه بوتين".

وقال بيسكوف: "عندما كان زعيم كوريا الشمالية في قاعدة فوستوشني الفضائية في روسيا، نظر إلى هذه السيارة وأطلعه عليها بوتين شخصيا، ومثل كثير من الناس أحب كيم هذه السيارة. لذلك اتخذ هذا القرار".

وأضاف: "كوريا الشمالية جارة قريبة لنا، ونحن نعتزم، وسنواصل، تطوير علاقاتنا مع جميع الجيران، بما في ذلك كوريا الشمالية".

و"أوروس" شركة روسية لصناعة السيارات الفاخرة تأسست عام 2018، وتقول إنها باعت 115 سيارة عام 2023.

وردا على سؤال حول الهدية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحفيين في واشنطن: "في الواقع، بصراحة، لم أكن أعلم أن هناك شيئا اسمه سيارة روسية فاخرة".

وتابع مازحا: "آمل أن يحصل كيم على ضمان ممتد للسيارة. لست متأكدا إذا كنت سأشتري سيارة فاخرة فإن روسيا ستكون المكان الذي سأبحث فيه".

وقالت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، إن "الهدية دليل واضح على العلاقات الشخصية الخاصة بين كبار القادة"، بحسب وسائل الإعلام الرسمية في بيونغيانغ.

وتواصل التقارب بين روسيا وكوريا الشمالية منذ هجوم الأولى على أوكرانيا، حيث التقى كيم وبوتين في أقصى شرق روسيا في سبتمبر الماضي.

ويقول المسؤولون الأميركيون والكوريون الجنوبيون، إن روسيا "أصبحت يائسة للغاية من أجل تجديد ترسانتها، حتى إنها تحولت إلى الاستيراد من كوريا الشمالية وإيران".

وفي تكرار لبيان سابق من كوريا الجنوبية، قالت الولايات المتحدة إن الهدية ستتعارض مع الحظر الذي فرضه مجلس الأمن الدولي على إرسال سلع فاخرة إلى كوريا الشمالية.

وقال ميلر: "إذا كان هذا صحيحا، فيبدو أن روسيا تنتهك مرة أخرى قرارات مجلس الأمن التي أيدتها هي نفسها".

والسيارة الأكثر شهرة في روسيا هي "لادا"، التي أصبحت موضع سخرية في الغرب خلال الحرب الباردة بسبب تصميمها الخالي من الجماليات، وسعرها الرخيص الذي يجذب الزبائن منخفضي الدخل.

وحظيت سيارات "لادا" بعملية تجديد بمساعدة شركة "رينو" الفرنسية، التي تخلت بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا عن حصتها البالغة 68 بالمئة في شركة "لادا أفتوفاز" الروسية، وسلمت الأصول إلى موسكو.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات كوريا الشمالية روسيا ماثيو ميلر إيران لادا الولايات المتحدة أوروس فلاديمير بوتين كيم جونغ أون كوريا الشمالية روسيا ماثيو ميلر إيران لادا أخبار روسيا کوریا الشمالیة

إقرأ أيضاً:

ما الذي تستفيده إيران من معاهدة الشراكة مع روسيا؟

طهران- بعد أن استبق الرئيسان الإيراني مسعود بزشكيان والروسي فلاديمير بوتين، تنصيب نظيرهما الأميركي دونالد ترامب بـ3 أيام فقط، لتوقيع معاهدة الشراكة الشاملة بين بلديهما، دخل هذا الاتفاق الإستراتيجي، الثلاثاء الماضي، حيز التنفيذ في موسكو إثر مصادقة مجلس الدوما عليه.

وطالب رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، أمس الأربعاء، الحكومة بتسريع إرسال مشروع قانون المعاهدة لمراجعته.

يأتي ذلك بالتزامن مع اتفاق طهران وواشنطن علی خوضهما مفاضات في العاصمة العمانية مسقط، السبت المقبل، بشأن برنامج إيران النووي، مما أثار تساؤلات عن طبيعة الاتفاق الإستراتيجي بين إيران وروسيا، وما يقدمه للجمهورية الإسلامية التي تتعرض باستمرار لتهديدات عسكرية من الولايات المتحدة وإسرائيل بضرب منشآتها النووية.

هواجس سياسية

وتتألف اتفاقية الشراكة الشاملة من مقدمة و47 مادة، تغطي مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية والثقافية، والتعاون في مجالات البيئة والزراعة والطاقة والنقل ومكافحة الإرهاب وغيرها من القضايا، لتشكل أساسا للعلاقات الثنائية بين البلدين خلال العقدين المقبلين.

ويربط أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الشهيد بهشتي، علي بيكدلي، بين توقيت توقيع الجانبين الإيراني والروسي على المعاهدة ودخولها حيز التنفيذ، وعودة ترامب إلى البيت الأبيض، موضحا أن طهران وموسكو كانتا وما زالتا تتعرضان لتهديدات وتحديات من قبل الولايات المتحدة رغم نداءاتها للتوصل إلى اتفاق مع كل منهما.

إعلان

وفي حديثه للجزيرة نت، يضيف بيكدلي أن المعاهدة تنص بالفعل على تشاور الجانبين الإيراني والروسي بشأن القضايا الدولية، لا سيما تنسيق المواقف في منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، فضلا عن تعاونهما المشترك في السياسة الخارجية بما في ذلك مواجهة التهديدات الغربية وعلى رأسها الضغوط على طهران بشأن ملفها النووي.

وتابع أن روسيا سبق أن أبرمت معاهدات مشابهة مع عدد من الدول الأعضاء في منظمتي شنغهاي للتعاون وبريكس ودول آسيا الوسطى، مستدركا أن ما ينقص هذه المعاهدة هو عدم بلوغها مرحلة التحالف الإستراتيجي بين طهران وموسكو، على غرار المعاهدة التي وقعتها روسيا العام الماضي مع كوريا الشمالية.

ووفقا له، يؤكد طرفا هذه المعاهدة عدم الدفاع عن الآخر في حال تعرضه لعدوان أجنبي، بل يكتفيان بعدم مساعدة المعتدي إذا تعرضت موسكو أو طهران لهجوم معادٍ، معتبرا أن الصداقة بين موسكو وتل أبيب تحدٍ كبير أمام مصالح بلاده السياسية والأمنية وما تعوّل عليه جراء هذه الاتفاقية.

تعاون أمني

وكان السفير الإيراني لدى روسيا كاظم جلالي قد اعتبر أن التوقيع على اتفاقية الشراكة الشاملة بين طهران وموسكو "حدث تاريخي" لتأطير العلاقات الثنائية بين البلدين على مدى العقدين المقبلين، مؤكدا -في تصريحات صحفية أدلى بها لوسائل الإعلام الناطقة بالفارسية- أن الوثيقة تهدف إلى مواجهة العقوبات الأميركية.

من جانبه، يعتقد الباحث في الشؤون العسكرية، مهدي بختياري، أن المعاهدة تأخذ على سواء مصالح الجانبين وقوانينهما بعين الاعتبار، موضحا أن الدستور الإيراني يعارض الانخراط في الصراعات العسكرية لمصلحة الدول الأخرى.

وفي حديث للجزيرة نت، يوضح بختياري أن طهران وموسكو تحتاجان إلی قدرات الطرف الآخر في العديد من القطاعات، منها العسكرية والأمنية والتسليحات والتكنولوجيا، مضيفا أن المعاهدة تؤطر تعاون الجانبين في هذه المجالات بما فيها التعاون الاستخباري ومحاربة الإرهاب وإجراء مناورات بحرية مشتركة بحضور الحليف الصيني.

إعلان

ورأى أن المعاهدة توفر فرصة للجانبين الإيراني والروسي للاستفادة من قدرات الطرف الآخر لتصنيع قطع الغيار والأجهزة والتسليحات ومنها المسيّرات والمضادات الجوية ومنظومات الرادار، مؤكدا أن البنود المتعلقة بالتعاون العسكري تنص على ضرورة عدم تأثرهما بالضغوط الخارجية.

واستدرك بختياري أن بلاده تضررت جراء تأخير الجانب الروسي تسليمها منظومة "إس-300" بفعل الضغوط الخارجية خلال السنوات الماضية، موضحا أن الطرفين اتفقا على عدم تأثر بنود المعاهدة بضغوط الأطراف الأخرى.

تعاون اقتصادي

أما الباحث الاقتصادي، سهراب رستمي كيا، فيرى في العقوبات الأميركية على إيران وروسيا هاجسا مشتركا لتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما من أجل الالتفاف على الضغوط الاقتصادية والمالية، موضحا أن الحظر الغربي عرقل بالفعل مبادلات كل من طهران وموسكو مع زبائنهما، وأن معاهدة الشراكة تأتي لتأطير هذا التعاون بمواجهة الحرب الاقتصادية الغربية علی البلدين.

وفي تصريحه للجزيرة نت، يشير رستمي كيا إلى الخطوات التي اتخذتها إيران وروسيا خلال الأعوام الثلاثة الماضية لإبطال مفعول العقوبات الأميركية الخانقة على المبادلات المالية، منها حرمانهما من استخدام نظام الدفع العالمي "سويفت"، مضيفا أن البنود الاقتصادية الواردة في المعاهدة تؤطر المبادلات المالية عبر البديل الروسي المعروف بنظام الرسائل المالية "إس بي إف إس"، والدفع بالعملات الوطنية، إلى جانب ربط أنظمة الاتصال لبنوكهما.

وبرأيه، فإن الاتفاق الإستراتيجي سيعود بالنفع على بلاده عبر استيرادها الغاز الروسي وتعزيز الصادرات إلى موسكو واستقطاب استثمارات منها، لتكميل ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب والذي يربط مياه بحر قزوين بميناء تشابهار جنوب شرقي إيران، بما يعزز التجارة بين الصين والهند وإيران وروسيا.

وتابع الباحث الاقتصادي أن معاهدة الشراكة تشجع على تعزيز التعاون لسد عجز طهران من الطاقة والاستثمار الروسي في تطور حقول النفط والغاز وإكمال مشاريع الطاقة النووية، مؤكدا أن الميزان التجاري بين البلدين يميل لصالح موسكو وتأمل طهران في تعزيز صادراتها إلى الجارة الشمالية بما يتناسب والمعاهدة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • ما الذي تستفيده إيران من معاهدة الشراكة مع روسيا؟
  • أحمر الناشئين يتحدى كوريا الشمالية من أجل بطاقة المونديال
  • كوريا الشمالية: نزع سلاحنا النووي «أحلام يقظة»
  • شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تسخر من واشنطن: لن نتخلى عن النووي!
  • ‎شقيقة زعيم كوريا الشمالية: نزع السلاح النووي يشكل أكثر الأعمال عدائية
  • شقيقة زعيم كوريا الشمالية: نزع سلاحنا النووي حلم يقظة
  • شقيقة كيم جونغ أون تسخر من دعوات واشنطن وحلفائها لنزع سلاح بيونغيانغ النووي: "أحلام يقظة"
  • طلقات تحذيرية من كوريا الجنوبية عند الحدود مع جارتها الشمالية
  • كوريا الجنوبية تطلق النيران علي جنود من جارتها الشمالية.. تفاصيل
  • وسائل إعلام: بوتين شكر لوكاشينكو على ضبط المتفجرات المتجهة إلى روسيا