وصلت ثقافة "البار" للسعودية، إذ باتت مشروبات تباع في محلات شبيهة وتقدم بطريقة تقديم المشروبات الكحولية غير أنها بدون كحول، ما دفع البعض إلى التساءل إن كانت خطوة أولى قبل السماح بالخمور في المملكة، وفق ما ينقل تقرير من مجلة "الإيكونوميست".
وينقل التقرير كيف يقدم مشروب مشابه للكوكتيل الإيطالي الشهير "نيكروني" بنفس المذاق، وبنفس السعر، 15 دولارا، أي 58 ريالا سعوديا، لكن عوض الكحول به نكهة الأعشاب، وليس للكوكتيل نفس تأثير المشروب الإيطالي على الجسم.
وعلى غرار الكثير من دول العالم، باتت المشروبات غير الكحولية تشكل في السعودية نوعا من التغيير الاجتماعي، حيث تمنع الكحول والموسيقى واختلاط الجنسين.
والآن يمكن تجربة البار في السعودية، والجلوس في موعد غرامي وطلب مشروبات غير كحولية، وفق التقرير.
وكان الملك الراحل عبد العزيز آل سعود منع الكحول في المملكة في 1952 بعد أن قتل أحد أبنائه تحت تأثير الكحول نائب القنصل البريطاني. ولايزال بإمكان السفارات إدخاله إلى السعودية، كما يقوم بعض الدبلوماسيين ببيعه في السوق السوداء، فيما يبقى السفر خارج البلاد حلا أمام الراغبين من سكان البلاد في تناول المشروبات الكحولية، وفق التقرير.
ولم يعد المنع شاملا، إذ فتح أول متجر لبيع الخمور لغير المسلميين من الدبلوماسيين في يناير الماضي مع وضع حد للكمية التي يمكن شراؤها، ويقول المسؤولون إن هدف الخطوة مكافحة السوق السوداء، وهو ما يبدو أنه أعطى أكله، إذ اشتكى بعض المهربين من نفاد المخزون فيما رفع بعضهم ثمن زجاجة ويسكي إلى 2000 ريال سعودي، وفق التقرير.
ويعتقد البعض في المملكة أن ذلك قد يكون مقدمة لتخفيف أوسع على الكحول في البلاد، وقد تكون الخطوة القادمة السماح بتقديم المشروبات الكحولية في أماكن محددة كالمنتجعات الفاخرة على البحر الأحمر.
وفي بعض المناطق في المدن الكبرى، بدت بعض المطاعم مستعدة لتغيير في السياسة، إذ يزين مطعم فرنسي يقال إنه مفضل لدى ولي العهد، محمد بن سلمان، الرفوف بزجاجات نبيذ، ورغم أنها زجاجات فارغة إلا أنها طريقة تجعل الناس تعتاد على نوع مختلف لحياة الليل.
وحتى مع رفع المنع، سيتسمر العديد في البلاد في الامتناع عن استهلاك الكحول لأسباب دينية، وفق التقرير.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وفق التقریر
إقرأ أيضاً:
حين يروي البحر حكاياته.. ثقافة الكاريبي تتألق في معرض أبوظبي للكتاب
في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تحل ثقافة الكاريبي ضيفًا مميزًا، حاملةً معها عبق البحر وأصداء الحضارات التي عبرت أمواجه على مدار آلاف السنين. الكاريبي ليس مجرد أرخبيل جميل، بل هو شاهد على تاريخ غني يمتزج فيه عبق الماضي بنبض الحاضر، حيث احتضنت المنطقة أكثر من عشرين حضارة، تركت كل منها بصمتها على هذا النسيج الثقافي الفريد.
من حضارة التايتو التي استوطنت المنطقة لأكثر من ألف عام، إلى مدينة سانتو دومينغو التي شهدت انطلاق أول مستعمرة أوروبية في الأمريكتين، يبقى الكاريبي شاهدًا على التقاء العوالم والثقافات. في سانتو دومينغو أيضًا، أُنشئت أول جامعة في العالم الجديد، مما جعل الكاريبي ليس فقط موطنًا للطبيعة الساحرة، بل أيضًا منارة للعلم والثقافة.
عندما تطأ أقدام الزائرين معرض أبوظبي، ستنقلهم ثقافة الكاريبي إلى عالم مليء بالقصص. قصص تحكيها القلاع والحصون التي شُيدت قبل قرون لتكون شاهدًا على صراعات القوى الكبرى، وأخرى تنبض بها الكلمات التي نشأت في الكاريبي وسافرت عبر العالم، مثل "Hammock" و"Hurricane". هناك أيضًا الموسيقى التي تحمل روح البحر وجمال الطبيعة، لتكمل الحكاية التي يرويها الكاريبي بصدق وأصالة.
استضافة الكاريبي في هذا المعرض ليست مجرد احتفاء بثقافة منطقة بعيدة، بل هي دعوة لاكتشاف عالم نابض بالحياة يروي حكاياته عبر كل حجر وكل لحن. في أبوظبي، سيجد الكاريبي مكانًا جديدًا يضيف فيه صفحة أخرى إلى سجل حكاياته التي لا تنتهي.