يوم التأسيس.. صفحات مضيئة في التاريخ السعودي
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
بحلول يوم الثاني والعشرين من فبراير، من كل عام؛ تكون المملكة على موعد متجدد لإعادة تجديد القيم التاريخية العليا التي تتمثل في واحد من أهم أيام المملكة الصادر بشأنه أمر ملكي بأن يكون ذلك اليوم هو «يوم التأسيس»؛ ذلك اليوم الذي تتجدد فيه الدلالة على ما يحمله من رمزية وطنية للعمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة.
يمثل يوم التأسيس صفحة مضيئة من صفحات التاريخ السعودي والعربي، فهو اليوم الذي يرتبط تاريخيا بالدور الوطني الفريد الذي أداه الإمام محمد بن سعود، عام 1139 هـ / 1727م، يوم تأسيس المملكة التي انطلقت من عاصمتها الدرعية – حينذاك – أولى محطات رحلة العطاء التاريخي ليس لأبناء المملكة فحسب بل وللعرب والمسلمين كافة، حيث انطلاق الدولة السعودية الأولى فلقد كان ذلك التاريخ هو يوم التوحيد والبناء في عهد الإمام محمد بن سعود، ولقد نتج عن جهوده الحكيمة أنه جمع شطري الدرعية على كلمة واحدة ولم يعد للتفرق في الدرعية وجود، ولقد عمل الإمام على توطيد ركائز الحكم جيداً على مستوى السياسة والاقتصاد.
وتتجاوز الأحداث المهمة في المملكة توثيق يوم التأسيس إلى ما يرتبط بالمعنى الشامل لتأسيس المملكة العربية السعودية، ففي 29 مايو عام 1933م تم توقيع الاتفاقية التاريخية من قبل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وكانت الاتفاقية عبارة عن «اتفاقية امتياز» وأتاحت لشركة «ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا» التنقيب عن النفط، وذلك بعد أظهرت تجارب الاقتصادات المقرنة دور النفط في العديد من دول الجوار، ومن بعد توقيع تلك الاتفاقية توالت وفود الخبراء الجيولوجيين بهدف دراسة تلك المواقع.
توالت بعد ذلك اكتشافات النفط، في العديد من مناطق المملكة بعد أن امتدت عمليات التنقيب إلى الظهران ومختلف مواقع الدمام، وكانت عمليات التنقيب عن النفط واستخراجه تتطلب يوميا المزيد من الجهد والعمالة والتخطيط، وبعد تلك الجهود وظهور الاكتشافات الهامة استقبلت الظهران الملك عبد العزيز في عام 1939م، وذلك بالتزامن مع اكتمال خط الأنابيب بين حقل الدمام وميناء رأس تنورة وذلك بطول 69 كيلومترا، وتوالى الاهتمام بالنفط حتى تملكت المملكة شركة أرامكو بأكملها لتنشئ بعد ثمانية أعوام شركة «أرامكو السعودية»، لتتولى جميع مسؤوليات شركة أرامكو.
ولكن يبقى معيار أهم من اكتشاف النفط في معادلة القوة التي حققتها المملكة؛ لأن ذلك النفط ما كان له أن يكون مصدر ثروة للمملكة من دون قيادات واعية ودولة تدرك على امتداد تاريخها حسن استثمار الثروات وإدارتها على نحو علمي وعادل، فطالما أظهرت المقارنات مع الدول ذات الثروات المماثلة أن تلك الثروات وحدها لم تكن عاملا في قيام الدول القوية أمام أحوال عدم الاستقرار والنزاعات وغياب الرؤية الاقتصادية الواعية.
ويمثل يوم الـ «23» من سبتمبر لعام 1932م يوما تاريخيا فارقا في صفحات التاريخ السعودي، وهو ذلك اليوم الذي يوافق ذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يدي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، ولقد كان ذلك التاريخ بزوغ شمس المملكة العربية السعودية أعقاب جهود كبيرة بقيادة المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيلة 32 عاما، وكان عام 1932م الموافق لعام 1351هـ عام صدور المرسوم الملكي التاريخي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة في اسم واحد "المملكة العربية السعودية".
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: المملكة تاريخ المملكة يوم التأسيس ذكرى يوم التأسيس أهم الآخبار اليوم السعودي یوم التأسیس الملک عبد
إقرأ أيضاً:
تفاصيل ليالي الفيلم السعودي بالهند من هيئة الأفلام السعودية
أعلنت هيئة الأفلام السعودية عن تنظيم الجولة القادمة من فعالية “ليالي الفيلم السعودي” في الهند خلال الفترة من 31 يناير إلى 5 فبراير 2025.
تأتي هذه الخطوة استكمالاً للنجاحات التي حققتها الفعالية في جولات سابقة بالمغرب وأستراليا والصين.
تهدف المبادرة إلى دعم المواهب السعودية المحلية، وتسليط الضوء على الإبداع السينمائي الوطني عالميًا، إضافة إلى تعزيز التعاون الثقافي وتبادل الخبرات المتنوعة.
تُفتتح الفعالية في المتحف الوطني للسينما الهندية بمدينة مومباي، ومن ثم تنتقل العروض إلى مدينتي دلهي وحيدر آباد. وتتضمن الفعالية عرض مجموعة مختارة من الأفلام السعودية الطويلة والقصيرة، يليها جلسات نقاشية مع صُنّاع الأفلام والمواهب المشاركة.
تشمل قائمة الأفلام التي ستُعرض في الهند أربعة أعمال بارزة: فيلم “أحلام العصر” للمخرج فارس قدس، وفيلم “عبد” للمخرج منصور أسد، بجانب الفيلمين القصيرين “حياة مشنية” للمخرج سعد طحيطح، و”الحافة” للمخرج أحمد القثمي.
يشهد الحدث حضورًا لافتًا من صُنّاع الأفلام، إلى جانب نقاد وصحفيين سينمائيين هنود، بالإضافة إلى جمهور متنوع من عشاق السينما.
السعودية مركز سينمائي عالمي
يعد هذا الحضور المميز فرصة لتوسيع آفاق التعاون مع مجتمع السينما الهندي وتبادل التجارب بين الثقافتين، وتندرج هذه الفعالية ضمن جهود هيئة الأفلام السعودية لدعم قطاع السينما في المملكة، حيث سجلت الجولات السابقة للنسخة الثانية من “ليالي الفيلم السعودي” نجاحًا ملحوظًا في الوصول إلى جماهير جديدة وإبراز المواهب الوطنية.
كما تساهم هذه الجهود في ترسيخ مكانة المملكة كمركز سينمائي عالمي، من خلال تعزيز الانفتاح الثقافي والتعاون الإبداعي مع مختلف الدول.