الملك تشارلز يبكي متأثراً بردود الفعل حول إعلان إصابته بالسرطان
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
متابعة بتجــرد: كشف الملك تشارلز أن الرسائل التي كانت تصله بعد الكشف عن تشخيصه بمرض السرطان جعلته يبكي في معظم الأوقات، وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
ويُعتبر هذا اللقاء للملك تشارلز، الذي حصل يوم أمس الأربعاء في قصر باكنغهام؛ الأول بعد الإعلان عن أزمته الصحية، حيث كان يمارس مهامه عن بُعد في الفترة الأخيرة.
وعلى الرغم من معاناته من مرض السرطان؛ استمر الملك تشارلز في تسيير أعمال الدولة، لكن بشكل أكبر خلف الكواليس. وتبادل الملك وسوناك مكالمة هاتفية قبل أسبوعين، كانت أكثر من مجرد محادثة عادية عن العمل، بل كانت بسبب القلق على صحته.
وبالأمس تغيَّرت الأمور مع إصدار صور ومقاطع فيديو من اللقاء الذي جمعهما، حيث وصف سوناك سعادته برؤية الملك تشارلز بصحة جيدة؛ ليرد عليه الملك بشكل طريف قائلاً: “كل ذلك خداع بصر”.
كما قال رئيس الوزراء للملك البريطاني: “نحن جميعاً معك”.
فأردف الملك قائلاً: “لقد تلقيت العديد من الرسائل الرائعة والبطاقات، كنت أبكي في معظم الأوقات وأنا أقرؤها”.
تحدث سوناك والملك أيضاً عن كيف أن خبر سرطان الملك لفت الانتباه إلى العديد من الجمعيات الخيرية المهمة المعنية بمكافحة السرطان، وأشاد الملك بالعمل الرائع الذي تقوم به تلك الجمعيات على امتداد البلاد، التي كان الملك راعياً لها لسنوات.
ومنذ إعلان تشخيص الملك تشارلز بالسرطان، الذي تم اكتشافه في أثناء علاجه لتضخم البروستات الحميد؛ بذل الملك جهوداً كبيرة لإبقاء الشعب على دراية تامة بوضعه الصحي. وعلى الرغم من إلغاء معظم الأنشطة والمهام الشخصية؛ يبقى الملك مصمماً على أن يظهر في الإطار الممكن للعامة والمحافظة على قوته وصلابته في مواجهة المرض.
وكان قصر باكنغهام قد أصدر مؤخراً أول بيان علني للملك تشارلز بعد إعلان تشخيص إصابته بالسرطان، وفيه أعرب الملك، البالغ من العمر 75 عاماً؛ عن شكره لجميع الأمنيات الطيبة التي تلقاها في أعقاب أخباره الصحية.
قال الملك في البيان: “أود أن أعرب عن خالص شكري لرسائل الدعم والتمنيات الطيبة العديدة التي تلقيتها في الأيام الأخيرة، كما يعلم جميع المصابين بالسرطان، فإن مثل هذه الأفكار الطيبة هي أعظم راحة وتشجيع”.
وتابع البيان: “من المشجع أيضاً أن أسمع كيف ساعدت مشاركة تشخيصي في تعزيز الفهم العام، وتسليط الضوء على عمل جميع المنظمات التي تدعم مرضى السرطان وعائلاتهم في جميع أنحاء المملكة المتحدة والعالم الأوسع، إن إعجابي مدى الحياة برعايتهم وتفانيهم الدؤوب هو نتيجة لتجربتي الشخصية”.
بعد أسبوع من مغادرة الملك تشارلز مستشفى لندن، بعد إقامة لمدة ثلاثة أيام؛ لخضوعه لعملية جراحية في البروستاتا في 26 من يناير، كان الخبر الآخر الذي أعلنه قصر باكنغهام في 5 من فبراير عن إصابة الملك بالسرطان، ومع ذلك فهو لا يعاني من سرطان البروستاتا.
وقال قصر باكنغهام في البيان: “خلال الإجراء الأخير الذي خضع له الملك في المستشفى لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، تمت الإشارة إلى مسألة منفصلة مثيرة للقلق، وقد حددت الاختبارات التشخيصية اللاحقة شكلاً من أشكال السرطان”.
وتابع البيان: “بدأ الملك اليوم جدولاً للعلاجات المنتظمة، وخلال هذه الفترة نصحه الأطباء بتأجيل واجباته العامة، وطوال هذه الفترة، سيواصل الملك القيام بأعمال الدولة والأوراق الرسمية كالمعتاد”.
وأضاف البيان: “الملك ممتن لفريقه الطبي لتدخلهم السريع، الذي أصبح ممكناً؛ بفضل الإجراء الذي خضع له مؤخراً في المستشفى، وهو لا يزال إيجابياً تماماً بشأن علاجه، ويتطلع إلى العودة إلى الخدمة العامة الكاملة في أقرب وقت ممكن”.
لقد اختار الملك مشاركة تشخيصه لمنع التكهنات، وعلى أمل أن يساعد ذلك على فهم الجمهور لجميع المصابين بالسرطان في جميع أنحاء العالم”.
View this post on InstagramA post shared by The Royal Family (@theroyalfamily)
main 2024-02-22 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: الملک تشارلز قصر باکنغهام
إقرأ أيضاً:
خلال زيارته اللاجئين السوريين في لبنان.. الكاردينال تشيرني: البابا يبكي معكم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
خصص الكاردينال مايكل تشيرني محطة من مهمته لزيارة مخيم اللاجئين في كفردلاقوس، في طرابلس. شريط من الأرض، بين الخيام والأكواخ التي تؤوي حتى سبعة أشخاص في الداخل، حيث تقوم كاريتاس بتوزيع المساعدات وتوفير عيادة متنقلة.
اختار الكاردينال مايكل تشيرني، عميد دائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة، أن يدرج في مهمته إلى لبنان زيارة مخيم اللاجئين السوريين في قرية كفردلاقوس، قضاء زغرتا، في محافظة شمال لبنان، وهو واحد من بين خمسين مخيماً منتشراً في أنحاء البلاد. مكان لا يمكن وصفه إلا بكلمات البابا فرنسيس: "ضاحية وجوديّة". إنَّ المسألة معقدة، وتتداخل فيها مشكلة إغلاق الممرات الإنسانية من قبل الحكومات الأوروبية، بالإضافة إلى عدم كفاية المساعدات التي تقدمها من الأمم المتحدة: كل دولار يُستلم يتبخر أمام الديون التي تراكمها العائلات في المتاجر القريبة لشراء الطعام والاحتياجات الأساسية، ألف، ألف وخمسمائة، ألفا دولار "ديون، هذا كلُّ ما نملكه. لا شيء آخر"، تقول فطيم، ٥٠ عاماً، سورية من حماة، تعيش في لبنان منذ اندلاع الحرب في ٢٠١١.
تتحدث خلال لحظة حوار مع الكاردينال تحت خيمة تتساقط منها قطرات المطر: "الماء لدينا في كل مكان، فوقنا وتحتنا، لكن ليس للاستحمام أطفالنا متسخون، لا يملكون ملابس نظيفة ولا يذهبون إلى المدرسة"، لذا، يتم إرسال الأطفال للعمل في الحقول أو لبيع علب المناديل الورقية في الشوارع.
الكبار يبكون، والصغار يبتسمون، يتعلمون أغنية وتحيات باللغة الإيطالية مع الأب ميشال عبود، رئيس كاريتاس لبنان.
يتبعون الكاردينال أثناء جولته في المكان، ينظرون بفضول إلى هذا الرجل الطويل، الذي يعتمر قلنسوة حمراء ويحمل صليبًا خشبيًّا، يصرخون ويلعبون طوال الوقت، بملابس متسخة وضيقة، بلا ألعاب، لكنهم يبتكرون وسيلة للهو بما يجدونه على الأرض بعض الأمهات صغيرات جدًّا في السن؛ وتشكّل النساء نصف السكان، وبسبب المعتقدات الدينية، لا يذهبن إلى المراكز الطبية إلا برفقة الأزواج أو الآباء لذلك، وفّرت كاريتاس عيادة متنقلة: على عربة، صيدلية يتمُّ فيها قياس ضغط الدم وتوزيع الأدوية للأمراض المزمنة، في إحدى "الغرف"، وهي ممر حجري ضيق ورطب، تم تجهيز ما يشبه العيادة حيث يعمل طبيبان، داليا وبيير، وقد وضعا سريراً طبياً وجهازاً محمولاً للتصوير بالموجات فوق الصوتية. "نعاين ما لا يقل عن خمسين شخصاً يومياً، من بينهم ١٠ إلى ١٥ حالة حمل"، يوضحان "ولكن لا، لا يحملن نتيجة اعتداءات جنسية"، تؤكد الطبيبة فوراً. تقدم كاريتاس المحلية الخدمة ذاتها عبر ١١ وحدة متنقلة أخرى، ليس فقط في جميع مخيمات اللاجئين، بل أيضاً للفقراء اللبنانيين في القرى الأكثر عوزاً، لا توجد أولويات أو تفضيلات، بل فقط حالات طوارئ.
في مخيم كفردلاقوس، هناك حالة طوارئ مستمرة: تارةً بسبب العدوى، وتارةً بسبب انقطاع المياه والكهرباء، لكن غالبًا ما يكون السبب هو نقص الغذاء واستحالة العيش بسبعة أو ثمانية، وأحيانًا حتى عشرة أشخاص - كما حدث خلال الحرب - داخل مكعب حجري، بأرضية وجدران مغطاة بالسجاد، ومطبخ صغير خلف ستارة تُستخدم أيضًا كخزانة. الجميع يحلمون بالعودة إلى ديارهم: "الحمد لله، رحل نظام الأسد، نريد أن تعود الحياة كما كانت"، يقول الشاويش. لكن المشكلة أن "في سوريا لا يوجد شيء". لم يذهب أحد للتحقق من الوضع، والخوف يتسلل بينهم من أن "الوضع الجديد" قد يتحول إلى شيء أسوأ من الوضع الذي فرّوا منه، في هذه الأثناء، لم يعُد اللبنانيون، الذين يعانون من أزمة اقتصادية خانقة، وانخفاض في الرواتب، وندرة في فرص العمل، قادرين على تحمّل عبء مليون ونصف مليون لاجئ على أراضيهم، دورة لا تنتهي، "إذا ضمن لنا أحد منزلاً في سوريا، يمكننا العودة"، يقولون.
"جئنا لكي نتعرف عليكم، ونُصغي إليكم، ونشارككم الرجاء في العودة إلى وطنكم، سوريا"، يؤكد الكاردينال تشيرني، إنَّ "البابا سعيد بوجودي بينكم، نحن نبكي على معاناتكم، البابا يبكي معكم، ويحبكم"، وفي طريق العودة إلى حريصا، علق الكاردينال تشيرني على زيارته قائلاً: "أنا عاجز عن الكلام أمام حياة تُعاش في أقصى درجات البؤس، إنَّ الظروف غير إنسانية، والناس يكافحون للبقاء على قيد الحياة، يريدون أن يعودوا إلى ديارهم، لكنهم يعلمون أن الأمر صعب في الواقع، لم يعُد لديهم بيوت في سوريا".