مايا مرسي: أسعد لحظات حياتي رؤية المرأة المصرية تصهر الأبواب الحديدية
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
شاركت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة اليوم في اللقاء الذي نظمته شركة " إكسون موبيل مصر" بعنوان "play power والتي تهدف إلى مناقشة تأثير المرأة في قطاع الطاقة، إلى جانب الفرص والتحديات التي تواجه المرأة بهذا القطاع في حياتهن المهنية والشخصية.
جاء اللقاء بحضور كل من الدكتورة إليانور رولي، المدير العام لشركة كابريكورن في مصر، ويولاندا سبيستو، مديرة استكشاف في إكسون موبيل الدولية المحدودة، ولاء شحود، مديرة عامة للاستنتاج وإصدار اتفاقيات بالشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (ايجاس)، ويبرا بويل، مستشارة تجارية في إكسون موبيل الدولية المحدودة.
أكدت الدكتورة مايا مرسي فخرها بالعمل في الحكومة المصرية منذ ما يقرب من ثمانى أعوام حتى الآن من أجل تمكين المرأة المصرية في كافة المجالات، قائلة:" من أسعد اللحظات التى مررت بها هي رؤية المرأة المصرية وقد صهرت الأبواب الحديدية ووصلت الى أعلى المناصب في الدولة، ووصولها إلى مجلس الدولة والنيابة العامة لأول مرة منذ 72 عام من العمل من أجل تحقيق ذلك، إلى جانب وصول نسبة المرأة في البرلمان وفقا للدستور إلى 25%، هاتان اللحظتان أكدتا أننا على الطريق الصحيح وأننا نحدث تغيير في وضع المرأة في مصر، ونفتح الطريق أمام بناتنا في المستقبل، كما أسعد دائما بالعمل من اجل المرأة المصرية واتمنى النجاح في تحقيق المزيد من أجلها ".
[system- code: ad: autoads]
وأكدت رئيسة المجلس، أن أمتلاك القائد للإنسانية في التعامل مع الآخرين هو سر النجاح والإستمرار في القيادة، مشيرة إلى أنها واجهت العديد من الصعوبات والتحديات في حياتها، الأمر الذي دفعها للتعهد أمام نفسها بفتح المجال للسيدات الآخريات وتمهيد الطريق أمامهن لتحقيق أحلامهن في الوصول والنجاح، وأن لايمرون بنفس الصعوبات والتحديات التى قد مرت بها.
ووجهت مايا مرسى نصيحة للسيدات القياديات بأن يكن أكثر إنسانية ليس فقط مع فريق العمل ولكن للعالم أجمع من حولهن، وأن يكن انفسهن، وقالت: "لكي تكوني نموذجا مثاليا للآخرين لا بد أن تخبريهم أنهم قادرون على النجاح والوصول الى أحلامهم وأنه لابأس إذا كان هناك مالا يستطعن القيام به ايضا، وأن العائلة تأتي دائما في المقدمة ولكن ليس معنى ذلك أن نجاحك في عملك يأتى في المرتبة الثانية فلابد من المبادرة والقوة لفعل الأثنين معا، وان يكون النجاح له تأثير على الآخرين".
كما وجهت نصيحه لفتيات مصر بأن يحلمن وأن لا يتوقفن عن الحلم وأن يحلقن بأحلمهن الى عنان السماء، فالأحلام ليس لها سقف أو حدود فى ظل وجود ارادة سياسية قدمت للمرأة المصرية عصر ذهبى تتحقق فيه جميع الأحلام.
وعن أحلامها للمرأة المصرية أكدت الدكتورة مايا مرسي أنها تحلم بتحقيق المساواة في جميع المجالات ووصول المرأة إلى أعلى المناصب، ورؤية فتيات مصر في أفضل المواقع.
واستعرضت المشاركات في اللقاء تجربتهن والتحديات والصعوبات التى واجهنها، واحلامهن للمستقبل، ونصيحتهن للأجيال الجديدة من الفتيات.
IMG-20240222-WA0254 IMG-20240222-WA0252 IMG-20240222-WA0248 IMG-20240222-WA0251 IMG-20240222-WA0249المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المرأة المصریة مایا مرسی IMG 20240222
إقرأ أيضاً:
الربيع العربي.. الأحداث والتحديات
17 ديسمبر 2010م.. انطلقت شرارة الربيع العربي، حين أحرق التونسي محمد بوعزيزي نفسه، فاندلعت في مدينته سيدي بوزيد مظاهرات عمّت تونس، وبعد أقل من شهر ترك الرئيس زين العابدين بن علي (ت:2019م) بلاده. كانت تونس الحجرة الأولى من رقعة الدومينو التي تتساقط أحجارها واحدةً تلو الأخرى، وآخرها في 8 ديسمبر 2024م، عندما رحل الرئيس السوري بشار الأسد عن دمشق إثر سيطرة قوات المعارضة عليها، التي بدأت نضالها عام 2011م.
كُتِبتْ دراسات ومقالات وقُدِّمتْ حوارات وتحليلات عبر مختلف واجهات الصحافة والنشر والإعلام والتلفزة.. والجامع بينها هو اتفاقها على أن الربيع العربي لم ينتهِ، وأن أحداثه جارية، إنه قطار انطلق ولن يقف حتى تتغير خارطة الوطن العربي. خارج نطاق التحليل، ونزولاً على أرض السياسة العربية، فإن الحكومات تدرك ذلك، وتدرك أن الشارع يتحرك من تحت أقدامها، وقد كشف سير الأحداث أنها تبذل جهدها لتجنب تأثير الربيع عليها، هذا بالنسبة للدول التي لم يكتسحها، أما التي اكتسحها فهي غارقة في صراعاتها، محاولة الخروج من مستنقع الدمار الذي أصابها، وهي تعاني من الاقتتال الداخلي، وتعاني أكثر من التدخلات الخارجية، التي يحاول كل طرف منها أن يفرض رؤيته في تشكّل الدولة الجديدة، من دون أن يرتد هذا التشكل بأثر سلبي على نظامه. وحتى يستبين حجم التحديات المستقبلية للربيع العربي ونوعها؛ ينبغي النظر في الخط العام لأحداثه خلال المدة المنصرمة.
الربيع العربي.. هو ثمرة حالة الشعوب العربية قبله، فقد كانت معظم الحكومات تعتبر الشعوب محكومة من قِبَلها، وليست شريكتها في الوطن وإدارته واتخاذ قراراته وسن قوانينه. فلا توجد أحزاب سياسية حقيقية ينضوي تحتها الشعب، ولا برلمانات معتبرة تمثله، ولا منابر إعلامية يعبر فيها عن رأيه. كانت هذه الحكومات تعاني من اللايقين السياسي والاقتصادات المهزوزة، والتعليم غير قادر أن ينهض بالأمة. وإعلام يقدم الإنجازات الحكومية، غاضاً الطرف عن حقيقة الحالة التي يعيشها الناس. والشعوب تعيش على حافة الفقر، وفرص العمل محدودة. أضف إلى ذلك؛ دخول العالم العصر الرقمي، وتواصل الشعوب فيما بينها، وتأثر العرب بالحالة الديمقراطية التي يعيشها العالم، دون قدرة الحكومات على إيجاد طرق توافقية للتواصل مع شعوبها، وقد ظلت خاضعة لبُنية الدولة العميقة التي يهيمن عليها متنفذون لهم مصالح لا يريدون التفريط بها، ولو على حساب عموم الشعب واستقرار الوطن.
أما أمريكا فقد كانت تعيد هيكلة الشرق الأوسط، وتنفذ مشروعها هذا بطريقين متلازمين: بمحاربة ما أسمته «الإرهاب الإسلامي»، دون اعتبار الأسباب التي أدت إليه، ولا الوضع الاجتماعي الناشئ من الحالة السياسية المحتقنة والممارسات العسكرية لأمريكا ذاتها في المنطقة. وبفرض الديمقراطية الغربية ببرنامج تأهيلي لمن تختارهم من «الناشطين الحقوقيين» في الشعوب العربية المقهورة، مما أوجد حالة من الحقد المتبادل بين الحكومات والشعوب؛ أدى إلى مزيد من السخط.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.. لم يكن غائباً عن التأثر بالربيع العربي، فقد عملت أمريكا على الدفع بالمنطقة إلى التطبيع مع إسرائيل، تحت طائلة خوف الحكومات من تمدد الإسلام السياسي نتيجة الفراغ السياسي الذي أحدثه الربيع، مما دفع إلى تهميش هذا التيار العريض - الذي عملت بعض حكومات المنطقة بنفسها على رعايته وتمكينه- حتى لا يقف عقبة كأداء أمام التطبيع، ونسيت بأن التهميش لا يؤدي إلى الاضمحلال.. بل إلى الانتعاش والعنف. ومن الآثار المباشرة التي أدت إليها هذه السياسة انفجار الأوضاع بغزة، وقيام المقاومة الفلسطينية؛ في مقدمتها حماس بطوفان الأقصى، الذي أدخل المنطقة في صراع مستعر، وجعل العالم على حافة حروب دولية. لقد وقفت إيران وسوريا مع المقاومة، وحشدت إيران معها حزب الله والمقاومة العراقية وأنصار الله اليمنيين لمساندة غزة، مما دفع الدول الحليفة لإسرائيل إلى العمل على تحجيم جبهات المقاومة، وتحقق لها ذلك بقتل إسرائيل قيادات عليا في المقاومة وإيران، مما أوهن الوجود الإيراني في المنطقة، فعاجلت قوى المعارضة السورية بالإطاحة بنظام الأسد، فأصبحت المنطقة في حالة توتر، سيحدد ما بعدها حكام سوريا الحاليون.
لقد أدى الربيع العربي إلى تدمير الدولة في بعض البلدان التي عصف بها، ثم لم تتمكن من بنائها من جديدة.. بل دخلت في دوامة الانقسام والعنف ولم تخرج منها. وهناك تفاؤل من البعض بأن سوريا الجديدة ستكون أوفر حظاً، وتتحول إلى دولة ديمقراطية مستقرة، ولكن سوابق المنطقة لا تبشر بذلك، فقد تمكن بعض البلدان التي أطيح بحكامها من الحفاظ على الدولة من الانهيار، ولم تتمكن من تبني الديمقراطية وعاد الاستبداد إليها، وأزيحت الحكومات المنتخبة بقوة السلاح أو بالحشد المضاد، وزُجَّ بقياداتها في السجون، وقد مضى على الثورات عقد ونصف دون أن تخرج هذه البلدان من مشاكلها كالفقر والاستبداد وهجرة العقول إلى عالم أفضل.
خليجياً.. نظر بعض الدول إلى أن المشكلة في الإسلام السياسي، وأن عليها الأخذ بالانفتاح الغربي، فانقلبت على التوجه الإسلامي عموماً، وفتحت الحياة الاجتماعية على القيم الغربية، ظناً منها أنها تسير في طريق التحول المستقر، وغفلت أن الانفتاح في الغرب ليس هو إلا ثمرة ثانوية للديمقراطية والحرية الفردية. إن هذا الانفتاح الذي تمارسه هذه الدول قد يؤول إلى اضطراب اجتماعي وسياسي لا تحمد عقباه، ولا يكفي أن تحمي الحكومات نفسها بتبني المشاريع الاقتصادية وتحقيق الرفاه الاجتماعي، فالمعتقدات أرسخ في النفس وأقوى في المجتمع من التحولات الطارئة.
ورأت دول خليجية أن تسير سيرتَها الأولى، فواصلت الوقوف مع الإسلام السياسي وتحولاته، باعتباره يشكل شريحة كبرى من الاجتماع البشري في المنطقة، كما أنه التيار الوحيد الذي لديه برنامج سياسي، ومن الصعب تهميشه. ورغم أن هذه النظرة تتمتع بنصيب من الصواب، إلا أن هذه الدول ذاتها تتحصن عن تأثير الإسلام السياسي عليها، وعاقبة هذه السياسة أن يؤثر هذا التيار على الجميع؛ إن نجح في ذلك، بما فيها الدول الداعمة له. في حين آثرت دول أخرى عدم تغيير مسار التعامل مع التحولات الاجتماعية والسياسية فيها، ورأت أن دمج القوى الناشطة في المجتمع هو السبيل الأنجع، وقد دخلت في إعادة التراتبية الاجتماعية، انطلاقاً من وضع ضوابط للجنسية.
أما سلطنة عمان التي نهجت نهجاً متزناً في التعامل مع الأمور السياسية والدينية؛ فقد رأت أن من المشكلات التي ينبغي معالجتها الديون وضعف الاقتصاد، فعملت بـ«خطة التوازن المالي» وتشجيع الاستثمار الخارجي، وهذا جيد. وعليها أن تسارع بمعالجة ملف الباحثين عن العمل والمسرحين من أعمالهم؛ فهو من أهم عوامل الاطمئنان الاجتماعي. وعليها كذلك النظر في الخطاب الديني والحراك الثقافي، وهما ملفان يحتاجان إلى وضع استراتيجية جديدة تستفيد من المعطيات الحضارية للبلاد، على أن تدفع بها إلى مستقبل مستقر ومتوازن ومسهم في التحولات المدنية التي تشهدها المنطقة، وهذا ما تبشر به النهضة المتجددة.
حتى الآن.. لا يبدو هناك مخرج حاسم من مسار الربيع العربي، وقد تتواصل التغييرات حتى تجد الحكومات حلاً للعلاقة بينها وبين الشعوب، فالمنطقة أمام جيل جديد؛ «الجيل زد» (مواليد:1995-2010م)، الذي لا يفكر كما نفكر، ولا طموحاته هي طموحات آبائه، ولا مشاكله هي مشاكل من سبقه. إن على الدول أن توجد لها «دعاتها» بين هذا الجيل، بحيث يكونون قادرين أن يتفهموا آليات التحول الاجتماعي والسياسي، وأن التدرج هو سنة الحياة. والساسة مجبرون بحكم الزمن على إيجاد صيغة تشاركية مع المجتمع، فهذا جيل برجماتي لا ينتظر الأماني المعسولة.. بل تلح عليه سرعة العصر أن يرى النتائج قريبة التحقق.