اتفق محللون وخبراء على أن العملية الفدائية بالقرب من مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس المحتلة لم تكن مفاجئة خاصة بعد تحذير أجهزة أمنية إسرائيلية، وأجمعوا على أن مساعي إسرائيل للفصل بين غزة والضفة الغربية والقدس قد فشلت.

يقول الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، إن كافة الأدوات الخشنة والناعمة التي مارستها إسرائيل لتحييد الفلسطينيين فشلت رغم حالة التحفز الأمني العالية المفروضة منذ أكثر من 4 شهور.

ويضيف عرابي -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن حالة المقاومة التي كانت متصاعدة قبل طوفان الأقصى لا تزال موجودة، رغم اعتقال 7 آلاف فلسطيني و400 شهيد منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إضافة لتصاعد حالة الانكشاف الاستيطاني على حياة الفلسطينيين وحرق وتدمير ممتلكاتهم.

ويشير إلى أن هذه الممارسات الإسرائيلية العدوانية تخلق تحديا فلسطينيا وتشكل عامل تثوير، متوقعا أن تثير عملية القدس نقاشا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول دخول العمال الفلسطينيين إلى الداخل المحتل، ووصول المصلين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

ويلفت إلى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يعتقد أن وصول الفلسطينيين للأقصى وتنظيم مظاهرات فيه يعني أن الحرب في غزة قد فشلت، متوقعا أن تدفع عملية القدس السلطات الإسرائيلية لاستخدام مزيد من القوة.

"انتفاضة ثالثة"

بدوره قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن "ذئابا منفردة" قد تكون من نفذت العملية رغم مباركة فصائل المقاومة، مؤكدا أنه لا يمكن لإسرائيل أن تحقق أمنا مطلقا ومن الغباء أن لا يتم توقع تنفيذ عمليات.

وأضاف أن أجهزة أمنية إسرائيلية حذرت من التصعيد، وقد تكون مقدمة لما قد يحدث خلال شهر رمضان خاصة مع إنكار بن غفير حق وجود الفلسطينيين ومطالبة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بمزيد من الاستيطان.

وقد تكون هناك انتفاضة ثالثة -وفق الدويري- بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي عُرفت بـ"انتفاضة الحجارة" والانتفاضة الثانية التي عرفت بـ"انتفاضة التفجيرات".

"أيام أكثر صعوبة"

من جانبه يوضح الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، أن إسرائيل تحاول استعادة هيبتها منذ السابع من أكتوبر، ولكن في كل مرة تفشل مؤسستها العسكرية ومجتمعها المدني في تحقيق ذلك.

ويؤكد جبارين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد صورة نصر بالملعب السياسي، في إشارة إلى استمرارية الحرب لكونه يتغذى منها "فما يجرى داخل القطاع يبقى هناك، بينما يقول الفلسطينيون إن ما يحدث داخل القطاع لن يبقى داخله".

ويلفت إلى أن نتنياهو الوحيد الذي يستعيد هيبته رغم أنه أدخل إسرائيل بأزمة قيادة منذ سنوات، حيث تتجه تل أبيب نحو اليمين الأيديولوجي المتطرف واليمين الأمني الإستراتيجي وكلاهما يعزز الفوقية الإسرائيلية.

وخلص إلى أن الأيام المقبلة ستكون أكثر صعوبة "فالواقع يؤكد أنه لا يوجد أمن أو أمان"، بعد تفضيل خيارات بن غفير وسموتريتش بالجانب الأمني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس "دعم حقوق الفلسطينيين": القضاء الإسرائيلي يشرعن جرائم الاحتلال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

انتقد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، تصريحات قاضي المحكمة العليا الإسرائيلي، الذي زعم أن "قتل مليونين بالتجويع في غزة" يأتي دفاعًا عن النفس، مؤكدًا أن هذا التصريح يمثل جريمة ضد الإنسانية، لكنه ليس مستغربًا في سياق السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

وأضاف خلال تصريحات عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن القضاء الإسرائيلي لا يسعى لتحقيق العدالة؛ بل يعمل على تغطية جرائم الاحتلال، مشيرًا إلى أن المحكمة الإسرائيلية شرعنت سابقًا الحصار المفروض على غزة، حتى أنها حددت "السعرات الحرارية" التي يسمح بها للفلسطينيين؛ ما يؤكد تورط النظام القضائي الإسرائيلي في سياسات الإبادة الجماعية.

وتابع “عبد العاطي” أن هذه الممارسات تأتي في ظل حصار خانق يعاني منه قطاع غزة، حيث شح الغذاء والمساعدات الإنسانية، بينما تتجاهل إسرائيل جميع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتواصل انتهاك حقوق الإنسان بغطاء قضائي يمنح الشرعية لجرائم الاحتلال.

وشدد على أن المحكمة الإسرائيلية ليست سوى أداة لتبرير الجرائم، مطالبًا القضاء الدولي بأن يكون هو الجهة المسؤولة عن محاكمة مرتكبي هذه الجرائم، لضمان محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • تعرف على القنابل الخمسة التي تستخدمها إسرائيل في إبادة غزة
  • كيف نزع ترامب القناع عن عملية التغليف التي يقوم بها الغرب في غزة؟
  • القدس المنسية: المدينة التي تُسرق في ظل دخان الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة
  • باحث: خروج الفلسطينيين للشوارع يؤكد للعالم كذب الرواية الإسرائيلية
  • لماذا قصفت إسرائيل ضاحية بيروت الجنوبية؟ محللون يجيبون
  • رئيس "دعم حقوق الفلسطينيين": القضاء الإسرائيلي يشرعن جرائم الاحتلال
  • إسرائيل تقيّد وصول الفلسطينيين للأقصى للجمعة الرابعة برمضان
  • خبير: سياسة الحكومة الإسرائيلية لن تؤدي إلى حل ولن تجلب الأمن للإسرائيليين
  • محللون: إسرائيل تواجه معضلتين مع الحوثيين و3 خيارات أمامها للرد
  • هل إسرائيل على بعد خطوة من حرب أهلية؟ محللون يجيبون