محللون: عملية القدس الفدائية عامل تثوير وقد تؤدي لانتفاضة ثالثة
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
اتفق محللون وخبراء على أن العملية الفدائية بالقرب من مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس المحتلة لم تكن مفاجئة خاصة بعد تحذير أجهزة أمنية إسرائيلية، وأجمعوا على أن مساعي إسرائيل للفصل بين غزة والضفة الغربية والقدس قد فشلت.
يقول الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، إن كافة الأدوات الخشنة والناعمة التي مارستها إسرائيل لتحييد الفلسطينيين فشلت رغم حالة التحفز الأمني العالية المفروضة منذ أكثر من 4 شهور.
ويضيف عرابي -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن حالة المقاومة التي كانت متصاعدة قبل طوفان الأقصى لا تزال موجودة، رغم اعتقال 7 آلاف فلسطيني و400 شهيد منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إضافة لتصاعد حالة الانكشاف الاستيطاني على حياة الفلسطينيين وحرق وتدمير ممتلكاتهم.
ويشير إلى أن هذه الممارسات الإسرائيلية العدوانية تخلق تحديا فلسطينيا وتشكل عامل تثوير، متوقعا أن تثير عملية القدس نقاشا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول دخول العمال الفلسطينيين إلى الداخل المحتل، ووصول المصلين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
ويلفت إلى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يعتقد أن وصول الفلسطينيين للأقصى وتنظيم مظاهرات فيه يعني أن الحرب في غزة قد فشلت، متوقعا أن تدفع عملية القدس السلطات الإسرائيلية لاستخدام مزيد من القوة.
"انتفاضة ثالثة"
بدوره قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن "ذئابا منفردة" قد تكون من نفذت العملية رغم مباركة فصائل المقاومة، مؤكدا أنه لا يمكن لإسرائيل أن تحقق أمنا مطلقا ومن الغباء أن لا يتم توقع تنفيذ عمليات.
وأضاف أن أجهزة أمنية إسرائيلية حذرت من التصعيد، وقد تكون مقدمة لما قد يحدث خلال شهر رمضان خاصة مع إنكار بن غفير حق وجود الفلسطينيين ومطالبة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بمزيد من الاستيطان.
وقد تكون هناك انتفاضة ثالثة -وفق الدويري- بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي عُرفت بـ"انتفاضة الحجارة" والانتفاضة الثانية التي عرفت بـ"انتفاضة التفجيرات".
"أيام أكثر صعوبة"
من جانبه يوضح الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، أن إسرائيل تحاول استعادة هيبتها منذ السابع من أكتوبر، ولكن في كل مرة تفشل مؤسستها العسكرية ومجتمعها المدني في تحقيق ذلك.
ويؤكد جبارين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد صورة نصر بالملعب السياسي، في إشارة إلى استمرارية الحرب لكونه يتغذى منها "فما يجرى داخل القطاع يبقى هناك، بينما يقول الفلسطينيون إن ما يحدث داخل القطاع لن يبقى داخله".
ويلفت إلى أن نتنياهو الوحيد الذي يستعيد هيبته رغم أنه أدخل إسرائيل بأزمة قيادة منذ سنوات، حيث تتجه تل أبيب نحو اليمين الأيديولوجي المتطرف واليمين الأمني الإستراتيجي وكلاهما يعزز الفوقية الإسرائيلية.
وخلص إلى أن الأيام المقبلة ستكون أكثر صعوبة "فالواقع يؤكد أنه لا يوجد أمن أو أمان"، بعد تفضيل خيارات بن غفير وسموتريتش بالجانب الأمني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن
حيروت – وكالات
وصف وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، المتظاهرين الذين يهتفون “يمن، يمن جعلتنا نفخر بأنفسنا، أرجع سفينة أخرى”، في إشارة لتأييدهم الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، وصفهم “ساعر” بالحمقى”، في الوقت الذي حذر الحوثيين في اليمن من مواصلة هجماتهم على بلاده وفي البحر الأحمر.
جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها صحيفة “ديلي تلغراف” مع ساعر، الذي زار لندن سرًّا، وفكّر في قطع زيارته؛ خشية تعرضه لأمر اعتقال، لولا تدخل الحكومة البريطانية.
ورحب “ساعر” بالغارات الجوية الأخيرة ضد الحوثيين، لكنه ألمح إلى ضرورة اتباع نهج أكثر حزمًا.
وقال: “بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا في التعامل مع هذه المشكلة، وأنا أُشيد بذلك. أعتقد أن ذلك مهم للنظام الدولي، ولكن في نهاية المطاف، ستكون هناك حاجة إلى اتخاذ المزيد من الخطوات لمعالجة مشكلة الحوثيين، بما في ذلك جذورها المالية”.
وأضاف أن “أنظمة عربية معتدلة حاربت الحوثيين، على سبيل المثال، السعودية والإمارات العربية المتحدة، لكن الدول الغربية أوقفتها”. وعند سؤاله إن كان هذا خطأ، أجاب ببرود: “أميل إلى الاعتقاد بذلك”.
وقال إن الجماعات المسلحة أصبحت أكثر طموحًا، و “ما نراه في حالة الحوثيين ورأيناه مع حماس وحزب الله، هي منظمات إرهابية تسيطر على أراضٍ وتتحول إلى دول إرهابية. لديهم الموارد، ولديهم أشخاص تحت سيطرتهم، ويبنون ممالكهم. جميعهم مدعومون من إيران، ماليًّا، من حيث التدريب، وفي أبعاد أخرى”.
وعندما سألته الصحيفة عن التظاهرات التي يهتف المشاركون فيها “يمن، يمن جعلتنا نفخر بأنفسنا، أرجع سفينة أخرى”، وصف المحتجين قائلًا: “أعتقد أنهم حمقى مفيدون ويدعمون قوى أيديولوجية تعارض طريقة الحياة والقيم والثقافة الغربية”.