منطقة القرم الشرقي بأبوظبي.. سحر الطبيعة وفخامة الضيافة
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
أبوظبي: «الخليج»
تشكل الطبيعة على امتداد أرض دولة الإمارات متنفساً ساحراً يجذب الزوار الباحثين عن الهدوء والاستجمام، كونها تتيح التمتع بمساحات شاسعة من الغابات الخضراء، والاطلاع على الكنوز النباتية والحيوانية التي تحتضنها، فضلاً عن تجربة أفخم أنواع الضيافة في فنادق تم تصميمها بعناية فائقة لتضيف مزيداً من السحر إلى المكان، بما يدعم النسخة الرابعة من حملة «أجمل شتاء في العالم»، التي تهدف لتعزيز السياحة الداخلية، وجذب الزوّار من جميع أنحاء العالم.
وتُعد منطقة القرم الشرقي في أبوظبي واحدة من أبرز الوجهات السياحية الطبيعية التي جمعت سحر الطبيعة وفخامة الضيافة، حيث توفر إطلالات متميزة على أشجار القرم ومياه الخليج العربي، كما تتضمن فنادق فاخرة ووجهات تجارية، فضلاً عن الأماكن التي تم تخصيصها لممارسة الرياضات البحرية الخفيفة، كل ذلك مصحوباً بمشاهدة صورة بانورامية ساحرة لمعالم أبوظبي العمرانية، ما يوفر تجربة فريدة لا تنسى ترسخ في ذاكرة الزوار المحليين والسياح لفترة طويلة.
وتحتل المنطقة مكانًا مهماً ضمن شبكة زايد للمحميات الطبيعية، وتتميز بانتشار ملايين أشجار القرم، كما تُعد محطة تقصدها العديد من الطيور المهاجرة وموقعاً فريداً لمحبي الطبيعة والنزهات.
أهمية خاصة
تحظى شجرة القرم أو (المانجروف) بأهمية خاصة في دولة الإمارات، حيث تمثل الدولة موطناً ل 60 مليون شجرة قرم تلتقط 43,000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومع إضافة 100 مليون شجرة من أشجار القرم، متوقع زراعتها بحلول 2030 سيصل إجمالي مساحة غابات القرم إلى 483 كيلومتراً مربعاً، وستساهم بدورها في التقاط 115,000 طن تقريباً سنوياً من ثاني أكسيد الكربون.
وقد حرصت دولة الإمارات على زيادة المساحات المزروعة بشجرة القرم لفوائدها الطبيعية في حماية سواحل الدولة من ارتفاع مستويات سطح البحر، والعواصف الشديدة، وتوفير الموائل الطبيعية للتنوع البيولوجي.
وتتميز أشجار القرم في الإمارات بقدرتها على التكيف مع الظروف الطبيعية الصعبة مثل شدة الحرارة وارتفاع مستويات ملوحة البحر، كما تساهم في تحسين جودة الحياة البحرية من خلال تنقية المياه من الملوثات وتحقيق التوازن في الطمي المتواجد في قاع البحر وحماية السواحل من التآكل بفعل الأمواج، فضلاً عن دورها في خفض آثار تغير المناخ، حيث تلعب غابات القرم دور المصادر المستهلكة التي تمتص غازات الدفيئة وتقوم بتخزين واحتجاز الكربون بمعدلات أسرع من الغابات الاستوائية.
19 كيلومتراً
يعد متنزه القرم الوطني في أبوظبي من أبرز المقاصد السياحية الطبيعية، ومن أكثر مناطق القرم كثافة حيث يضم أكثر من 19 كيلومتراً مربعاً من غابات القرم، ويحظى زوار المتنزه بتجربة الاطلاع على مئات الأنواع من الطيور والنباتات التي تشمل طيور النحام الكبير (الفلامنجو الكبير)، وسرطان البحر المرقط، كما تتّخذ السلاحف والثدييات البحرية مثل الأطوم والدلافين هذا المتنزه موطناً لها.
ويمكن للزوار التمتع بمشاهدة الطيور النادرة مثل العقاب النساري، وبلشون الصخور (طير الشاه) إضافة إلى بعض الكائنات البحرية مثل المحار القلنسوي، والسلطعون المزركش، كما يستفيد الزائر بتعلم الكثير عن حياة الطيور والثدييات والأسماك واللافقاريات التي تعيش في غابة القرم.
ويتيح المتنزه فرصة الاستمتاع بمناظر بانورامية ساحرة مع القيام بجولة لمدة ساعتين بين الأشجار وفي أحضان الطبيعة على قوارب الكاياك الصغيرة، بحيث يعد المتنزه إحدى أهم الوجهات السياحية لعشاق الحياة البرية، كما يتميز بتنوّع بيولوجي وفير يشمل غابات أشجار القرم والمستنقعات المالحة والسهول الطينية.
مرافق فاخرة
سحر الطبيعة في منطقة القرم الشرقي ليس هو الجاذب الوحيد للتمتع بجمال المنطقة بل تكمله مجموعة من الفنادق الفاخرة والمجمعات السكنية التي تحرص على تقديم أعلى معايير الراحة والرفاهية، ومن أبرزها مجمع «القرم الشرقي رزيدنسز» الذي يضم 50 شقة راقية، و«شقق بروميناد القرم الشرقي» التي تضم 170 شقة واسعة ضمن مبنيين، وفندق وسبا القرم الشرقي بإدارة أنانتارا الذي يضم 222 غرفة فاخرة من فئة الخمس نجوم، وهي مصممة بأناقة، ومزودة بشرفات خاصة تطل على غابات القرم، وتم تجهيز الفندق بمرافق مبتكرة للاجتماعات والفعاليات المجتمعية مع خيارات عالمية متنوعة من المطاعم والعروض الترفيهية تشكل تجربة متميزة للزوار، كما روعي في تصاميم الفندق الداخلية أن تكون مستوحاة من التراث والتقاليد الإماراتية العريقة.
ومن المقاصد الفندقية الفخمة في منطقة القرم الشرقي تبرز أيضاً «أجنحة القرم الشرقي الفندقية» التي تضم 88 شقة فندقية فاخرة، وتشكل إضافة نوعية للسياحة الفاخرة في أبوظبي، فضلاً عن مجموعة من المرافق الفندقية والتجارية والسكنية والمطاعم العالمية.
وتتضمن «أجنحة القرم الشرقي» غرفاً تصل مساحتها إلى 217 متراً مربعاً، معززة بمرافق عالمية المستوى بما فيها حوض سباحة وصالة رياضية مجهزة بأحدث المعدات الرياضية، إضافة إلى مركز تجاري «بروميناد القرم الشرقي» وستة مطاعم متنوعة، فضلاً عن منطقة مخصصة للتنزه والمشي ومواقف واسعة تتسع لنحو 370 سيارة مع خدمة صف السيارات.
كما يشكل مشروع «الضي»، المرحلة الخامسة من حدائق بلووم، المشروع السكني الواقع على كورنيش القرم الشرقي في أبوظبي، والذي يتكون من 181 وحدة تاون هاوس تتألف من غرفتين وثلاث وأربع وخمس غرف إلى جانب مجموعة الفلل والتاون هاوس الموجودة في حدائق بلووم والتي تضم 457 وحدة.
ويعد مرسى مجمع القرم الشرقي جزءاً من مجمع القرم الشرقي الفاخر ويتألف من 30 رصيفاً تستوعب قوارب يتراوح طولها ما بين ثمانية أمتار و33 متراً، ويقدم خدمات لأصحاب القوارب تشمل خدمات التنظيف وخدمة التوريدات للقوارب وتسجيل القوارب وخدمات الرسو على مدار الساعة ومساعدة الضيوف وغيرها.
حملات التنظيف
تحظى منطقة القرم الشرقي باهتمام متواصل من الجهات المعنية بالبيئة والطبيعة للحفاظ على ألق هذه المناطق، ويظهر ذلك من خلال حملات التنظيف الطوعية الدورية بالتعاون مع الجهات الفندقية في المنطقة، والمساهمة في تنقية المنطقة من المخلفات والنفايات الخشبية والبلاستيكية والمعدنية من الشاطئ ومن مياه البحر باستخدام قوارب التجديف «الكاياك» لجمع المخلفات.
كما تمت حماية هذه الكنوز الطبيعية بقوانين صارمة تمنع إلقاء القمامة بأي منطقة في المتنزه، وتحظر جميع أنواع الصيد البري والبحري للحفاظ على أعداد الحيوانات والطيور والأسماك.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات بلدية أبوظبي أشجار القرم غابات القرم فی أبوظبی
إقرأ أيضاً:
حمدان بن زايد يستقبل وفداً من “أوقاف أبوظبي” ويطلع على جهود تنمية واستدامة القطاع الوقفي في منطقة الظفرة
استقبل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وفداً من هيئة الأوقاف وإدارة أموال القصر (أوقاف أبوظبي)، برئاسة معالي عبدالحميد محمد سعيد، رئيس الهيئة، وذلك في قصر النخيل في أبوظبي.
واطلع سموّه، خلال اللقاء، على إستراتيجية “أوقاف أبوظبي” التي تهدف إلى تعظيم الأثر الاقتصادي والاجتماعي للأوقاف، من خلال تحفيز الاستثمار في الأصول الوقفية وتوجيهها نحو تطوير المبادرات والمشاريع التنموية المستدامة التي تسهم في خلق أثر إيجابي، بما يعود بالنفع على أفراد المجتمع في مختلف القطاعات الحيوية، وبما يعزز دور “أوقاف أبوظبي” في ترسيخ قيم وثقافة البذل والعطاء التي يمتاز بها المجتمع الإماراتي ونقل هذا الإرث إلى الأجيال المقبلة.
وأكّد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، تولي اهتماماً كبيراً بدعم القطاع الوقفي الذي يسهم بفاعلية في دعم جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة والمستدامة، من خلال إنشاء مشاريع حيوية وإطلاق مبادرات مجتمعية وخطط نوعية تسهم في تحقيق المستهدفات التنموية لمواصلة الارتقاء بجودة الحياة.
من جانبه، أوضح معالي عبد الحميد محمد سعيد أن “أوقاف أبوظبي” تعمل وفق إستراتيجية تواكب عام المجتمع 2025 الذي أطلقه صاحب السمو رئيس الدولة تحت شعار “يدا بيد”، حيث تسعى الهيئة إلى تعزيز هذا الدور عبر إستراتيجيات استثمارية مبتكرة تحقق التوازن بين العوائد المالية والتأثير المجتمعي، بما يتماشى مع الأولويات الوطنية وأهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن الأوقاف، التي كانت تاريخياً أحد أهم أدوات التنمية الاقتصادية في دولة الإمارات، أصبحت اليوم ركيزة رئيسية لدعم المبادرات الخيرية والاقتصادية، من خلال تطوير نماذج جديدة للاستثمار المستدام تتماشى مع أفضل الممارسات العالمية.
وأكد سعادة فهد عبد القادر القاسم، مدير عام الهيئة أن “أوقاف أبوظبي” تواصل العمل على استقطاب المزيد من الاستثمارات للقطاع الوقفي، بما يضمن تحقيق عوائد مستدامة تستخدم في تمويل المشاريع المجتمعية، وتعزيز فرص العمل، ودعم ريادة الأعمال في منطقة الظفرة.
كما شدد على أهمية دمج الأوقاف في خطط التطوير الحضري، بما يتيح استغلال الأراضي الوقفية بشكل مبتكر يعزز التنمية الاقتصادية.
حضر اللقاء سعادة ناصر محمد المنصوري، وكيل ديوان ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة، وسعادة عيسى بوشهاب، مستشار سموّ ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة، إلى جانب عدد من المسؤولين.