أبوظبي: «الخليج»

تشكل الطبيعة على امتداد أرض دولة الإمارات متنفساً ساحراً يجذب الزوار الباحثين عن الهدوء والاستجمام، كونها تتيح التمتع بمساحات شاسعة من الغابات الخضراء، والاطلاع على الكنوز النباتية والحيوانية التي تحتضنها، فضلاً عن تجربة أفخم أنواع الضيافة في فنادق تم تصميمها بعناية فائقة لتضيف مزيداً من السحر إلى المكان، بما يدعم النسخة الرابعة من حملة «أجمل شتاء في العالم»، التي تهدف لتعزيز السياحة الداخلية، وجذب الزوّار من جميع أنحاء العالم.

وتُعد منطقة القرم الشرقي في أبوظبي واحدة من أبرز الوجهات السياحية الطبيعية التي جمعت سحر الطبيعة وفخامة الضيافة، حيث توفر إطلالات متميزة على أشجار القرم ومياه الخليج العربي، كما تتضمن فنادق فاخرة ووجهات تجارية، فضلاً عن الأماكن التي تم تخصيصها لممارسة الرياضات البحرية الخفيفة، كل ذلك مصحوباً بمشاهدة صورة بانورامية ساحرة لمعالم أبوظبي العمرانية، ما يوفر تجربة فريدة لا تنسى ترسخ في ذاكرة الزوار المحليين والسياح لفترة طويلة.

وتحتل المنطقة مكانًا مهماً ضمن شبكة زايد للمحميات الطبيعية، وتتميز بانتشار ملايين أشجار القرم، كما تُعد محطة تقصدها العديد من الطيور المهاجرة وموقعاً فريداً لمحبي الطبيعة والنزهات.

أهمية خاصة

تحظى شجرة القرم أو (المانجروف) بأهمية خاصة في دولة الإمارات، حيث تمثل الدولة موطناً ل 60 مليون شجرة قرم تلتقط 43,000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومع إضافة 100 مليون شجرة من أشجار القرم، متوقع زراعتها بحلول 2030 سيصل إجمالي مساحة غابات القرم إلى 483 كيلومتراً مربعاً، وستساهم بدورها في التقاط 115,000 طن تقريباً سنوياً من ثاني أكسيد الكربون.

وقد حرصت دولة الإمارات على زيادة المساحات المزروعة بشجرة القرم لفوائدها الطبيعية في حماية سواحل الدولة من ارتفاع مستويات سطح البحر، والعواصف الشديدة، وتوفير الموائل الطبيعية للتنوع البيولوجي.

وتتميز أشجار القرم في الإمارات بقدرتها على التكيف مع الظروف الطبيعية الصعبة مثل شدة الحرارة وارتفاع مستويات ملوحة البحر، كما تساهم في تحسين جودة الحياة البحرية من خلال تنقية المياه من الملوثات وتحقيق التوازن في الطمي المتواجد في قاع البحر وحماية السواحل من التآكل بفعل الأمواج، فضلاً عن دورها في خفض آثار تغير المناخ، حيث تلعب غابات القرم دور المصادر المستهلكة التي تمتص غازات الدفيئة وتقوم بتخزين واحتجاز الكربون بمعدلات أسرع من الغابات الاستوائية.

19 كيلومتراً

يعد متنزه القرم الوطني في أبوظبي من أبرز المقاصد السياحية الطبيعية، ومن أكثر مناطق القرم كثافة حيث يضم أكثر من 19 كيلومتراً مربعاً من غابات القرم، ويحظى زوار المتنزه بتجربة الاطلاع على مئات الأنواع من الطيور والنباتات التي تشمل طيور النحام الكبير (الفلامنجو الكبير)، وسرطان البحر المرقط، كما تتّخذ السلاحف والثدييات البحرية مثل الأطوم والدلافين هذا المتنزه موطناً لها.

ويمكن للزوار التمتع بمشاهدة الطيور النادرة مثل العقاب النساري، وبلشون الصخور (طير الشاه) إضافة إلى بعض الكائنات البحرية مثل المحار القلنسوي، والسلطعون المزركش، كما يستفيد الزائر بتعلم الكثير عن حياة الطيور والثدييات والأسماك واللافقاريات التي تعيش في غابة القرم.

ويتيح المتنزه فرصة الاستمتاع بمناظر بانورامية ساحرة مع القيام بجولة لمدة ساعتين بين الأشجار وفي أحضان الطبيعة على قوارب الكاياك الصغيرة، بحيث يعد المتنزه إحدى أهم الوجهات السياحية لعشاق الحياة البرية، كما يتميز بتنوّع بيولوجي وفير يشمل غابات أشجار القرم والمستنقعات المالحة والسهول الطينية.

مرافق فاخرة

سحر الطبيعة في منطقة القرم الشرقي ليس هو الجاذب الوحيد للتمتع بجمال المنطقة بل تكمله مجموعة من الفنادق الفاخرة والمجمعات السكنية التي تحرص على تقديم أعلى معايير الراحة والرفاهية، ومن أبرزها مجمع «القرم الشرقي رزيدنسز» الذي يضم 50 شقة راقية، و«شقق بروميناد القرم الشرقي» التي تضم 170 شقة واسعة ضمن مبنيين، وفندق وسبا القرم الشرقي بإدارة أنانتارا الذي يضم 222 غرفة فاخرة من فئة الخمس نجوم، وهي مصممة بأناقة، ومزودة بشرفات خاصة تطل على غابات القرم، وتم تجهيز الفندق بمرافق مبتكرة للاجتماعات والفعاليات المجتمعية مع خيارات عالمية متنوعة من المطاعم والعروض الترفيهية تشكل تجربة متميزة للزوار، كما روعي في تصاميم الفندق الداخلية أن تكون مستوحاة من التراث والتقاليد الإماراتية العريقة.

ومن المقاصد الفندقية الفخمة في منطقة القرم الشرقي تبرز أيضاً «أجنحة القرم الشرقي الفندقية» التي تضم 88 شقة فندقية فاخرة، وتشكل إضافة نوعية للسياحة الفاخرة في أبوظبي، فضلاً عن مجموعة من المرافق الفندقية والتجارية والسكنية والمطاعم العالمية.

وتتضمن «أجنحة القرم الشرقي» غرفاً تصل مساحتها إلى 217 متراً مربعاً، معززة بمرافق عالمية المستوى بما فيها حوض سباحة وصالة رياضية مجهزة بأحدث المعدات الرياضية، إضافة إلى مركز تجاري «بروميناد القرم الشرقي» وستة مطاعم متنوعة، فضلاً عن منطقة مخصصة للتنزه والمشي ومواقف واسعة تتسع لنحو 370 سيارة مع خدمة صف السيارات.

كما يشكل مشروع «الضي»، المرحلة الخامسة من حدائق بلووم، المشروع السكني الواقع على كورنيش القرم الشرقي في أبوظبي، والذي يتكون من 181 وحدة تاون هاوس تتألف من غرفتين وثلاث وأربع وخمس غرف إلى جانب مجموعة الفلل والتاون هاوس الموجودة في حدائق بلووم والتي تضم 457 وحدة.

ويعد مرسى مجمع القرم الشرقي جزءاً من مجمع القرم الشرقي الفاخر ويتألف من 30 رصيفاً تستوعب قوارب يتراوح طولها ما بين ثمانية أمتار و33 متراً، ويقدم خدمات لأصحاب القوارب تشمل خدمات التنظيف وخدمة التوريدات للقوارب وتسجيل القوارب وخدمات الرسو على مدار الساعة ومساعدة الضيوف وغيرها.

حملات التنظيف

تحظى منطقة القرم الشرقي باهتمام متواصل من الجهات المعنية بالبيئة والطبيعة للحفاظ على ألق هذه المناطق، ويظهر ذلك من خلال حملات التنظيف الطوعية الدورية بالتعاون مع الجهات الفندقية في المنطقة، والمساهمة في تنقية المنطقة من المخلفات والنفايات الخشبية والبلاستيكية والمعدنية من الشاطئ ومن مياه البحر باستخدام قوارب التجديف «الكاياك» لجمع المخلفات.

كما تمت حماية هذه الكنوز الطبيعية بقوانين صارمة تمنع إلقاء القمامة بأي منطقة في المتنزه، وتحظر جميع أنواع الصيد البري والبحري للحفاظ على أعداد الحيوانات والطيور والأسماك.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات بلدية أبوظبي أشجار القرم غابات القرم فی أبوظبی

إقرأ أيضاً:

مدبولي: اتفاقية بين اقتصادية قناة السويس وموانئ أبوظبي لتطوير منطقة شرق بورسعيد

شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وشركة أبو ظبي للموانئ ش.م.ع الإماراتية؛ وذلك لتطوير وتنمية وتشغيل وإدارة منطقة صناعية متكاملة داخل منطقة شرق بورسعيد الصناعية التابعة لاقتصادية قناة السويس، على مساحة إجمالية تقدر بنحو 20 كم2 بنظام حق الانتفاع.

وتتخصص المنطقة في الصناعات الواعدة مثل: (الطاقة المتجددة، والمنتجات التكنولوجية)، مع دراسة إمكانية الربط مع أرصفة وساحات ومناطق لوجستية بميناء شرق بورسعيد، وذلك بحضور المهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الصناعة والنقل، والدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، والسفيرة مريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات لدى مصر.

ووقع مذكرة التفاهم كل من وليد جمال الدين، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وأحمد المطوع، الرئيس التنفيذي الإقليمي لشركة موانئ أبوظبي. 

وعقب التوقيع، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر: تعد المنطقة الصناعية الإماراتية - المصرية شرق بورسعيد التابعة للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، واحدة من أبرز المناطق الاقتصادية في جمهورية مصر العربية، حيث تقع في موقع استراتيجي على البحر المتوسط، وشهدت المنطقة مؤخراً تطورا كبيرا بهدف استقطاب الاستثمارات المحلية والدولية في مجالات متنوعة، تشمل الصناعات التحويلية والتكنولوجيا والطاقة المتجددة.

وبموجب الاتفاقيات الجديدة، ستشارك مجموعة موانئ أبوظبي في تطوير البنية التحتية لهذه المنطقة الصناعية، بما يسهم في توفير بيئة جاذبة للشركات والمستثمرين ودعم الاقتصاد المصري.

فيما أكد وليد جمال الدين أن أحد الركائز الرئيسية للرؤية الاستراتيجية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس هي توطين صناعات الطاقة المتجددة والصناعات المغذية والمكملة لها داخل المنطقة الاقتصادية، خاصةً في ظل تمتع مصر بوفرة مصادر إنتاج الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والرياح، بالإضافة للموقع الاستراتيجي الذي يسمح بأن تصبح اقتصادية قناة السويس مركزًا رائدًا لإنتاج وتداول الوقود الأخضر، وتموين السفن به.

وقال رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس: قطعت الهيئة شوطًا كبيرًا في توطين هذا النشاط الخدمي واللوجستي الحيوي داخل المواني التابعة لها، جنبًا إلى جنب مع خدمات الترانزيت وتداول الحاويات بأحدث الوسائل التكنولوجية العالمية التي وضعت موانئ الهيئة على مصاف المنافسة دوليًّا، مع توافر الصوامع والوسائل المختلفة التي تسمح بتداول وتخزين مختلف البضائع، خاصة الحبوب، والغلال، وزيوت الطعام، وغيرها من المنتجات الغذائية ومختلف المنتجات والسلع المتعلقة بالصناعات الأخرى المستهدف توطينها داخل الهيئة.

ولفت وليد جمال الدين إلى أهمية التكامل بين المناطق الصناعية والموانئ البحرية والمناطق اللوجستية، الذي يسهم في توفير بيئة مواتية للاستثمار، بالإضافة إلى التواجد المباشر بالقرب من مختلف الأسواق العالمية وإمكانية الوصول لنحو ملياري مستهلك دوليًّا، من خلال الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة والدولية التي تتمتع بها الدولة المصرية، فضلًا عن الوصول لأكثر من 100 مليون مستهلك محلي.

مقالات مشابهة

  • غارات جديدة على الضاحية الجنوبية... هذه المناطق التي استهدفها العدوّ (فيديو)
  • حمدان بن زايد: أبوظبي مركز عالمي لقطاعات صناعة اليخوت
  • مكتوم بن محمد: فرص واعدة بقطاع الضيافة في الدولة
  • دائرة التمكين الحكومي بأبوظبي تختتم فعاليات النسخة السادسة من «لقاءات قيادات حكومة أبوظبي»
  • صفارات الإنذار تدوي في منطقة البحر الميت وعدد من المستوطنات جنوب الخليل وبيت لحم
  • حمدان بن زايد يزور النسخة السادسة لمعرض أبوظبي الدولي للقوارب
  • «موانئ أبوظبي» تستكشف تطوير منطقة صناعية في بورسعيد بمصر
  • عائلة روبن نيفيز تستمتع بأجواء الطبيعة في المملكة
  • أطفال أبوظبي يتواصلون مع الطبيعة
  • مدبولي: اتفاقية بين اقتصادية قناة السويس وموانئ أبوظبي لتطوير منطقة شرق بورسعيد