صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-31@04:59:36 GMT

دولة الكيزان في بورتسودان !!

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

دولة الكيزان في بورتسودان !!

د.مرتضى الغالي

قد جعل الفلول مدينة بورتسودان الجميلة بيئة فاسدة بامتياز..!! بورتسودان ثغر السودان الباسم الوضيء التي كان يقول عنه سيد عبد العزيز (في الشرق المينا العظيمة.. بيها الثغر بسم دلال) جعل منها الكيزان الآن مرتعاً وخيماً لاستئناف ما درجوا عليه من فساد وإفساد حيثما حلّوا وأقاموا..!

بورتسودان حالياً حالها حال (المدينة الدستوبية) كما يقولون في مصطلحات الأدب الروائي العالمي عن حالة المكان الخبيث (غير المرغوب فيه) الذي (يعشعش) فيه الفساد وتسوده الفوضى والشر المطلق ويبعث على الخوف وينذر بالمهالك.

.ويتسيّده الأقزام وتتهدده الكوارث..وتنطلق فيه غيلان الخراب والقمع والفقر والمرض، ويدير أمره المعاتيه ومعتلو الضمير ومرضى النفوس من شياطين الأنس..بحيث تقود هذه البيئة الوبيلة إلى أن يتجرّد فيها بعض البشر من آدميتهم ويتناسون إنسانيتهم وينحدرون إلى قاع الانحطاط شأنهم شأن المسوخ التي تناجز بعضها وتتناحر حول العظام والفتات..!

(الدستوبيا) بهذا المعنى تناقض الخصائص المقابلة لـ (اليوتوبيا)..وهي المدينة الفاضلة في الخيال الأدبي الإنساني التي تتجلى فيها القيم النبيلة والمشاعر السامية والكرامة المُصانة..! الله لا كسّبكم..!

هكذا أصبحت (دولة الكيزان في مدينة بورتسودان) فساد سياسي..وفساد اقتصادي.. وفساد اجتماعي..وفساد في الإدارة وفساد في البيئة..وانتشار كثيف للسرقات والاختلاس والسطو والسلب والنهب والمحاباة والمحسوبية والابتزاز والاحتكار والتزوير والتزييف والمغالاة والغلول و(بيع الغُرر) واستباحة المال العام بأسماء مختلقة لموظفين وهميين وإيجارات وهمية وبدلات وترقيات من وحي الخيال..وفوضى مريعة في مفاصل وزارات الانقلاب ومكاتبها وفروعها وإداراتها وبنوكها وصرافاتها السرية والعلنية التي تتاجر في العملات وفي (جيوب المواطنين) المقيمين والعابرين..!

هكذا اجتمعت في بورتسودان القيادات العسكرية الهاربة من الخدمة للتفرغ لممارسة (السُباب والردحي) ومواصلة النهب..ومعهم ولاة ذممهم برخص التراب..وإداريون وسكرتارية أعادت سيرة دواوين الإنقاذ في عهد فسادها الأكبر..! ومع هؤلاء تجار أزمات ومحتكرون من الكيزان يشربون دماء المواطنين..(يمنعون الماعون)..ولكنهم يحبون النهب حُباً جمّاً..ويأكلون التراث أكلاً لمّاً..!

وفي معية هؤلاء سماسرة من كل صنف ولون..و(نكرات عطالى) قادمون من القاهرة يحسبون أنفسهم في السلك السياسي وهم من الرعاع الذين لفظتهم عوائلهم.. وأصحاب عقارات نقل إليهم الكيزان أسوأ ما ينطوي عليه الأبالسة وأغنياء الحرب من فنون الجشع والمغالاة واستغلال حاجة الناس و(تصفير) جيوب العباد…!

ومع كل هؤلاء وأولئك (جبريل إبراهيم)..ثم مالك عقار (الذي أجاز قصف المدنيين)..‍! وإذا أضفت إليهم البرهان وياسر العطا وكباشي والوزراء المكلفين والوكلاء ومديري الإدارات و(أصحاب المواتر) وبقايا المؤتمر الوطني (وزيارات اركو مناوي) ستعرف من باب علم اليقين ما أصبحت عليه بورتسودان…وتعرف عندها معنى الجحيم.. ثم سوف تراه (عين اليقين)..!!

قرأنا مقالاً يقطر بالوجع والأسى لكاتب أريب لم يذكر أسمه وهو يحكي عن (بورتسودان تحت الحصار) وعن دمار القيم والفضائل واغتيال الأخلاق والمروءة..وعن الإجراءات التي تمارسها حكومة جبريل إبراهيم من جباية وضرائب وعشور وقبانة وأتاوات..ورسوم شهادات المواليد والوفيات وشهادات الدراسة..ثم تصعيب الحصول عليها لإنعاش (سوق الكيزان الموازي) وفساد بعض صغار الموظفين وكبارهم تحت أعين جبريل وحكومته..!

ولكن هناك واقعة واحدة مضحكة ومبكية إلى حد الفجيعة تلخص لك كل هذه (اللمة والهيلمة)..وهي واقعة لقاء وزير الداخلية مع مجموعة شركات استشارية ألمانية (كما قال) لتعمير السودان بعد الحرب..!

السودان يحترق والناس يُقتلون كل يوم داخل بيوتهم وفي الشوارع والميادين والقرى والمدن والفرقان وحكومة البرهان تعلن كل يوم عن مواصلة الحرب..ووزير الداخلية الموجود في بورتسودان يتحدث عن إعمار السودان مع مجموعة ألمانية للخدمات والاستشارات يسميها الوزير (الوفد الألماني)..!

وللاختصار نقول إن ادعاء وزير الداخلية إدعاء كاذب..هذه ليست مجموعة ألمانية..! ورئيس هذه المجموعة الوهمية اسمه (حسين سليمان) – حتى وكالة سونا أقرّت بذلك- وهو سوداني (وليس من الجنس الآري) تحدثت المصادر بأنه يملك تسجيل شركة عائلية..!!

هل هذا الرجل هو الذي يريد إعمار السودان..؟!

وما علاقة وزير الداخلية بشركات البناء والاستثمار..؟!

يا ساتر…! هناك (ريحة سمك قوية) قادمة في الطريق…الله لا كسّبكم..!!

الوسومالجيش الدعم السريع الفساد في السودان د. مرتضى الغالي مدينة بورتسودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع د مرتضى الغالي مدينة بورتسودان

إقرأ أيضاً:

“هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎

الثورة نت

أشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس الإسرائيلية” عاموس هرئيل إلى أن صور الحشود الفلسطينية التي تعبر سيرًا على الأقدام من ممر “نِتساريم” في طريقها إلى ما تبقى من بيوتها في شمال غزة، تعكس بأرجحية عالية أيضًا نهاية الحرب بين “إسرائيل” وحماس، مؤكدًا أن الصور التي تم التقاطها، يوم أمس الاثنين، تحطم أيضًا الأوهام حول النصر المطلق التي نشرها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ومؤيدوه على مدى أشهر طويلة، وأكمل بالقول: “معظم فترة الحرب، رفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يوافق على فتح باب لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، واستمر في دفع سيناريو خيالي لهزيمة حماس بشكل تام. والآن، من يمكن الاعتقاد أنه اضطر للتسوية على أقل من ذلك بكثير”.

ورأى هرئيل أن رئيس حكومة العدو، هذا الأسبوع، قد حقق ما أراده، إذ إن حماس وضعت عوائق في طريق تنفيذ الدفعات التالية من المرحلة الأولى في صفقة الأسرى، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، على حد تعبيره، موضحًا أنه: “حتى منتصف الليل يوم الأحد، تأخر نتنياهو في الموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد أن تراجعت حماس عن وعدها بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من “نير عوز””، ولكن بعد ذلك أعلنت حماس نيتها الإفراج عن الأسيرة، وفق زعمه، فعلّق هرئيل: “حماس وعدت، والوسطاء تعهدوا، أن يهود ستعود بعد غد مع الجندية الأخيرة آغام برغر ومع أسير “إسرائيلي” آخر، والدفعة التالية، التي تشمل ثلاثة أسرى “مدنيين” (من المستوطنين)، ستتم في يوم السبت القادم”. لذلك، قاد تعنّت نتنياهو – ومنعه عودة النازحين الفلسطينيين – على تسريع الإفراج عن ثلاثة أسرى “إسرائيليين” في أسبوع، على حد ادعاء الكاتب.

تابع هرئيل: “لكن في الصورة الكبيرة، قدمت حماس تنازلًا تكتيكيًّا لإكمال خطوة استراتيجية، أي عودة السكان إلى شمال القطاع”، مردفًا: “أنه بعد عودتهم إلى البلدات المدمرة، سيكون من الصعب على “إسرائيل” استئناف الحرب وإجلاء المواطنين مرة أخرى من المناطق التي عادت إليها حتى إذا انهار الاتفاق بعد ستة أسابيع من المرحلة الأولى”، مضيفًا: “على الرغم من نشر مقاولين أميركيين من البنتاغون في ممر “نِتساريم” للتأكد من عدم تهريب الأسلحة في السيارات، لا يوجد مراقبة للحشود التي تتحرك سيرًا على الأقدام، من المحتمل أن تتمكن حماس من تهريب الكثير من الأسلحة بهذه الطريقة، وفق زعمه، كما أن الجناح العسكري للحركة، الذي لم يتراجع تمامًا عن شمال القطاع، سيكون قادرًا على تجديد تدريجي لكوادره العملياتية”.

وادعى هرئيل أن حماس تلقت ضربة عسكرية كبيرة في الحرب، على الأرجح هي الأشد، ومع ذلك، لا يرى أن هناك حسمًا، مشيرًا إلى أن هذا هو مصدر الوعود التي يطلقها “وزير المالية الإسرائيلي” بتسلئيل سموتريتش، المتمسك بمقعده رغم معارضته لصفقة الأسرى، بشأن العودة السريعة للحرب التي ستحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، ويعتقد هرئيل أن: “الحقيقة بعيدة عن ذلك، استئناف الحرب لا يعتمد تقريبًا على نتنياهو، وبالتأكيد ليس على شركائه من “اليمين المتطرف”، القرار النهائي على الأرجح في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يستضيف الأخير نتنياهو قريبًا في واشنطن للاجتماع، وهذه المرة لا يمكن وصفه إلا بالمصيري”.

وأردف هرئيل ، وفقا لموقع العهد الاخباري: “ترامب يحب الضبابية والغموض، حتى يقرر، لذلك من الصعب جدًّا التنبؤ بسلوكه”، لافتًا إلى أنه وفقًا للإشارات التي تركها ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن اهتمامه الرئيسي ليس في استئناف الحرب بل في إنهائها، وأكمل قائلًا: “حاليًا، يبدو أن هذا هو الاتجاه الذي سيضغط فيه على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى، وصفقة ضخمة أميركية – سعودية – “إسرائيلية” وربما أيضًا للاعتراف، على الأقل شفهيًّا، برؤية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية”.

وقال هرئيل إن “نتنياهو، الذي أصرّ طوال السنوات أنه قادر على إدارة “الدولة” (الكيان) وأيضًا الوقوف أمام محكمة جنائية، جُرّ أمس مرة أخرى للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية، رغم أنه يبدو بوضوح أنه لم يتعاف بعد من العملية التي أجراها في بداية الشهر، واستغل الفرصة لنفي الشائعات التي تفيد بأنه يعاني من مرض عضال، لكنه لم يشرح بشكل علني حالته الصحية”، مشددًا على أن نتنياهو الآن، من خلال معاناته الشخصية والطبية والجنائية والسياسية، قد يُطلب منه مواجهة أكبر ضغط مارسه رئيس أميركي على رئيس وزراء “إسرائيلي”.

مقالات مشابهة

  • شبكة أطباء السودان: نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تشير إلى قيام الحكومة التشادية بترحيل لاجئين سودانيين
  • في حواره مع “التغيير ” (2).. أسامة سعيد: سننازع بورتسودان في الشرعية والموارد
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • ٢٩ يناير مذبحة بورتسودان .. اجندة جديدة لشرق السودان والسودان
  • عائدون من جنوب السودان يعبرون عن سعادتهم بالنجاة والعودة إلى أرض الوطن
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • “هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎
  • السودان؛ الحرب المشهودة
  • السودان.. حرب بلا معنى
  • مرتزقة من 13 دولة يشاركون في الحرب بالسودان نهبت 27 ألف سيارة وسرقوا و26 بنكاً وقوات الدعم السريع تدمر المعلومات والأدلة