تمثل الحرب الروسية - الأوكرانية أزمة كبيرة لخطط بقاء الرئيس جو بايدن فى البيت الأبيض لفترة رئاسية جديدة، تزامناً مع إصراره على دعم أوكرانيا بكل الطرق منذ اليوم الأول للحرب، ليتجاوز حجم الدعم المقدم من «واشنطن» عشرات المليارات؛ شملت حزم مساعدات مالية ضخمة ومساعدات عسكرية وأسلحة، بالإضافة إلى الدعم السياسى، ووفقاً للتقديرات المعلنة؛ قدم البيت الأبيض ما يقارب 113 مليار دولار لأوكرانيا على مدار عامين.

وخلال العامين الماضيين تمسك «بايدن» بموقف واضح ومعلن، حيث كان دائماً ما يكرر أنه سيدعم أوكرانيا «مهما تطلب الأمر»، مشدداً على التزام بلاده بدعم «كييف» فى السادس من ديسمبر الماضى، أثناء اجتماع افتراضى لدول مجموعة السبع.

وبناء على اقتراح «بايدن» وافق مجلس الشيوخ الأمريكى على مشروع قانون لتقديم مساعدات لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار، فى الوقت الذى أبدى فيه مشرعون من الحزب الجمهورى تردداً متزايداً إزاء مواصلة هذا الدعم لـ«كييف»، معتبرين أنه يفتقر لهدف واضح مع استمرار القتال ضد القوات الروسية، ما دعا الرئيس الأمريكى إلى مناشدتهم الموافقة على حزم المساعدات لاستكمال الدعم لأوكرانيا، محذراً: «لا تدعوا بوتين يفوز».

ومقابل الدعم غير المحدود لأوكرانيا من قبَل «بايدن»، أعلن المنافس الرئاسى المحتمل دونالد ترامب، مراراً وتكراراً، أنه بمجرد وصوله للبيت الأبيض سيضع حدوداً للحرب الروسية - الأوكرانية، وسط مخاوف من أن يكون أحد تلك الحدود هو وقف الدعم نهائياً لحليف الولايات المتحدة، ما يعنى انتصار روسيا بشكل نهائى فى هذه الحرب.

وبحسب «القاهرة الإخبارية»، فإن مراقبين يرون أن الانتخابات الأمريكية المرتقبة فى نوفمبر المقبل ستحدد مسارين للمعارك الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، متوقعين أن يتجه المسار الأول نحو التصعيد وحرب طويلة الأمد، أما المسار الثانى فيتجه إلى إنهاء الحرب وتسوية الأزمة بينهما، وجاءت توقعات المراقبين من تباين موقفى الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن والرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب بشأن الدعم الأمريكى المقدم لأوكرانيا واحتمالية عودة المفاوضات بين «موسكو» و«كييف» من جديد، ما يعنى توفير مليارات الدولارات على الخزانة الأمريكية، وأيضاً وقف الحرب والتركيز على حل المشاكل الاقتصادية الموجودة فى الولايات المتحدة.

«فهمى»: اختلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين حول المخصصات المالية لأوكرانيا وإسرائيل.. والإدارة الحالية زجت بـ«واشنطن» فى الكثير من الصراعات

فى سياق متصل، أكد د. طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، أن هناك حالة تباين كبيرة بين الديمقراطيين والجمهوريين حول المخصصات المالية التى طالب بها الرئيس جو بايدن لأوكرانيا وإسرائيل فى ظل التحفظات الكبيرة المطروحة فى هذا السياق.

وأوضح، فى تصريح لـ«الوطن»، أن المرشح الرئاسى المحتمل دونالد ترامب لا يعتبر رجل حرب ومواجهة، وأعلن فى برنامجه ذلك، مشيراً إلى أنه حال وصوله للبيت الأبيض مرة أخرى سيعمل على إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية.

وحول اعتبار الحرب الروسية - الأوكرانية عقبة أمام الرئيس بايدن، أكد «فهمى» أن الإدارة الأمريكية الحالية زجت بـ«واشنطن» فى الكثير من الصراعات، وأخفقت فى أفغانستان، ولم تتدخل بشكل حاسم لمواجهة الميليشيات هناك رغم الخسائر واستهداف الوجود العسكرى الأمريكى فى المنطقة.

وشدد على أن استمرار المواجهة العسكرية بين روسيا وأوكرانيا ينهك الاقتصاد الأمريكى، خاصة مع وجود أطراف داعمة لروسيا مثل الصين، مع الخوف من فتح باب مشكلات قد تؤثر على الأمن القومى الأمريكى، وشدد «فهمى» على أن هذه الأسباب ستؤثر على الانتخابات الأمريكية بشكل كبير، وستكون لها ارتدادات هائلة، معتبراً أنه حال فوز «بايدن» سيستكمل الدعم الكبير لأوكرانيا مع الخسائر الكبيرة التى تضرب الاقتصاد الأمريكى ونسب التضخم وحالة الإغلاق المهددة دورياً، وأكد أن المرشح الجمهورى المحتمل يحرص على إنهاء الصراعات العسكرية ويتفاخر فى خطاباته بأنه سلَّم الولايات المتحدة لمن لم يحافظ عليها ولم يصنها.

فيما أكدت خبيرة العلاقات الدولية علا شحود أن «بايدن» لعب دوراً كبيراً فى دعم أوكرانيا لإلحاق الضرر بـ«موسكو»، مشيرة إلى أن هناك انطباعاً أنه اتبع سياسة من شأنها عدم السماح بهزيمة أوكرانيا وعدم السماح بهزيمة روسيا خشية من ترسانتها النووية.

وبالتالى تمثلت الخطة فى استنزاف الدولتين، معتبرة أن روسيا وأوكرانيا نشبت بينهما حرب استنزاف أثرت سلباً عليهما، بينما تجنى الولايات المتحدة الثمار الجيوسياسية كونها بعيدة عن ساحة المعركة، وتوقعت «شحود» ألا يؤثر الدعم الأمريكى لأوكرانيا على فرص نجاح «بايدن»، مشيرة إلى أنه لن يكون حاسماً فى مسألة إعادة انتخابه من عدمه، لأن فوز أى رئيس أمريكى غالباً ما يتوقف على عوامل داخلية وليست خارجية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: روسية أوكرانية أمريكا إعادة الإعمار الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

كير ستارمر: البريطانيون دفعوا ثمن الحرب الروسية في أوكرانيا

أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن البريطانيون دفعوا ثمن الحرب الروسية في أوكرانيا، حسبما أفادت قناة “ القاهرة الإخبارية ” في خبر عاجل .

بريطانيا ترفع العقوبات المفروضة على وزارتي الدفاع والداخلية وأجهزة المخابرات السوريةبريطانيا وفرنسا وألمانيا تدرُس حلاً وسطاً لأوكرانيا وسط توتر مع إدارة ترامبوول ستريت جورنال: بريطانيا وفرنسا منفتحتان على تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لروسياملك بريطانيا تشارلز الثالث: شعرنا بالحزن العميق لوفاة البابا فرنسيس

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة فاينانشال تايمز أن كلًا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا تبحث إمكانية التوصل إلى تسوية وسطية للنزاع المستمر في أوكرانيا، وسط تنامي القلق الأوروبي من تصلب موقف الولايات المتحدة إزاء هذه القضية، وتراجع صبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مسار المفاوضات.

وأوضحت الصحيفة أن لندن وباريس وبرلين تعمل على بلورة تصور لاتفاق لا يُجبر كييف على تجاوز ما تصفه بـ"الخطوط الحمراء"، لكنه في ذات الوقت يفتح الباب أمام بعض التنازلات الإقليمية باعتبارها خطوة نحو إنهاء الحرب.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول على صلة بالمفاوضات الجارية في لندن قوله إن الدول الأوروبية الثلاث "تخشى من أن يؤدي استمرار التشدد الأمريكي إلى تعقيد المفاوضات وتقويض فرص التوصل إلى تسوية دبلوماسية"، في إشارة إلى ما وصفه بـ"فقدان الرئيس ترامب لصبره"، خصوصًا مع تزايد الانتقادات الأمريكية للأداء الأوكراني في مسار التفاوض.
 

مقالات مشابهة

  • "الناتو" عزز دعمه لأوكرانيا بمساعدات عسكرية تتجاوز 55 مليار دولار خلال عام 2024
  • في ذكراه الـ 155 كيف كان دور لينين في الثورة الروسية؟
  • البنك المركزي الأوكراني: الأصول الروسية المجمدة ضرورية لتعويض خسائر كييف
  • هجوم صاروخي قاتل على كييف.. وموسكو تصف قرضا يابانيا لأوكرانيا بـ السرقة
  • كير ستارمر: البريطانيون دفعوا ثمن الحرب الروسية في أوكرانيا
  • ترامب: لست راضيا عن الضربات الروسية على كييف
  • ‏رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: الضربات الروسية على كييف "تذكير حقيقي بأن روسيا هي المعتدي
  • ‏زيلينسكي يقول إنه سيقطع زيارته لجنوب إفريقيا بعد الضربة الروسية الدامية على كييف
  • في ذكراه ال ١٥٥ كيف كان دور لينين في الثورة الروسية؟
  • وزير الدفاع الهولندي: هناك حاجة إلى مزيد من الدعم لأوكرانيا