قال نيكولاى بوست، المحلل السياسى الأوكرانى، إن خطط الهجوم المضاد الأوكرانية كانت طموحة فى بداية المعركة، واستندت إلى وعود بتوفير الأسلحة المتقدمة والذخيرة الكافية، مشيراً إلى أن الهجوم المضاد فشل فى إحراز أهدافه الأصلية، ولكن من حيث أداء القوات فى ظل نقص الأسلحة والذخيرة وعدم الدعم بالطائرات، فقد حقق الجيش الأوكرانى المستحيل.

وأضاف الباحث الأوكرانى فى حواره لـ«الوطن»، أن العدوان على قطاع غزة شتت الانتباه عن الأزمة الأوكرانية ما أثر سلبياً على مستوى الدعم الغربى المقدم لـ«كييف»، وأدى إلى تفاقم المشكلات فى أوكرانيا.

بعد عامين من النزاع حدثنا عن الخسائر الأوكرانية.. وهل هناك خطط للسيطرة عليها؟

- البيانات الدقيقة حول الخسائر الأوكرانية ما زالت سرية لكننا نعلم أنها أقل من الخسائر الروسية التى بلغت مؤخراً 400 ألف فرد، وفى الأشهر الأخيرة ارتفعت الخسائر الأوكرانية أيضاً لأسباب مختلفة، منها النقص فى الذخيرة والمدفعية والطائرات دون طيار فى ظل تخفيض توريدها من الشركاء، كذلك عملية التجنيد تصطدم بصعوبات.

أما فيما يخص السيطرة على الخسائر فهناك خطوات رئيسية لتحجيمها تتمثل فى زيادة إنتاج الأسلحة والذخيرة، والحصول على أنواع جديدة من الأسلحة الغربية مثل طائرات «إف-16» والصواريخ بعيدة المدى؛ إضافة إلى اعتماد قانون جديد بشأن التعبئة وتحسين عملية التجنيد.

كيف ترى مستقبل الأزمة الروسية - الأوكرانية بعد عامين من الحرب؟

- أولاً، فى بداية الأزمة الروسية الأوكرانية كنا لا نعتقد أن الحرب ستستمر كل هذه الفترة الطويلة، لذلك تغيرت التوقعات الآن، ومع ذلك آمال تحرير كامل أراضى أوكرانيا ما زالت موجودة، لكن فى نفس الوقت القلق بين الناس يزداد أيضاً، إذ توجد هناك مخاوف من أنه ربما سيتعين تجميد القتال لفترة معينة وتأجيل استعادة الأراضى، وخصوصاً أن كل شىء يتعلق بالمساعدات الغربية ومزاج الشعب، والنجاح فى التعبئة.

ما رأيك فى إدارة الرئيس الأوكرانى «زيلينسكى» للصراع؟

- مثل أى شخص هو ليس مثالياً ولكن لإدارته جوانب قوية، منها توفير الدعم الدولى السياسى والمالى والتقنى والدبلوماسى، لكنه أيضاً أقدم على بعض الخطوات المثيرة للجدل فى المجتمع الأوكرانى، مثلاً تغيير القيادة العسكرية، فضلاً عن المشكلات فى ترشيد عملية التجنيد ومكافحة الفساد وغيرها من الأمور.

هل أثر العدوان على غزة على الدعم الأمريكى لأوكرانيا؟

- بالطبع، العدوان على قطاع غزة سحب البساط من الأزمة الأوكرانية ما أثر سلباً على مستوى الدعم الغربى لـ«كييف»، وأدى إلى تفاقم المشكلات فى أوكرانيا خلال الوقت الراهن.

بعد تصريحاته عن الناتو.. هل يهدد وصول ترامب للحكم مرة أخرى المصالح الأوكرانية؟

- اختلفت الآراء حول دور «ترامب» المستقبلى، إذ يضر حالياً بالصراع الأوكرانى بأقواله وأفعاله، لكن من الواضح أن هدفه الرئيسى هو تقويض موقف بايدن قبل الانتخابات. فربما فى حالة إذا فاز ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية نوفمبر المقبل، سيتصرف عكس ذلك وسيؤيد أوكرانيا فى الأزمة وذلك من أجل تعزيز موقفه هو.

فى رأيك متى تنتهى تداعيات الحرب «الروسية - الأوكرانية» على الاقتصاد العالمى؟

- التكهن بهذا الأمر صعب للغاية، لأنه يتعلق بموعد انتهاء الحرب، وكل شهر من القتال تزداد الخسائر والدمار، ولكن إذا افترضنا أن الحرب ستنتهى فى العام الجارى، أظن أن التعافى الاقتصادى سيستغرق عامين أو ثلاثة تقريباً، شريطة توفير الدعم من المجتمع العالمى، أما التداعيات الإنسانية فستستمر لعقود لما بعد الحرب.

تنفيذ الأهداف

كانت خطط الهجوم المضاد طموحة نوعاً ما، واستندت إلى الوعود بتوفير الأسلحة المتقدمة والذخيرة الكافية، يمكن القول بأن الهجوم المضاد فشل. لكن من حيث أداء القوات فى ظل نقص الأسلحة والذخيرة وعدم الدعم بالطائرات، فقد حقق الجيش الأوكرانى المستحيل، حيث تمكن من التقدم واختراق التحصينات الروسية، وتدمير قوتهم البشرية، كما تجدر الإشارة إلى أن قوات حلف الناتو لا تقاتل دون دعم بالطائرات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: روسية أوكرانية أمريكا إعادة الإعمار الهجوم المضاد

إقرأ أيضاً:

ترامب: لو كنت رئيسًا لما وقعت الحرب الروسية الأوكرانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أن الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته جو بايدن كان يريد أن تنضمّ أوكرانيا يوماً ما إلى «الناتو»، ملمّحاً إلى أنّ موقفه المفترض هذا ساهم في الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. 

وقال ترامب: «في لحظة ما، قال بايدن: (ينبغي أن يكونوا «الأوكرانيون» قادرين على الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي) حسناً، لقد وجدت روسيا شخصاً على عتبة بابها، وبإمكاني أن أتفهّم شعور (الروس) بشأن هذا الموضوع».

وفي الواقع، فإنّ دول «الناتو» وعدت أوكرانيا منذ 2008 بأنّها ستصبح يوماً ما عضواً في الحلف لكنّ الولايات المتحدة وألمانيا متردّدتان في الذهاب لأبعد من هذا الوعد، خوفاً من أن ينجرّ الحلف إلى حرب ضد روسيا.

كما سبق لترامب أن تعهد الضغط للتوصل إلى اتفاق سريع ينهي الحرب في أوكرانيا، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن مستقبل المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف.

وقال ترامب أمس الثلاثاء إنّ الحرب في أوكرانيا «ما كان ينبغي أن تبدأ أبداً»، مضيفاً: «أؤكّد لكم، لو كنت رئيساً لما وقعت الحرب أبداً».

مقالات مشابهة

  • ضباط المدفعية الروسية يعطلون محاولة سرية لتبديل القوات الأوكرانية بالقرب من بيلوجوروفكا
  • قوات حرس الحدود تضبط كميات من الأسلحة والذخيرة والمواد المخدرة.. صور
  • هل ينقذ اتفاق دفاعي بين إيران وروسيا وكلاء طهران؟
  • ابن سلمان وزيلينسكي يبحثان جهود حل الأزمة الأوكرانية الروسية
  • مبعوث ترامب إلى أوكرانيا: أكبر خطأ ارتكبه بايدن هو رفض التواصل مع بوتين لتسوية الأزمة الأوكرانية
  • ولي العهد السعودي يبحث مع زيلينسكي مستجدات الأزمة الأوكرانية
  • ولي العهد والرئيس الأوكراني يبحثان مستجدات الأزمة الأوكرانية الروسية والجهود المبذولة لحلها
  • ولي العهد السعودي يبحث هاتفيًا مع زيلينسكي مستجدات الأزمة الأوكرانية-الروسية
  • ولي العهد يبحث مستجدات الأزمة الأوكرانية الروسية مع زيلينسكي
  • ترامب: لو كنت رئيسًا لما وقعت الحرب الروسية الأوكرانية