بعدما يبلغ الأطفال الصغار عمرا معينا، قد يتجاوزون فترات القيلولة النهارية التي طالما التزموا بها عندما كانوا رُضّعا. وبتجاوز القيلولة وفترات الراحة خلال اليوم، قد يبدأ الطفل في التعبير عن إجهاده بأشكال عديدة، على رأسها البكاء والتطلُّب وصعوبة الإرضاء.

لذلك في حل عملي وخيار صحي لكل من الطفل والآباء، توصل خبراء الأمومة ورعاية الأطفال إلى روتين يومي من شأنه تعزيز سلامة الطفل العقلية، وتوفير فرصة للآباء والأمهات لالتقاط الأنفاس، وهو ما يُعرف بنظام "الوقت الهادئ".

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4متلازمة "الأم الباردة".. كيف تؤثر صدمات الماضي على عاطفة الأمومة؟list 2 of 4لا تتخلصي منها.. 9 أفكار للاحتفاظ بأعمال طفلك الفنيةlist 3 of 4مشاركة الأطفال في تنظيف البيت.. استغلال أم تربية؟list 4 of 4هل ينجح الآباء الصغار في تربية الأبناء؟end of list ما هو نظام "الوقت الهادئ" للأطفال؟

الوقت الهادئ، هو فترة من الوقت المستقطع للهدوء غير المنظم للأطفال دون سن الالتحاق بالمدرسة، يحدث عادة في غرفتهم، ويكون فرصة لأجسادهم وعقولهم للراحة والإبطاء.

يتم اعتماد هذا النظام بالتزامن مع تخلي الطفل عن حاجته للحصول على قيلولة النهار المعتادة، أي ما بين عمر عامين ونصف إلى 5 أعوام. وبالتدريج والتدريب، يصبح هذا هو الوقت المقدس الذي يتمكن فيه الأطفال من إعادة شحن طاقتهم والحصول على الراحة التي يحتاجونها للمرور بيومهم دون إجهاد.

كما يمنح هذا الفاصل فرصة لإعادة ضبط حواس الطفل كي لا تكون مفرطة النشاط وتسبب له التوتر والإنهاك، وكذلك يتيح للأهل فرصة للراحة خلال اليوم الطويل في رعاية الأبناء وقضاء المهام اليومية المختلفة.

وبحسب الأبحاث العلمية المتخصصة، يتضح أن هذا القسط من الراحة يكون بمثابة فرصة لدماغ الطفل لفهم ما تعلمه مؤخرا، واستيعاب الأنشطة التي مارسها منذ استيقاظه.  وذلك لأننا أثناء شرود ذهننا، نعيد تشغيل المحادثات التي أجريناها في وقت سابق من ذلك اليوم، ونعيد كتابة ذكرياتنا وسلوكياتنا كوسيلة للتعلم في المستقبل.

هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى أنه قد حان لتقصير قيلولة طفلك أو إلغائها بالكامل، أبرزها مقاومة القيلولة (بيكسابي) متى يبدأ تدريب الطفل على الوقت الهادئ؟

هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى أنه قد حان الوقت لتقصير قيلولة طفلك أو إلغائها بالكامل. أبرزها إذا بدأ طفلك في مقاومة قيلولته أو الاستيقاظ مبكرًا منها، فقد يكون السبب أنه لم يعد متعبًا بما يكفي ليحتاج إليها بعد الآن.

من ناحية أخرى، قد يواصل الطفل الحصول على القيلولة النهارية المعتادة، ولكنك ستبدئين في ملاحظة الاستيقاظ الباكر من النوم في اليوم التالي، أو قد يستيقظ طفلك في منتصف الليل عدة مرات.

تقول هيذر والاس، استشارية نوم الأطفال الأميركية: "يتمتع الطفل بقدر معين من النوم في خزان النوم الخاص به، إذا حصل على قسط كبير من النوم أثناء النهار، فسيملأ خزانه ولن يكون هناك مساحة كافية للنوم ليلا. لذا يجب إلغاء القيلولة من أجل إعادة التوازن بين النوم أثناء النهار والليل".

يجب إلغاء القيلولة من أجل إعادة التوازن بين النوم أثناء النهار والليل (شترستوك)

وقد يتخيل بعضنا أن الوقت الهادئ سيكون ساعة يستلقي فيها الطفل في السرير مع مصباح خافت، أو يلعب بكتاب أو دمية محشوة دون أن يبدر منه أي صوت تقريبا، لكن الوقت الهادئ لا يحتاج بالضرورة إلى أن يبدو هكذا.

لكن الحقيقة هي أن يعتمد هذا الفاصل من الراحة على أن يظل الطفل دون تحفيز إضافي أو تفاعل مع الوالدين أو الأطفال الآخرين، ويستمتع باللعب بمفرده في هدوء.

كما لا يحتاج الأطفال في ساعة الوقت الهادئ أن يظل جسمهم ساكنًا ولا يتعين عليهم البقاء هادئين أو صامتين. لكن الوقت المستقطع لهم مع أنفسهم وأنشطتهم وحده يمكن أن يساعد في إنعاشهم وإبقائهم في مزاج جيد بقية اليوم حتى يتمكنوا من الوصول إلى وقت النوم دون الانخراط في كثير من الدراما.

القراءة من أهم الأنشطة التي تعزز الاسترخاء في "الوقت الهادئ" (شترستوك) الأنشطة التي تعزز الاسترخاء في "الوقت الهادئ" القراءة: ضعي سلة كتب صغيرة لطفلك في الوقت الهادئ ليتدرب على الأمر ويكتسب مهارات فكرية متنوعة. وإذا كان طفلك عرضة لتمزيق الكتب، فالتزمي بالكتب القماشية المتخصصة للأطفال حديثي السن. كذلك تُعد الكتب التفاعلية خيارا ممتعا أيضا. التلوين: يعد التلوين أحد أفضل الأنشطة الهادئة للأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة. فهو ممتع ولا يتطلب الكثير من الإعداد أو التنظيف. الرسم: حاولي أن تقدمي لطفلك الصغير لوحة رسم لتسهيل عملية التلوين في السرير (أو على الأرض)، مع ألوان قابلة للغسل لكي لا تحدث الحوادث المؤسفة. وتعتبر السبورة البيضاء والأقلام الجافة سهلة المسح خيارا جيدا أيضا. اللعب بالمكعبات، الدمى أو السيارات: تُعد هذه من الأنشطة الممتازة في وقت الهدوء لمرحلة ما قبل المدرسة والأطفال الصغار الأكبر سنا. فقط تأكدي من اختيار الألعاب الملائمة لعمره للحصول على تجربة ممتعة وآمنة. تركيب الأحجيات: يعد العمل على الألغاز المفككة (Puzzle) نشاطًا هادئًا رائعًا للأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة. ولكن تأكدي من اختيار المستوى المناسب من الصعوبة لطفلك، على أن تكون ليست سهلة لدرجة أن يشعر بالملل على الفور، وليست صعبة لدرجة أن يحتاج إلى المساعدة. خبراء التربية ينصحون بعدم تقديم أكثر من نشاطين أو 3 للطفل خلال الوقت المستقطع للاختيار بينها (غيتي إيميجز) نصائح عامة لوقت هادئ مثالي

الحد من الخيارات: يُنصح بعدم تقديم أكثر من نشاطين أو 3 للطفل خلال هذا الوقت المستقطع للاختيار بينها.

خالية من الشاشات الإلكترونية: يُعد تجنب الشاشات طريقة جيدة لتعزيز الاسترخاء وبناء عادات نوم صحية والحفاظ على قدرات الطفل العقلية.

وقت ممتع: فكري في تخصيص بعض الألعاب "لوقت الهدوء فقط" لمساعدة طفلك الصغير على التحمس لقضاء وقت هادئ بمفرده وعدم اعتياد النشاطات.

دعي طفلك يشعر بالملل: بعد أن تقومي بإعداد بعض الأنشطة الهادئة، لا تشعري أنك بحاجة للتدخل إذا فقد طفلك الاهتمام. الملل أمر صحي، ويمكن أن يجعل النوم يبدو أكثر جاذبية أيضا في نهاية يوم طويل.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

طرق سهلة لـ تهدئة الطلاب من التوتر قبل الامتحانات

 قد يكون التوتر أثناء الامتحانات غير مألوف للأطفال، مما يجعله مرهقًا، ويمكن للوالدين دعمهم بتخفيف قلقهم وتوجيههم.

كيف تعالجين طفلك من إدمان الهواتف؟احذر من مخاطر الألعاب النارية على الأطفال في شهر رمضان

 ويعد التوتر تحدي شائع قد يُؤثر سلبًا على الصحة النفسية، قد يظن البعض أن البالغين وحدهم هم من يعانون من التوتر في محاولتهم التوفيق بين العمل والحياة ، ولكن دعونا لا ننسى أن الأطفال أيضًا يواجهون عالمًا معقدًا. فهم أقل خبرة، وبالتالي يجدونه أكثر صعوبة.


على الآباء دعم أبنائهم في مواجهة المواقف العصيبة. 

التوتر أمرٌ بديهي في الحياة، لكن كيفية التعامل معه تُحدث فرقًا. 

يطور البالغون مهارات أفضل في إدارة التوتر مع النمو العاطفي مع مرور الوقت، لكن بالنسبة للأطفال، لا يزال الأمر جديدًا عليهم وقد يُشعرهم بالإرهاق.

التعرض للبرد: رش الماء البارد على الوجه أو حمل مكعب من الثلج لإعادة ضبطه على الفور.
حركات القفز، والدوران، والاهتزاز الجسدي كلها تساعد على التخلص من التوتر وتحفيز الجسم على إطلاق الإندورفين.
التنهد العميق: الزفير الطويل ينشط الاستجابة الهادئة.
الهمهمة أو الترديد: التنفس المتحكم والتركيز التأملي والاهتزازات الجسدية تهدئ العصب المبهم.
إعادة ضبط دقيقة واحدة: قد تكون الحلول صغيرة. تقنيات اليقظة الذهنية الدقيقة، مثل عدّ الأنفاس بالأصابع، قد تُساعدك في هذه اللحظة.
التحدث مع النفس: ساعد الأطفال على اختيار شعارهم الإيجابي المُثبّت ليرددوه لأنفسهم. على سبيل المثال، "أهتم بالنجاح، وهذه نقطة قوة".
قوائم التشغيل: أثبتت الأبحاث العلمية أن بعض الأصوات والموسيقى لها قدرة على تنظيم الجهاز العصبي، على سبيل المثال، النبضات الثنائية، أو الضوضاء البنية، أو أصوات الطبيعة.
تقنيات الذاكرة والتعلم للطلاب

يُعدّ التحضير للامتحانات من أهم مصادر التوتر لدى الطلاب، فهم يعانون من القلق والتوتر الشديد أثناء الامتحانات. وتزيد عوامل عديدة من هذا التوتر، مثل الضغط النفسي للتفوق الدراسي، وتغطية المنهج الدراسي الشامل، وكتابة الامتحان في القاعة. كما يُعدّ عدم القدرة على تذكر المواد الدراسية سببًا آخر للتوتر. وقد ينسى الأطفال، مما يزيد من شعورهم بالتوتر. كما أن قلة النوم الكافية تُسبب شللًا ذهنيًا.

يمكن معالجة كل هذه الأمور من خلال ضمان اتباع الطلاب لذاكرة التعلم الصحيحة لتحقيق الحفظ والتذكر الأمثل. وقد شاركت براكريتي هذه التقنيات للطلاب:

ممارسة الاسترجاع
هذا بسيط، تذكر شيء ما يُقوّي تلك الذاكرة بتقوية الروابط العصبية التي تُثبّته فيها، هذا يُسهّل على الأطفال تذكّر تلك الذكرى في المستقبل، مثال جيد على ذلك سؤال الأطفال عمّا تعلّموه في المدرسة في ذلك اليوم، عندما تسألهم، تُساعدهم على تذكّر تلك الدروس بشكل أفضل.

خريطة المفاهيم
هذه الأداة فعّالة بشكل خاص للمتعلمين البصريين. فبوضع المفاهيم في حيزها، على سبورة بيضاء مثلاً، يُسهّل على المتعلمين البصريين تعلم المفاهيم الجديدة والعلاقات بينها.

ويستفيد بعض الأطفال أيضاً من نسخة ذهنية من هذه التقنية. فبتخيل أنفسهم "يخزنون" المعلومات على رفوف المكتبة الخيالية في أذهانهم، يمكن للأطفال العودة إلى ذلك الرف نفسه للوصول إلى المعلومات بسهولة.

مقالات مشابهة

  • انتبه من فضلك.. أطفالنا في خطر!| نجدة الطفل تلقت 66 ألف 645 ألف مكالمة خلال شهرين.. 87% منها للأطفال في وضعية الخطر.. خبراء: البلاغات لا تمثل 10% من الواقع ونحتاج لدراما حقيقية وتوعوية
  • إدمان الأجهزة لدى الأطفال.. 7 علامات تحذيرية وحلول فعالة
  • حوارات ثقافية| الكاتب أحمد عبدالعليم يكشف لـ «البوابة نيوز» استعدادات «القومي لثقافة الطفل» لشهر رمضان وعيد الفطر المبارك
  • رئيس "القومى لثقافة الطفل" يكشف لـ "البوابة نيوز" استعدادات المركز للاحتفال بعيد الفطر
  • كيف تحمي طفلك الصغير من التسمم في المنزل؟
  • القابضة للمياه واتحاد البلديات الهولندية ينظمان يومًا ترفيهيًا توعويًا للأطفال بأسيوط
  • لحماية طفلك من التقلبات الجوية.. نصائح للوقاية من الالتهاب الرئوي
  • نصائح لصيام صحي وآمن للأطفال
  • طرق سهلة لـ تهدئة الطلاب من التوتر قبل الامتحانات
  • الهربس الفموي.. فيروس قد يُهدد طفلك بأعراض خطيرة (تحذير من تقبيل الرضع)