هى التى تشرق الشمس من أجلها

كلمة «مر» تعنى الحب عند أجدادنا الفراعنة وهم من أوائل الشعوب التى عبّرت عن مشاعر الحب وظهر ذلك مدونا ومنحوتا على جدران المعابد والجداريات وأوراق البردى والتى ستظل تحكى وتبوح بأسرار الحضارة الفرعونية العظيمة.

 فهم بحق استطاعوا أن يخلدوا تفاصيل حياتهم وحضارتهم بذلك من خلال الكتابة الهيروغليفية والنقوش التى تبيح بكثير من أسرار أعظم حضارة أبهرت العالم أجمع ومن بين ما عثر عليه ما دوّنوه عن الحب عند أجدادنا الفراعنة والتى تحكى قصص عشقهم وحبهم.

والتى حفرت على أوراق البردى على مدار آلاف السنوات خلدها المصريون القدماء فكتبوا ونقشوا وحفروا كل شىء فى حياتهم على جدران المعابد كى يتعلم منها الأحفاد، بحسب ما أكده خبراء الآثار المصرية، وتأتى تلك المقدمة التى ذكرتها بمناسبة أن العالم احتفل منذ ساعات بعيد الحب أو الـValentine's Day أو يوم الحب أو يوم القديس فالنتين وهو احتفال سنوى يحتفل به كثير من الناس فى العالم فى 14 فبراير حسب الكنيسة الغربية أو فى 6 يوليو حسب الكنيسة الشرقية من كل عام، إذ يحتفلون بذكرى القديس فالنتين ويحتفلون بالحب والعاطفة ويعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم وبالتزامن مع عيد الحب فقد قرأت وعلمت من أصدقائى الباحثين فى مجال الآثار والأثريين أن المصريين القدماء كانوا من أوائل الشعوب التى عبّرت عن مشاعر الحب قديمًا، حيث إن الكثير من قصص الحب دونت على ورق البردى وجدران المقابر والمعابد، فعند زيارتى لمعبد أبو سمبل منذ أوائل الألفية وجدت عبارة «هى التى تشرق الشمس من أجلها» منحوتة على واجهة معبد زوجة الملك رمسيس بأبى سمبل بأسوان. وبهذه الجملة عبّر الملك رمسيس الثانى عن حبه لزوجته نفرتارى. كما تبين أن الفراعنة كان لديهم براعة فى اختيار الكلمات والمعانى التى تعبر عن حبهم، ومن بين قصص الحب بين الملوك والملكات فى مصر القديمة قصة حب الملك إخناتون وزوجته نفرتيتي، وكانت قصص الحب الشهيرة من مصر القديمة لم تقتصر على الملوك والملكات فقط، فهناك قصة حب “إيزيس وأوزوريس” والتى تعتبر من أشهر قصص الحب الأسطورية عند الفراعنة، وفيها عشقت إيزيس زوجها أوزوريس وجمعت أشلاءه بعد وفاته باكية عليه، فكانت دموعها وكأنها نهر النيل.

وقد أظهرت التماثيل المصرية معانى الحب عند المصريين القدماء، مثل تمثال أمنحتب وتى وتمثال رع حتب، ونفرت، وتمثال منكاورع وزوجته وقد كتب المصرى القديم عن حبيبته فقال حبيبتى ليس لها ثانٍ، هى أجمل الجميع، إنها تشبه نجمة الصباح عند شروقها مع مطلع عام سعيد، ساحرة هى نظرات عينيها، رقيقة هى كلمات شفتيها، نبيلة هى فى مظهرها عندما تسير على الأرض، إنها تأسر قلبى بجمالها، أنتِ الأجمل بين النساء أما أنا فغارق لرأسى تحت أمواج الحب هكذا استطاع المصرى القديم التعبير عن الحب وكان من أوائل أصحاب المشاعر.

 

 

المصدر: بوابة الوفد