بوابة الوفد:
2025-05-01@04:42:44 GMT

تمام أفندم

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

يقول البروفيسور أكمل إحسان أوغلو فى مقدمة كتابه الأتراك فى مصر وتراثهم الثقافى: «قد نرى بين عالم يدرس فى القاهرة، وشاعر أو مؤلف لكتاب فى إسطنبول ظهور خط متصل يتجاوز الزمن والمكان، وهذا الخط قد ربط برباط وثيق بين الشعبين، وكشف أيضاً عن أهمية كبيرة فى حاضر العلاقة بين المجتمعين».

نعم وصلت العلاقة الخاصة إلى مستوى المصاهرة العائلية فهذا التأثير المتبادل كان له عظيم الأثر على العلوم الشرعية والفنون والعمارة والموسيقى والترجمة ولغة الإدارة العسكرية.

لذا تعد زيارة أردوغان للقاهرة استثنائية، فهى الأولى كرئيس للجمهورية وقد أعرب عن سعادته بوجوده فى القاهرة بعد ما لمسه من حفاوة الاستقبال الدافئ الذى أذاب جليد قطيعة دامت 12 سنة، وذكر أن مصر وتركيا لديهما تاريخ ثقافى مشترك يعود لأكثر من ألف عام، مؤكدا أنهم يسعون لرفع العلاقات إلى المستوى الذى تستحقه، وقد دعا السيسى لزيارة أنقرة.

هذه الزيارة التاريخية تتويجاً لجهود دبلوماسية بُذلت لتصحيح مسار العلاقات المضطربة بعد حقبة طويلة من التجاذبات السياسية نتيجة أحداث الربيع العربى التى عصفت بأنظمة عتيدة وتحالفات إقليمية مستقرة وأغرت مشاريع ايديولوجية قديمة للخروج من القمقم مما جعل الارتباك الجيوسياسى هو سيد الموقف الذى انعكس على تعقيد الملفات الحساسة فى منطقة تعيش على صفيح ساخن.

لاشك أن التنافس المحموم بين القطبين على قيادة العالم السنى قديم جديد، فتاريخ تأزم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مر بعقبات مختلفة دائمآ ما يتكرر الماضى ولكن بأشخاص مختلفة ومسميات مختلفة، فعقب ثورة يوليو وجه السفير خلوصى طوغاى صهر العائلة المالكة الفاظاً نابية إلى عبدالناصر الذى رد الصاع صاعين وتم طرده خلال 24 ساعة وتفتيشه داخل المطار بطريقة مهينة ووصل التوتر ذروته عندما أرسل الجيش بعض قواته للدفاع عن الحدود السورية من الغزو التركى وكاد شبح المواجهة العسكرية يتكرر لكن هذه المرة على الأراضى الليبية بعدما رسم السيسى الخط الأحمر الشهير ومع كل مرة تتأزم الأمور وتزداد حدة التراشق الإعلامى وتصل إلى حافة الهاوية تتغلب الحكمة الفرعونية العثمانية بنزع فتيل الأزمة والحفاظ على شعرة معاوية وتتجلى البراجماتية فى الحرص استمرار التبادل الاقتصادى الذى وصل إلى 10 مليارات دولار بالرغم من العداء الشديد.

كان الموقف المصرى من عودة العلاقات الكاملة متحفظاً للغاية حتى تقترن الأقوال بالأفعال، خاصة فى التزام أنقرة بعدم التدخل فى الشئون الداخلية وقطع الحبل السرى عن جماعة الإخوان.

مبدأ مصر فى إدارة علاقاتها مع دولة محورية مثل تركيا هو الرشادة السياسية بضبط مؤشر العلاقات للخروج من شرنقة الشخصنة الايديولوجية إلى آفاق العلاقة المؤسسية بين دولتين ونظامى حكم على قاعدة احترام المصالح الوطنية وهو ما سمح بتطور العلاقات من التهدئة والتسكين إلى بناء نموذج شراكة اقتصادية حتى وصلنا إلى مرحلة التأسيس الاستراتيجى.

لا يجب أن يسود منطق الأهواء العاطفية للحكم على العلاقات الدولية فليس هناك عدوات دائمة ولا صداقات دائمة وإنما هناك مصالح دائمة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البروفيسور إسطنبول العلاقة الخاصة دبلوماسية العلاقات المضطربة

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: " نصف مصر " الذى لا يعرفه المصريون !!{2}



فى حديثى أمس عن حتمية الإتجاه غربًا !! أى الإتجاه إلى وادينا القديم !! نعم إسمه الحقيقى "الوادى القديم"، حيث كان هو الأهم من حيث البنيه الأساسية مثل طرق التجارة العالمية والمدن المنشأه على طوله من الجنوب وحتى شمال البلاد فى سيوة، حيث كانت البلاد المعروفه بطيبة ( الأقصر ) (ومنف) الجيزة، " وهليوبوليس "، جنوب الدلتا وشمال القاهرة، كل هذه المدن كانت تقع وسط " احراش "من فيضان النيل الذى  كان يغطى كامل مسطح وادى النيل شمالًا وجنوبًا، وكانت " ترتع فيه التماسيح "، فكانت الطرق المحميه بالطبيعة هى تلك المارة بواحات مصر الغربية، لذا هو " الوادى القديم " أما " وادينا الجديد " فى الحقيقة هو وادى النيل وما نراه ونعيش فيه وعليه اليوم.
أما الإطلاق لإسم " الوادى الجديد " على " واحات مصر الغربية " فكان ( مجازًا ) للمستقبل كما ( أطلق عليه ) زعيمنا العظيم الراحل "جمال عبد الناصر" !!
ظهرت كل عناصر النجاح بعد الإهتمام بالتنمية فى الوادى، وصدَّر الوادى الجديد لمصر، وللعالم (البطيخ النمسى) والأزر المصرى الممتاز والمعروف فى العالم كله، والفول والعدس، والذرة والقمح وكما قلت أمس كانت باكورة إنشاء المصانع التى تقوم على الزراعة وتوقفت برامج التنمية والإهتمام بالوادى نظرًا لظروفنا مع الإحتلال الإسرائيلى لشبه جزيرة سيناء، " ولخدش " الكرامة الوطنيه، والإصرار المصرى على رد تلك الكرامة مهما كان الثمن، فتوقفت برامج التنمية، وبعد إنتصار أكتوبر كان الإهتمام بالوادى إهتمام يكاد يكون شبه منعدم !!حيث إتجه الإقتصاد إلى الغرب، إلى ما سمى بالإنفتاح والإستيراد فكانت عوامل الإقتصاد هو الحصول على توكيلات أجنبيه لكل المنتجات الإستهلاكية، من طعام ومواد إستفزازيه فى الغذاء، مع الإهتمام بأن يعيش المصريون حياة البذخ، الغير مسنود على موارد حقيقية حيث لا إنتاج، ولا زراعة، ولا صناعة، وأصبح القطاع العام الذى بناه "جمال عبد الناصر" طيلة سبعة عشر عامًا، مجالًا " للنهب والتربح " من ذوى السلطة والمحسوبية، وظهر إقتصاد يقوم على العمولات، وإنتهى إقتصاد القيمة المضافة، فأصبحنا نُصَدِرْ الخامات، ونستوردها مصنعه، ففقدنا أهم شيىء فى حياتنا وهى الرغبة فى العمل، وإهتم الإقتصاد بالسمسرة والعمولات، وجلب البضائع المستفزة لعامة شعب مصر، ولكن كان النصر الذى أحرزته القوات المسلحة المصرية فى أكتوبر 1973، وتلاحم الشعب مع قواته المسلحة، والإحساس بعودة الكرامة المصرية، بل الكرامة العربية هى التى تتوج الموقف المصرى فى جميع مجالات الحياة السياسية، ورغم الخطأ العظيم الذى وقع فيه الرئيس "السادات"، وهى حربة المعلنة على حقبة زعامة "جمال عبد الناصر" ( سرًا ) وفى العلانية فهو سيمشى على ( خطى جمال عبد الناصر ) هكذا قال أمام مجلس الشعب، وخرجت النكتة المصرية لكى تستكمل الجملة (بالاستيكة !! ) وكان تشجيعه للجماعات الإسلامية للوقوف ضد ماكان يطلق عليهم أصحاب "قميص عبد الناصر"، وإستفحل الأمر، فأخرج الإخوان للحياة السياسية ودعمهم بكل الوسائط فى مؤسسات الدولة وخاصة الأجهزة الأمنية إلى أن أغتالوه فى يوم عمره كله، يوم نصره، يوم عزته وعزة "مصر" كلها، يوم 6 أكتوبر 1973، أغتيل وهو يستعرض قواته المسلحة، شامخًا وسط جنوده، وإذ بأحدهم أو ببعضهم يقتلوه لكى ندخل فى نفق أخر من نظام حكم بدء مساء 23 يوليو 1952وتوالى على قيادته زعامات إعتنقت سياسات للأسف مختلفة عن بعضها البعض فكان ما وصلنا إليه !!                                                                         وللحديث بقيه.........
[email protected]

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: " نصف مصر " الذى لا يعرفه المصريون !!{2}
  • والدة الطفل ياسين: جعلت ابني يرتدي قناع «سبايدرمان» لحمايته نفسياً
  • ترقبوا.. بيان مهم للقوات المسلحة اليمنية للإعلان عن عدد من العمليات العسكرية، في تمام الساعة 9:30 مساءً
  • الرئاسي: اللافي اقترح على “تيته” إحياء مسار برلين للخروج من الأزمة السياسية
  • لجنة نصرة الأقصى تدعو للخروج المليوني يوم الجمعة بالعاصمة والمحافظات
  • مواعيد الصلاة في أسوان اليوم
  • مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 190 كاملة مترجمة للعربية.. وصول تورغوت «فيديو»
  • بوتين يعلن هدنة مؤقتة للحرب في أوكرانيا وترامب يريدها دائمة
  • المحافظ يناقش مع رئيس “الرقابة الإدارية” رؤية المركزي للخروج من الأزمة الاقتصادية
  • لضمان الأمان للحركة المرورية.. فواصل دائمة بكوبرى بديل خزان أسوان