بوابة الوفد:
2024-12-27@12:53:06 GMT

مقامرة «فكرية»

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

عن مؤسسة فلسطين للثقافة صدر للأسير المحرر وليد الهودلى رواية «ليل غزة الفسفورى» تصف أحداث العدوان على غزة أواخر 2008 مطلع 2009، وقد كتبها داخل السجن, وجميع أحداث الرواية تجرى فى مكان واحد - قطاع غزة-، والزمان قصير مركز لا يتجاوز الشهر.

وفى عام 1917 قدم الكاتب يسرى الغول روايته «غزة 78» التى تصف المدينة القديمة بمكوناتها وأهلها الرائعين، طيبتهم، حبهم وعطائهم، ويشرح «الغول» دون خجل كيف اغتصبت غزة كما اغتصبت أمها فلسطين، وكيف قضت إسرائيل وجيشها الغاشم على أحلام الشباب الباحثين عن الخبز والماء، كما قدم المخيم الرائع وجلسات البحر بكل رومانسية وقدم الطفولة المقتولة فى الصدور قبل العقول، والجمال بمكوناته على الشاطئ والبحر.

والروايتان أخذتا الوقت المناسب لتخرجا بهذه الروعة التى لا ينكرها أحد, فما بالنا برواية عن نفس الأحداث -التى تكرر نفسها- كتبت وخرجت إلى النور فى ثلاثة شهور فقط, إنها راوية «حائط بلا مبكى» للأديبة فكرية أحمد, وربما دفعتها الأحداث دفعا للكتابة كتفاعل طبيعى فهى -على حد قولها- لم تغمض لها عين طوال وقوع المجازر البشعة, ولم تنعم بطعام أو شراب, وكانت لا تستحل المياه الساخنة وأهالى غزة يفتقدون المياه النظيفة أصلا، وفى الرواية تغوص كعادتها بقلمها بكل جرأة داخل نسيج مجتمع الرواية لتسبر هذه المرة أغوار الجرح الفلسطينى بكل صدق، وتنبش تراب النكبة القديمة، وترصد بمنظار دقيق محاولة الاحتلال صناعة نكبة أخرى جديدة بحرب إبادة تواصل تنفيذها ضد المدنيين فى غزة.

تعيش الأحداث الدامية لحظة بلحظة مع قلم فكرية التى قررت المغامرة والمقامرة وكتابة راوية فى هذا الوقت المستحيل والذى لم يمنعها من السرد الشيق والقصص الإنسانية, والوصف الدقيق للحياة البائسة للشعب الفلسطينى, ولعل قصة الأسيرة «فريحه» مثالا صارخا على أعمال التعذيب الوحشى الذى يلاقيه الأسرى والأسيرات داخل سجون المحتل فالحارسات تنهال عليها ركلاً، ويقمن بـ«شبحها» على مقعد من الحديد، ويقيدن يديها وقدميها فى أطراف المقعد لقتل الجنين، ويبصق عليها الطبيب الإسرائيلى ويدفع إبرة حادة داخل أحشائها وهو يصرخ: أخرجى طفلك الإرهابى من أحشائك أيها الإرهابية.

وهذه المراهقة ندى تطلق صرخاتها فلا ينقذها أحد، والجندى الصهيونى ذو الرائحة النتنة يمزق ملابسها، يعرى جسدها، ويعاونه آخر فى اغتصابها بوحشية داخل معسكر سرى، وإذا بالمحكمة الإسرائيلية تغلق ملف البلاغ وتقول أن المغتصب مجهول؟

وهذا «جهاد» ابن السنوات الخمس يتشبث بصدر أمه، بينما النيران التى أشعلها المستوطنون تلتهم دارهم، تشوه جسد والده، وتقضى على أمه، وتترك ندبة على وجهه لا تمحيها الأيام.

و تختصر الرواية الواقع الذى يبحث عن مستقبل، وكأنها تنتظر أن يتم تحرير فلسطين وإنقاذ الأقصى، وتطهير حائط البراق من بكائيات اليهود ليتم إغلاق فصول الرواية بمشهد بطل الرواية خالد الزينى يحمل طفلاً مصاباً هو الناجى الوحيد من عائلة «الجوراني» فى حى الزيتون وقد بترت ذراعه، يجرى خالد بالطفل بحثاً عن مكان آمن فى غزة ليداوى به جرح الصغير على أمل أن يشفى ويفى بوعده له فيدربه على حمل السلاح والانتقام لعائلته التى قتلها الاحتلال، ولكنه يواصل الجرى حاملاً الطفل بجرحه النازف بحثا عن الملاذ، حيث لا مكان آمن، ولا مجال للعلاج، وتنتهى الرواية وهو لا يزال يجري.

الرواية صادرة عن دار النخبة العربية للنشر والطباعة برئاسة أسامة إبراهيم، وجاءت فى 300 صفحة من القطع المتوسط، وزيلت بفصل كامل لصور المذابح التى ترتكبها إسرائيل فى حق أصحاب الأرض الفلسطينيين كتوثيق وشهادة للتاريخ الذى قامت إسرائيل بتشويهه وحذف حقائقه من المناهج الدراسية فى فلسطين.

 الكاتبة أهدت روايتها للشعب الفلسطينى ونحن بدورنا نهديها إلى شبابنا, فهى وجبة دسمة لمعرفة القضية الفلسطينية بصورة صحيحة وبسيطة بعيدا عن مهاترات وسائل التواصل الإجتماعى.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صلاح صيام ندى مؤسسة فلسطين رواية أحداث العدوان

إقرأ أيضاً:

افتتاح مؤتمر الرواية والدراما البصرية بالأعلى للثقافة.. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قامت وزارة الثقافة برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو باستضافة المؤتمر الأول لنادي القصة بالتعاون مع الجمعية المصرية لأصدقاء مكتبة الإسكندرية بالمجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور أشرف العزازي أمين عام المجلس ، والذي حمل عنوان" مؤتمر الرواية والدراما المرئية" الدورة الأولى.. دورة خيري شلبي.

وتحدث في بداية المؤتمر الدكتور أشرف العزازي واصفًا القاء والمؤتمر بأنه مرايا تعكس واقعنا الذي تجسده القصص والروايات والتي تستطيع أن تسرد لنا التاريخ بما فيه من أحداث وتفتح أمامنا آفاقًا جديدة من التأمل والإلهام

وأضاف أن مثل تلك اللقاءات تعزز من مكانة الرواية والأدب والدراما كأداة قوية لنقل التجارب الإنسانية وإعادة اكتشاف قيمتها الفنية والأدبية فنحن كما قال نعيش في زمن تتداخل فيه التقنيات الحديثة مع إبداعاتنا الأدبية لذا سوف يمثل هذا المؤتمر شكلاً من أشكال المنصات الحوارية المثمرة بين الأجيال والخبرات وتبادل الآراء والرؤى ، لإبراز دور الرواية في تشكيل الوعي والتعبير عن هوية الشعوب

وعن فكرة المؤتمر تحدثت الدكتوره زينب فرغلي أمين عام المؤتمر وصرحت بأن الفكرة قد تبلورت منذ فترة طويلة وخرجت إلى النور بفضل رجال آمنوا بالفكرة واحتضنوها مثل الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة والدكتور أشرف العزازي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة والذي كما قالت غمرهم بكرمه وحفاوته.

 وأضافت أن المؤتمر سوف يتناول عددًا من القضايا الخاصة بالرواية الحيوية والمتشابكة مع مجالات أخرى ، فالرواية كما أكدت قامت بدور هام في جميع المجتمعات، واستطاعت أن تؤثر في الأفراد بل وفي المؤسسات المعنية بتفعيل القوانين بل وإصدار البعض منها، فكانت سببًا في صدور عدد من التشريعات وكان هذا بفضل عددا من الأفلام العظيمة مثل جعلوني مجرمًا وكلمة شرف وباب الحديد لذا نستطيع أن نقول إن الرواية والسينما جددت بشكل كبير فكر المجتمع ووعيه.

وعن الجوائز تحدث مقرر الجائزة أحمد قرني وقال إن إدارة المسابقات بنادي القصة منذ مطلع مايو الماضي أعلنت عدد من المسابقات للرواية المنشورة وغير المنشورة تقدم إليها عدد من المتسابقين ، كذلك أعلن مسابقة للصغار تحت سن 18 عام وقد تلقوا مشاركات واسعة ليس لعائدها المادي.

 كما قال ولكن لعراقة اسم نادي القصة والتي بدأ بفكرة في رأس الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس ، وأشار إلى الكتاب الكبار الذين تولوا رئاسة النادي العريق بداية من الكاتب الكبير طه حسين وغيره من العظماء

فيما تحدث السيناريست محمد السيد عيد رئيس نادي القصة موجهًا الشكر لوزارة الثقافة ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة على رعايته لهذا المؤتمر.

 ونوه عيد أن الدكتور هشام عزمي أمين عام المجلس الأسبق أبدى استعداده لنشر الأعمال الفائزة متمنيًا أن يتبنى المجلس هذا التوجه، كذلك وجه الشكر للجنة التحكيم التي تبرعت بالتحكيم في المسابقة دون مقابل ثم تناول في كلمته العلاقة بين النص الروائي والتليفزيوني والسينمائي متسائلاً عن طبيعة العلاقة بين التطابق والاستلهام

أعقب كلمات الافتتاح توزيع جوائز المسابقات والتي أعلن عنها نادي القصة في كافة المجالات الخاصة بالرواية المنشورة وغير المنشورة كذلك جوائز مسابقة الأطفال تحت سن ١٨ عام وقام الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور أشرف العزازي بتكريمهم والتقاط الصور التذكارية هو ومسؤولي نادي القصة والجمعية المصرية لأصدقاء مكتبة الإسكندرية.

 

مقالات مشابهة

  • نصوص في الذاكرة.. الرواية المقامة حديث عيسى بن هشام
  • عبقرية فكرية وأدبية.. صباح الخير يا مصر يحيي ذكرى ميلاد مصطفى محمود
  • كريمة أحداد: الرواية فنّ إعادة ترتيب الواقع
  • فلسطين تطالب بتعامل جدي مع إعلان إسرائيل نيتها السيطرة على غزة
  • افتتاح مؤتمر الرواية والدراما البصرية بالأعلى للثقافة.. صور
  • جائزة نادي القصة لرواية" حائط بلا مبكى" للكاتبة فكرية احمد
  • اليمن أم إيران؟ صراع داخل إسرائيل حول كيفية التعامل مع الحوثيين
  • موضوع عائلي 3 يهدي أولي حلقاته لـ لبني محمود وظهور خاص داخل الأحداث
  • كيف تخنق إسرائيل اقتصاد فلسطين بقوانينها؟
  • روبوتات مفخخة: سلاح إسرائيل الجديد لتدمير مستشفيات غزة