بوابة الوفد:
2025-02-07@04:23:17 GMT

المجتمع المدنى والأحزاب ونمط الاستهلاك المصرى

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

أحياناً ما تكون الأزمات الاقتصادية سبباً فى تغيير الثقافة الاستهلاكية للشعوب، ولا يخفى على أحد أن المجتمع المصرى شأنه شأن بقية المجتمعات العربية يعانى من تزايد مستمر فى الاستهلاك، خاصة ما يتعلق بالاستهلاك الاجتماعى، وهو الإنفاق على الممارسات التى لها دلالات اجتماعية والتى يعتبرها الكثيرون فى مجتمعنا عنواناً للوجاهة والفخر، خاصة أن أغلبها ليس منتجا محليا، فالمصريون يكلفون الدولة ملايين الدولارات فى استيراد الكافيار والجمبرى الجامبو والاستاكوزا، وأيضاً مليارات الدولارات على استيراد أجهزة الهاتف المحمول، فأصبح من الطبيعى أن تجد مواطنا راتبه الشهرى لا يتعدى الـ 10 آلاف جنيه يمتلك هاتفا محمولا ثمنه يصل إلى 60 ألف جنيه أو أكثر، والحقيقة أننا لا نحتاج إلى تحليلات اقتصادية معمقة لإثبات أن زيادة الواردات، على حساب الصادرات يشكل ضغطا على الدولة المصرية التى تواجه شُحا فى الدولار مما تسبب فى ارتفاع سعره خاصة مع زيادة الطلب.

لذلك فى ظل ما نتعرض له من ضغوط اقتصادية وأزمة ارتفاع الأسعار ورغبة مُلحة فى الخروج من الأزمة الحالية لابد أن يكون هناك اتجاه لتغيير ثقافة المجتمع الاستهلاكية إلى ثقافة إنتاجية، واستهلاك ما تنتجه أيدينا ومصانعنا الوطنية، والتخلى عن السلع والمنتجات غير الضرورية، لتخفيف فاتورة الاستيراد التى تتحملها الدولة المصرية، وهى المهمة التى يتحمل المجتمع المدنى والأحزاب جزءا كبيرا منها، حيث يساهمان مع الإعلام فى تعزيز التوعية؛ بهدف «عقلنة الاستهلاك»، وعدم الإخلال بقاعدة العرض والطلب، لا سيما فى الوقت الراهن الذى تتحمل فيه الدولة أعباء اقتصادية كبيرة، إذ تعد توعية المستهلك من المهام الأساسية التى يهدف إليها المجتمع المدنى، حرصاً منه على توجيه المستهلكين بالمخاطر التى تهددنا فى حال استمرار هذه الممارسات، خاصة أن تفشى العديد من المشكلات فى المجتمع مرتبط بانخفاض الوعى الاجتماعي.

لذلك يُعد المجتمع المدنى والأحزاب شريكان رئيسيان مع الحكومة والقطاع الخاص حيث يقومان بمهمة تعبئة جهود الأفراد، والتعبير عنهم، والمشاركة فى تنفيذ السياسات العامة، لذلك فعلى المجتمع المدنى الآن عدد من المسئوليات الرئيسية، أهمها توعية المواطنين بأهمية التوحد ضد سياسات الإستغلال المنتشرة فى مجتمعنا على حساب البسطاء، وأن تكون هناك آلية للتفاعل بين المواطنين والسلطة التنفيذية للتبليغ عن أى ممارسات استغلالية يقوم بها بعض ضعاف النفوس الذين لا يجدون غضاضة فى تكوين ثروات ضخمة على جثة هذا الوطن.

الحقيقة التى يجب ألا ينكرها أحد أن الخروج من الأزمة الحالية يحتاج تكاتف الجميع، وأن تخوض الأحزاب مع المجتمع معركة بناء الوعى المجتمعى الذى هو وسيلة أساسية لخفض معدل انتشار المشكلات، والحد من المخاطر الاجتماعية الناجمة عن الممارسات الخاطئة، خاصة أن المجتمع المدنى والأحزاب مؤهلان للقيام بهذا الدور لما يمتلكاه من أدوات تمكنهم من التواصل وغيرها من القضايا التى تتطلب مواجهتها وعيًا اجتماعيا متزايدًا.

وفى ظل أزمة الغلاء وارتفاع أسعار السلع الأساسية والغذائية الناتجة عن ارتفاع معدل التضخم ونقص العملة الصعبة بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وكذلك بسبب جشع التجار والمحتكرين، فمن ضمن إجراءات المواجهة أن يغير المواطن ثقافته الاستهلاكية خاصة أننا مقبلين على شهر رمضان الفضيل والذى تزيد فيها معدلات استهلاك المصريين للسلع، وعليه يجب أن يتم توعية المواطنين بأن يبتعدوا عن تخزين السلع بكميات كبيرة وأن يشترون ما يكفى احتياجاتهم الضرورية والأساسية، حتى لا يؤثر الأمر على وجود وفرة من السلع فى السوق.

وختاما.. يجب أن يعى المجتمع المدنى والأحزاب المسئولية المجتمعية الملقاة على عاتقهما من أجل تغيير القيم المجتمعية السائدة، والتى تشكل تهديدا للمجتمع.

عضو مجلس الشيوخ

عضو الهيئة العليا لحزب الوفد

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عضو مجلس الشيوخ عضو الهيئة العليا لحزب الوفد المجتمع المدني المجتمع المصري خاصة أن

إقرأ أيضاً:

قفشة تكنولوجية تطبيق كاشف الأرقام.. ضرره أكثر من نفعه

 

حسين الكدس

شهدت الآونة الأخيرة انتشارًا واسعًا لتطبيقات كشف الأرقام في اليمن، حيث يتفاخر العديد من المستخدمين باستعمالها دون إدراك مدى خطورتها على خصوصياتهم وأمانهم الشخصي، هذه التطبيقات، التي تتيح الاطلاع على بيانات وأسماء المسجلين في هواتف الآخرين، تمثل تهديدًا مباشرًا للحياة الخاصة للمواطنين، وتسبب أضرارًا اجتماعية وأمنية جسيمة.

انتهاك الخصوصية

تعتمد هذه التطبيقات على جمع البيانات من قوائم الاتصال الخاصة بالمستخدمين الذين يقومون بتحميلها، مما يسمح لأي شخص بإدخال رقم هاتف معين والاطلاع على الأسماء المسجلة به لدى الآخرين، كما أن هذه الميزة قد تؤدي إلى كشف أوصاف غير لائقة أو ألقاب مسيئة أطلقها البعض على أرقام معينة، مما يترتب عليه أضرار اجتماعية، خاصة في مجتمع محافظ مثل المجتمع اليمني.

ومن أخطر نتائج هذه التطبيقات أنها قد تتسبب في مشاكل اجتماعية كبيرة، حيث يمكن أن يؤدي اكتشاف بعض الأسماء المسيئة إلى خلافات أسرية، تصل في بعض الحالات إلى التعنيف أو الطلاق، خاصة عندما تكون النساء هن الضحايا الرئيسيات لهذا الانتهاك.

تهديد أمني خطير

إلى جانب انتهاك الخصوصية، تمثل هذه التطبيقات تهديدًا أمنيًا خطيرًا، حيث تتيح إمكانية التعرف على الأسماء الحقيقية وأعمال الشخصيات ذات الطابع الأمني أو المقاوم، مما يسهل على الجهات المعادية جمع المعلومات دون الحاجة إلى تجنيد جواسيس على الأرض.. لذا، من الضروري توخي الحذر عند حفظ أسماء الأشخاص في الهواتف، خاصة أولئك الذين ينتمون إلى جهات حساسة أو يقومون بأعمال وطنية، واستبدال أسمائهم الحقيقية بأسماء رمزية لحمايتهم من أي اختراق محتمل.

ضرورة التوعية والتحذير

إن خطورة هذه التطبيقات تتطلب تكثيف حملات التوعية في أوساط المجتمع، ورفع مستوى الإدراك حول المخاطر المترتبة على استخدامها، سواء من الناحية الاجتماعية أو الأمنية، كما ينبغي العمل على حظر هذه التطبيقات والحد من انتشارها، للحفاظ على خصوصية الأفراد وحماية الأمن القومي لليمن، خصوصًا في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب أعلى درجات الحذر في التعامل مع المعلومات الشخصية.

ختامًا، فإن حماية الخصوصية والأمن الشخصي مسؤولية مشتركة، وعلى الجميع توخي الحذر من استخدام تطبيقات قد تبدو للوهلة الأولى غير ضارة، لكنها تحمل في طياتها مخاطر جسيمة قد تهدد حياة الأفراد وأمن المجتمع بأسره.

مقالات مشابهة

  • غياب الروح الرياضية كارثة الألعاب القتالية.. حرب شوارع فى بطولات الجمهورية للملاكمة والمصارعة ببورسعيد والمنوفية
  • «جيل جديد».. «مواليد النازحين» تشهد العودة إلى غزة: الفرحة صارت فرحتين
  • قوات الدفاع الشعبى والعسكرى تواصل تنفيذ الأنشطة والفعاليات لدعم المجتمع المدنى 
  • أسرار أم كلثوم.. لا يعرفها أحد!
  • الحكومة: التعاون المجتمعي وترشيد الاستهلاك مفتاح تخفيف الضغوط على الدولة
  • مدبولي: تدبير احتياجات المواطنين خلال رمضان أولوية قصوى.. وزيادة الأجور في هذا الموعد
  • الحرية المصرى يدعو المجتمع الدولى للتصدى لمخططات تصفية القضية الفسلطينية
  • قفشة تكنولوجية تطبيق كاشف الأرقام.. ضرره أكثر من نفعه
  • البريد فى عامه الـ160: نجاحات بارزة وطموحات تصطدم بالتحديات
  • زراعة الشيوخ تصدر توصيات بشأن المنظومة القومية للأمن الغذائي وتعديل نمط الاستهلاك