منذ ٧٥ عاما وتاريخ الدولة الفلسطينية فصول من الالام والجراح دفاعا عن حرمة الأرض والعرض والوطن؛ ولم يسبق فى تاريخ نضال الشعوب أن وصل حال نضال وكفاح أمة إلى هذا الوضع الإنسانى المؤلم للشعب الفلسطينى.
وزاد من الآم هذا الشعب الجريح ما يحدث له منذ ٧ أكتوبر الماضى فى قطاع غزة، شعب غزة البطل المناضل الذى كتب فى صفحات النضال أعظم المواقف وأنبل السلوك فى التمسك بأرضه مقابل الموت والتعذيب وما زال يتجرع كل ألوان الألم وأبشع الجرائم تمارس على هذا الشعب الأعزل.
ولم يمر على هذا الشعب أسوأ من هذه الشهور الأربعة التى بدأت من ٨ أكتوبر الماضى من جراء حكومة صهيونية لم يكتب فى سجل كل وزير منهم كلمة الرحمة أو الإنسانية أو السلوك الإنسانى المعتدل، فسجلهم ملطخا بالدماء وانتهاك حقوق الشعب الفلسطينى ومصادرة الأراضى وقتل واعتقال النساء والأطفال والشيوخ وممارسة أبشع أنواع التعذيب فى المعتقلات على الأطفال والنساء، والقتل العشوائى بدون رحمة، وتعذيب الأطفال دون سن السابعة من العمر وقتلهم فى السجون.
وكل ذلك على مرأى ومسمع من كل المنظمات الدولية وفى غياب الضمير العالمى.. وكأننا نشاهد فصول من مسرحية مأساوية وليس وضع حقيقى كل لحظة لـ٦ ملايين فلسطيني، وشعب كل ذنبه وقضيته أنه يدافع عن أرضه ووطنه وعرضه من أجل الحياة والحرية والكرامة، وفى يده كل القوانين والقرارات الدولية التى تقر بحقه فى هذه الأرض، فهل هذا ذنب من وجهة نظر هذه العصابة الصهيونية التى تقول بأنها حكومة تل أبيب؟
لماذا تقتل ٢٨ ألف نفس بريئة، منهم ١٠ آلاف من الأطفال و٤٠ ألف جريح ومصاب، وأكثر من ٢ مليون مشردين بلا ماوى؟
أي قانون إنسانى من العصر الحجرى يرضى بهذا الوضع؟
هل نعيش فى غابة كبيرة تطبق قانون البقاء للأقوى بلا ضمير أو عقل أو قواعد إنسانية؟
أأصبح عرف هذه الحكومة ألا تنصاع لأى قرار دولى أو قوانين المنظمات الدولية؟
هل أصبحنا أمام قانون الغابة؟
وأمامنا شخص يكتب بأياديه الملطخة بدماء الأطفال والشيوخ والنساء سجله الإجرامي الأسود، والذى يتنفس كذبا كلما أطل بوجهه الإجرامى مدعيا كذبا بأنه يأسف على القتلى والجرحى المدنيين الفلسطينيين، يتباكى كالذئب على قتل ضحاياه.
العالم كله يقف منددا بما يقوم به من أبشع صور التدمير والقتل والتشريد لملايين الفلسطينيين مدعيا بأنه يحقق أهداف الحرب فى غزة ولابد لتحقيق كل الأهداف ولو على جثث وأشلاء الملايين.
وحتى الآن وبعد مرور ٤ شهور لم يحقق أى شيء من هذه الأهداف المزعومة، إلا تدمير حياة شعب من قتل وتشريد وتدمير لنصف دولة بأكملها.
وعندما يتحدث أحد عن تسوية سلمية ومفاوضات سلام لا نجد له أثر، كأنه خلق للقتل والتدمير والحرب والإبادة.
فهو ملك الإبادة الشاملة، نتنياهو عدو الحياة والسلام والأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، شعار سجله التاريخ فى صفحات سوداء تقابله يوم دخول قبره وتعرض عليه أمام مالك الملك الحى القيوم سبحانه وتعالى.
واستمرار الحرب مطلب شرعى وفق عقيدته البراجماتية لتوظيفها سياسيا حتى لا يقع فى شرك الهزيمة السياسية والحزبية يفقد مقعده كرئيس وزراء لحكومة صهيونية متطرفة لا تؤمن بالسلام، وكفرت بالعدالة وبكل القيم الإنسانية، فقط منهجها هو التدمير والتشريد والاعتقال والقتل والتعذيب.
هذا المخلوق يجد فى الحرب والدمار نجاة له من السقوط والهزيمة والمحاكمة، وهذا هو المكتوب فى دفتر أوراقه اليومية، إشعال الحرب للهروب من السقوط، ويعتقد بأن فى هذه الحرب انتصار على أعدائه فى الداخل والخارج لكنها الهروب إلى الفشل والهزيمة التى تنتظره فى القريب العاجل.
عضو اتحاد الكتاب
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو اتحاد الكتاب أحمد محمود أهلا بكم ٧٥ عاما الدولة الفلسطينية قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
خبير علاقات دولية: قرار اعتقال نتنياهو يعكس القناعة الدولية بارتكاب الاحتلال لجرائم الحرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن حكم المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو، كان منتظرًا منذ وقت طويل، وخاصة منذ تحريك المدعي العام، ومطالبة المحكمة بإصدار مذكرة اعتقال بحق كل من نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويوآف جالانت وزير الدفاع السابق، وهذا ما يعكس التحرك الدولي.
وأضاف أحمد، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن هذا القرار تاريخي، ويثبت أن إسرائيل أصبح مسؤوليها الآن في قفص العدالة الدولية، سواء في محكمة العدل الدولية التي تحاكم الدول، أو المحكمة الجنائية الدولية التي تحاكم الأفراد، وتعكس دلالة أيضًا أن قرار المحكمة لم يكن ليصدر دون جمع أدلة توثق جرائم الحرب.
وتابع: «قدمت الكثير من الدول الوثائق التي تعكس القناعة الدولية بارتكاب إسرائيل جرائم حرب ضد الفلسطينيين، سواء باستخدام سلاح التجويع أو بإستراتيجية الجحيم، التي تحول غزة إلى مكان لا يمكن العيش فيه، من خلال منع الغذاء والدواء وكل أساسيات الحياة».