بوابة الوفد:
2024-09-18@10:49:44 GMT

علمتنى الحياة إلغاء فكرة الضمان

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

نعيش فى الحياة الدنيا المؤقتة ونعتقد أن هناك شيئاً دائماً ولا نعلم أن لا شىء بالحياة مضمون؛ لا أشياء مضمونة ولا أيضا أشخاص؛ وهذا سبب تعاسة البعض وفقدان أحب الأشياء والأشخاص لديهم! فالإنسان لذا امتلك شيئاً اعتقد أنه ضمنه للأبد؟ وأيضاً إذا امتلك شخص اعتقد أنه ضمنه للأبد؟ ولا أعلم من أين أتوا هؤلاء بفكرة ضمان الأشياء والأشخاص؟! فقد تعلمت من أحداث الحياة الشخصية وأيضاً العامة أن لا شىء مضمونا؛ فلنعُد بالأحداث خطوة إلى الخلف ونتذكر أحداث كورونا وكيف ما ظننا أننا امتلكناه للأبد انتهى فى لحظة! ليت الأمر توقف عند هذا الحد فتوابع كورونا أعطتنا درسا ولكن القليل فقط من استوعبه أن لا شىء مضمون وأننا فى حقيقة الأمر نظن أننا نمتلك أشياء أبدية لمجرد أننا اتولدنا بها؟! فلنتذكر خبر إعلان السعودية السماح للفرد بزيارة الروضة الشريفة مرة كل 30 يوم خلال أحداث كورونا، وقتها تبادر إلى ذهنى أن الله يؤدب بعض عباده وإلغاء فكرة الضمان لدى البعض، فعند تواجدى بالسعودية تفاجأت أن هناك الكثير ممن يتواجدون بالأراضى السعودية العديد من السنوات ولم يتسن لهم فرصة زيارة الحرم المكى والنبوى، فالبعض يشعر بضمان تواجد الحرمين الشريفين وأنهم فى أى وقت يستطيعون الذهاب ولا يعلمون أن لا شىء فى هذه الحياة الدنيا المؤقتة مضمون أو دائم، فهل الله يعلمنا درس إلغاء فكرة الضمان؟!

فمن كان يتوقع أن هناك وباء سينتشر فى جميع بقاع العالم وعلى غراره سيتم منع المصلين من الصلاة فى الحرمين الشريفين؟ من كان يتوقع أن يأتى يوم وتكون فيه الصلاة بحساب فى هذا المكان الطاهر؟ فهل هذا درس من الله للعالم بإلغاء فكرة الضمان واستشعار النعم والشعور بقيمتها؟! فهذا حال بعض النفوس البشرية التعامل مع الأشخاص والأشياء بفكرة الدوام والبقاء، فالبعض لا يشعر بقيمة ونعمة بعض الأشخاص والأشياء إلا عندما يفقدونهم! أو تكون رؤيتهم والحديث معهم بحساب! فبعض النفوس البشرية تشعر بدوام الأشياء عند امتلاكها ورؤيتها، فهؤلاء أكبر درس قاسٍ لهم هو حرمانهم من تلك الأشياء أو منحهم لها بحساب!.

فعقب إعلان السعودية أن زيارة الحرمين أصبحت بحساب أى بشروط وضوابط، رأيت الكثير يُسارع بالزيارة والبعض الآخر يبذل قصارى جهده لأداء العمرة وأصبح من تمكن من الزيارة ينتابه الشعور بالفرحة وكأنه فاز فى سباق ! فالزيارة بحجز ولوقت معين عكس ما كان الأمر سابقًا فتستطيع زيارة الحرم فى أى وقت! وأداء العمرة فى أى يوم وزيارة الروضة الشريفة كما يتسنى لك! 

فمن أهم دروس كورونا للبشرية هو الإحساس بالنعم التى أنعم الله بها علينا ونحن بجهلنا شعرنا أنها حق مكتسب حتى نرى غيرنا يفتقدها أو تُسلب منّا ويتم منحها لنا بحساب!، فكم شعرنا أن النفس الذى نتنفسه بيسر نعمة! فيوم واحد لمريض كورونا يُكلفه الآلاف من الجنيهات! أيضًا من فقد حاستى التذوق والشم شعر بتلك النعمة التى لم يخطر ببال احد قط أنها نعمة إلا أن فقدها ولو لبضعة أيام! التنفس بدون أنبوبة الأكسجين نعمة وخاصة بعد ما رأينا العجز الذى شهدته ليس فقط مصر بل والعالم نتيجة نقص عدد أنابيب الأكسجين! فهل استوعب البعض الدرس الذى أراد البعض تلقينه للبشرية أجمع؟! أم مازال البعض يتعامل مع الأشياء والأشخاص التى يمتلكهم بحياته بمنطق الضمان؟! فالإنسان إذا حصل على وظيفة بعد جهد ظن أنه امتلكها ولا يعلم أن فى ثانية قد يفقد وظيفة إذا لم يبذل الجهد الكافى للحفاظ عليها! كذلك الأمر بالنسبة للأشخاص فى حياتنا فمن بذل جهدا للوصول إلى شخص يعتقد أن الأمر يتوقف عند الوصول للشخص ولكن فى حقيقة الأمر لا ضمان للأشخاص إلا بذل مجهود بالقدر الكافى للحفاظ عليهم وعلى العلاقة.

أختم مقالى هذا بنصيحة لنفسى قبل الكل بإلغاء فكرة الضمان فى حياتنا وإذا أرادت الحفاظ على ما تمتلكه من أشخاص وأشياء وتعتقد أنها ثمينة بحياتك فلتحافظ عليها ببذل مجهود كاف ومعاملة الأشياء والأشخاص بطريقة إمكانية فقدانهم إذا لم تحافظ عليهم بالقدر الكافى والمطلوب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د آيات الحداد مسافة السكة الحياة الدنيا الحياة الشخصية

إقرأ أيضاً:

المفتي عبدالله: المقاومة سر بقاء لبنان

شدد مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله على أن "الإمام موسى الصدر علمنا ان نتحمل المسؤوليات وأولها بناء الوطن وان تكون السمة فيه العدالة الاجتماعية بعيدا عن المحاصصة".
وتحدث في احتفال تأبيني أقامته حركة "أمل" لوالدة مسؤول المهن الحرة في الحركة - إقليم جبل عامل أحمد عباس في صور بحضور النائب أشرف بيضون، عن "مؤسسات الدولة التي لديها مسؤوليات تجاه الناس وضرورة التعاطي معهم على أساس الانتماء الى الوطن لا على أساس مناطقي وطائفي"، وقال: "البعض مصر حتى اليوم على جر لبنان الى حرب طائفية عند أي استحقاق، ولكن من الحكمة عند الصعاب القيام كما فعل الرئيس نبيه بري حين طرح مبادرة من أجل تقريب وجهات النظر. ندعو الى الحوار والتفاهم ولكن البعض يرفضون من أجل الحصول على امتيازات معينة".
وقال: "نحن نمارس حقنا القانوني والدستوري في اختيار رئيس للجمهورية يحفظ حقوق اللبنانيين جميعا ولا يلبي فقط حقوق البعض، وعند الاختلاف نلجأ الى الحوار لأننا امام مسؤولية وطنية، داعيًا كل القيادات السياسية وغيرها الى مراعاة الاعتدال للخروج من أزمة الدوامة التي نحن فيها. نحن لدينا مرشح جدّي، والآخرون ليس لديهم مرشح جدّي. لنعد الى رؤية الإمام الصدر ان لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، يتعايش فيه اللبنانيون مع اختلافهم الطائفي والمذهبي ولكن يجمعهم الوطن الواحد ذو السيادة الواحدة ولا يسمح لأي كان بأن يعتدي عليه".
(الوكالة الوطنية)

مقالات مشابهة

  • البرتقال الأخضر: فوائده والأشخاص الممنوعون من تناوله
  • غوغل تفوز بدعوى إلغاء غرامة مكافحة الاحتكار بقيمة 1.49 مليار يورو في محكمة الاتحاد الأوروبي
  • تطور خطير على الحدود اللبنانية.. تصعيد إسرائيلي وقلق أمريكي
  • أمير الجوف يطلع على مشاريع ومبادرات برنامج جودة الحياة في المنطقة ويشيد باهتمام ودعم القيادة الرشيدة للبرنامج
  • أدعية لطلب البركة والرحمة في الحياة اليومية
  • ضياء الدين داوود: فلسفة قانون الإجراءات الجنائية قائمة على فكرة إلغاء الأحكام الغيابية
  • المفتي عبدالله: المقاومة سر بقاء لبنان
  • رئيس جامعة القاهرة يفتتح معملي الذكاء الاصطناعي والروبوتات وإنترنت الأشياء
  • حزب الله.. لا تهدئة في ظل الحرب على غزة ولو انتُخب رئيس
  • الجيش السوداني يسجل تقدماً نوعياً بحساب التكتيك والمبادرة