موقع النيلين:
2025-02-22@04:19:16 GMT

الولايات المتحدة الإسرائيلية!

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT


في ظرف أربعة أشهر ونصف شهر فقط، أقدمت الولاياتُ المتحدة الأمريكية على استعمال ما يُسمَّى ظلما “حقّ النقض” لإحباط ثلاثة مشاريع قرارات في مجلس الأمن الدولي لإيقاف حرب الإبادة بغزة، آخرها مشروع القرار الذي تقدّمت به الجزائر يوم الثلاثاء 20 فبراير.

هذا الفيتو هو ضوءٌ أخضر للاحتلال لمواصلة ارتكاب المجازر وأعمال الإبادة والتطهير العرقي بغزة بكلّ راحة، وبداية الهجوم على رفح، والتجويع الممنهج للفلسطينيين قصد تصعيد الضغط عليهم لتهجيرهم إلى سيناء، وتوفير الحماية للكيان في وجه الانتقادات الدولية المتصاعدة، وتمكينه من الإفلات من العقاب…

ويعبّر هذا الفيتو عن مدى سيطرة اللوبي الصهيوني على الإدارة الأمريكية، وارتهانِها الكامل له، ودرجة التماهي بين أمريكا والاحتلال، وأنّها أصبحت شريكا في هذه الحرب ووضعت إمكاناتها العسكرية والمالية والديبلوماسية والسياسية والإعلامية كلّها في خدمة المشروع الصهيوني الرامي إلى القضاء على المقاومة وتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيّته، ومن ثمّة لم يعُد القولُ إن “إسرائيل” هي الولاية الأمريكية رقم 51 صحيحًا، بل الصحيح هو أنّ الولايات المتحدة قد تصهْيَنت بالكامل وأصبحت ولاياتٍ متحدة إسرائيلية؛ تضع كل إمكاناتها العسكرية في خدمة الاحتلال وتزوّده بآلاف الأطنان من القنابل ليُفرغها على رؤوس سكان غزة، وتعمل كل ما بوسعها ليخرج من هذه الحرب منتصرا حتى لو قضى على نصف سكان القطاع، وتذهب إلى حدّ تحريك أساطيلها لضرب الحوثيين في اليمن نيابة عن الكيان.

. ألم يقُل الرئيس جو بايدن يوما إن “المرء لا يحتاج إلى أن يكون يهوديًّا حتى يكون صهيونيًّا وأنا صهيونيّ”؟ ألم يقُل وزيرُ خارجيته بليكن وهو يزور تل أبيب في بداية الحرب لشدِّ أزر قادة الاحتلال المصدومين من غزوة 7 أكتوبر: “أنا هنا بصفتي يهوديًّا قبل أن أكون وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية”؟

مندوبة أمريكا بمجلس الأمن قالت بعد استعمال “حقّ” النقض إنه لا وقف لإطلاق النار بغزة حتى يعود كلّ “الرهائن”، ولم تذكر هذه المندوبة أكثر من 12 ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، نصفهم اعتُقل بعد 7 أكتوبر 2023، وكأنّه لا حقّ لهؤلاء في الحرية. وهذا يعني أنه من أجل تحرير 136 رهينة تُطلق الولاياتُ المتحدة يد جيش الاحتلال في غزة لينسفها عن وجه الأرض ويبيد سكّانها أو يهجّرهم، هل هذا منطق؟ أليس هذا قمّة العنصرية والاستعلاء والادّعاء بتفوّق العرق اليهودي- الغربي على العرب وبقيّة الأعراق في الأرض؟

إنّ الفيتو المخزي الذي رفعته الولايات المتحدة في وجه مشروع القرار الجزائري يؤكّد مدى الحاجة الملحّة إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي وبقية الهيئات الدولية التي أصبحت رهينة في يد أمريكا والقوى الكبرى وأداة لخدمة سياساتها الاستعمارية والعنصرية، إذا كانت هناك مطالب دولية لإصلاحٍ جوهري للهيئات الأممية يحفظ السِّلم العالمي فينبغي أن تنصبّ أساسا على ضرورة إلغاء حقّ النقض أو الفيتو الذي تتمتّع به خمس دول كبرى فقط في مجلس الأمن، لا يُعقل أن تصوّت 13 دولة لصالح قرار ما، وتأتي دولة واحدة، مهما أوتيت من قوةٍ وعظمة لتلغي هذا القرار بذريعة “حق الفيتو”، أيُّ “حقٍّ” هذا الذي يمنع وقف الحرب وحقن دماء الأطفال والنساء والمدنيين وإدخال المساعدات الغذائية العاجلة إلى مئات الآلاف من السكان الذين يعانون مجاعة حقيقية؟

قالها الممثلُ الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، عقب الفيتو الأمريكي: “اسألوا أنفسكم وضمائركم عن نتيجة قراراتكم وكيف سيحكم التاريخُ عليكم”.

أمريكا تتحدّى الإرادة الدولية إذن، وترفع منسوب السُّخطِ عليها وكراهيتِها في قلوب ملياريْ مسلم ومئات الملايين من الأحرار في هذا العالم، وسيأتي اليوم الذي ستدفع فيه غاليًّا ثمن أفعالها العدائية الحاقدة. ونعتقد أنّ ما أظهرته خلال حرب غزة من نصرةٍ صارخة للظالمين المجرمين سيجعل الكثيرَ من الدول تتّجه إلى إدارة الظهر لها ولحلفائها الغربيين تدريجيًّا، والتعامل أكثر مع روسيا والصين.

حسين لقرع – الشروق الجزائرية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل هدنة غير معلنة بين الولايات المتحدة والحوثيين

سفن روسية في البحر الأحمر (منصات تواصل)

كشف مسؤول أمريكي في تصريح حديث مساء اليوم عن وجود هدنة غير معلنة بين جماعة الحوثي والولايات المتحدة، في منطقة البحر الأحمر.

وأكد المسؤول أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب مدى التزام الحوثيين بعدم تنفيذ أي هجمات جديدة ضد السفن الأمريكية في المنطقة.

اقرأ أيضاً تصريح جديد مفاجئ لترامب بشأن خطته حول غزة 21 فبراير، 2025 شرطة الرياض تلقي القبض على يمنيين لقيامهم بهذا الأمر مع 8 أطفال 21 فبراير، 2025

وأوضح المسؤول الأمريكي في مقابلة مع "قناة الجزيرة" أن الهجمات الحوثية قد توقفت بشكل غير معلن منذ فترة، لكن الولايات المتحدة قد تستأنف إجراءاتها في حال استئناف الهجمات.

وأضاف أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد منح قادته العسكريين تفويضًا مباشرًا للرد القوي على أي هجوم جديد من قبل الحوثيين.

ورغم أن المسؤول لم يكشف عن تفاصيل هذا الاتفاق أو عن توقيته، إلا أن المعلومات تشير إلى أن العمليات العسكرية والاشتباكات في البحر الأحمر توقفت منذ بداية شهر يناير الماضي.

وكان أنصار الله قد نفذوا العديد من الهجمات ضد السفن الأمريكية في هذه المنطقة في وقت سابق.

وتعرضت محافظة الحديدة اليمنية، المطلة على البحر الأحمر، فجر الأربعاء الماضي لأربع غارات جوية مجهولة المصدر. وحتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من الحوثيين حول حجم الأضرار الناتجة عن الهجمات أو الجهة المسؤولة عن تنفيذها.

تجدر الإشارة إلى أن الحديدة شهدت تصعيدًا عسكريًا واسعًا في الأشهر الأخيرة من قبل عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل.

الهدنة غير المعلنة بين الولايات المتحدة والحوثيين تظل نقطة مفصلية في الصراع القائم في البحر الأحمر.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل هدنة غير معلنة بين الولايات المتحدة والحوثيين
  • مستشار الأمن القومى الأمريكى: زيلينسكى سيوقع اتفاق المعادن مع الولايات المتحدة
  • أمريكا تلمح لتخفيف العقوبات عن روسيا بشرط
  • الولايات المتحدة ترفض قرارا أمميا يدعم أوكرانيا
  • وزراء خارجية مجموعة العشرين يلتقون في جوهانسبرغ في غياب الولايات المتحدة
  • ترامب يهاجم زيلينسكي ويتهمه ببدء الحرب مع روسيا: كوميدي أقنع أمريكا بإنفاق 350 مليار دولار لخوض حرب خاسرة
  • أسير حرب أوكراني: التنازل عن الأرض يعني التخلي عن الأوكرانيين الذي يعيشون عليها
  • ترامب: زيلينسكي أقنع الولايات المتحدة بإنفاق 350 مليار دولار على الحرب
  • هل تستطيع أوروبا حماية أراضيها بدون الولايات المتحدة؟
  • الرئاسة الفلسطينية: ندين الحرب الإسرائيلية الشاملة على شمال الضفة وغزة