تشهد الولايات المتحدة في الخامس من نوفمبر المقبل، حدثا يعتبر هو الأهم على الساحة العالمية، حيث يتوجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس المقبل للبلاد، ويحظى هذا الحدث ياهتمام واسع يتابع الجميع نتائجه.

موعد الإنتخابات الأمريكية

من المقرر إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 في يوم الثلاثاء 5 نوفمبرالقادم.

ينتج عنها فائز يتقلد رئاسة البلاد لفترة 4 سنوات ابتداءً من يناير2025.

من يمكنه التصويت؟

وفقاً للدستور الأمريكي، يحق لكل مواطن أمريكي عمره 18 عاما أو أكثر المشاركة في اختيار الرئيس القادم لبلاد.

من يهيمن علي الحياة السياسة في أمريكا؟

يهيمن على الحياة السياسية في الولايات المتحدة حزبان فقط، «الديمقراطي» و «الجمهوري»، وإلى أحدهما ينتمي كل رؤساء أمريكا في العصر الحديث، ويعتبر الحزب الديمقراطي هو الحزب السياسي الليبرالي، وهو حزب الرئيس الأمريكي الحالي، «جو بايدن»، الذي يسعى للفوز بفترة ولاية رئاسية ثانية في البلاد، بينما الجمهوري، هو الحزب السياسي المحافظ في الولايات المتحدة، وهو حزب الرئيس السابق دونالد ترامب، ولم يختر الحزب مرشحه الرئاسي حتى الآن، حيث يتنافس كلاً من ترامب والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة «نيكي هيلي» وبعض المرشحين الآخرين على نيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة.

ومنذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم شهد رؤوساء الحزب الجمهوري تفوقا على حساب الرؤوساء الديمقراطيين، حيث بلغ عددهم 12 رئيس جمهوري مقابل 9 ديمقراطيين.

مراحل انتخاب الرئيس الأمريكي

تتم العملية الانتخابية عبر عدة مراحل، تبدأ بانتخابات التصفيات داخل الأحزاب السياسية وتنتهي بمرحلة انتخابات الهيئة الانتخابية، وذلك على النحو التالي:

- المرحلة الأولى: يتم فيها تشكيل لجنة استكشافية يقوم بها الراغبون في الترشح لحشد التأييد لأنفسهم بين أنصارهم في الحزب، وإذا اعتقدوا أنهم يتمتعون بتأييد يكفي لخوض الانتخابات يخطرون السلطات الفيدرالية باعتزامهم ترشيح أنفسهم، لتأتي بعد ذلك عمليات جمع الأموال وخوض سباق الانتخابات الحزبية.

- المرحلة الثانية: وتسمى بالانتخابات التمهيدية، وفيها يتم اختيار مرشح الحزب من بين عدد من المرشحين من هذا الحزب أمام مرشحي الأحزاب المنافسة.

- المرحلة الثالثة: وفيها يتم تنظيم مؤتمرات الأحزاب والتي تعد واحدة من أكثر الأحداث إثارة في السياسة الأمريكية، حيث يصل وفد كل ولاية إلى القاعة التي يعقد فيها المؤتمر القومي للحزب، ويقوم باختيار مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية رسميا.

- المرحلة الرابعة: يكثف فيها المرشحون المتنافسون من الأحزاب السياسية تركيزهم على الحملة الانتخابية، حيث يقوم كل مرشح بصياغة سياساته لتأخذ في الاعتبار مطالب أنصار منافسيه السابقين داخل حزبه.

- المرحلة الخامسة: ويطلق على هذه المرحلة «الانتخابات العامة»، وتجرى هذه المرحلة دائما في أول ثلاثاء من شهر نوفمبر ويُطلق عليه «الثلاثاء الكبير»، حيث يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع لاختيار مرشحهم لرئاسة البلاد، ثم تفرز الأصوات وتعلن النتائج الأولية للانتخابات، وتكون في العادة خلال 12 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع، إلا أنه في عام 2020 استغرقت العملية بضعة أيام.

الفترة التالية للعملية الإنتخابية

تعرف الفترة التالية للعملية الانتخابية بالفترة الانتقالية في حالة عدم تغيير الرئيس، حيث يتم فيها اختيارالإدارة الجديدة، بما في ذلك التشكيلة الوزراية، ويتم وضع الخطط للفترة الرئاسية الجديدة بعد إن يؤدي الرئيس اليمين رسميًا لتولي منصبه في حفل يعرف باسم حفل التنصيب، يقام على درجات مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية أمريكا واشنطن دونالد ترامب جو بايدن الحزب الجمهوري الحزب الديمقراطي

إقرأ أيضاً:

ألمانيا إلى أين؟

في ظل التغيرات العالمية الكبيرة والتوترات المتزايدة والأزمات المتتالية تواجه ألمانيا تحديات هائلة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي. هذه التحديات انكشفت بشكل واضح مع نتائج الانتخابات التي جرت في سبتمبر 2024 في ثلاث ولايات ألمانية: تورينغن وساكسونيا وبراندنبورغ. حيث شهدت الانتخابات تقدماً ملحوظاً لحزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD)، وهو حزب يميني متطرف يتبنى سياسات مناهضة للهجرة وللاتحاد الأوروبي. كما شهد الحزب الجديد  BSW  (تحالف سارة فاغن كنخت) صعودًا كبيرا، حيث تأسس هذا الحزب في 2023 بعد انشقاقه عن حزب اليسار، واستطاع بسرعة كبيرة أن يحتل المرتبة الثالثة في الانتخابات الأخيرة في ولايات ألمانيا الشرقية.

بسبب النتائج الانتخابية الوخيمة على حزب الخضر، قدمت رئاسة حزب الخضر استقالتها، إلى جانب استقالات أخرى من منظمة شباب الحزب (Grüne Jugend). هذه التطورات السياسية تثير التساؤلات حول مستقبل ألمانيا، وحكومة المستشار أولاف شولتس، واستقرار الائتلاف الحاكم في ظل التحديات الاقتصادية والتغيّر الديموغرافي وسياسات الهجرة.

ائتلاف "إشارة المرور" وتحدياته

ألمانيا تواجه تحديات اقتصادية كبيرة. ارتفاع أسعار الطاقة واضطرابات سلاسل التوريد وتأثير الحرب في أوكرانيا أدت إلى ركود اقتصادي. كما أن نقص العمالة يُعد مشكلة كبيرة، حيث تحتاج ألمانيا إلى 400 ألف عامل سنويًا لتعويض نقص القوى العاملة الناتج عن التغير الديموغرافي. في ظل هذه الظروف، من الصعب على الحكومة تحقيق التوازن بين التحول إلى الطاقة النظيفة وتلبية احتياجات الاقتصاد ومتطلبات المجتمع المتزايدة.
الائتلاف الحاكم يُسمى بائتلاف "إشارة المرور" بناء على ألوان الأحزاب المشاركة فيه، حيث أن هذا الائتلاف مكوّن من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) ولنونه أحمر، والحزب الديمقراطي الحر (FDP)  لونه أصفر، وحزب الخضر (Die Grünen) والذي اسمه جاء من لونه. تشكّل هذا الائتلاف في ديسمبر 2021 ومع ذلك ظهرت تصدعات داخل هذا الائتلاف بشكل واضح مؤخراً، حيث تشير بعض القيادات إلى احتمال تشكيل حكومة انتقالية أو الدعوة لانتخابات مبكرة. هذا الوضع ليس غريباً، حيث أن الحكومات الائتلافية تشبه زواج المصلحة أو الزواج المؤقت وغالباً ما تنهار قبل الانتخابات للسماح للأحزاب بالعودة إلى قواعدها الشعبية، وتحريرها من التنازلات التي أُبرمت خلال الإتفاقات التي حصلت بين الأحزاب في فترة الحكم الائتلافي. هكذا تجارب عشتها مرات عديدة خلال الحملات الإنتخابية التي شاركت بها في ألمانيا وعلى مستويات مختلفة.

التحديات الاقتصادية وتأثيرها

ألمانيا تواجه تحديات اقتصادية كبيرة. ارتفاع أسعار الطاقة واضطرابات سلاسل التوريد وتأثير الحرب في أوكرانيا أدت إلى ركود اقتصادي. كما أن نقص العمالة يُعد مشكلة كبيرة، حيث تحتاج ألمانيا إلى 400 ألف عامل سنويًا لتعويض نقص القوى العاملة الناتج عن التغير الديموغرافي. في ظل هذه الظروف، من الصعب على الحكومة تحقيق التوازن بين التحول إلى الطاقة النظيفة وتلبية احتياجات الاقتصاد ومتطلبات المجتمع المتزايدة.

التغير الديموغرافي والهجرة

التغيّر الديموغرافي هو قضية كبرى أخرى تواجه ألمانيا. تزايد أعمار السكان وارتفاع معدلات التقاعد يزيد الضغط على نظام الرعاية الاجتماعية. رغم أن الهجرة يمكن أن توفر حلاً جزئيًا لنقص العمالة، إلا أن الجدل حولها يبقى ساخنًا. حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرفض الهجرة بشدة، مما يزيد من تعقيد النقاش العام حول هذا الموضوع.

صعود حزب "البديل من أجل ألمانياAfD " وتأثيره:

حزب "البديل من أجل ألمانيا" شهد تصاعدًا كبيرًا، خاصة في الولايات الشرقية مثل تورينغن وساكسونيا وبرندنبورغ. هذا الحزب يُعبّر عن الاستياء الشعبي من السياسات الاقتصادية وسياسات الهجرة الحالية. خطابه الشعبوي يجذب الفئات المهمشة والمستاءة، وهو ما يشكل تحدياً للأحزاب التقليدية مثل أحزاب الائتلاف الحاكم وكذلك حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي(CSU) . هذه الأحزاب تواجه الآن صعوبة في مواجهة هذا الحزب اليميني المتطرف الذي يحظى بدعم شعبي متزايد.

صعود حزب  "BSW":

الحزب الجديد BSW بقيادة (سارة فاغن كنخت)، يشكل منافسا سياسيا قويا. هذا الحزب، الذي يجمع بين السياسات الاقتصادية اليسارية والقيم الاجتماعية المحافظة، يهدف إلى استقطاب الناخبين المحبطين من الأحزاب التقليدية. يعارض BSW الخصخصة ويدعو لتحقيق العدالة الاجتماعية، ويرفض الإصلاحات النيوليبرالية. سياسته الخارجية تتبنى نهجًا مؤيدًا للتفاوض مع روسيا، كما يعارض إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا ويدعو لإنهاء العقوبات, ولا مانع لديه من ارجاع اللاجئين السوريين مقابل دعم عملية الإعمار في سوريا تحت سلطة النظام الذي شردهم.

مستقبل حكومة المستشار أولاف شولتس

مع استمرار الضغوط الاقتصادية والسياسية، يواجه المستشار أولاف شولتس تحديات كبيرة في الحفاظ على استقرار حكومته. التكهنات حول انتخابات مبكرة تتزايد، خاصة مع تراجع الدعم الشعبي للحكومة، وصعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" وحزب  BSW. الأحزاب التقليدية قد تجد نفسها مجبرة على مراجعة سياساتها لمواجهة هذا المد اليميني المتزايد.

التأثيرات المستقبلية على السياسة الألمانية

صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" قد يؤدي إلى تحولات جذرية في السياسة الألمانية. هذا الصعود ليس فقط تهديداً لاستقرار الحكومة، بل أيضاً لسياسات الهجرة والثقافة الوطنية. ظهور أحزاب جديدة مثل حزب BSW يعكس رفضًا للسياسات التقليدية ويمثل دعوة لنهج جديد في السياسة يجمع بين القيم الاقتصادية اليسارية والمواقف الاجتماعية المحافظة. هذه التغيرات قد تؤدي إلى تشكيل تحالفات سياسية غير تقليدية وهذا ما صرحت به رئيسة الحزب, سارة فاغن كنخت, بأن حزبها على استعداد للمشاركة في حكومة تضم حزب "البديل من أجل ألمانيا" بالرغم من أن حزبها يُصنّف بين الأحزاب اليسارية.

إمكانية الانتخابات المبكرة

التوترات داخل الائتلاف الحاكم، بجانب التحديات الاقتصادية المتفاقمة وصعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" وحزب BSW، تجعل الانتخابات المبكرة احتمالاً واقعياً. إذا استمر هذا الاتجاه، قد يضطر المستشار شولتس إلى الدعوة لانتخابات مبكرة بهدف إعادة ترتيب المشهد السياسي وتشكيل حكومة جديدة أكثر استقرارًا.

مستقبل ألمانيا في ظل التحديات الراهنة

مستقبل ألمانيا يقف أمام مخاطر وتحديات متزايدة. إذا لم تتمكن الحكومة من تقديم حلول فعالة للأزمات الاقتصادية والهجرة، فقد نشهد صعودًا أكبر للأحزاب اليمينية المتطرفة، مما قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في المشهد السياسي الألماني.

سيناريوهات المستقبل

هناك عدة سيناريوهات محتملة للمستقبل السياسي في ألمانيا:

1 ـ استقرار الحكومة الحالية: في حال تمكنت الحكومة الائتلافية من تجاوز التحديات الحالية من خلال اتخاذ خطوات جريئة لمعالجة المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، قد تستعيد شعبيتها تدريجيًا, ولكن حسب ما أراه الآن, فإن هذا شيء صعب المنال حاليا.

ألمانيا تشكل القاطرة الرئيسية للإتحاد الأوروبي ولها دور محوري في السياسة والاقتصاد العالمي ولها كذلك مواقف إنسانية رائدة في سياسة اللجوء ودعم الدول الفقيرة ولكنها هي الآن تواجه تحديات غير مسبوقة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.2 ـ انهيار الائتلاف وانتخابات مبكرة: إذا استمرت الخلافات الداخلية والتحديات الاقتصادية، قد يُجبر المستشار شولتس على الدعوة لانتخابات مبكرة، مما قد يتيح صعوداً أكبر لـحزب "البديل من أجل ألمانيا" وأحزاب جديدة ناشئة مثل حزب BSW وغيرها من الأحزاب.

3 ـ تحول سياسي جذري: في حال استمرار فشل الحكومة في تلبية تطلعات الناخبين، قد يطرأ على المشهد السياسي تحولات جذرية، مع صعود قوى جديدة مثل حزب BSW, وتغيّر في موازين القوى بين الأحزاب التقليدية والمعارضة.

خاتمة

ألمانيا تشكل القاطرة الرئيسية للإتحاد الأوروبي ولها دور محوري في السياسة والاقتصاد العالمي ولها كذلك مواقف إنسانية رائدة في سياسة اللجوء ودعم الدول الفقيرة ولكنها هي الآن تواجه تحديات غير مسبوقة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

مع صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" وحزب BSW، يبدو أن المشهد السياسي قد يتغير بشكل كبير في المستقبل القريب. الأحزاب التقليدية مثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، حزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر (FDP) تجد نفسها أمام ضغوط متزايدة. إذا لم تتمكن هذه الأحزاب من تقديم حلول فعالة للأزمات الحالية، قد نشهد صعودًا أكبر لليمين المتطرف، مما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي.

إن ائتلاف "إشارة المرور" يواجه تحديات وجودية، حيث أن الاقتصاد المتباطئ والتغير الديموغرافي ونقص العمالة المؤهلة تهدد مستقبل ألمانيا الاقتصادي. في ظل هذه التوترات، يبقى السؤال المفتوح هو: إلى متى يمكن أن يصمد هذا الائتلاف الحاكم في وجه التغيرات الداخلية والخارجية الكبيرة, وبهذا إلى أين ذاهبت ألمانيا؟

* نائب ألماني سابق

مقالات مشابهة

  • كل ما تريد معرفته عن انخفاض ضغط الدم.. أعراض وعلاج وطرق وقاية
  • س و ج.. كل ما تريد معرفته عن مخالفات البناء وكيفية تقنين الأوضاع
  • ألمانيا إلى أين؟
  • 3 دول تستهدف الانتخابات الأمريكية بالذكاء الاصطناعي
  • قبل عرضه.. كل ما تريد معرفته عن مسلسل "نقطة سوداء"
  • مفاجأة أكتوبر.. ما آثار الهجوم الإيراني ضد الاحتلال على الانتخابات الأمريكية؟
  • الدورة الـ43 لمعرض الشارقة للكتاب تنطلق 6 نوفمبر
  • كل ما تريد معرفته عن النسخة الجديدة من سماعة Vision Pro
  • تحت رعاية خالد بن محمد بن زايد.. النسخة الـ16 من “بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو” تنطلق في نوفمبر المقبل
  • إسرائيل وإيران.. "مفاجأة أكتوبر" في الانتخابات الأمريكية