حذر أستاذ علم السياسة في بريطانيا توبي ماثيسين من أن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الأوروبيون يواجهون تحديات خطيرة في الشرق الأوسط بسبب الحرب على غزة، تهدد بتقويض نفوذ الغرب في هذه المنطقة.

وأضاف ماثيسين في حوار مع مجلة ليكسبريس الفرنسية بأن هذه الحرب بدأت بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل، لكن سرعان ما اتسع مداها ليشمل حزب الله في لبنان، وتنظيمات مسلحة بالعراق وسوريا، والحوثيين في اليمن الذين منعوا مرور السفن المتوجهة نحو إسرائيل عبر البحر الأحمر، وشنو عدة هجمات مسلحة ضدها، بينما ترد الولايات المتحدة وبريطانيا بقصف أهداف باليمن.

وتابع بأنه على الرغم من وجود خلافات أيديولوجية بين جل تلك التنظيمات وبين حركة "حماس" إلا أن الهدف واحد، وهو مواجهة هجمات إسرائيل على قطاع غزة، فيما تسعى إيران لاغتنام هذه الفرصة سياسيا لتقديم نفسها باعتبارها قوة إقليمية مؤثرة في المنطقة، على حد تعبير الخبير البريطاني.

قضية توحِّد

وشرح ماثيسين بأن تحرير فلسطين يعد هدفا مشتركا بالنسبة للرأي العام العربي بطوائفه المختلفة، والآن تحظى جماعة الحوثي بشعبية كبيرة في العالم العربي بسبب هجماتها على السفن المتوجهة إلى إسرائيل، ودخولها في صراع مع القوى العظمى بسبب غزة، حيث ما لبثت قياداتها تؤكد أن هجماتهم لن تنتهي إلا بانتهاء حرب إسرائيل على القطاع المحاصر.

وما يزيد الوضع خطورة بالنسبة للغرب -يتابع ماثيسين- هو أن الأمر لا يتعلق بجيوش نظامية يمكن محاصرتها والتأثير عليها، ولكن بتنظيمات مسلحة مكونة من أفراد مستعدون للتضحية لأجل قضية فلسطين.

حرب شاملة

وأكد أن التصعيد الذي قد يشعل حربا إقليمية شاملة رهين بردود فعل إسرائيل والولايات المتحدة، حيث لا يحتاج الأمر سوى إلى خطأ استراتيجي واحد لكي تتفجر الكارثة.

وتابع بأن استراتيجية واشنطن ولندن لحد الآن تقتصر على تنفيذ غارات جوية ضد أهداف للحوثيين، لكن هذه السياسة تنطوي على مخاطر بعد توعد إيران برد عنيف في حال هوجمت قواتها.

وذكر بأن إنهاء الصراع بطرق ديبلوماسية يعد الطريقة الوحيدة التي ستنهي دائرة العنف، وتعزز الاستقرار، وربما تحيي مصداقية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهي مصداقية علقت بها شوائب كثيرة بعدما رأى الجميع كيف تتبنى الولايات المتحدة إسرائيل وتغطي على كل ما تفعله في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

غضب بريطاني بعد احتجاز إسرائيل نائبتين عماليتين وترحيلهما

أثار منع السلطات الإسرائيلية، أمس السبت، نائبتين من حزب العمال البريطاني من دخول البلاد، وترحيلهما بعد احتجازهما في مطار بن غوريون، غضبا في الأوساط الرسمية البريطانية.

حيث قالت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، إيميلي ثورنبيري، إن تصرف إسرائيل بحق النائبتين إهانة لبريطانيا وللبرلمان البريطاني، وإن إسرائيل ستندم عليه.

ومنعت السلطات الإسرائيلية أمس السبت النائبتين العماليتين يوان يانغ وابتسام محمد، من دخول البلاد، واحتجزتهما في مطار بن غوريون في انتظار ترحيلهما، وذلك بدعوى الاشتباه في نيّتهما توثيق أنشطة قوات الأمن الإسرائيلية و"نشر الكراهية ضد إسرائيل"، وفق ما جاء في بيان صادر عن وزارة الهجرة الإسرائيلية.

وأكد دارين جونز، نائب وزير المالية البريطاني لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن النائبتين في طريقهما إلى بريطانيا.

وقال جونز " إنهما في طريق العودة إلى الوطن الآن" وأضاف "الطريقة التي عوملت بها زميلتاي غير مقبولة".

ذهول واستنكار

في غضون ذلك، أعربت النائبتان عن حزب العمال البريطاني ابتسام محمد ويوان يانغ، عن ذهولهمها جراء منعهما ومساعديهما من دخول إسرائيل بعد أن تم احتجازهم لدى وصولهم.

إعلان

وأكدتا في بيان مشترك، ضرورة أن يتمكن أعضاء البرلمان من مشاهدة الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنفسهم.

وأوضحت النائبتان أنهما من بين العديد من النواب الذين تحدثوا في الأشهر الأخيرة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأهمية الامتثال للقانون الإنساني الدولي.

بدوره، وصف وزير الخارجية ديفيد لامي ما حدث بأنه "غير مقبول وغير مُجدٍ ومثير للقلق العميق".

وقال في بيان رسمي إنه أوضح لنظرائه في الحكومة الإسرائيلية، أن "هذه ليست طريقة لمعاملة نواب في البرلمان البريطاني"، مشيرا إلى أن حكومته على تواصل مع النائبتين وتقدم لهما الدعم الكامل.

وأضاف لامي أن بلاده تواصل تركيز جهودها على استئناف وقف إطلاق النار في غزة، والدفع نحو مفاوضات لوقف إراقة الدماء، وتأمين إطلاق سراح الأسرى وإنهاء حرب الإبادة الجماعية على القطاع.

من جانبها، قالت هيئة الهجرة الإسرائيلية إن وزير الداخلية موشيه أربيل، رفض دخولهم بعد استجوابهم، واتهمهم بالسعي لتوثيق أنشطة قوات الأمن.

في حين أكدت الخارجية البريطانية أن المجموعة كانت جزءًا من وفد برلماني بريطاني.

يذكر أن هاميش فالكونر، مساعد وزير الخارجية البريطاني، دان في وقت سابق هذا الأسبوع، توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وأعرب عن قلق بلاده الشديد من تجدد الأعمال العدائية"، وأكد أن هناك تباينا واضحا في السياسات بين لندن وتل أبيب، لا سيما فيما يخص مسار حل الدولتين.

ومنذ استئناف العدوان على قطاع غزة يوم 18 مارس/آذار الماضي، استشهد أكثر من 1300 فلسطيني وأصيب ما يزيد عن 3 آلاف آخرين، وفق بيانات رسمية فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • 12 قتيلا حصيلة ضحايا العواصف والأعاصير في الولايات المتحدة
  • غضب بريطاني بعد احتجاز إسرائيل نائبتين عماليتين وترحيلهما
  • تقرير بريطاني: ليبيا موقع استراتيجي واحتياطات ضخمة.. ولكن أين الاستقرار المطلوب للاستثمار؟
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العواصف والأعاصير في الولايات المتحدة
  • هل تشهد الولايات المتحدة كساداً وعودة ارتفاع التضخم؟.. خبير يجيب
  • فولوديمير زيلينسكي ينتقد الولايات المتحدة بسبب تعليقها “الضعيف” بعد مقتل 19 شخص بهجوم روسي
  • جاغوار لاند روفر البريطانية توقف شحناتها إلى الولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية
  • بسبب غرينلاند.. فرنسا باتت تخشى على أقاليمها الخارجية من مطالبات الولايات المتحدة
  • خبير: السياسة الأمريكية قد تؤدي لحروب إقليمية بسبب تعارضها مع مشاريع اقتصادية
  • خبير يرصد تداعيات فرض الولايات المتحدة 10% رسوما جمركية على الوارادت المصرية