أحمد النومي يكتب: أمريكا الراعي الرسمي للاحتلال
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
أسقط الفيتو الأمريكى الثالث، برفض وقف الحرب الإسرائيلية في غزة، ورقة التوت عن تشدقات شعارات سلام خادعة تروجها الولايات المتحدة الأمريكية، وكشف أيضا عن عورات نظام دولي بات" دمية " تلهو بها دولة ترفع شعار "البلطجة هي الحل" في التعاطي مع الأزمات الدولية ، ولعل الحرب الوحشية التي تدور رحاها في غزة نموذج حي بأن الضمير الغربي مات وقيم العدالة سقطت في بحور سحيقة.
الصراحة تقتضي القول بأن الكيان الصهيوني نجح في إلباس الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ثوب الدين في عقلية قادة أمريكا والغرب أيضا ، وأصبحت حماية أمن إسرائيل متجذرة فى مراكز صنع القرار الأمريكى ، باعتبارها دولة وظيفية تخدم مصالح استراتيجية للغرب في منطقة الشرق الأوسط، مقابل حمايته لها سياسيا واقتصاديا وعسكرياً .
الفيتو الأمريكى يعنى أن واشنطن هي الراعي الرسمي للاحتلال الإسرائيلى، ويؤكد سقوط العدل أمام براجماتية السياسة ودبلوماسية المصالح ، فقد وصل الفجر الغربي إلى عرقلة مشروع قرارين من قبل لوقف النار من أجل هدنة إنسانية لإدخال المساعدات، وبلغت الوقاحة الأمريكية مداها بتقديمها مشروع قرار لمجلس الأمن يعطى الحق لإسرائيل في الدفاع عن نفسها وإدانة المقاومة .
سياسة فرض العضلات التي تنتهجها أمريكا وحلفاؤها مستمرة، والفيتو الأمريكى يكشف النقاب عن وجهها القبيح ودورها الحقيقي في المجزرة ، فلم تتردد منذ اليوم الأول عن دعم إسرائيل سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وهرول رئيسها بايدن إلى تل أبيب، وقال مقولته الخالدة " لو لم تكن هناك إسرائيل لاخترعناها "، ملخصا سبعة عقود من تلاعبها بالقضية الفلسطينية ، فاقدة شرف كونها راعيا نزيها لعملية سلام ، فقد كفنتها وقرأت عليها آيات القرآن والإنجيل والتوراة .
في ظني أن الفيتو الأمريكي هو ضوء أخضر لقادة الكيان المحتل لتنفيذ عملية الاجتياح البرى المتوقعة لمدينة رفح، لارتكاب مجزرة أخرى أكثر دموية بحق نحو مليون وربع المليون فلسطيني محشورين في منطقة لا تزيد على 63 كيلو متر مربع ، وكأن بحور الدماء التي سالت هناك وخلفت 30 ألف شهيد لا تكفى وتشفى غليل النازيين الجدد في تل أبيب .
الفجر الأمريكى بعرقلة صدور قرار من مجلس الأمن بوقف المجزرة يتطلب من الدول العربية والإسلامية أن يكون لها موقف حاسم تجاه الولايات المتحدة والغرب ، فهناك كروت وأوراق ضغط كثيرة، والمصالح الأمريكية في العالم العربي متعددة وأوراق الضغط كثيرة ، والمطلوب إرادة سياسية تثبت أن مصالح أمريكا مع العرب وليس إسرائيل ،وأن هناك ما يمكن أن يوجع الغرب كما أوجعوا الفلسطينيين، وترك الأمر يمر بدون وقفة عربية حاسمة يعنى مزيدا من الدماء ومزيدا من الأطماع .
أعتقد أن المشهد الحالي ينبئ عن أيام حبلى بمفاجآت قد تغير خريطة الشرق الأوسط ، فجراب الحاوي الأمريكى الإسرائيلى لا ينضب ، والمؤكد أن هناك أدوارا مرسومة ومتفق عليها داخل الغرف المغلقة ، ولعل أخطر السيناريوهات هو مخطط التهجير.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
مؤسسة الاستثمار: 10 مليارات دولار قيمة الأصول التي ستُستثمر بناءً على موافقة مجلس الأمن
قال المستشار الإعلامي للمؤسسة الليبية للاستثمار، لؤي القريو، إن 10 مليارات دولار قيمة الأصول التي ستُستثمر بناء على موافقة مجلس الأمن.
وأضاف القريو، في تصريحات صحفية، أن مجلس الأمن سمح للمؤسسة لأول مرة منذ 2011 باستثمار أصولها في الخارج، مع الإبقاء عليها مجمدة.
ولفت إلى أن قرار مجلس الأمن يعطي الحق باستثمار النقد غير المستثمر، إما في ودائع لدى بنوك تختارها المؤسسة، أو في سندات شرط بقائها مُجمدة.
ونوه بأن مؤسسة الاستثمار قدمت خطة بـ5 طلبات، مجلس الأمن وافق على 2 كمرحلة أولى، وسيُقيّم الطلبات الأخرى خلال العام الجاري.