يمانيون:
2025-01-31@03:05:34 GMT

غزة .. والصلف الأمريكي..!

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

غزة .. والصلف الأمريكي..!

يمانيون/ بقلم/ أحمد الديلمي|

 

كما سبق وذكرنا في أكثر من مقال فإن ما تتعرض له غزة من عدوان همجي سافر لم يكن وليد الصدفة ولا بسبب طوفان الأقصى كما يُشاع، لكنها فكرة مترسبة في الأذهان اختمرت منذ زمن وتم نقاشها في الدوائر الأمريكية والبريطانية والصهيونية على حد سواء، والهدف تنفيذ برنامج التهجير القسري لأبناء غزة، قد يتحدثون عن ذرائع وأسباب لا وجود لها في الواقع، والسبب الحقيقي تنفيذ فكرة التهجير بطرق تعسفية قذرة وصلت إلى حد الإبادة الشاملة للأطفال والنساء والشيوخ وكل شيء يدب على الأرض، وإلا ما ذنب خمسين ألف امرأة حامل كل واحدة منهن تنتظر بفارغ الصبر وليدها، واليوم تتعاضد أمريكا ودولة الكيان الصهيوني مع برنامج الغذاء العالمي، ليصدر الأخير قراراً بعدم دخول المساعدات والمواد الغذائية إلى غزة بسبب أقل ما يُقال عنه أنه تافه ووقح، قالوا إن الظروف الأمنية غير مناسبة لدخول مثل هذه المواد، والغاية واحدة وهي استكمال برنامج إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وتحقيق المشروع الصهيو أمريكي البريطاني القديم الجديد، ولو بلغ عدد الضحايا مئات الآلاف وكما قال الشاعر:

 

من لم يمت بالسيف مات بغيره ** تعددت الأسباب والموت واحد

 

وهذا ما تنفذه أمريكا المجرمة راعية الإرهاب وصاحبة الفكرة الأساسية لهذا النوع من العمل الإجرامي القذر، فبعد أن قتلت عشرات الآلاف عبر الصواريخ والقنابل تلجأ إلى مبدأ التجويع والموت البطيء بطرق مكشوفة وكأنها جاءت لإبادة الشعب الفلسطيني وتوطين ربيبتها دولة الكيان الصهيوني، والعالم كله يتفرج بل ويغض الطرف، والعرب العاربة وصل الحال عندهم إلى حد القلق بعد الإدانة والشجب والاستنكار باتوا يعبرون عن القلق لما يجري في غزة ولا يتقون الله، بل يلوذون بالصمت إزاء ما يجري ويتهمون الحوثيين – بحسب وصفهم – بأنهم يشعلون الحرائق في البحر الأحمر، ولا أدري ما معنى إشعال الحرائق؟! وماذا جنى الشعب اليمني غير أنه يناصر بصدق وإخلاص إخوانه في فلسطين؟! على مبدأ انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، وعلى مبدأ الحديث النبوي الشريف “من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم”، مع ذلك بعض العرب والمسلمين لا يزالون يتحدثون عن دور إيراني أو محاولة “حوثية” للظهور وإثبات الوجود .

 

يا إخوة .. عفواً .. أقول يا إخوة تجاوزاً، أما الأخوة فقد ضاعت عند هؤلاء الذين فسدت ضمائرهم ولم تتحرك رغم المآسي الكبيرة التي تحدث في غزة والدماء الطاهرة النقية التي تسيل في كل ناحية من نواحي القطاع، وكأن العرب والمسلمين يتلذذون بالفعل، وأمريكا التي ظلت تدعي أنها لا تريد توسيع نطاق المعركة، مع ذلك بالأمس تتخذ رابع فيتو ضد قرار كان مجلس الأمن قد تبناه وحصل على موافقة 13 دولة باستثناء ربيبة أمريكا بريطانيا التي امتنعت عن التصويت، وأمريكا التي اتخذت الفيتو الظالم لإبطال القرار من أساسه بحجة أن الوقت غير مناسب، متى سيكون الوقت مناسباً ؟! عندما ينتهي أبناء غزة لا سمح الله !! إنها مؤامرة قذرة وحقيرة بل وتنطبق عليها كل كلمات الشتم، لأنها خرجت عن نطاق الإنسانية وكل القيم والأخلاق المتعارف عليها، بل تحولت إلى حرب إبادة شاملة يندى لها جبين الدهر، لأنها فاقت بكثير الهيلوكست المزعومة، والتي لا يزال الصهاينة يتباكون عليها ويستدرون عطف العالم مع أنها دعايات وخزعبلات كاذبة استطاع الصهاينة تسويقها لكي يحققوا النتائج التي وصلوا إليها عبر الراعية الأكبر بريطانيا ووريثة الجريمة الأبشع أمريكا، كل هذا والعرب لا يزالون سائرين في الغي يستدرون عطف أمريكا ويبحثون عن حل من خلال ما يُسمى بالأمم المتحدة أو مجلس الخوف الأمريكي الذي أصبح كذلك، والشواهد كثيرة في هذا الجانب وأخرها قرارات الفيتو المتتابعة، الهدف يا عرب يا من توقدون نار الجريمة في غزة ببترولكم القذر وأموالكم المدنسة هو التغيير الديموغرافي في المنطقة بشكل عام، ولن يتوقف الأمر عند فلسطين كما هو مرسوم في الخطط الأمريكية الصهيونية البريطانية، والتي تريد أن تُحدث تغييراً جذرياً في المنطقة قد تصل وفق ما رسموه إلى الأراضي المقدسة في مكة والمدينة للسيطرة على أهم حاضرة للمسلمين كي يسهل عليهم بعد ذلك محاربة الإسلام لا سمح الله.

 

أقول قولي هذا وأسأل الله النصر للمجاهدين في غزة والبحر الأحمر ولبنان وكل المواقع، والله من وراء القصد ..

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

شعب المقاومة يبدّد حفلة المجون الأمريكيّة

يمانيون../
لا يمكن الرهان على أمريكا مطلقًا، وعند الحديث عن أميركا يستتبع بالضرورة أن نستصحب ظلالها الإقليميّة، ومنها ذلك الكيان الغاصب “إسرائيل” التابع وظيفيًا لقيادتها العسكريّة الوسطى، وتلك الملحقات المتعدّدة في اصطفافات الأقطار الإسلاميّة والعربيّة، وكذلك مصاديق نفوذها في الأقطار المحليّة. لا يخفى على القارئ البصير في السياسة اللبنانيّة، بداهة خضوع قوى ونخب للسيّد الأميركيّ ومن يدور مدار نفوذه، من قبل بعض مكوّنات الاجتماع السياسيّ اللبنانيّ داخل الأجهزة العميقة الرسميّة (السياسيّة والعسكريّة والأمنيّة والقضائيّة والماليّة والإداريّة) أو في التشكيلات الطائفيّة والزعامات السياسيّة وبعض الأحزاب وتشكّلات المجتمع المدني والنخب والهيئات الاقتصاديّة ووسائل إعلاميّة.

أوهام الغلبة الأمريكيّة
بالتأكيد، إن خارطة النفوذ الأمريكيّة في الساحة اللبنانيّة تلقي بأثقالها على القادم من يوميّاتها ودائمًا على حساب السيادة والاستقرار والحريّة والاستقلال. وهي إذ تزداد سفورًا بفعل التطوّرات الأخيرة، وتحديدًا لناحية ما أسبغه العدوان “الإسرائيليّ” من أوهام الغلبة، وما تلاه الانقلاب المدبّر بإسقاط نظام الحكم وتداعي الدولة في سورية وتعديل موقعها ودورها “الجيواستراتيجيّ”، فتمظهر الحدثان في إعادة إنتاج السلطة اللبنانيّة عبر مراسم التعيين الانتخابي لرئيس الجمهوريّة جوزاف عون ومن ثم تكليف رئاسة الحكومة للقاضي الأمميّ نوّاف سلام بالتوقيت والطريقة الأميركيّة “الهوليووديّة” تمهيدًا لإحداث تغييرات في قانون الانتخاب وموازين القوى داخل البرلمان اللبنانيّ وما يستتبعه من تشريعات وإجراءات وممارسات مرسومة سلفًا.

فقد أرسى قرار وقف إطلاق النار مفاعيله من جانب واحد خلال ستين يومًا، سواء في جغرافيّة التطبيق أو في الالتزام بمضامينه مع تسجيل مئات الاعتداءات والاستفزازات “الإسرائيليّة” بالتدمير وإعادة تغذية بنك الأهداف العدوانيّة مرفقة بدعوى تلكؤ الحكومة اللبنانيّة والجيش الوطنيّ من القيام بالدور المناط بهما، ليضيف وصمة استعلاء أميركيّ “إسرائيليّ” آخر على سجل الابتزاز الرخيص والانتهاك الفاضح.

جدليّة الميدان وعملية التفاوض: الفراغ النوعيّ
كلمة حق يجب أن تقال، لم يُنصِفُ “الاتفاق” الميدان ولا يستطيعه، فموازين الميدان تختلف عن موازين السياسة وفواعل تأثيراتها، فيما الميدان عبّر عن “صمود إعجازي” يُبهر العدو ويستجيب إلى “الوعد الصادق” بتحطيم الفرق القادمة إلى لبنان وفاء بما وعد به سيّد شهداء الأمّة. بينما، ومن جانب آخر لم يكن يمتلك المفاوض اللبنانيّ (أي ما يخلص إليه التفاوض اللبنانيّ-اللبنانيّ) في حاصل انكسارات الرأي واستثمار مجريات الميدان وكباش التفاوض داخلًا وخارجًا، أوراقًا ومناورة وصبرًا على مستوى صلابة التصدّي لـ”أولي البأس”.

خاصة وأن فراغًا كبيرًا كان قد تركه غياب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله باستشهاده في إدارته لجبهتي الميدان والسياسة ومعهما البيئة المجتمعيّة الحاضنة للمقاومة.

يمكن تقفّي آثار هذا الفراغ للوهلة الأولى وبنحو مباشر في أربع دوائر تفاعليّة، ابتداءً من المكانة الخاصة للسيّد في حزب الله ودوره في مقاومة الاحتلال والهيمنة على صعيد لبنان والمنطقة، وعلاقته مع سائر أركان ومكوّنات المحور المقاوم ولا سيّما الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران وموقعها ونظرتها وتقديرها للموقف بالتناغم معه وخلفه، وفي علاقته مع المفاوض اللبنانيّ ووزنه في عمليّة التفاوض وضبطه لحركتها ربطًا باضطلاعه بأسرار الميدان رغم صدق التفويض وما يرتكز عليه من شرعيّة وثقة ودهاء، وفي حضوره المعنويّ والنفسيّ الخاص في قيادته الحرب النفسيّة ضد أعدائه وخصومه من صنّاع القرار إلى الوسطاء والجمهور.

وعليه، لا يمكن نكران الفراغ الكبير الخاص للسيّد نصر الله “وجدانًا وبنيةً وديناميّةَ خطابٍ وقرارٍ وفِعل وتأثير” أو التخفيف من حدّته، بل جاء مضاعفًا مع ما سبقه ورافقه واستتبعه من الجرائم والعدوان.

ملء الفراغ: البدائل والقيادة
يفيد منطق الأمور بأن الطبيعة تأبى الفراغ، والفراغ يأبى الانتظار بطبيعته، من هنا سارعت القيادة لملئه، فكان الاستشهاديّ الأوّل سماحة الشيخ نعيم قاسم ومعه البدائل المتاحة في القيادة والسيطرة أوّل المتصدّين لسد الثغرات في البنية التنظيميّة وعلاقاتها السياسيّة والأمنيّة.

بينما سال لعاب بعض الفاعلين اللبنانيّين على أرض المستجدات الإستراتيجيّة، أخذ بعضٌ ينتصر لمقاومة “إسرائيل”، لكن لم يتوان عن أن يستغل ما يراه ضعفًا في الحزب لتعويم زعامته وأدواره، وبعض آخر امتهن اللهاث خلف مصالحه الضيّقة معيدًا تعريفها بناء للمتغيّرات والتغيّرات، وبعض آخر سبقته فرحته في كسب رهانه على رأس المقاومة وقيادتها وسلاحها مدشّنًا نَخْبَ الانتشاء باحتفالية المنصب الجديد، واضعًا كلّ أرصدته في سلّة الولايات المتحدة الأميركيّة التي فتحت أبوابًا مؤصدة وانقلبت على أرجحيات حتى الأمس القريب كانت مضمونة.

العودة الشعبيّة المظفّرة: حرية وكرامة
لكن مدرسة السيد حسن نصر الله في السياسة أرست منهجها، فكل ما يحدث خير، ويمكن تبديل التهديد إلى فرص، والصبر البصير الشجاع يُنتج ولو بعد حين، ولا شيء من الحكمة أو التضحيات يذهب سدًى.

تقدّم شرطا صيانة مجتمع المقاومة من أي اهتزاز داخليّ، ومنح العوائل فرصة التقاط الأنفاس، فكانت الموافقة المشروطة على مضض على اتفاق وقف إطلاق النار الذي بادر العدو بنفسه لطلبه، وعلى مهلته، إيذانًا باختبار اللجنة الخماسيّة والحكومة، وإتاحة لكل المقدّمات المساعدة في إطلاق مشروعي الإيواء والإعمار، وتيمّنًا باكتساب الفرصة الكاملة في ترميم أمتن لبنية المقاومة الداخلية واستخلاص الدروس والعبر من الحرب والاستعداد التام لمرحلة ما بعد الستين يومًا.

فكانت العودة الشعبيّة المظفّرة على رأس الوقت عند انتهاء مدّة الستين يومًا إعادة ترسيم لشارة الانتصار على كل المكر “الإسرائيليّ” مع تعويم ميداني ساطع لثلاثيّة الشعب والجيش والمقاومة، والانفتاح على كل التطوّرات الأمنيّة.

تهيئة للمرحلة المقبلة
ما بين دموع الانتصار ودموع وداع سيد شهداء الأمة، يقف شعب المقاومة على أهبّة العظمة لأقدس استفتاء حول خياراته الحاسمة في أعلى تيئيس وإجهاض لكل المؤامرات الأميركيّة “الإسرائيليّة”، وفي أعلى استعداد لاستئناف مسيرة المقاومة بيدٍ عُليا، لا انكسار فيها ولا وهن.

وإزاء العودة المظفّرة تلك، وما يمكن أن تحمله الأيام من تطوّرات لا سيّما بعد ارتقاء الشهداء الذين سطّروا دروس العزّة في التمسّك بعقيدة المقاومة والأرض والديار، وإزاء ما ينتظر أشرف الناس برهبة التشييع الجلل والاستعداد اللائق للارتقاء بروح سماحة السيّد نصر الله، ما عاد من الجائز إلّا المجاهرة بمقاومة النفوذ الأميركيّ داخل لبنان والمضي قدمًا في استعادة تدريجيّة لألق المقاومة ومعادلاتها ولو كرهت أمريكا وأزلامها ومعها عدو الوطن والأمّة الكيان المؤقّت، وفق معادلة واقعية تفيد: إن الحقائق لا تسترها المجاملات، وإن الوقائع لا تلغيها أو تعدّلها الأمنيات؛ وهذه هي بوصلة المؤمن بعدالة قضيّته في إجهاض المؤامرات والمشاريع الخبيثة، حيث لا يتوسّم الخير من الويلات الأميركيّة، إنما فقط حمل المسؤوليّة لمواجهة التحدّيات، بما تصنعه الإرادات في نيل الحريّة وعدم التفريط بالكرامة قيد أنملة.

موقع العهد الإخباري ـ عبد الله عيسى

مقالات مشابهة

  • لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول
  • تصريحات ترامب.. ووجه أمريكا الحقيقى
  • وزير الخارجية الأمريكي يُوجه بإتمام المساعدات المنقذة للحياة التي جرى الاتفاق عليها مسبقًا
  • شعب المقاومة يبدّد حفلة المجون الأمريكيّة
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • دعوا الشعب يصرخ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم. هي الحكمة
  • تحقّقْ: أي دولة أوروبية تمنح أبناء المهاجرين حق المواطنة بالولادة
  • السيد الخامنئي: أمريكا تجسيد للاستعمار والغطرسة
  • الخارجية الفلسطينية تشكر الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي رفضت مخططات التهجير
  • الخارجية الفلسطينية: نشكر الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي رفضت مخططات التهجير