في تصعيد للعنف، قُتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في دارفور مع استمرار الصراع المستمر منذ 10 أشهر في السودان دون أي علامات على التراجع. ووفقاً للتقرير لصحيفة الجارديان، شنت طائرات الجيش السوداني سلسلة من الغارات الجوية استهدفت المنطقة الصناعية والسوق الرئيسي والأحياء السكنية في الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور.

وأدى الهجوم إلى إصابة العشرات وتدمير مئات المنازل، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.

ووصف شهود عيان الغارات الجوية بأنها مرعبة، حيث قال أحد السكان: "يبدو الأمر وكأنهم [الجيش] يريدون منا الفرار". ويمثل الهجوم الذي وقع هذا الأسبوع الهجوم الثالث من نوعه الذي يشنه الجيش منذ سيطرة قوات الدعم السريع على الضعين في أواخر نوفمبر. وبينما أبلغت قوات الدعم السريع عن وقوع خسائر في صفوف المدنيين، ادعى الجيش أنه استهدف مستودع أسلحة لقوات الدعم السريع وقتل العديد من الشخصيات الرئيسية، بما في ذلك قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو.

وأدى الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى نزوح الملايين وتسبب في انتشار سوء التغذية في جميع أنحاء السودان. وتؤكد الغارات الجوية الأخيرة على الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع مدى يأس الجيش في التصدي لتقدم قوات الدعم السريع. وقد أدى هذا الوضع إلى نزوح جماعي للسكان من المناطق المتضررة، حيث لجأ العديد منهم عبر الحدود إلى تشاد.

وقد أجبرت الاضطرابات في دارفور السكان على التفكير في الفرار بحثاً عن الأمان، كما يتضح من عائلة من قبيلة الهبانية التي أوقفها مقاتلو قوات الدعم السريع أثناء محاولتها المغادرة إلى تشاد. ويؤدي افتقار قوات الدعم السريع إلى الأسلحة المضادة للطائرات إلى زيادة تعقيد الوضع، مما يجعل المدنيين عرضة للهجمات الجوية.

وعلى الرغم من الادعاءات المتفرقة بإحراز تقدم، إلا أن الصراع ما زال يعصف بالسودان، حيث أصبح مصير دارفور على المحك بينما تتنافس الفصائل المتنافسة على السيطرة. إن غياب الحل الناجع يطيل معاناة الملايين ويهدد بتفاقم الأزمة أكثر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الغارات الجویة

إقرأ أيضاً:

الغارات الجوية في السودان.. انتهاك للقانون الدولي الإنساني

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة انتهاكات واسعة وجرائم حرب مرتبطة بالقوات المسلحة السودانية غزة.. العجز في الأدوية والمستهلكات الطبية يصل «مستويات خطيرة»

تُمثل تصرفات القوات المسلحة السودانية، والتي تتضمن القصف الجوي المتواصل الذي يستهدف المدنيين ويدمر البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك الأعيان المدنية، والموارد الحيوانية والزراعية والمائية، انتهاكات صريحة للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
وتنتاب المنظمات الحقوقية والدولية مخاوف متزايدة، جراء تفاقم تداعيات الغارات الجوية التي تشنها القوات المسلحة السودانية في العديد من الولايات والمناطق، خاصة في إقليم دارفور، ما يُثير غضباً واسعاً وانتقادات حادة، سواءً على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، وسط تزايد أعداد الضحايا المدنيين، وتكرار استهداف المناطق السكنية والأسواق.
وأدانت تقارير حقوقية الاستهدافات المتكررة لمناطق سكنية ومدنية من قبل طائرات القوات المسلحة السودانية، أبرزها واقعة قصف «سوق الإثنين» في قرية «طرة» شمال مدينة «الفاشر» بولاية شمال دارفور، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
وعقب الواقعة، أعربت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن الصدمة الشديدة إزاء ما وصفته بالهجوم العشوائي من قبل القوات المسلحة السودانية، مؤكدةً في بيان أن مكتبها تلقى تقارير تُفيد بأن الهجمات تسببت في مقتل 13 فرداً ينتمون لعائلة واحدة، إضافة إلى وفاة بعض الجرحى نتيجة ضعف الرعاية الصحية.

عنف ضد المدنيين
ومنذ اندلاع أعمال العنف في السودان، تصاعدت وتيرة القصف الجوي من قبل القوات المسلحة السودانية، ما خلف دماراً واسعاً، وخسائر فادحة في صفوف المدنيين.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، سيف ماغانغو، إن المفوضية تستقبل تقارير عديدة تشير إلى تصاعد العنف ضد المدنيين في العاصمة السودانية وسط الأعمال العدائية، مضيفاً أن العشرات من المدنيين والمتطوعين المحليين في المجال الإنساني سقطوا ضحية القصف المدفعي والغارات الجوية.
ولم تقتصر الانتهاكات على الضربات الجوية، بل أفادت تقارير بوقوع حالات اعتقال تعسفي، وأشار إلى أن تحذيراته المتكررة بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني لم تلق آذاناً صاغية، مطالباً بمحاسبة المسؤولين عن الهجمات الدامية.

دمار واسع
وكانت تقديرات هيئات حقوقية قد أشارت إلى مقتل أكثر من 800 مدني خلال الأسبوعين الأولين من أكتوبر عام 2024، معظمهم من النساء والأطفال، نتيجة الغارات الجوية، بينما سجلت الأيام الخمسة الأولى من الشهر ذاته أكثر من 500 قتيل في شمال وغرب دارفور ومناطق أخرى.
وقالت منظمات حقوقية، من بينها مجموعة «محامو الطوارئ»، إن الطيران الحربي للقوات المسلحة السودانية نفذ خلال أسبوعين أكثر من 10 طلعات دامية استهدفت مناطق مدنية بالكامل، ووصف بيان المجموعة هذه العمليات بأنها «جرائم حرب مكتملة الأركان».
وتبرر القوات المسلحة السودانية هذه الهجمات بأنها تستهدف تجمعات لقوات الدعم السريع، إلا أن منظمات حقوقية ترى في ذلك محاولة لإضفاء شرعية على ضربات جوية ذات طابع انتقامي.
ويُعد استهداف المدنيين مخالفة لاتفاقيات جنيف لعام 1949 التي تحظر أي اعتداء على حياة وسلامة المدنيين، وتؤكد على ضرورة معاملتهم معاملة إنسانية دون تمييز.

تراجع خطير
ويعكس استهداف المدنيين والمناطق السكنية والأسواق من قبل القوات المسلحة السودانية تراجعاً خطيراً في الالتزام بالقوانين الدولية، ويهدد بتصعيد كارثي للوضع الإنساني في البلاد.
وقال المحلل السياسي، الدكتور أحمد الياسري، لـ«الاتحاد» إن القوات المسلحة السودانية تتبنى هذا النمط من القتال عبر استهداف إثنيات بعينها، وهو ما استدعى ردة فعل قوية من المجتمع الدولي، لا سيما الكونغرس الأميركي الذي أشار في تقرير للجنة العلاقات الخارجية إلى عمليات إبادة جماعية ممنهجة طالت المدنيين.

اقتتال بين ميليشيات
يتطلب تحقيق السلام في السودان وجود قيادة جديدة تتبنى حلولاً سياسية واجتماعية شاملة، وتعمل على بناء جيش وطني جامع يمثل كل أبناء السودان بعيداً عن المخاصمات القبلية أو الإقصاء.
وقال المحلل أمجد طه، إن ما يجري في السودان لا يمكن وصفه بصراع بين جيش نظامي وطرف متمرد، بل هو اقتتال بين ميليشيات متناحرة على السلطة، مضيفاً أن القوات المسلحة السودانية تخضع لسيطرة جماعات «الإسلام السياسي» وأشخاص مطلوبين للعدالة الدولية.
وأوضح طه في تصريح لـ«الاتحاد» أن «المشهد الراهن في السودان يمثل حرباً أهلية، كان يمكن تجنبها بالحوار، لا باللجوء إلى العنف وسفك المزيد من الدماء، فالطرف الآخر هو مكون سوداني أيضاً، وكان يمكن للجيش أن يحتكم إلى صوت العقل لا إلى الطائرات والصواريخ».
وكشف عن أن منظمات دولية وثقت استخدام القوات المسلحة السودانية أسلحة محرمة، منتقداً استمرار العمليات التي تستهدف المدنيين في دارفور ومناطق أخرى.

مقالات مشابهة

  • موجات هجوم عنيفة من الدعم السريع على معسكر زمزم ومدفعية الجيش السوداني ترد
  • الغارات الجوية في السودان.. انتهاك للقانون الدولي الإنساني
  • منسقية النازحين تتهم الدعم السريع بارتكاب مجزرة في أبو شوك وقتل وإصابة 40 شخصاً
  • «الدعم السريع» تعلن سيطرتها على منطقة أم كدادة .. عشرات الضحايا في الفاشر ومعسكر أبوشوك بشمال دارفور
  • الجيش السوداني يستعيد السيطرة على الهلبة بعد ساعات من اقتحامها بواسطة الدعم السريع
  • 12 قتيلا في قصف لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر  
  • ما أهمية معسكر طيبة الذي استعاده الجيش السوداني من الدعم السريع؟
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 12 مدنيا وإصابة 17 في قصف مدفعي للدعم السريع
  • قائد في الجيش السوداني يكشف عن انهيار كبير لدفاعات الدعم السريع غرب أم درمان
  • الجيش السوداني يكشف تفاصيل الهجوم على سد مروي