الجيش السوداني يشن سلسلة من الغارات الجوية استهدفت دارفور
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
في تصعيد للعنف، قُتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في دارفور مع استمرار الصراع المستمر منذ 10 أشهر في السودان دون أي علامات على التراجع. ووفقاً للتقرير لصحيفة الجارديان، شنت طائرات الجيش السوداني سلسلة من الغارات الجوية استهدفت المنطقة الصناعية والسوق الرئيسي والأحياء السكنية في الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور.
ووصف شهود عيان الغارات الجوية بأنها مرعبة، حيث قال أحد السكان: "يبدو الأمر وكأنهم [الجيش] يريدون منا الفرار". ويمثل الهجوم الذي وقع هذا الأسبوع الهجوم الثالث من نوعه الذي يشنه الجيش منذ سيطرة قوات الدعم السريع على الضعين في أواخر نوفمبر. وبينما أبلغت قوات الدعم السريع عن وقوع خسائر في صفوف المدنيين، ادعى الجيش أنه استهدف مستودع أسلحة لقوات الدعم السريع وقتل العديد من الشخصيات الرئيسية، بما في ذلك قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو.
وأدى الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى نزوح الملايين وتسبب في انتشار سوء التغذية في جميع أنحاء السودان. وتؤكد الغارات الجوية الأخيرة على الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع مدى يأس الجيش في التصدي لتقدم قوات الدعم السريع. وقد أدى هذا الوضع إلى نزوح جماعي للسكان من المناطق المتضررة، حيث لجأ العديد منهم عبر الحدود إلى تشاد.
وقد أجبرت الاضطرابات في دارفور السكان على التفكير في الفرار بحثاً عن الأمان، كما يتضح من عائلة من قبيلة الهبانية التي أوقفها مقاتلو قوات الدعم السريع أثناء محاولتها المغادرة إلى تشاد. ويؤدي افتقار قوات الدعم السريع إلى الأسلحة المضادة للطائرات إلى زيادة تعقيد الوضع، مما يجعل المدنيين عرضة للهجمات الجوية.
وعلى الرغم من الادعاءات المتفرقة بإحراز تقدم، إلا أن الصراع ما زال يعصف بالسودان، حيث أصبح مصير دارفور على المحك بينما تتنافس الفصائل المتنافسة على السيطرة. إن غياب الحل الناجع يطيل معاناة الملايين ويهدد بتفاقم الأزمة أكثر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الغارات الجویة
إقرأ أيضاً:
كنداكة الثورة السودانية تتحدث عن الثورة والانقلاب وانتهاكات الدعم السريع
وتعود كلمة "كنداكة" إلى العهد الكوشي أو ما يعرف بالحضارة النوبية، وهي تعني الملكة أو السيدة الأولى، لكن آلاء صلاح، قالت لبودكاست "ملهمات" إن الكلمة تعني "المقاتلة" أو بمعنى آخر "الأيقونة".
ويمكن القول إن كنداكة الثورة السودانية ليست جديدة على النضال السياسي، فقد شاركت جدتها في حراك 1964، الذي أنهى حكم الفريق إبراهيم عبود، وشاركت والدتها في انتفاضة 1985، التي أطاح الجيش على إثرها بحكم جعفر النميري، فيما شاركت أختها في انتفاضة الطلاب عام 2013 التي خرجت ضد قرار رفع الدعم الحكومي عن الوقود.
وبسبب مشاركتها في الثورة على عمر البشير، فقدت آلاء دراستها بعدما تم فصلها من الجامعة، لكنها التحقت بإحدى الجامعات البريطانية بعد حرمانها من الالتحاق بجامعة محلية.
وظلت آلاء في السودان حتى انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021، حيث غادرت خشية التعرض للاعتقال كما حدث لكثيرين ممن شاركوا في الثورة على البشير، وفق قولها.
وتعرضت لتهديد مباشر من قوات الدعم السريع، وتلقت اتصالا من مدير مكتب قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي طلب منها لقاء سريًّا، لكنها رفضت ذلك بسبب مسؤوليته عن قتل الثوار في اعتصام القيادة العامة وحرقهم واغتصاب بعضهم، حسب قولها.
إعلان
السفر لبريطانيا
بعد ذلك، أصبح تهديد الدعم السريع للشابة صريحا، وقد ذهبوا إلى بيتها أكثر من مرة وحاولوا ترهيب عائلتها جراء رفضها مقابلة حميدتي، الذي قالت إنه كان يحاول الضغط على رموز الثورة لدعم انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021، ووصفه بأنه "تصحيح للمسار".
وعندما توجهت قوات الدعم السريع لبيتها قبل انقلاب 2021 بـ3 أيام، قررت آلاء الاختباء عند بعض أقربائها حتى تمكنت من السفر إلى بريطانيا التي كانت ستسافر لها بعد أيام من الانقلاب على كل حال لإكمال دراستها، كما قالت.
وبعد 5 سنوات من الإطاحة بحكم عمر البشير، وما آلت إليه أوضاع السودان، لا تريد صلاح القول إنها تشعر بخيبة أمل، لأن هذا الأمل هو الذي ساعدهم على تحقيق بعض أهداف الثورة -كما تقول- لكنها تعترف بأنها ليست سعيدة بينما السودان يعيش حالة من القتل والاغتصاب والانتهاكات التي لا تتوقف، وفق تعبيرها.
وشاركت المرأة بشكل كبير بالثورة على نظام البشير في ديسمبر/كانون الأول 2018، رغم القيود الكبيرة التي كانت مفروضة عليها في ذلك الوقت، وكانت كل واحدة منهن تقوم بما تجيد القيام به سواء كان التصوير أو مخاطبة الجماهير أو الرأي العام أو إسعاف الجرحى أو إعداد الطعام والشراب، كما تقول صلاح.
وبعد أن كان السودانيون يحلمون بالديمقراطية وتداول السلطة، "أصبحوا اليوم يعيشون قمعا وتهجيرا وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان على يد قوات الدعم السريع التي تقاتل منذ عامين ضد قوات الجيش"، حسب كنداكة الثورة.
وإلى جانب الانتهاكات، يعيش السودانيون مجاعة فعلية وتراجعا حادا في الخدمات الصحية وقتلا خارج القانون فيما توزع "شباب الثورة" بين جائع ونازح وهارب، حسب وصف صلاح.
أما من نجحوا في الخروج إلى دول أكثر أمنا، تضيف صلاح، فيعملون على توثيق ما يتعرض له الناس من انتهاكات وجرائم وتعريف العالم بها من خلال مواقع التواصل، لكنّ مَن هم بالداخل يجدون صعوبة كبيرة في إيصال ما يتم توثيقه للخارج بسبب توقف الإنترنت.
إعلانبيد أنه في ظل حالة الفقر المدقع والحاجة الشديدة وانهيار الخدمات وتفشي الخوف، أصبحت غالبية النشطاء مشغولين بعائلاتهم وجيرانهم وزملائهم أكثر من انشغالهم بمحاولة إحياء الثورة التي لم تعد سهلة أبدا في ظل ما وصلت إليه البلاد من استحكام للقوة، برأي صلاح.
ومع ذلك، فإن الشباب قادرون على إحداث التغيير لكنهم بحاجة للحد الأدنى من الظروف التي قد تساعد على تحويل مسار البلاد من الحرب إلى السلم الأهلي، وهو مسار تقول صلاح إنه "صعب جدا".
24/12/2024