يمانيون|

استقبل قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي، اليوم الخميس، المشاركين في مسابقات القرآن الدولية في طهران.

وأوضح السيد الخامنئي، أن القرآن كتاب هداية وعلاج لكلّ آلام المجتمعات البشريّة. كما تساءل سماحته عن تطبيق قادة الدول الإسلاميّة تعاليم القرآن بخصوص غزّة، واستغرب عدم إعلانهم قطع العلاقات والدعم للكيان الصهيوني الخبيث والقاتل، مشدّداً على أنّ الله المتعالي سيؤاخذ الشعوب والدول المسلمة التي لم تعمل بمسؤوليّاتها القرآنيّة تجاه فلسطين.

ووجه الانتقاد إلى قادة الدول الإسلامية لعدم تطبيقهم معارف القرآن وتعاليمه بشأن قضية غزة، وعدم قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وقال سماحته: «قوى المقاومة في غزة وفلسطين اليوم تطبّق تعاليم القرآن عبر الصمود في وجه العدو الصهيوني الخبيث»

 

ووصف قضية غزة بأنها قضية العالم الإسلامي الكبرى. وتساءل: «هل يطبّق قادة ومسؤولو الدول الإسلاميّة تعاليم القرآن الذي يقول: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}؟ لماذا لا يعلن قادة الدول الإسلامية قطع علاقتهم ومساعدتهم ودعمهم القاتل الصهيوني الخبيث؟»

 

وقال السيد الخامنئي: «سيسائل الله المتعالي كلّ أفراد الشعوب الإسلامية ويؤاخذهم لأنهم لم يمارسوا الضغط على حكوماتهم من أجل وقف دعم الكيان الصهيوني، وكذلك الحكومات الإسلامية لأنها لم تطبّق تعاليم القرآن».

 

وأكد أن العالم الإسلامي وأحرار العالم مفجوعون اليوم بأهالي غزة، مضيفاً: «اضطهَد أهالي غزة من لم يشتمّوا رائحة الإنسانية إطلاقاً، وعليه إن أعظم واجب هو نصرة أهالي غزة المظلومين، والصمود الشجاع لقوى المقاومة، ومساندة من يساعد أهالي غزة».

 

وأشار سماحته إلى جُملة آيات في بيان وصف القرآن الكريم والتعريف به، وأضاف: «القرآن كتاب هدى، وكتاب ذِكرٍ ومزيلٌ للغفلة، وكتاب حكمة ونور وبرها، يصف الإمام علي (ع)، التلميذ البارز للقران، هذا الكتاب السماوي بالمحيي للقلوب والمعالج للآلام الكُبرى للبشرية».

 

وخلص إلى أن «الذين يرون القرآن كتاباً لزوايا المعابد ولعلاقة الإنسان بالله، ولا يقبلون الإسلام السياسي والإسلام الذي يبني النظام الاجتماعي، هم في الواقع على النقيض من وصف القرآن لنفسه، ووصف أمير المؤمنين (ع) للقرآن». كبريات الدول العربية أن تتحرك في دور مشرف وإيجابي ولو في الملف الإنساني بإيصال الطعام.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الدول الإسلامی

إقرأ أيضاً:

بناء المستقبل العربي

 

بينما طوى العالم صفحات القرن العشرين ودخل القرن الحادي والعشرين بزخم التقدم والتطور، بقي العالم العربي أسيراً لتحولات عميقة، تنوعت بين صراعات إقليمية، وثورات تحررية، وانقلابات سياسية. رغم ذلك، ظل التقدم المنشود غائباً، ولم تتحقق التطلعات الكبرى في الوحدة والتنمية، بل تفاقمت الأزمات، وانحرفت المسارات المفصلية، لتضيع معها إمكانات تاريخية كان يمكن أن تعيد تشكيل مستقبل المنطقة.

الإرث الاستعماري وإخفاق السياسات الداخلية
لم يكن خروج الاستعمار من الدول العربية إيذاناً ببداية عهد من الاستقلال الحقيقي، بل ترك إرثاً ثقيلاً من التقسيم الجغرافي والانقسام المجتمعي، فضلاً عن تبعية اقتصادية عميقة رسخت هيمنة القوى العالمية على مًقدّرات المنطقة. أضف إلى ذلك، غياب القيادة التشاركية التي تخلق بيئة للحوار والتنمية، أدت بدورها إلى تفاقم مشكلات الحوكمة وسوء إدارة الموارد.
في ظل هذه التحديات، أُهدرت الموارد البشرية والطبيعية، واستُنزفت الدول العربية في صراعات داخلية وخارجية. هذا التوجه لم يعمق فقط الهوة بين الشعوب والحكومات، بل ساهم في إنتاج بيئة سياسية واجتماعية مُعيقة للإصلاحات ومُغذية لمشاعر الإحباط العام.

التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتشابكة
اليوم، تقف الدول العربية على مفترق طرق حرج، تواجه خلاله تحديات اقتصادية واجتماعية بالغة التعقيد. فمعدلات البطالة المرتفعة، والتفاوت الاجتماعي، والضغط على البنى التحتية بفعل النمو السكاني، كلها عناصر تغذي أزمات هيكلية تهدد الاستقرار في الداخل العربي. كما أنه وفي ظل هذه الأوضاع المُتقلبة والمتوترة، لعبت التدخلات الخارجية دوراً سلبياً، إذ ساهمت في تفاقم الخلافات الداخلية وأعاقت محاولات تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي.

التداعيات العابرة للحدود
ولم تتوقف آثار التدهور الاقتصادي والاجتماعي عند حدود الدول العربية، بل امتدت لتشمل العالم بأسره. فقد أصبحت المنطقة العربية مسرحاً لأزمات إنسانية حادة، من موجات النزوح والهجرة إلى تفاقم معاناة الفئات الأكثر ضعفاً من أطفال وشباب. وفي غياب استراتيجيات متماسكة للتعامل مع هذه الأزمات، برزت تهديدات جديدة تمثلت في انتشار التطرف والإرهاب، وجعل المنطقة مصدر قلق عالمي يهدد الأمن والاستقرار الدوليين.

فرص الإصلاح والتنمية
وسط هذه المعطيات القاتمة، يبقى الأمل في إعادة صياغة مسار المنطقة العربية قائمًا، ولكنه مشروط بقرارات حاسمة وإصلاحات استراتيجية جذرية. فلا يمكن الحديث عن تنمية حقيقية دون إعادة هيكلة شاملة لمؤسسات الدولة وآليات عملها بما يضمن تحقيق العدالة والشفافية والمساءلة. هذا التغيير يتطلب الانتقال إلى نماذج حوكمة قائمة على الفصل بين السلطات، وسيادة القانون.
إلى جانب ذلك، فإن إصلاح منظومة التعليم يُعد الركيزة الأساسية لهذه التحولات، ليس فقط لتطوير الكفاءات البشرية القادرة على الإسهام بفعالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولكن أيضاً لخلق اقتصادات معرفية متقدمة. كما أن التكنولوجيا الحديثة تمثل فرصة ذهبية لتجاوز القيود التقليدية وإنشاء نماذج اقتصادية جديدة قادرة على المنافسة العالمية.
وعلى مستوى أوسع، فإن التكامل العربي لا يمكن اعتباره خياراً بل ضرورة استراتيجية، إذ تحتاج الدول العربية إلى رؤية مشتركة للتنمية تعزز المصالح الجماعية وتضع حداً للصراعات التي لا تحقق أي منفعة حقيقية، والتي غالباً ما تستغلها القوى الخارجية لتعزيز نفوذها على حساب استقرار المنطقة.
وفي صلب هذه الرؤية، لا بد أن يكون الشباب في قلب هذه الرؤية، بصفتهم المحرك الحقيقي لبناء المستقبل وتحقيق التحولات المستدامة. هذه الطاقات الهائلة وقدراتها على الابتكار والتكيف تمثل القوة الدافعة للتغيير الإيجابي في العالم العربي.

إعادة صياغة الواقع العربي
لقد علّمنا التاريخ بأن التحولات الكبرى تتطلب إرادة صلبة ورؤية استراتيجية بعيدة المدى. ومن هنا، ينبغي لصانعي القرار في الدول العربية أن يدركوا أن مستقبل المنطقة مرهون بقدرتهم على تجاوز الخلافات والانقسامات الضيقة والعمل نحو تحقيق التكامل في المصالح المشتركة. فالحديث عن مستقبل العالم العربي لا يمكن أن يُختزل في إصلاحات سطحية أو وعود سياسية عابرة، بل يتطلب تحولاً جوهرياً في الفكر والممارسة، يعيد تعريف التنمية بمفهوم شامل ويتجاوز الأبعاد الاقتصادية ليضع أسس العدالة الاجتماعية، ويؤسس لمناخ الحوار الشفاف والبنّاء الذي يرسخ قيم الانتماء والتعاون والمسؤولية المشتركة.
الفرصة لا تزال قائمة، ولكنها مشروطة بالعمل الجماعي والإيمان بأن المستقبل العربي لا يُصنع بالانتظار أو الترقب، بل بالإرادة والإقدام على خطوات جريئة والعمل المشترك.

مقالات مشابهة

  • بناء المستقبل العربي
  • محطَّاتٌ خالدةٌ من حياة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي
  • أهالي قطاع غزة يصلون الغائب على الضيف ويشيعون شهداء قادة القسام (شاهد)
  • قادة العالم يرفضون مقترحات ترامب.. لا لتهجير الفلسطينيين ولا للمساس بالسيادة الوطنية
  • خبير اقتصادي: العالم سيشهد تقلبات اقتصادية بوتيرة عالية الفترة المقبلة
  • رابطة العالم الإسلامي تُعرِب عن تعازيها في ضحايا اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية في واشنطن
  • رابطة العالم الإسلامي تُعرِب عن تعازيها في ضحايا حادثة اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية في واشنطن
  • إصابات باعتداء العدو الصهيوني على أهالي الأسرى قرب رام الله
  • رئيس الجمهورية الإيطالية يستقبل الأمينَ العام لرابطة العالم الإسلامي
  • رئيس إيطاليا يستقبل الأمينَ العام لرابطة العالم الإسلامي