احتجاجا على التقشّف .. إضرابات واسعة في الأرجنتين
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
بوينوس ايرس "أ ف ب": يزداد غليان الشارع الأرجنتيني تدريجًا مع إضراب عمّال السكك الحديد والطواقم الطبية في المستشفيات اليوم وقطع طرقات متوقع الجمعة وإضراب عام يتم الإعداد له في بلد يتخبط بسبب تدابير تقشّفية اتخذتها حكومة الرئيس خافيير ميلي الليبرالية المتطرفة.
بموجب التدابير التقشفية الجديدة، أصبحت الرحلات الرسمية مؤلفة من وفود صغيرة وانخفض عدد الوزارات بنسبة 50% وأُلغيت 50 ألف وظيفة عامة واستُبعد 27 ألف مستفيد "غير نظاميين" من المساعدات الاجتماعية وجفّت الإعانات لحركة النقل.
في يناير، سجّلت الأرجنتين أول فائض شهري في ميزانيتها منذ 12 عامًا، على ما أعلنت وزارة الاقتصاد بنبرة منتصرة، محددة هدف تحقيق "صفر عجز" في العام 2024.
ويؤكد الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي أنه يعمل على السيطرة على التضخّم منذ وصوله إلى السلطة.
وسُجّل تضخم نسبته 25% في ديسمبر ثم 20% في يناير ومن المتوقع أن يقترب من 10% في فبراير، على أن يتراجع إلى أقلّ من ذلك في النصف الثاني من العام، بحسب وزير الاقتصاد الأرجنتيني لويس كابوتو.
ويتساءل الخبير الاقتصادي سالفاتور بيتييي "هل هي عملية تطهير للمداخيل أم مجرّد تبخّر؟"، معتبرًا أن التأثير الفوري بالأرقام غير مضمون استمراره على المدى الطويل.
ويضيف "سيكون المتغيّر الاجتماعي حاسمًا في معرفة المدّة التي يمكن أن يستمر فيها هذا الأسلوب في تقويم الحسابات العامة".
يقول ميلي إن "الطبقة السياسية ستدفع" ثمن تقويم الحسابات العامة، لكن مع ذلك يلقي التقشّف بثقله على أصحاب الدخل المتوسط في وسائل النقل والأدوية وزيادة سعر التأمين الصحي المدفوع مسبقًا وتحرير أسعار الغذاء والسكن.
على سبيل المثال، زاد متوسط سعر تذكرة الحافلة في منطقة بوينوس آيرس بأربعة أضعاف تقريبًا خلال شهرين، مرتفعًا من 85 إلى 300 بيزو. وسيرتفع سعر تذكرة المترو من 125 إلى 667 بيزو بحلول شهر مايو.
في المقابل، رُفع الحد الأدنى للأجور - بوقت متأخر نسبيًا - بنسبة 15% في فبراير ليصل إلى 180 ألف بيزو (204 دولارات) بعدما زاد التضخم بنسبة 50% (254% على أساس سنوي) منذ آخر إعادة تقييم لهذا الراتب.
وقالت عاملة النظافة يانينا سالتو في أحد طوابير الانتظار لركوب حافلة للذهاب إلى عملها الذي تجني منه 2500 بيزو للساعة الواحدة "بتّ أعرف معنى المشي. توقفت عن ركوب بعض الحافلات إذ يكلّفني ذلك 26 ألف بيزو بالشهر بعدما كان يكلّفني 12 ألف بيزو في الماضي".
ويتفق الرئيس الأرجنتيني الليبرالي والاتحاد العام للعمال في الجمهورية الأرجنتينية على أن "المرحلة الأصعب ستكون بين مارس وأبريل" مع التأثير التراكمي للتقشف وركود النشاط الاقتصادي وتكلفة اللوازم والرسوم الدراسية بحسب ميلي.
ولفت هذا الأخير إلى أنه عندما "ستصل البلاد إلى الحضيض، ستنتعش مجددًا".
وتتوقع وزارة الاقتصاد أنها ستكون قادرة بحلول منتصف العام 2024، على رفع ضوابط الصرف التي أثرت على الأرجنتينيين منذ العام 2019.
أمّا الاتحاد العام للعمال في الجمهورية الأرجنتينية، فيرى أن "الصراع الاجتماعي سيزداد وللأسف سينتهي بشكل سيء"، حسبما جاء على لسان الرئيس المشارك للنقابة بابلو مويانو.
ونظمت هذه النقابة اليسارية في نهاية يناير إضرابًا عامًا وتظاهرات في كل أنحاء البلد. وتدعو النقابة إلى تعبئة جديدة على المستوى الوطني.
ترسل صورة ميلي إشارات مختلطة. فوفقًا لاستطلاعات رأي جديدة، بدأت تتراجع نسبة التأييد لميلي ببطء إلى ما يقلّ بقليل عن 50%. لكن للمرة الأولى منذ فترة طويلة، تتوقع أغلبية (46% مقابل 41%) تحسنًا للوضع الاقتصادي في العامين المقبلين.
وفي مؤشر محتمل إلى تحسّن الوضع الاقتصادي في الأرجنتين، لا يزال سعر صرف البيزو مقابل الدولار في السوق الموازية مستقرًا منذ أسابيع عند نحو 1100 بيزو لكلّ دولار لكنه لا يزال بعيدًا عن سعر الصرف الرسمي البالغ 882 بيزو لكلّ دولار.
واعتبرت صحيفة "لا ناسيون" المحافظة أن "الرئيس ميلي الذي لا يمكن فهمه" يواصل تحدّي السياسة الكلاسيكية من خلال نشاطه المفرط على شبكات التواصل الاجتماعي و"رسائله الأيديولوجية المتضاربة .. دون أن يسعى إلى التوصل إلى اتفاقات ولا الحصول على أغلبيات ولا احتساب التكلفة".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
«تريندز» يتعاون مع جهات حكومية وبحثية وفكرية في الأرجنتين
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةاستهل مركز تريندز للبحوث والاستشارات جولته البحثية في الأرجنتين، التي ينظمها عبر مكتبه في أميركا اللاتينية، بسلسلة حلقات نقاشية ولقاءات فكرية في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، شملت المعهد الوطني للخدمات الخارجية في وزارة الخارجية الأرجنتينية، وإدارة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الأرجنتينية، وأمانة الشؤون الخارجية في وزارة الدفاع الأرجنتينية، ومنظمة الدول الأيبيرية الأميركية للتربية والعلم والثقافة، وسفارة دولة الإمارات في الأرجنتين.
وبحث المركز مع هذه الجهات سبل التعاون والشراكة البحثية والعلمية والمعرفية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، حيث تأتي المناقشات ضمن جهود «تريندز» لفتح آفاق جديدة للتعاون والشراكة مع مراكز الفكر والمؤسسات البحثية والأكاديمية الدولية، وعلى هامش مساهمته الأولى في معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب 2025.
برامج تدريبية متخصصة
وناقش «تريندز» مع السيد مارسيلو بوفتي، مدير المعهد الوطني للخدمة الخارجية، التابع لوزارة الخارجية الأرجنتينية، آليات تعزيز التعاون الاقتصادي بين منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأميركا اللاتينية، لاسيما في مجالات الأمن الغذائي والتغير المناخي والتكنولوجيا، كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول تطورات القضايا التي تهم المنطقتين، وسبل تحقيق الاستقرار والازدهار لشعبيهما، إلى جانب استعراض فرص التعاون البحثي بين المعهد الوطني ومركز تريندز، خاصة في مجال البرامج والدورات التدريبية المتخصصة التي يقدمها «معهد تريندز الدولي للتدريب».
تحولات الذكاء الاصطناعي
كما بحث «تريندز» مع مسؤولي أمانة الشؤون الخارجية في وزارة الدفاع الأرجنتينية فرص التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح أحد أبرز المحركات الرئيسية للتحولات التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية في العصر الحديث، مما يجعل البحث العلمي ركيزة أساسية لفهم تحولاته، وتطويعها لخدمة المجتمعات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
واستعرض باحثو «تريندز» الدور المحوري الذي يلعبه المركز في استكشاف التحولات التي يحدثها الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، حيث أطلق مؤخراً برنامجاً بحثياً متخصصاً في الذكاء الاصطناعي، يصدر عنه دراسات استشرافية وبحوث تحليلية تناقش وتستكشف تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدوارها في قطاعات الصحة والتعليم والأمن والاقتصاد، وغيرها، وذلك بغرض بناء فهم أعمق حول كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز الابتكار ودعم العلم والمعرفة.
دعم الاستقرار والتنمية
وفي السياق ذاته، عقد «تريندز» حلقة نقاشية مع مسؤولي إدارة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الأرجنتينية، تركزت حول القضايا والأزمات وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وموقف وزارة الخارجية الأرجنتينية من هذه التطورات المتسارعة، فضلاً عن التأكيد على دعم المبادرات الرامية إلى تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة. وشارك في النقاش باحثون وخبراء من «تريندز»، إلى جانب آنا بينالوزا، مديرة إدارة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخواكين رويدا، أمين الإدارة، وأغاتا زالديفار، من إدارة العلاقات الاقتصادية مع أفريقيا والشرق الأوسط، كما تناول النقاش آفاق التعاون المشترك بين وزارة الخارجية الأرجنتينية ومركز تريندز في المجالات البحثية المختلفة.
الحوار بين الأديان
وفي إطار جولته البحثية في الأرجنتين، نظم «تريندز» جلسة نقاشية مع مسؤولي منظمة الدول الأيبيرية الأميركية للتربية والعلم والثقافة «OEI»، والتي تتألف من 23 دولة عضواً من الدول الأيبيرية في أوروبا والأميركيتين، تطرقت إلى أهمية الحوار بين الأديان ودعم ثقافة التعايش والتسامح وتعزيز التفاهم والتعاون بين مختلف الثقافات والديانات، وذلك من خلال مناقشة أهمية حوار الأديان والتعايش السلمي والتسامح والاحترام المتبادل، مما يساهم في تعزيز الاستقرار والسلام في المجتمعات المتعددة الثقافات.
تعاون بحثي ومعرفي
وفي سياق متصل، شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في الحلقة النقاشية الموسعة التي عقدها سعيد عبدالله القمزي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية الأرجنتين، بحضور رؤساء المراكز الفكرية وخبراء من وزارة الخارجية الأرجنتينية. وأكدت الحلقة النقاشية أهمية الشراكة البحثية بين «تريندز» ومراكز الفكر والمؤسسات البحثية في أميركا اللاتينية، بغرض تعزيز التعاون المشترك مع هذه المنطقة المهمة من العالم، كما تطرق النقاش إلى أهمية علاقات الشراكة الاقتصادية بين منطقتي الخليج العربي وأميركا اللاتينية، بينما استعرض «تريندز» والسفارة الإماراتية مجالات التعاون المحتمل بينهما في المجالات البحثية والمعرفية ذات الاهتمام المشترك.
فهم التحديات والفرص
تعقيباً على المناقشات التي شهدها اليوم الأول من جولة المركز البحثية في الأرجنتين، قال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، إن مراكز الفكر والمؤسسات البحثية تلعب دوراً محورياً في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش ودعم العلاقات الدولية ومعالجة القضايا والأزمات التي يشهدها العالم، بما تقدمه من بحوث ودراسات معمقة وتحليلات موضوعية وتقديرات علمية، تساهم في تقديم فهم دقيق للتحديات والفرص الإقليمية والدولية، واستشراف مآلاتها المستقبلية. وذكر أن مراكز الفكر تعد منصات للحوار وبناء جسور التفاهم والتواصل والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين من حول العالم، مما يعزز ثقافة الحوار وتبادل الأفكار والرؤى، ويدعم الثقة والتعاون والفعال في القضايا الاستراتيجية والاقتصادية والفكرية والبيئية.
وأكد الدكتور محمد العلي انفتاح «تريندز» على تعزيز التعاون والشراكة مع مراكز الفكر في دول أميركا اللاتينية، مما يعزز الفهم المتبادل ويحلل القضايا المشتركة، من خلال تبادل المعرفة والخبرات والخبراء، بالإضافة إلى عقد مناقشات وحوارات حول القضايا والتحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المشتركة.
المشاركة الإماراتية الوحيدة
يشارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات للمرة الأولى في النسخة التاسعة والأربعين من معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب، ويعد الجهة الوحيدة المشاركة من دولة الإمارات في المعرض، وتتواصل المشاركة حتى 24 أبريل 2025، في أرض المعارض بمنطقة باليرمو في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.
وقالت روضة المرزوقي، مديرة إدارة التوزيع والمعارض في «تريندز»، إن المركز يعرض في جناحه المعرفي رقم 5003 بالمنطقة الحمراء، مئات الكتب والبحوث والدراسات المترجمة، والتي تتنوع بين الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية، مضيفة أن المركز يعقد على هامش المعرض سلسلة من الأنشطة المعرفية واللقاءات الفكرية مع خبراء وأكاديميين ومتخصصين في البحث العلمي.