الشاعر منذر يحيى عيسى لـ سانا: النقد والأدب متلازمان وهناك حضور مميز لأدباء شباب في القصيدة الكلاسيكية
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
دمشق-سانا
الأديب منذر يحيى عيسى شاعر كتب في مختلف الأشكال وأضاف إلى موهبته البحث الأدبي فتميز بالواقعية والصدق وتصوير الواقع، من خلال حرصه على الحداثة التي ترتكز على الأصالة والانتماء.
وفي تصريح لـ سانا قال عيسى: رغم ما يتراءى لنا من فوضى وتداخل في المشهد الثقافي، وخصوصاً الجانب الإبداعي، يمكنني القول إن في هذه الفورة الثقافية، إن صح التعبير، جوانب مشرقة ومبشرة لأقلام تخط طريقها بثقة واقتدار، وخلفها مواهب حقيقية، ولم تلق حقها من الرعاية، وهنا للنقاد الدور الأساسي في متابعتها وكذلك وسائل النشر الرسمية، وليست صفحات وملتقيات ومنتديات فيس بوك.
وأوضح عيسى أن هذا الكم الهائل من المواد الأدبية التي تنشر في الفضاء الأزرق أو ورقياً، لا بدّ وأن تفرز نوعاً جيداً، يصب في نهر الإبداع الحقيقي، وهذا أمر طبيعي، رغم ما نراه من نظرة غير موضوعية من قبل بعض من لهم خبرتهم في الأدب والإبداع، فالحياة استمرارية وهي مثل نهر يجري.
وتابع عيسى: تتراوح نصوصي الشعرية بين الطويلة والطويلة جداً وتأخذ نفساً ملحمياً، وهذا يتم تحت تأثير فكرة تسيطر على مساحة تفكيري لعدة أيام ولا أقترب خلالها من الورق، حتى أصل إلى مرحلة أشعر فيها بما يدفعني للاستقرار خلف مكتبي مع القلم، وتتالى بعدها الأفكار التي أوسدها مفردات وجملاً على بياض الوقت والذي يجيء دفعة واحدةً كغيمة مثقلة بالمطر تهمي على الأرض دقيقة واحدة وتغادر.
أما فيما يتعلق بالدراسات والأبحاث، حسب عيسى، فهي تأتي تحت ضغط الإعجاب بقراءة منجز ما، وقد أتعمد هذا النمط من الكتابة، كمحاولة للإصغاء على هذا المنجز، وأسمي هذا النمط من الكتابة المتحرر من مصطلحات النقد الأكاديمية مشاغبات نقدية، وقد تعددت هذه الكتابات بحيث إن تجميعها في كتاب أصبح ملحاً.
ورأى الأديب عيسى أن ضغط العولمة أدى إلى ظهور أجناس جديدة بدءاً من قصيدة التفعيلة في أواخر أربعينيات القرن الماضي، وحتى ظهور قصيدة النثر في الستينيات، وظهور القصة القصيرة جداً وكذلك الومضة الشعرية، وقد أدى ذلك إلى تداخل بنى الأجناس التي لا نقول إنها مستحدثة، فهي تملك جذوراً في أدبنا العربي.
وأشار عيسى إلى أن التجديد أمر حيوي ويتناسب مع منطوق الحياة وقوانين الطبيعة، وهذا يمتد بقوة إلى الأدب الذي هو التعبير الصحيح عن مسيرة الحياة والعلاقات الاجتماعية.
وقال عيسى: التربية المنزلية والحاضنة الأولى والقراءات الأولى، جعلتني أجرب القصيدة الكلاسيكية والتي ابتعدت عنها بعد محاولات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلى كتابة التفعيلة التي لا أتعمدها ولكنها تظهر أو تطفو على سطح نصوصي بمفردها، ووجدت نفسي في قصيدة النثر والتي بلغ مجموع ما أنتجه ثماني مجموعات، وبرأي النقاد والمتابعين إن لي بصمة خاصة في الساحة السورية بقصيدة النثر، وأنا أسير إلى ترك أثر في ذلك دون ضجيج، ولا أفتعل معركة مع الشعراء والكلاسيكيين، بحيث إنني أنفي صفة الشعر عن منجزي الأدبي وخصوصاً على المنابر وأنا مقتنع بذلك، فتعريف الشعر لا ينطبق على قصيدة النثر، كما وجدت نفسي أخيراً وأنا أكتب دراسات تحت عناوين مختلفة في حقول “الأدب – التربية – السلوك والاجتماع والبيئة”.
وأكد عيسى أن النقد والأدب متلازمان، فللنقد دور مهم في ارتقاء الأدب، ويعتبر صمام الأمان، وهو الذي يقوّم ويصحح مساره ويحيط اللثام عن مواطن الجمال ويشير إلى الثغرات، ويضبط مساره.
ورأى عيسى أن إغراق النقاد بالمصطلحات النقدية يخرج دراستهم بشكل مفرق بالإبهام ولا يؤدي الغرض من النقد، أو باللجوء إلى السطحية والمجاملة التي تفسد القراءة، داعياً النقاد إلى إعادة النظر بمواقفهم من التجديد، وتناول التجارب الحديثة.
وعن حضور الشباب الثقافي قال عيسى: من خلال متابعتي لما ينشر ورقياً وعلى صفحات التواصل الاجتماعي يمكنني القول: إن هناك حضوراً مميزاً للشباب وهناك أصوات على حداثة سنها تخط طريقها بجدارة وخصوصاً في مجال القصيدة الكلاسيكية وسيكون لها شأن مستقبلاً، نرى ذلك من خلال نوادي الشباب التي شكلها اتحاد الكتاب العرب والفروع، ومن خلال المسابقات التي تجري مركزياً وفرعياً وقد شجعهم الاتحاد من خلال نشر إبداعهم في دورياته، وبالحوافز المادية من خلال المسابقات.
يذكر أن الأديب منذر يحيى عيسى رئيس فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب، وهو عضو جمعية الشعر في الاتحاد، ومن منشوراته في الشعر “رايات سوداء لها شكل الفرح” و”الدخول في مدار الياسمين” و”تحولات القلب” و”حالات لعصف القصيدة” و”عابر إلى ضفة أخرى” و”لا توقظوها.. حالمة”.
وفي الدراسات “نديم محمد شاعر الألم والكبرياء” وأوراق الوداع – عن الراحل الشيخ يحيى حسن عيسى ونديم محمد، الشاعر المتمرد، ووحيداً ستمضي- مجموعة شعرية فائزة بجائزة الشعر نبض الحياة دورة الشاعر عبد الجبار الفياض عام 2022، وبارقات تومض في المرايا، وغيرها كما شارك بمهرجانات وندوات ثقافية وأنشطة أدبية كثيرة.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: قصیدة النثر من خلال عیسى أن
إقرأ أيضاً:
«الدبيبة» يوجّه كتاباّ إلى محافظ المركزي.. وهذا نصه!
أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، كتاباّ موجها إلى محافظ مصرف ليبيا المركزي، بشأن البيانات الواردة في تقرير المصرف عن الفترة من 01 / 01 / 2025 إلى 28/ 02 / 2025م.
وجاء في الكتاب: “تابعت حكومة الوحدة الوطنية باهتمام البيانات الواردة في تقرير مصرف ليبيا المركزي الصادر عن الفترة من 2025/01/01 إلى 2025/02/28 ميلادية، الذي تضمن جزءا من البيانات القومية للبلاد، وفي ظل حرص الحكومة على الاستقرار المالي، وضبط الإنفاق المالي، والمحافظة على استقرار المستوى العام للأسعار وانخفاض التضخم المحسوس”.
وأضاف: “نرى ضرورة توضيح بعض النقاط المهمة، والتي ترتبط بكل من: أولا: المالية العامة:
1- بلغ فائض الميزانية العامة عن الفترة من 2025/01/01 إلى 2025/02/28م) مبلغا وقدره (9.6) مليار دينار ليبي.
2- لم يتضمن التقرير الصادر عن مصرف ليبيا المركزي البيانات المتعلقة بإيرادات الرسم المفروض على بيع النقد الأجنبي بقيمة 4.4 مليار دينار، والذي يمثل جزء من الإيراد العام للدولة، وبذلك يصبح فائض الميزانية، وعن الفترة المذكورة (14) مليار دينار.
3- بلغ الإنفاق العام خلال نفس الفترة (8.4 مليار دينار .
ثانيا: الميزان التجاري:1- بلغت إيرادات النقد الأجنبي الموردة من وزارة النفط والمؤسسة الوطنية للنفط خلال الفترة 3.6 مليار دولار.
2- بلغ استخدام المصارف التجارية للنقد الأجنبي ما نسبته (90.5) بمبلغ 5.5 مليار دولار من إجمالي استخدامات النقد الأجنبي خلال الفترة.
-3- بلغ استخدام الجهاز الحكومي والجهات التابعة له من النقد الأجنبي نسبة (9.5%) فقط بمبلغ (581) مليون دولار من اجمالي استخدامات النقد الأجنبي خلال الفترة.
وتابع البيان: ما يتضح من ذلك عددا من النقاط الرئيسية:
1- إن الربط بين ارتفاع الطلب على النقد الأجنبي والإنفاق العام هو جزء من الحقيقة، وليست الحقيقة الكاملة، وخير دليل على ذلك أن التقرير أشار إلى أن إيرادات النقد الأجنبي بلغت 3.6 مليار دولار في حين لم يتجاوز الإنفاق العام مبلغ 1.5 مليار دولار أي بفائض قدره (2.1 مليار دولار).
2- استمرار ظهور العجز التجاري المرحلي بالميزان التجاري للدولة، والذي يقدر بنحو 2.5 مليار دولار خلال الفترة والذي يرتبط مباشرة بخلق النقود في الاقتصاد.
3- الزيادة الملحوظة في الطلب على النقد الأجنبي خلال الربع الأخير للعام 2024م، وشهري يناير- فبراير (2025م) بمعدلات غير مسبوقة تثير تساؤلات تتطلب مزيدا من الإفصاح عن مصادر الأموال المرتبطة بالطلب على النقد الأجنبي وفقا لمتطلبات القانون رقم (2) لسنة 2005م بشأن مكافحة غسل الأموال ولائحته التنفيذية.
وتابع الكتاب، نؤكد على الآتي:
أولا: أن التركيز على الإنفاق العام لضبط الطلب على النقد الأجنبي لم ولن يؤدي إلى أي حلول لضبط الميزان التجاري، إذ أنه يمثل جزءا بسيطا من المشكلة وليست المشكلة الرئيسية التي تعود إلى الجهاز المصرفي خصوصا مع استمرار ارتفاع الخصوم الإيداعية للمصارف التجارية والتي ترتبط مباشرة بخلق النقود.
ثانيا: الالتزام بالسعي لتحقيق التوازن والاستقرار المالي من خلال بذل العناية المهنية اللازمة عن مصادر الأموال التي تطلب العملة الأجنبية يقع على عاتق مصرف ليبيا المركزي، وفقا لما قضت به أحكام القانون رقم (2) لسنة 2005م، حيث أن غياب هذا الإفصاح يفاقم الإشكال، ويعطل الحلول الحقيقية لضبط الميزان التجاري الذي تسعى الدولة لتحقيقه.
وأضاف الكتاب: “عليه، وإذ تمر بلادنا بمرحلة مفصلية تتطلبم اتخاذ وقفة جادة لمعالجة هذه الإشكاليات، فإننا نأمل تكرمكم باتخاذ الإجراءات اللازمة للمعالجة، وضمان الشفافية الكاملة في البيانات المالية المرتبطة بالنقد الأجنبي، وإحالة بيان بصورة دورية ومنتظمة لأصول وخصوم مصرف ليبيا المركزي عند انتهاء اليوم الأخير من كل شهر مباشرة إلى مجلس الوزراء تنفيذا لأحكام المادة (24) من القانون رقم (1) لسنة 2005م بشأن المصارف”.