تغيرات صامتة في الدماغ تسبق تشخيص مرض ألزهايمر بنحو 20 عاما
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
يدمر مرض ألزهايمر الدماغ بهدوء قبل وقت طويل من بدء ظهور الأعراض، والآن، أصبح لدى العلماء أدلة جديدة حول تسلسل تلك التغييرات، ما يعد بتدخلات علاجية مبكرة يوما ما.
وتتبعت الدراسة الكبيرة عددا من البالغين في منتصف العمر وكبار السن في الصين لمدة 20 عاما، باستخدام فحوصات منتظمة للدماغ، وإجراء بزل العمود الفقري واختبارات أخرى.
وأفاد العلماء أنه بالمقارنة مع أولئك الذين ظلوا أصحاء معرفيا، فإن الذين أصيبوا في نهاية المطاف بمرض سرقة العقل لديهم مستويات أعلى من البروتين المرتبط بمرض ألزهايمر في السائل الشوكي قبل 18 عاما من التشخيص. ثم كل بضع سنوات بعد ذلك، اكتشفت الدراسة تغييرات في المؤشرات الحيوية بين المرضى.
ولا يعرف العلماء بالضبط كيف يتشكل مرض ألزهايمر، ولكن إحدى السمات المميزة المبكرة له هي البروتين اللزج المسمى بيتا أميلويد، والذي يتراكم بمرور الوقت على شكل لويحات تسد الدماغ.
والأميلويد وحده لا يكفي لتدمير الذاكرة، فالكثير من أدمغة الفراد الأصحاء تحتوي على الكثير من الترسبات لهذا البروتين.
ويعد بروتين تاو غير الطبيعي الذي يشكل تشابكات تقتل الخلايا العصبية أحد المتآمرين الآخرين على الدماغ.
وتقدم الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة New England Journal of Medicine، جدولا زمنيا لكيفية تراكم هذه التشوهات.
وقال الدكتور ريتشارد مايو، المتخصص في مرض ألزهايمر بجامعة كولومبيا والذي لم يشارك في الدراسة، "إن معرفة توقيت هذه الأحداث الفسيولوجية أمر بالغ الأهمية" لاختبار طرق جديدة لعلاج مرض ألزهايمر، وربما حتى الوقاية منه في نهاية المطاف.
إقرأ المزيد "سلاح سام" استخدمه الجيش الأمريكي في فيتنام يؤثر بالدماغ بطرق مشابهة لألزهايمروالنتائج ليس لها أي آثار عملية حتى الآن.
ويعد تتبع التغيرات الصامتة في الدماغ أمرا أساسيا في أبحاث الأدوية. وقد عرف العلماء بالفعل أنه في الأشكال النادرة والموروثة من مرض ألزهايمر التي تصيب الشباب، يبدأ شكل سام من الأميلويد في التراكم قبل نحو عقدين من ظهور الأعراض، وفي مرحلة ما بعد ذلك يبدأ تاو في الظهور.
وتظهر النتائج الجديدة الترتيب الذي حدثت به مثل هذه التغييرات في العلامات الحيوية مع مرض ألزهايمر الأكثر شيوعا في الخرف.
وقارن العلماء في مركز الابتكار للاضطرابات العصبية في بكين بين 648 شخصا تم تشخيص إصابتهم في النهاية بمرض ألزهايمر وعدد مماثل ممن ظلوا بصحة جيدة.
وكان اكتشاف الأميلويد في مرضى ألزهايمر هو الأول، قبل 18 عاما أو 14 عاما من التشخيص اعتمادا على الاختبار المستخدم.
واكتشفت الاختلافات في بروتين تاو بعد ذلك، متبوعة بعلامة وجود مشكلة في كيفية تواصل الخلايا العصبية.
ووجدت الدراسة أنه بعد سنوات قليلة من ذلك، أصبحت الاختلافات في انكماش الدماغ ونتائج الاختبارات المعرفية بين المجموعتين واضحة.
وقالت كلير سيكستون، مديرة البرامج العلمية بجمعية ألزهايمر: "كلما عرفنا المزيد عن أهداف علاج مرض ألزهايمر القابلة للتطبيق ومتى يجب معالجتها، تمكّنا من تطوير علاجات ووسائل وقائية جديدة بشكل أفضل وأسرع".
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة ألزهايمر الصحة العامة امراض بحوث دراسات علمية مرض الشيخوخة مرض ألزهایمر
إقرأ أيضاً:
تأخر "نوم الأحلام" علامة مبكرة على الزهايمر
كشفت أبحاث جديدة أن الذين يستغرقون وقتاً أطول للدخول في نوم حركة العين السريعة - المرحلة التي تحدث فيها معظم الأحلام - يظهرون مستويات أعلى من البروتينات المرتبطة بمرض الزهايمر.
وقال الباحثون إن استغراق أكثر من 193 دقيقة للدخول في مرحلة نوم حركة العين السريعة (نوم الأحلام) قد يعمل كعلامة تحذير مبكرة لتغيرات الدماغ.
ووفق "ستادي فايندز"، أظهر المشاركون في الدراسة الذين يعانون من تأخر نوم حركة العين السريعة مستويات بروتين مختلفة بشكل ملحوظ؛ 16% زيادة في بيتا أميلويد، و29% زيادة في بروتينات تاو، و39% أقل من بروتين الدماغ المفيد المسمى BDNF.
وأجرى الدراسة فريق من جامعتي كاليفورنيا وبكين.
وقال الباحث الرئيسي يوي لينغ من جامعة كاليفورنيا: "يؤدي تأخير نوم حركة العين السريعة إلى تعطيل قدرة الدماغ على توحيد الذكريات، من خلال التدخل في العملية التي تساهم في التعلم والذاكرة".
وأضاف: "إذا كان غير كافٍ أو متأخراً، فقد يزيد من هرمون التوتر الكورتيزول. وقد يؤدي هذا إلى إضعاف الحُصين في الدماغ، وهو هيكل أساسي لتوطيد الذاكرة".
بداية نوم الأحلامويبدأ نوم حركة العين السريعة، الذي يتميز بالأحلام، عادةً بعد حوالي 90 دقيقة من النوم.
وعندما يمتد هذا الجدول الزمني لفترة أطول من المعتاد، وهو التأخير الذي يطلق عليه العلماء "كمون حركة العين السريعة المطوَّل"، فقد يشير ذلك إلى تغيرات دماغية أساسية مرتبطة بمرض الزهايمر.
ويوصي الخبراء بمعالجة اضطرابات النوم، وتجنب السلوكيات التي تعطل نوم حركة العين السريعة، مثل الإفراط في تناول الكحول، للحفاظ على أنماط نوم صحية تساعد في حماية صحة الدماغ.