طه العامري: الغطرسة (الصهيونية) والغطاء الأمريكي؟!
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
يقال ان كل شيء يصل للذروة يبدأ بالانحدار حتى الشمس حين تبلغ ذروتها تبدأ رحلة أفولها نحو المغيب..
ما نشاهد من غطرسة الصهاينة في الأفعال والمواقف والسلوك يوحي بأن هذا الكيان يعيش لحظات الاحتضار الوجودي ويخوض معركة الربع الساعة الأخيرة وهذا ما تؤكده سلوكيات وممارسات ومواقف هذا الكيان الذي يثبت من خلال كل هذه الغطرسة إنه يعيش في أزمة وجودية، أزمة يحاول التغطية عليها من خلال غطرسة القوة التي نعلم جميعا كما يعلم الكيان نفسه ويدرك قادته أن هذه القوة التي يتمترس خلفها لم تعد ذات جدوى ولم تعد كافية للحفاظ على وجوده في المنطقة بعد معركة طوفان الأقصى التي إسقطت هيبة الكيان وإسقطت أساطيره وافقدته الصورة التي كان يحاول التخفي خلفها والتي حاول زرعها في وجدان وذاكرة العرب لعقود بأنه صاحب القوة والكلمة واليد الطولي، وان كل ما يسعى إليه يتحقق بكل يسر وسهولة، هذه النظرة سقطت ولم يعد احد في هذا العالم يصدق أساطير الصهاينة بعد معركة الطوفان، لذا وحتى يستعيد اطياف هذه الصورة سعي للانتقام من خلال حرب إبادة وتطهير عرقي من خلال ارتكاب مجازر بحق الشعب العربي في قطاع غزة في عدوان وحشي طال الأحياء والأموات ومن لم يموت بالقنابل والصواريخ بموت جوعا وعطشا من خلال الحصار والتجويع، ولم يقف الأمر في هذا النطاق بل تمتد الغطرسة الي إنكار حق الشعب الفلسطيني والتنكر لوجوده وتحدي القرارات الدولية وإرادة المجتمع الدولي وعدم الاكتراث بكل المواقف والقرارات والمناشدات الدولية وكأن هذا الكيان فوق المجتمع الدولي وفوق الإجماع الدولي واكبر من كل العالم، فهو لكي يغطي عن فشله وعجزه وهزيمته في معركة الطوفان ولكي يطمس من ذاكرة العالم ما حدث في أكتوبر الماضي، يحاول التغطية على كل ذلك برد فعل يفوق قدرة الإنسان على استيعابه، لذا نراه يرتكب مجازر إبادة جماعية في غزة وينكل بعرب الضفة الغربية والقدس وعرب الداخل، ويطالب علنا بترحيل وتهجير الشعب العربي من كل فلسطين الي بلدان العالم، ويصدر قرارات وتشريعات وتصادق عليها مؤسساته تقضي بعدم الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية ولا بحقوق الشعب الفلسطيني ولا بحل الدولتين وفق القرارات الدولية، ثم يتحدث بكل صفافه ومجون عن أهمية التطبيع مع الدول العربية، بل ويؤكد أن مسار ومفاوضات التطبيع تسير بسلاسة مع أنظمة عربية عديدة، ثم يهدد لبنان والمقاومة ويصرح بأنه سيحول لبنان الي غزة أخرى وتمتد عملياته الإرهابية الي سوريا فيقتل ويستهدف أحياء سكنية ويقتل مدنيين أبرياء ويتحدث عن إيران ويهددها كما يهدد حزب الله في الوقت الذي فشل في قطاع غزة واخفق في تحقيق أيا من أهدافه في القطاع باستثناء قتل النساء والأطفال والشيوخ، وفيما شعوب العالم تدين جرائمه ودول العالم وأنظمتها تستنكر هذه الجرائم من أفريقيا الي اسيا وصولا لأمريكا الجنوبية، وكل المنظمات الدولية من الأمم المتحدة ابي مجلس الأمن والجمعية العامة وكل المنظمات الحقوقية الدولية تدين هذا الكيان، إلا أنه يواصل حديث الغطرسة وكأنه لا يكترث بكل هذه التحولات الدولية تجاهه وتجاه جرائمه باستثناء أمريكا التي تقف وتشاركه في كل جرائمه وتمنحه الغطاء السياسي والاعلامي والدبلوماسي في كل المحافل الدولية بما في ذلك داخل مجلس الأمن حيث استخدمت حق النقض الفيتو أربعة مرات خلال أربعة أشهر فقط وهذا لم يحدث في التاريخ الدولي.
كل هذه التداعيات تؤكد حقيقة وحيدة وهي أن هذا الكيان يحتضر ويعيش في الربع الساعة الأخيرة وانه ضعيف ومهزوم ومرعوب من النهاية الحتمية التي يتجه إليها مساره الراهن رغم الغطاء اللا أخلاقي الذي تقدمه له واشنطن والغرب والتي دفعت واشنطن ولندن الي الحشد العسكري في البحرين الأبيض والأحمر، وفي الأول حشدة امريكا اساطيلها لحماية الكيان من حزب الله وخوفها من إقدام الحزب على تفجير مواجهة شاملة مع الكيان الأمر الذي يعني التعجيل بنهاية هذا الكيان، وفي البحر الأحمر حشدة واشنطن لمواجهة اليمن التي قررت خوض معركة الطوفان دعما واسنادا لأشقائنا في قطاع غزة من خلال استهداف السفن الصهيونية والسفن المتجهة الي موانئ فلسطين المحتلة دعما للصهاينة ومع ذلك كذبت أمريكا حين قالت إنها جاءت للبحر الأحمر بقواتها لحماية الملاحة الدولية التي لا أحد يستهدفها لكن واشنطن اضطرت الكذب على العالم وعلى شعبها بزعم انها تحمي الملاحة الدولية فيما هي جاءت لحماية الكيان الصهيوني وأيضا لاستعادة هيبتها التي اسقطها الموقف اليمني إذ من كان يجرؤ على تحدي الإرادة الأمريكية أو التمرد عليها وإهانة نفوذها الجيوسياسي الأمر الذي يجعلها أضحوكة أمام الرأي العام الأمريكي والدولي لهذا جاءت بصحبة بريطانيا التي يطلق عليها في أوروبا وأمريكا وحتى في بريطانيا نفسها بأنها (ذيل أمريكا) أو (عرافتها العجوز) استنادا لما لدى بريطانيا من معلومات عن المنطقة والعالم بحكم تاريخها الاستعماري القديم والحديث.
أن كل المؤشرات التي من السهولة استنتاجها من مواقف وتصرفات الكيان الصهيوني والتصريحات الغير مقبولة التي يطلقها قادة الكيان كلها تؤكد أن هذا الكيان في حالة انهيار وخوف ويعيش لحظات وجودية صعبة وقاسية ولكنه يحاول من خلال كل هذه الممارسات والمواقف التغطية على معاناته وإظهار نفسه بالقوى وإلا ماذا يعني قول رئيس وزراء الكيان (أن لم ننتصر على حماس فإن الشرق الأوسط سينهار)؟!
أو قول وزير الدفاع الصهيوني ( أن لم ننتصر في غزة فأن وجودنا كدولة على المحك) وحتى التصريحات الأمريكية تربط أهمية وضرورة الانتصار الصهيوني على حركة المقاومة لأن عدم الانتصار يشكل خطرا على أمن الصهاينة..؟!
لدرجة ان امريكا وبريطانيا والغرب يغامروا في علاقتهم الدولية في سبيل تمكين الصهاينة من تحقيق الانتصار ورد اعتبارهم الذي اهدرته المقاومة، لكن ومع كل هذا الجنون الصهيوني والتغطية الأمريكية البريطانية الغربية فإن الهزيمة لا تزل تلاحق الكيان بعد مائة وثمانية وثلاثون يوما من بدء عدوانهم على غزة، ايام طويلة صمدت فيها المقاومة ولاتزال صاحبة الكلمة العليا واليد الطولي رغم وحشية العدوان والدعم الأمريكي والدولي والتواطؤ العربي الإسلامي، وبعد فترة العدوان الطويلة أجبر الكيان قهرا وقسرا وعنوة على مفاوضات المقاومة من أجل اطلاق سراح رهائنه لديها الذي فشل بكل قوته وجرائمه من تحرير ولو اسيرا واحدا..
الايام القادمة كفيلة بالتأكيد أن المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق وسلطة صنعاء والنظام في سوريا وبرعاية الجمهورية الإسلامية الإيرانية هم من ساهموا في تشكيل اطياف النظام الدولي الجديد، نظام متعدد الأقطاب وهذا ما تؤكده مواقف الأطراف الدولية الفاعلة وتحديدا روسيا والصين.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي أن هذا الکیان من خلال کل هذه
إقرأ أيضاً:
الغطرسةُ الأمريكية و “الإسرائيلية” تتلاشى
زينب المهدي
هذه هي أمريكا التي كانت تجول وتصول بسفنها وبارجاتها ومدمّـراتها في كُـلّ أنحاء العالم وخَاصَّة في الشرق الأوسط، لم تتخيل أنها في أحد الأيّام سوف تمتنع من المرور في البحار، وخُصُوصًا في البحر الأحمر الذي أصبح مكاناً خطيراً عليها وعلى أساطيلها التي أرعبت العالم، والآن هي المرعوبة والخائفة من المرور من البحرين الأحمر والعربي والبحر الأبيض المتوسط وباب المندب والمحيط الهندي والدفاع عن حليفتها “إسرائيل” فمن يدافع عنها من الهجمات اليمنية على كُـلّ أساطيلها البحرية.
فكلما أحضر الأمريكي من مدمّـرات وحاملات طائراته تم ضربها وتلقيها أكبر صفعة على أيدي محور المقاومة في اليمن فقد أحضروا حاملات الطائرات “أيزنهاور” وتم ضربها وتم تهريبها وانسحابها، وأحظروا غيرها كـ “أبراهام” وتم ضربها مع مدمّـراتها التي كانت تحميها فهذه هي اليمن العصية على كُـلّ عدو مهما كانت قوته وسطوته.
وأيضًا “إسرائيل” التي صفعت وأحرقت أمام ثُلة قليلة من المقاومين الفلسطينيين الذين لا يملكون عدا أسلحة متواضعة غير التي يمتلكها العدوّ الصهيوني من أحدث وأعتى أنواع الأسلحة المتطورة من مدرعات ودبابات “ميركافا” وطائرات حربية هي الأحدث وطائرات بدون طيار فقد هزموا شر هزيمة.
وأيضًا تم تلقينهم أكبر صفعة من المقاومة لحزب الله اللبناني الذي مرغ أنوفهم في التراب، ولم يستطع هذا العدوّ الصهيوني أن يتقدم حتى شبراً واحداً مما يتلقاه من مواجهة على الأرض من مقاومين مؤمنين بالله.
أصبح المقاومون في كُـلّ يوم يضربون بكل أنواع الصواريخ والطائرات بدون طيار الانقضاضية، التي أرعبت الصهاينة وجعلت المستوطنين يفرون إلى الملاجئ تحت الأرض ويعيشون في خوف وموت خشية من المقاومة اللبنانية لحزب الله.
وهكذا ستنتهي الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية أمام المقاومين في اليمن ولبنان وفلسطين.