بالتفاصيل.. هيئة الصحفيين السعوديين تناقش إنشاء "نادي الصحافة"
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
عقد مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين، أمس، اجتماعه الثاني، برئاسة رئيس المجلس عضوان الأحمري، وذلك على هامش فعاليات المنتدى السعودي للإعلام.
وأثنى الأحمري في بداية الجلسة على سرعة تجاوب أعضاء المجلس بتقديم العديد من الرؤى والمقترحات والتصورات لعمل المجلس في المرحلة المقبلة وفق استراتيجية تتماشى مع مستجدات الإعلام واحتياجات المهنة والمهنيين، وخدمة الأهداف المناطة بالهيئة داخلياً وخارجياً.
أخبار متعلقة صور| يوم التأسيس.. مباني "الداخلية" تكتسي باللون الأخضروكيل النيابة العامة: يوم التأسيس يجسد قوة وتاريخ الوطنتفاصيل أوسع :https://t.co/MZLnsVOiTo pic.twitter.com/nkr2cXdi2U— هيئة الصحفيين السعوديين (@sju_ksa) February 22, 2024هيئة الصحفيين السعوديينثم استعرض الأعضاء جدول أعمال الجلسة، وبعد مناقشة البنود المعروضة، أقر المجلس أن تنطلق برامج الهيئة وأنشطتها من خلال لجان عاملة مبدئياً بالتخصصات الملحة وفق احتياجات استراتيجية العمل للتأكد من سرعة التنفيذ، مثل اللجنة التنفيذية التي تم تخويلها بوضع المستهدفات المرحلية، والبت في الموضوعات العاجلة، ولجنة المراجعة والأداء ومن ضمن مهامها متابعة أداء الأعمال في الهيئة، وأداء اللجان، والتأكد من تحقيق المستهدفات، ولجنة الحريات، وتهتم بوضع الأطر وتنفيذ الخطط التي تكفل حريات الإعلاميين، ورصد الحراك الإعلامي وإصدار تقرير دوري عن الحريات الصحفية في المملكة، والمشاركة مع المنظمات الإعلامية الدولية في قضايا الحريات الإعلامية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } رئيس وأعضاء مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين (اليوم)
فيما أنيط بلجنة تنظيم وتنمية موارد الهيئة المالية؛ البحث عن سبل استثمارية لإيجاد موارد للدخل المالي للهيئة يمنحها انطلاقة أوسع في أعمالها، وتهتم لجنة العلاقات والأعضاء بالعناية بشؤون الأعضاء، والحرص على جلب منافع ومزايا لهم، وفتح أطر جديدة وشراكات مع الهيئة تعود بالنفع على الهيئة ومنتسبيها، ويناط بلجنة التدريب وضع خطة تنفيذية لبرامج تدريبية نوعية قريبة وأخرى بعيدة المدى وبناء شراكات مع الجامعات ومراكز التدريب في الداخل والخارج، ومهمة لجنة الفعاليات وضع الخطط التنفيذية لجميع أنشطة وفعاليات الهيئة، ووضع معايير ثابتة للأنشطة الداخلية والخارجية، وتختص لجنة منصات التواصل الاجتماعي بوضع سياسة تحريرية واضحة لجميع ما ينشر إعلامياً، والإشراف على الموقع الإلكتروني للهيئة وتطويره.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } هيئة الصحفيين السعوديين - الموقع الرسميإنشاء "ناد للصحافة"استعرض المجلس المقترحات العديدة المقدمة من أعضائه، وتم الاتفاق على جدولتها ليناط تحقيق الأفكار المقدمة من خلال اللجان التي أقرها المجلس مع اعتماد خطة 100 يوم تبدأ من اليوم الخميس، إضافةً إلى واقع عمل فروع الهيئة، مثنياً على الأدوار التي تقوم بها، وضرورة دعمها وتمكينها وفق ضوابط تنسجم مع الأداء الكلي لعمل الهيئة في المركز الرئيسي.
وناقش المجلس الأفكار والمقترحات المقدمة لتفعيل فكرة إنشاء "ناد للصحافة" ينطلق من العاصمة الرياض تحت مظلة الهيئة وتم الاتفاق على إحالة الموضوع للجنة من أعضاء المجلس لاستكمال التصور، ثم الحصول على الترخيص اللازم لقيام النادي في وقت قريب، إضافةً إلى عددٍ من الموضوعات الأخرى، أبرزها الحماية القانونية للعاملين في الحقل الإعلامي من منتسبي الهيئة وفق اللائحة الأساسية لها، وضرورة توسيع دائرة العضوية واستيعاب طلبة الإعلام والمتدربين لتشملهم عضوية خاصة تمكنهم من الاحتكاك بذوي الخبرة من المهنيين في مجال الصحافة والإعلام.
كما تمت مناقشة تفعيل صندوق دعم الصحفي المنتسب للهيئة وجلب الموارد التمويلية له ووضع حوكمة لها، وآلية التواصل مع النقابات والمنظمات الإعلامية وتفعيل الشراكات معها، والعمل على تصحيح ومناقشة المؤشرات الدولية المرتبطة بتصنيف المملكة في مجال الحريات الإعلامية مع المنظمات الدولية.
وأشار المجتمعون إلى أنه سيتم في اجتماع المجلس المقبل، مراجعة الخطة الاستراتيجية المعتمدة للمئة يوم الأولى والتأكد من تنفيذها، ومواصلة مناقشة ما تبقى من الخطة الاستراتيجية السنوية، مهيباً بالأعضاء المشتركين في الهيئة للتواصل وتقديم الملاحظات والرؤى المأمول من الهيئة العمل عليها وتحقيقها خدمة للمنتسبين إليها.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس الرياض هيئة الصحفيين السعوديين نادي الصحافة أخبار السعودية هیئة الصحفیین السعودیین article img ratio
إقرأ أيضاً:
الجاسوسية والصحافة
حينما بدأت حياتي المهنية فـي الصحافة، كنت أؤمن إيمانًا مطلقًا بأن القلم يمكن أن يكون أداة لإيصال الحقيقة وكشف الغموض، ولكن مع مرور الوقت بدأت بعض القناعات تنزاح شيئًا فشيئًا حيث إن الحقيقة فـي هذا المجال ليست دائمًا مجردة وأن الصحافة قد تصبح بقصد أو بدون قصد غطاءً لأجندات خفـية يستغلها البعض لتحقيق مآرب خبيثة، هذا الواقع المعقد دفعني لتساؤل متى تكون الصحافة نزيهة؟ ومتى تتحول إلى أداة تجسس تخدم مصالح معينة؟
قبل يومين قرأت تقريرًا نشرته منصة مينت برس، أُثير جدل واسع حول دور رافـي بيرغ، رئيس تحرير قسم الشرق الأوسط فـي هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن دوره فـي إظهار انحياز تغطية البي بي سي الإخبارية لصالح الرواية الإسرائيلية فـي حربها التي تشنها ضد قطاع غزة وفـي لبنان وسوريا واليمن، من خلال التحكم فـي النصوص والعناوين والصور لتتماشى مع وجهة نظر محددة، فـي مقابل إقصاء متعمد للروايات الفلسطينية وصور المعاناة الإنسانية.
الحديث عن انحياز التغطية لصالح طرف معين على حساب آخر يعيد إلى الأذهان تساؤلات قديمة إلى أي مدى يمكن أن تكون الصحافة حرة؟ ومتى يمكن التفريق بين الصحافة الحرة والإعلام الحر وبين الإعلام الموجه والمتحكم به من قبل مجموعات قد تكون مدسوسة وتخدم أجندات وبرامج سياسية تخدم أطماع دول أخرى؟
ارتباط الجاسوسية بالصحافة ليس بالجديد؛ فالتاريخ شاهد على الكثير من الممارسات الصحفـية اللا أخلاقية خصوصًا فـي أوقات الحروب والنزاعات حينما لا تستطيع الآليات العسكرية التوغل والوصول إلى الطرف الآخر فـي حين أن الصحفـي والمراسل يستطيع تحقيق ذلك من خلال طبيعة عمله التي تتيح له فـي بعض الأحيان الوصول إلى نقاط الصراع من الطرفـين ونقل ما يجري من أحداث عسكرية إلى الطرف الآخر، ففـي تقرير للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي أن أكثر من ٥٠ صحفـيًا خدموا سرًا كعملاء لوكالة المخابرات المركزية خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفـييتي حين كان قانون الاستخبارات يتيح تجنيد الصحفـيين كعملاء بعد الحصول على الموافقة اللازمة لذلك.
وفـي السياق ذاته، يسرد الصحفـي الفرنسي باتريك دونو فـي مذكراته «الصمت سيحرسك» تجربته كجاسوس تحت غطاء العمل الصحفـي. اعترافاته تكشف تفاصيل عمله كعميل للاستخبارات الفرنسية فـي مناطق الصراع مثل أفغانستان، ولبنان، والعراق وليبيا. يقول دون: «كانت الصحافة مهنتي، لكنها أصبحت غطائي».
فـي منطقة الشرق الأوسط المعروفة بتعقيداتها السياسية وتشابك مصالحها الإقليمية والدولية، كانت وما زالت ساحة خصبة لعمليات التجسس خاصة تلك التي تتخذ من الصحافة غطاءً لها. ففـي ظل الحروب والنزاعات التي شهدتها المنطقة على مر العقود، كانت هناك قصص لا تحصى عن صحفـيين غربيين قدموا لتغطية الأحداث، لكنهم فـي الواقع كانوا يسعون لجمع معلومات حساسة أو تصنيفها ضمن تقارير سرية. من أبرز الأمثلة على ذلك، اعتقال السلطات الإيرانية لجيسون رضائيان، الصحفـي الإيراني الأمريكي الذي عمل فـي صحيفة «واشنطن بوست». وجهت إليه تهمة التجسس بعد اتهامه بجمع معلومات سرية حول البرنامج النووي الإيراني. ورغم ادعائه أنه كان يؤدي عمله كصحفـي، إلا أن اعتقاله فـي عام 2014 جاء بمثابة تأكيد على توتر العلاقة بين الصحافة والجاسوسية. قضى رضائيان أكثر من عام فـي السجن قبل أن يُفرج عنه ضمن صفقة تبادل أسرى.
ولا يتوقف الأمر عند إيران، فقد شهدت العديد من الدول العربية قصصًا مشابهة، حيث تم الكشف عن صحفـيين غربيين استغلوا طبيعة عملهم للوصول إلى معلومات مصنفة بالغة السرية. هؤلاء الصحفـيون عادة ما يندمجون فـي بيئة العمل الصحفـي، متظاهرين بتغطية فعاليات اقتصادية أو ثقافـية، بينما تكمن مهمتهم الحقيقية فـي جمع معلومات استخباراتية.
تعد الصحافة وسيلة مهمة لتوثيق الأحداث ونقل الحقيقة، لكن استغلالها كأداة للتجسس يهدد مصداقيتها ويُثير تساؤلات حول أخلاقيات المهنة وفـي كثير من الأحيان تستغل الصراعات الإقليمية والدولية لتبرير هذه الممارسات، حيث تُجنّد وكالات الاستخبارات صحفـيين لتحقيق أهدافها، وقد أدى هذا إلى تزايد الشكوك تجاه المراسلين الأجانب، خاصة فـي المناطق التي تعاني من اضطرابات سياسية أو عسكرية. تظل العلاقة بين الصحافة والجاسوسية علاقة شائكة ومتشابكة، تشكل تحديًا كبيرًا لمهنة الصحافة التي يفترض بها أن تكون صوت الحق والشفافـية، وبينما تتداخل المصالح وتتغير الأولويات، يظل الصحفـي الحقيقي هو من يلتزم بقواعد المهنة وأخلاقياتها، بعيدًا عن أي استغلال أو انحراف عن رسالته الأساسية، فالصحافة ورغم كل التحديات التي تمر بها، تظل أحد أعمدة التعبير الحر، لكنها مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالحفاظ على مصداقيتها، حتى لا تتحول من ناقل للحقيقة إلى أداة فـي يد المصالح الخفـية.