فوز لمياء كامل بجائزة Luminary Leadership لدورها الرائد في الاتصالات والعلاقات العامة
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
كرم ملتقى "قوتها" في نسخته الثالثة هذا العام لمياء كامل، المساعد السابق لوزير السياحة والآثار للترويج، ومؤسس قمة صوت مصر، والمدير التنفيذي لشركة سي سي بلاس للعلاقات العامة والاستشارات الإعلامية، بجائزة Luminary Leadership لدورها الرائد في مجال الاتصالات والعلاقات العامة من خلال أكثر من 18 عاماً في هذا المجال ، وكواحدة من أهم 50 شخصية مؤثرة في مجال الإعلام في عام 2023.
وتطلق منصة "جيرلز سبيس" النسخة الثالثة من ملتقى قوتها تحت شعار "النساء والرجال في صناعة النجاح" بالتعاون مع جاليريا 40 خلال يومي ـ23 و24 من فبراير الجاري، حيث يشارك في نسخته هذا العام عدد كبير من النجمات والمشاهير، بجانب صناع محتوى، ورائدات أعمال، ومصممات أزياء، والمؤثرات على السوشيال ميديا.
وتعليقًا على هذا الحدث، قالت لمياء كامل، المساعد السابق لوزير السياحة والآثار للترويج، ومؤسس قمة صوت مصر، والمدير التنفيذي لشركة سي سي بلاس للعلاقات العامة والاستشارات الإعلامية: "يشرفني أن أقف اليوم بين هذه النخبة الكريمة في هذا الحدث السنوي النسائي، والذي ساهم من خلال دوراته السابقة، في تسليط الضوء على الجهود الرائدة للمرأة المصرية، ممن قدمن الكثير للمساهمة في بناء المجتمع في المجالات المختلفة، كما أتقدم بالشكر الجزيل لكم جميعا وللقائمين على المبادرة على هذا التكريم واختياري واحدة من ضمن أهم 50 شخصية مؤثرة في مجال الإعلام في عام 2023".
وأضافت "كامل": " يأتي ذلك في ظل إرادة سياسية حاسمة في دعمها للمرأة المصرية، و عازمة على المضي بجدية في تفعيل كل ما من شأنه تمكينها وتأهيلها للعب دورها باستحقاق في تنمية وإعلاء شأن الوطن بما يتماشى مع توجهات "رؤية مصر 2030" واستراتيجيتها للتنمية المستدامة، ومن وجهة نظري أرى أن المجتمعات المصرية والعربية بحاجة إلى قدوات من شخصيات مؤثرة، تحمل معها الرغبة في التغيير الإيجابي، ولقد حققت المرأة المصرية إنجازات كبيرة على الصعيد الوطني والعربي، وجاء وقت إبراز مبادراتها ومساهمتها لتصل إلى العالمية".
ويأتي هذا التكريم تتويجًا لجهود لمياء كامل التي تُعَد أحد القادة البارزين في مجال الاتصالات والعلاقات العامة، وهو ما يتجلى في نجاحها المهني وخبراتها الراسخة على مدار سنوات عملها، حيث ساهمت برؤيتها الاستراتيجية في تنظيم العديد من الحملات الأكثر تأثيرًا في عدة مجالات، وتعزيز الصورة الذهنية لعدد من أبرز الكيانات، من ثم قامت بدور هام في تطوير مفهوم العلاقات العامة في مصر، حيث أطلقت مؤتمر قمة صوت مصر Narrative Summit منذ عام 2016 كأول مؤتمر دولي للهوية الوطنية المصرية وإظهار الصورة الإيجابية عن مصر أمام العالم.
وعلى جانب آخر، شاركت "كامل" بمهاراتها الاستثنائية في عدد من الحملات الانتخابية الرئاسية، وكان لتفانيها وخبراتها دور هام في تعزيز نجاح هذه الحملات.
كما تتولى العديد من المسؤوليات، حيث تعمل أستاذة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة (AUC) وجامعة مصر الدولية (MIU) وذلك في إطار شغفها بدعم الأجيال القادمة في مجال الاتصالات، ونظرًا لأن اهتمامها يتجاوز العمل الأكاديمي، فإنها تتعاون عن قرب مع العديد من الشركات المصرية لسد الفجوة في مجال الاتصالات وتحسينه بما يتوافق مع معايير الجودة الدولية.
جدير بالذكر أن ملتقى "قوتها"، هذا العام، يشهد تكريم الفنانة الكبيرة إسعاد يونس الأكثر إلهاما في كافة المجالات بجانب منح تكريم خاص لفريق عمل برنامجها "صاحبة السعادة" كونه البرنامج الأكثر تأثيرا في الوطن العربي، كما يتم تكريم الفنانين غادة عادل ومي عمر وأحمد خالد صالح، ويشهد الملتقى حضور عدد كبير من نجوم الفن والمجتمع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فی مجال الاتصالات
إقرأ أيضاً:
???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
( عميد التَنوير ، نِحرِير النبوءاتِ العَتيقة )
في أعمق لحظاتي مع نفسي صدقاً ، لا أراني أعظَمُ مَيلاً للحديث عن الشخصيات، إن تكرَّمَت وأسعفَتني الذاكرة ، فقد كتبتُ قبل عن فيلسوفِ الغناء مصطفى سيد أحمد ، والموسيقار الكابلي ، والمشير البشير ، وشاعر افريقيا الثائر ؛ الفيتوري .
لا أجدُني مضطراً لمدح الرّجال ، ولكنها إحدى لحظات الإنصاف ، ومن حسن أخلاق الرجال أن ينصفوا أعداءهم، دعك من أبناء جلدتهم ونبلائها ، والرجلُ ليس من قومنا فحسب، بل هو شريف قوم وخادمهم ، خطابه الجَسور يهبط حاملاً “خطاب” ابن يعمر الإيادي لقومه ، وخطبة درويش “الهندي الأحمر” ، و”بائية” أبي تمّام ، وتراجيديا الفيتوري في “التراب المقدّس” ..
عبد الرحمن ، لم يكن حالة مثقفٍ عادي ، “عمسيب” مثالٌ للمثقف العضوي قويّ الشَّكِيمَة ، العاملِ علَى المقاومة والتغيير والتحذير ، المحاربِ في ميادين التفاهة والتغييب والتخدير ، المتمرّد على طبقته ، رائد التنوير في قومه ، ظلّ يؤسس معرفياً وبأفقٍ عَالمٍ لنظرية اجتماعية ، نظرية ربما لم تُطرح في السوح الثقافية والاجتماعية من قبل ، أو لربما نوقشت على استحياء في همهمات أحاديث المدينة أو طُرحَت في ظلام الخرطوم عَهداً ثم غابت . هذا الرجل امتلك من الجسارة والثقافة العميقة بتفاصيل الأشياء وخباياها ، ما جعله يُقدم على تحطيم الأصنام السياسية والثوابت الاجتماعية وينفض الغبارَ عن المسكوت عنه في الثقافة والاجتماع والسياسة.
عمسيب قدم نظريةً للتحليل الاجتماعي والسياسي ، يمكن تسميتها بنظرية ( عوامل الاجتماع السياسي) أو نظرية ( النهر والبحر) في الحالة السودانية ، فحواها أن الاجتماع البشري يقوم على أسس راسخة وليس على أحداث عابرة . فالاجتماع البشري ظلّ منذ القدم حول ( القبيلة Tribe ) ثم ( القوم Nation ) ثم ( الوطن Home) ثم ( الدولة country) . هذا التسلسل ليس اجتماعيٌ فحسب، بل تاريخيٌ أيضاً ، أي أن مراحل التحَولات العظيمة في بِنية المجتمعات لا يصح أن تقفز فوق الحقب الاجتماعية ( حرق المراحل).. فالمجتمعات القَبَلية لا يمكنها انتاج (دولة) ما لم تتحول إلى (قومية) ، ثم تُنتج (وطن) الذي يسع عدد من القوميات ، ثم (دولة) التي تخضع لها هذه القوميات على الوطن ، مع تعاقد هذه القوميات اجتماعيا على مبادئَ مشتركة، وقيمٍ مضافة ، كالأمن والتبادل الاقتصادي وادارة الموارد ، والحريات الثقافية ونظام الحكم .
هذه النظرية تشير إلى أن الاجتماع السياسي في السودان ظل في مساره الطبيعي لمراحل التسلسل التاريخي للمجتمعات والكيانات ، إلى أن جاءت لحظة ( الاستعمار) Colonization . ما فعله الاستعمار حقيقة ، أنه وبدون وعي كامل منه ، حرق هذه المراحل – قسراً – وحوّل مجتمعات ما قبل الدولة ( مجتمعات ما قبل رأسمالية) إلى مجتمعات تخضع للدولة.
فالمجتمعات التي كانت في مرحلة ( القبيلة) او تلكَ في مرحلة( القومية) قام بتحطيم بنيتها وتمحوراتها الطبيعيه وتحويلها إلى النموذج الرأسمالي الغربي ، خضوع قسري لمؤسسات الدولة الحديثة، مجتمع ما بعد استعماري ، تفتيت لمفاهيم الولاءات القديمة الراسخة ، بل وتغييرها إلى نظم شبه ديموقراطية، وهذا بالطبع لم يفلح، فبعد أن حطّم المستعمر ممالك الشايقية ودولة سنار ومشيخات العرب بكردفان ومملكة الفور ، وضم كل ذلك النسق الاجتماعي ( القبلي / القومي) إلى نسق الوطن/ الدولة.. أنتج ذلك نخب وجماعات سياسية ( ما بعد كولونيالية ) تعيش داخل الدولة ، لكنها تدير الدولة باللاوعي الجمعي المتشبّع بالأنساق التقليدية ( القبيلة / الطائفة / القومية) ، أي مراحل ماقبل الوطن والدولة.
ما نتج عن كل هذه العواصف السياسية والاجتماعية ، والاضطرابات الثقافية، أن هذه المجتمعات والقوميات التي وجدت نفسها فجأة مع بعضها في نسق جديد غير معتاد يسمى ( الدولة) ، وأقصدة بعبارة ( وجدت نفسها فجأة) أي أن هذا الاجتماعي البشري في الاطار السياسي لم يتأتَ عبر التمرحلات الطبيعيه الانسانية المتدرجة للمجتمعات، لذا برزت العوامل النفسية والتباينات الثقافية الحادة ، الشيئ الذي جعل الحرب تبدأ في السودان بتمرد 1955 حتى قبل اعلان استقلاله . ذات الحرب وعواملها الموضوعيه ومآلاتها هي ذات الحرب التي انطلقت في 2002 ثم الحرب الأعظم في تاريخنا 2023 .
أمر آخر شديد الأهمية، أن دكتور عبد الرحمن ألقى حجرا في بركة ساكنة، وطرق أمراً من المسكوت عنه ، وهو ظاهرة الهجرات الواسعة لقوميات وسط وغرب افريقيا عبر السبعين عاما الماضية ( على الأقل) , فظاهرة اللجوء والهجرات الكبيرة لقبائل كاملة من مواطنها لأسباب التصحر وموجات الجفاف التي ضربت السهل الافريقي، ألقت بملايين البشر داخل جغرافيا السودان، مما يعني بالضرورة المزيد من المنافسة العنيفة على الأرض والموارد وبالتالي اشتداد الحروب والصراعات بالغة العنف، وانتقال هذا التهديد الاستراتيجي إلى مناطق ومجتمعات وسط وشمال السودان ( السودان النّهري)
اذن ، سادتي ، فنظرية (الاجتماع السياسي ، جدلية الهوية والتاريخ ) هذه تؤسس لطرائق موضوعيه ( غير منحازة) لتفسير الظواهر الاجتماعية والثقافية وجدليات الحرب والسلام ، وتوضّح أسباب ظاهرة تعدد الجيوش والميليشيات القبلية والمناطقية والخطابات المؤسسة ديموغرافياً ، وما ينسجم معها من تراكمات تاريخيه وتصدّعات اجتماعية عميقة في وجدان تلك الجماعات العازية .. التوصيات البديهية لهذا الخطاب ، أن الحلّ الجذري لإشكاليات الصراع في السودان هو بحلّ جذور أزمة الهوية، والهوية نفسها لم تكن ( أزمة) قبل لحظة الاستعمار الأولى ، بالتالي تأسيس كيانات جديدة حقيقية تعبّر عن هويات أصحابها والعقد الاجتماعي المنعقد بين مجتمعاتها وقومياتها .
النظرية التي أطلق تأسيسها دكتور عبد الرحمن، لم تطرح فقط الأسئلة الحرجة ، بل قدمت الإجابات الجسورة وطرقت بجراءة الأبواب المرعبة في سوح الثقافة والاجتماع والسياسة في السودان.
Mujtabā Lāzim
إنضم لقناة النيلين على واتساب