تتواصل معاناة أصغر ضحايا الحرب في شمال دارفور بالسودان، حيث أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن طفلا يفارق الحياة كل ساعتين، نتيجة للأوضاع الإنسانية الكارثية وسوء التغذية الناجمة عن النزاع المستمر في المنطقة.

وقال شيك تراوري، منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود: "لدينا أكثر من 200 مريض يوميا ينتظرون العلاج، ولا يأتون من داخل المخيم فقط، بل يأتون أيضا من المنطقة المحيطة بحثًا عن الرعاية الصحية".



تبرز هذه التطورات تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة، حيث يعاني الأطفال من نقص حاد في الرعاية الصحية وسوء التغذية، مما يشير إلى الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية لإنقاذ الحياة وتوفير العناية الطبية الضرورية.

ومن بين هؤلاء، يوجد حوالي "5 ملايين على شفا الكارثة"، وهو ثاني أسوأ تصنيف لحالات الطوارئ يعتمده برنامج الأغذية العالمي بعد تصنيف المجاعة.



وتحذر منظمات حقوقية منذ أشهر من أن شبح المجاعة يلوح في الأفق في السودان نتيجة لعرقلة وصول المساعدات الإنسانية والنقص الحاد في التمويل، ولكن العوائق نفسها التي تعترض توصيل المساعدات تعيق القدرة على تحديد حجم الكارثة.

وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في شرق إفريقيا، مايكل دانفورد: "هناك مشكلة كبيرة في توافر البيانات لتأكيد ما إذا كان قد تم بلوغ الحدود المطلوبة لإعلان المجاعة".

ونوه إلى أن برنامج الأغذية العالمي قادر فقط على الوصول إلى 10% من المحتاجين إلى المساعدات في السودان، معتبرًا أن "هناك مساحات كبيرة من البلاد لا يمكننا ببساطة الوصول إليها".

كما كان من الممكن أن تساعد المناطق الأكثر خصبة في السودان في تجنب المجاعة، لولا انتشار القتال إلى قلب الأراضي الزراعية في البلاد.

وعلى مدى أشهر، امتدت رقعة القتال إلى ولاية الجزيرة، التي كانت تُعتبر سلة غذاء للبلاد قبل الحرب، ولم يُستثن أحد من الجوع فيما فُرَّ الآلاف من المزارع بسبب النزاع.



وقال رو: "هجرت آلاف المزارع الصغيرة والكبيرة لأن الناس يهربون من النزاع"، محذرا من أن البلد على وشك الانهيار".

وكان قد حقق الجيش السوداني أول تقدم كبير له منذ بداية الحرب قبل عشرة أشهر، إذ استعاد السيطرة على جزء من مدينة أم درمان من قوات الدعم السريع.

وبدأ الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش من أجل السيطرة على السودان منذ أبريل نيسان في حرب أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد ما يقرب من ثمانية ملايين وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة.

وبعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب، سيطرت قوات الدعم السريع على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم، وشقيقتيها بحري وأم درمان، ومعظم الأراضي في ولايتي غرب كردفان ودارفور.


وحافظ الجيش على السيطرة على معظم قواعده في العاصمة لكنه لم يحرز تقدما كبيرا حتى بداية العام عندما قال سكان إنه استخدم الطائرات المسيرة بشكل أكبر.

وتحتفظ قوات الدعم السريع بالسيطرة على مناطق في شرق أم درمان وكذلك منطقة امبدة مترامية الأطراف التي تربط العاصمة بالمناطق الغربية، ويقول السكان إن لديها قناصة يتمركزون على الطرق الرئيسية.

ويقول سكان أم درمان والخرطوم ومدن أخرى إن قوات الدعم السريع أجبرتهم على الخروج من منازلهم، ونهبت ممتلكاتهم، واغتصبت النساء. وتتهم الولايات المتحدة القوات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وتطهير عرقي في ولاية غرب دارفور.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية دارفور السودان الدعم السريع السودان دارفور الجيش السوداني الدعم السريع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قتلى بينهم طفلتان بقصف للدعم السريع على مخيم في الفاشر

قتل 3 أشخاص بينهم طفلتان وأصيب 3 آخرون في قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين بمدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي السودان.

وأفادت غرفة طوارئ مخيم أبو شوك للنازحين -في بيان- بأن قصفا مدفعيا لقوات الدعم السريع على المخيم أدى إلى وفاة شخص وطفلتين، وإصابة 3 آخرين، موضحا أن الأبرياء العزل في المعسكر أصبحوا ضحايا للقصف المدفعي المستمر من قبل قوات الدعم السريع.

وأضاف البيان أن المخيم ليس مقرا عسكريا بل لمدنيين فروا من القتال الدائر في البلاد، مناشدا كل الجهات بعدم قصف المخيم لأنهم يفقدون كل يوم أعدادا من الرجال والنساء والأطفال الذين يموتون أيضا بسبب الجوع.

وتشهد الفاشر معارك عنيفة ومستمرة بين الجيش السوداني والقوة المتحالفة معه من حركات دارفور المسلحة، وبين قوات الدعم السريع، التي تفرض منذ أشهر حصارا على الفاشر وتسعى للسيطرة عليها، وحاولت مرارا اقتحامها ولكنها فشلت في ذلك.

أطفال نازحون في مخيم "زمزم" يواجهون ظروفا قاسية (رويترز) نزوح جماعي

وفي سياق متصل، تتواصل حركة النزوح من مخيمات زمزم والفاشر وكبكابية إلى محليتي طويلة وسرف عمرة بشمال دارفور جراء استمرار المعارك والقصف، ووفقا لمنظمة الهجرة الدولية، فإن 267 أسرة نزحت من معسكر زمزم في الفاشر، إلى محلية طويلة.

إعلان

وفي كبكابية بشمال دارفور، نزح نحو 160 أسرة، إلى بلدة سرف عمرة شمال دارفور بسبب الغارات الجوية التي شهدتها المدينة مؤخرا، كما نزحت 117 أسرة، من مخيم كبكابية إلى معسكر سورتوني.

في شمال دارفور أيضا شكا النازحون بمحليتي طويلة ودار السلام من تردي الوضع الأمني وعدم استلام أي مساعدات منذ اندلاع الحرب.

وقال أحد النازحين إن معسكر السد العالي في تابت ومعسكرات شداد وأم ضريساي ونيفاشا في شنقل طوباي بجنوب الفاشر تشهد أوضاعا إنسانية قاسية، داعيا المجتمع الدولي للتدخل العاجل وإيصال المساعدات.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان مواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفرت عن أكثر من 20 ألف قتيل، وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

مقالات مشابهة

  • قتلى بينهم طفلتان بقصف للدعم السريع على مخيم في الفاشر
  • السودان: حكومات الحرب الموازية
  • تلفزيون السودان يقحم الكنيسه فى الصراع بين الكيزان والدعم السريع
  • تقدم الجيش السوداني في دارفور هل يغير معادلات الحرب في السودان؟ ؟
  • بريطانيا تدعو لإيجاد حل سياسي لمنع المزيد من المعاناة
  • الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير
  • قلق أممي إزاء تدهور الأمن الغذائي في السودان
  • كنداكة الثورة السودانية تتحدث عن الثورة والانقلاب وانتهاكات الدعم السريع
  • النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن مقتل العشرات من «قوات الدعم السريع»